فصل: مس الجن وعلاجه

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «المجموعة الأولى»**


مس الجن وعلاجه

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏3512‏)‏‏:‏

س 2‏:‏ هل الحديث التالي ليس بحجة على تمليك الجن سلطانا على البشر‏؟‏ عن أبي السائب قال‏:‏ دخلنا على أبي سعيد الخدري فبينما نحن جلوس إذ سمعنا تحت سريره حركة فنظرنا فإذا فيه حية، فوثبت لأقتلها وأبو سعيد يصلي فأشار إلي أن أجلس فجلست فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار، فقال‏:‏ أترى هذا البيت‏؟‏ فقلت‏:‏ نعم، فقال‏:‏ كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس، قال‏:‏ فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله، فاستأذنه يوما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها بالرمح ليطعنها وأصابته غيرة، فقالت له‏:‏ اكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني، فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه فما يدرى أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ، رواه مسلم في ‏[‏الصحيح‏]‏، ‏[‏مشكاة المصابيح‏]‏ باب ما يحل أكله وما يحرم‏.‏

ج 2‏:‏ أولا‏:‏ الحديث صحيح من جهة سنده ومتنه‏.‏

ثانيا‏:‏ الناس خلق أبوهم آدم من طين ثم صار بشرا سويا وتناسل منه أولاده، والجن خلقوا من نار، ثم صاروا أحياء منهم الذكور ومنهم الإناث، وكل من الجن والإنس قد أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فمنهم من آمن ومنهم من كفر، والإنسي قد يؤذي الجني وهو يعلم أو لا يعلم، والجني قد يؤذي الإنسي ويصرعه أو يقتله، كما أن الإنسي قد يؤذي الإنسي ويضره، والجني قد يؤذي الجني، ومن نفى ذلك عن الجن وهو لم يحط علما بأحوالهم فقد قفا ما ليس له به علم وخالف ما ورد فيهم من آيات القرآن‏.‏

فقد قال تعالى‏:‏ ‏{‏خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏}‏ الآيات، وخاطبهم الله تعالى كالإنس في قوله‏:‏ ‏{‏فبأي ءالاء ربكما تكذبان‏}‏ وبقوله‏:‏ ‏{‏يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان‏}‏ وسخر سبحانه الجن على اختلاف حالهم لنبيه سليمان عليه السلام، قال تعالى‏:‏ ‏{‏فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وءاخرين مقرنين في الأصفاد‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير‏}‏ الآيات، وقال‏:‏ ‏{‏ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون‏}‏ واقرأ الآيات من سورة الجن في تفصيل أحوالهم وأعمالهم وجزاء من آمن منهم ومن كفر، فلا عجب أن يتمكن جني من إنسي وأن يصيبه بأذى، كما يتمكن الإنسي من الجني ويصيبه بما يضره إذا تمثل الجني بصورة حيوان مثلا، كما في الحديث المذكور في السؤال، وكما في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إن عفريتا من الجن تفلت عليّ البارحة ليقطع عليّ الصلاة فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان‏:‏ قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فرده خائبا‏.‏

وبالجملة فكل من الجن والإنس إما مؤمن وإما كافر، وطيب أو خبيث، ونافع لغيره أو مؤذ له ضار به كل بإذن الله عز وجل كما تقدم‏.‏

وأخيرا فعالم الجن وأحوالهم غيبي بالنسبة للإنس لا يعلمون منها إلا ما جاء في كتاب الله تعالى أو صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجب الإيمان بما ثبت في ذلك بالكتاب والسنة دون استغراب أو استنكار والسكوت عما عداه؛ لأن الخوض نفيا أو إثباتا قول بغير علم، وقد نهى الله تعالى عن ذلك بقوله سبحانه‏:‏ ‏{‏ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا‏}‏ وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

مس الجن للإنس

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏4306‏)‏‏:‏

س 5‏:‏ يمرض الإنسان فيصبح يتكلم بكلام غير عادي فيقول الناس‏:‏ إنه ممسوس بجن، هل هذا صحيح أم لا، ويأتون بحافظ القرآن فيقرأ عليه حتى يرجع إلى حالته العادية، وكذلك في الزفاف يربطون العريس بقراءة خاصة لا يستطيع أن يجامع زوجته أثناء دخوله هل هذا صحيح أم لا‏؟‏

ج 5‏:‏ أولا‏:‏ الجن صنف من مخلوقات الله ورد ذكرهم في القرآن والسنة وهم مكلفون، مؤمنهم في الجنة وكافرهم في النار، ومس الجن للإنس أمر معلوم من الواقع، وتستعمل للعلاج من مسه الأدوية الشرعية من الدعاء والقراءة عليه بشيء من القرآن‏.‏

ثانيا‏:‏ أما قراءة شيء في ليلة الزفاف بحيث يكون العريس مربوطا عن زوجته ليلة الزواج أو عند العقد فلا يجامعها فهذا نوع من السحر، والسحر محرم لا يجوز تعاطيه، وقد ثبت النهي عن تعاطيه في القرآن والسنة، وأن حد الساحر القتل‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

علاج مس الجن للإنس

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏5802‏)‏‏:‏

س 3‏:‏ من الناس من تلبس بهم الجن فيقال‏:‏ عليه أسياد أو عليه شيخ ويكون من الجان وقد يكون كافرا أو نصرانيا فيأمر المتلبس بأشياء مخالفة للشرع مثل عدم الصلاة أو الذهاب للكنيسة أو بعمل أشياء لا يطيقها وإن لم يفعل فإنهم يعذبوه‏.‏ ما هي الطريقة الشرعية للتخلص من هؤلاء‏؟‏

ج 3‏:‏ مس الجن الإنسان أمر واقع، وإذا أمر الجني من مسه بمحرم وجب على المصاب أن يتمسك بشرع الله وأن يعصي الجني في أمره بمعصيته الله وإن آذاه الجني، وعليه أن يتعوذ بالله من شره ويحصن نفسه بقراءة القرآن وبالتعوذات الشرعية وبالأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها‏:‏ الرقية بقراءة سورة ‏(‏الفاتحة‏)‏، ومنها‏:‏ قراءة سورة ‏{‏قل هو الله أحد‏}‏، والمعوذتين، ثم ينفث في يديه ويمسح بهما وجهه وما استطاع من بدنه ثم يقرأ هذه السور الثلاث مرة ثانية وينفث في يديه ويمسح بهما وجهه وما استطاع من بدنه ثم يقرؤها مرة ثالثة، وينفث في يديه، ويمسح بهما ما استطاع من بدنه إلى غير ذلك من الرقية بسور القرآن وآياته وبالأذكار الثابتة مع اللجوء إلى الله في طلب الشفاء والحفظ من شياطين الجن والإنس، وارجع إلى كتاب ‏[‏الكلم الطيب‏]‏ لابن تيمية، وكتاب ‏[‏الوابل الصيب‏]‏ لابن القيم، و ‏[‏الأذكار‏]‏ للنووي ففيها بيان كثير من أنواع الرقية‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

رجل يرمى بالحجارة من داخل المنزل بالليل ولا يرى أحدا يفعل ذلك

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏6618‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ أتانا أحد الإخوان والذي يسكن في البادية وهو يسأل عن سؤال ها هو نصه‏:‏ يقول‏:‏ إنه يسكن في منزل في البادية والذي ورثه من آبائه وأجداده السالفين، والآن وفي هذه المدة الأخيرة وبالذات في 2 رمضان حدثت له فيه كارثة، والذي يقول فيها‏:‏ قال‏:‏ بأني من هذه الليلة وأنا أُرمى بالحجارة من داخل المنزل ومن خارجه وأنه يُطفى علي المصباح بدون أن أرى من يفعل هذا، وتكسر أوانيّ ويعبث بي دون أن أرى من يفعل بي هذا، ومكثت على ذلك مدة 4 أيام وأنا أعاني من هذه المصيبة فجئت إلى عشيرتي لعلهم يدلوني على شيء فأخبرتهم بهذا الخبر المفجع لكنهم ردوا علي بقولهم‏:‏ إن هناك من هم أعداؤك هم يفعلون بك هذه الصنيعة الشنعاء وراحوا معي، فلما جاء الليل وأظلم شاهدوا الذي قلت لهم وصدقوني على ما قلت لهم‏.‏ بعد هذا كله ألح عليّ أهلي بالخروج من هذا المسكن ومبارحته‏.‏

السؤال‏:‏ كيف يكون تفسيركم لهذه الكارثة والمصيبة‏.‏ ثم ما علاجها وما هو حكم الشريعة في ذلك‏؟‏

ج 1‏:‏ قد يكون هؤلاء نفرا من شياطين الجن اعتدوا عليك وعبثوا بك؛ لتخرج من البيت أو لمجرد العبث بك واللعب عليك، وقد يكون منهم انتقاما منك لإيذائك إياهم من حيث لا تعلم‏.‏

وعلى كل حال الجأ إلى الله، وتحصن بتلاوة كتاب الله في البيت وقراءة آية الكرسي عندما تضطجع في فراشك للنوم أو الراحة، وتستعيذ بالله من شر ما خلق، وتقول‏:‏ أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات وتقول كلما دخلت البيت‏:‏ اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج باسم الله ولجنا باسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا وتقول عند كل صباح ومساء ‏(‏ثلاث مرات‏)‏‏:‏ باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم‏.‏

وبالجملة تحافظ على القرآن في البيت وغيره، وعلى الأذكار النبوية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فتذكر الله بها في أوقاتها ليلا ونهارا في البيت وغيره، وتجدها في كتاب ‏[‏الكلم الطيب‏]‏ لابن تيمية، وكتاب ‏[‏الوابل الصيب‏]‏ لابن القيم، وكتاب ‏[‏الأذكار‏]‏ للنووي، وغير ذلك من كتب الحديث‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

ما علاج من يرى أشياء غربية

فتوى رقم ‏(‏6913‏)‏‏:‏

س‏:‏ في ليلة من الليالي ذهب أخي البالغ من العمر 15 سنة يمشي على أقدامه في وادي من بوادي الجنوب، فقال‏:‏ إنه وجد جسما تمثل له بأنه ‏(‏قطوه‏)‏، ويقول‏:‏ إن هذا الجسم مشى معه مسافة ما يقارب كيلو‏.‏ وقد حصل له اشتداد في الأعصاب وتلاصقت فكاه، قال‏:‏ وسار هذا الحيوان يمشي معي مرة عن يميني وتارة عن شمالي ومرة خلفي وأخرى أمامي، وقال‏:‏ إنه حاول مرات كثيرة أن يذكر الله ولم يستطع، ثم قال‏:‏ إنه حاول أن يتحرك بعمل يبعد هذا الجسم عنه ولكن كذلك لم يستطع ثم اختفت فجأة حسب قوله، ثم واصل سيره حتى وصل البيت، وبقي مدة تقدر بأسبوعين مصابا باضطراب في الأعصاب والفكر، ثم جاء له بعدها صرعة وقد نقلته إلى الدمام وذهبت به إلى المستشفى ولكن بعض الأصدقاء قالوا لي‏:‏ إن أخاك مصاب بمرض جنون، وهو فعلا قد رأى الجن، هذا كلامهم لي ولا ينفع فيه علاج المستشفى وإنما يلزمك الذهاب إلى طبيب عربي‏.‏

وعلى إثر ذلك أجبرت من مرض أخي وذهبت إلى شخص في الدمام قال‏:‏ إنه يعالج أمراض الجن، وعندما وصلنا إليه أجلس الولد أمامه وصار يهلل ويصلي على النبي بصوت مرتفع ثم يقول كلمات بصوت منخفض لا ندري ماذا يقول، ثم وضع ماء في فنجان وقرأ على الماء الفاتحة وبعض الكلمات لم أسمعها وأسقاه الولد ثم أعطانا لبان، وقال يقصد الولد‏:‏ تبخر بهذا اللبان، بإشرافنا‏.‏ ثم عدنا له مرة أخرى وقرأ على الولد مثل ما قرأ المرة السابقة، وقال مثل ما قال، ثم قال‏:‏ استمروا عندي ست جلسات كل أسبوع جلسة وبعدها نكتب اسمه لدينا ونشوف هل له علاج عندنا أم لا، ثم قال‏:‏ إننا نطالع الولد وهو يتبخر ثم إننا نطالع الذي في نجران وأبها وعدد مناطق كثيرة، وقال‏:‏ إنه يعلم المريض الذي في الكويت‏.‏ هذا ومن جهة أخرى فهو لا يأخذ فلوسا سوى الذي يعطيه الفرد دون أن يطلب‏.‏ هذا ومن ناحية صحة الولد فقد تحسنت بإذن الله سبحانه وتعالى‏.‏ كذلك أنا ولله الحمد عقيدتي راسخة بإذن الله رسوخ الجبال وليس لدي أدنى شك بأن النافع والضار هو الله وحده دون سواه وإنما ذهابي إلى هذا الشخص ليس اعتقادا مني في أنه سيشفي أخي، بل اعتقادي في ذلك الوقت وفي كل وقت بأنه لن يشفي أخي إلا الله سبحانه وتعالى، آمل من سماحتكم إرشادي أولا ماذا أعمل هل أداوم بمراجعة أخي لهذا الشخص أم تنصحوني بغير ذلك‏؟‏

ثانيا‏:‏ ما صحة علاج هذا الشخص للناس بهذه الطريقة من الناحية الشرعية‏؟‏

ج‏:‏ إذا كان الواقع كما ذكر فالذي بأخيك مس من الجن، وعلاجه بالرقى الشرعية من تلاوة القرآن كسورة الفاتحة، و قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس وآية الكرسي، وغيرها من سور القرآن وآياته، والأذكار والأدعية النبوية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل‏:‏ أعيذك بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة ومثل‏:‏ أذهب البأس، رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما وارجع إلى كتاب ‏[‏الكلم الطيب‏]‏ لابن تيمية، و ‏[‏الوابل الصيب‏]‏ لابن القيم، و ‏[‏الأذكار النووية‏]‏ للنووي لتعلم منها الأذكار والأدعية التي تناسب مرض أخيك لتقرأ بها عليه أو يقرأها على نفسه، وننصحك ألا تعود إلى ذلك الرجل أو مثله لعلاج أخيك أو غيره، فإنه وإن أصاب في قراءة الفاتحة إلا أنه تكلم معها بكلمات أسرها، إخفاء لها - على ماء في الفنجان وسقاه الماء فقد يكون ما تكلم به سرا تعويذات شيطانية واستعانة بالجن، وهذا من الكهانة وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإتيان إلى الكهان، وفي الرقية الشرعية غنى عن الإتيان إلى الكهان، وما ذكره لك من مطالعته ما في نجران وأبها ومناطق أخرى يدل على كهانته واستخدامه للجن‏.‏ شفى الله أخاك وثبتنا وإياكم على الحق‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

حرمة التعذيب بالنار

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏7501‏)‏‏:‏

س 4‏:‏ يوجد امرأة مصروعة وعليها امرأة من الجن وعندما تضرب امرأة الجن لا تستجيب للخروج من المرأة المسلمة، فهل يجوز في هذه الحالة حرقها بالنار حتى تخرج من المرأة المسلمة‏؟‏

ج 4‏:‏ يحرم إحراقها بالنار مطلقا؛ لأن النار لا يعذب بها إلا الله‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

أذكار النوم حرز من الجن والشياطين

فتوى رقم ‏(‏8040‏)‏‏:‏

س‏:‏ أنا رجل كفيف البصر وساكن في بيت، وهذا البيت كل ليلة يجيئني جن ‏(‏يزوربون عليّ‏)‏ وأتخوف منهم والآن عندي مصحف وإذا جعلته على وجهه راحوا عني، وقال بعض الناس‏:‏ ما يصح تجعل المصحف على وجهه، آمل منكم إفادتي‏؟‏

ج‏:‏ ينبغي لك أن تكثر من ذكر الله عند النوم، وأن تقرأ ‏(‏آية الكرسي‏)‏ وسورة ‏(‏الإخلاص‏)‏ و ‏(‏المعوذتين‏)‏، وأن تستعيذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ‏(‏ثلاث مرات‏)‏ صباحا ومساء وتقول‏:‏ ‏(‏باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ‏(‏ثلاث مرات‏)‏ صباحا ومساء‏)‏، وتسلم إن شاء الله من شر الجن وغيرهم، ولا ينبغي لك استعمال المصحف في هذا الأمر على الوجه المذكور؛ لما في ذلك من الإهانة لكتاب الله وإرضاء الشياطين بذلك‏.‏‏.‏‏.‏ ونسأل الله أن يعافيك وأن يعيذنا جميعا من الشياطين‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

لا يجوز الذهاب إلى الكنيسة لعلاج الصرع

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏8122‏)‏‏:‏

س 3‏:‏ علاج الصرع عندنا في مصر هو الذهاب إلى الكنيسة خاصة كنيسة ماري جرجس أو الذهاب إلى السحرة والدجالين الذين ينتشرون في القرى وأحيانا يأتي بفائدة، فهل هذا يجوز فعله‏؟‏ مع العلم بأن الشخص المصروع إذا لم يسرعوا بعلاجه فإنه يهلك ويموت‏.‏ ثم ما العلاج الذي شرعه الله لهذا الداء حيث أن لكل داء دواء إلا الهرم نرجو التفصيل في الجواب في العلاج‏.‏

ج 3‏:‏ لا يجوز الذهاب إلى الكنيسة لعلاج الصرع ولا إلى السحرة ولا إلى الدجالين‏.‏

أما طرق العلاج المباح فيعالج بالرقى المشروعة مثل قراءة القرآن؛ كسورة ‏(‏الفاتحة‏)‏ و ‏(‏قل هو الله أحد‏)‏ و ‏(‏المعوذتين‏)‏ و ‏(‏آية الكرسي‏)‏ وما ورد من الأذكار والأدعية الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

علاج المرض النفسي

ماء زمزم لما شرب له

فتوى رقم ‏(‏3828‏)‏‏:‏

س‏:‏ أنا فتاة في العشرين من العمر مسلمة وملتزمة ومتزوجة من حوالي عام ونصف وبحمد الله رزقت من حوالي ستة أشهر بمولود وكانت الولادة طبيعية بحمد الله، وبعد الولادة بحوالي أسبوع أصبت بحالة ضيق شديد ولم يحدث لي هذه الحالة ولم يبق لي قابلية للاهتمام بأي شيء حتى المولود، وقد عرضت على أخصائي نفساني وأخذت العلاج إلى فترة قريبة ولم يحدث من هذا العلاج عودتي إلى طبيعتي كما كنت قبل الولادة وقد زهقت من طول فترة العلاج‏.‏

وأسأل الله أن توفقوا في معرفة علاج شرعي لهذا الضيق والاكتئاب النفسي أو العلاج الأمثل لكي أعود إلى طبيعتي ورعاية زوجي وابني وخدمة البيت، وإني قد سمعت من فترة ماضية من الحديث الذي يقول‏:‏ ‏"‏ماء زمزم لما شرب له‏"‏ فإني أرجو من الله ثم منكم توضيح هذا الحديث، وهل هو ينطبق على حالتي النفسية أم هو للحالات العضوية‏.‏ وإذا كان ماء زمزم يفيد بإذن الله في شفاء حالتي هذه فكيف يمكن نقله إليّ‏؟‏

ج‏:‏ ثقي بالله تعالى وحسِّني الظن به، وفوضي أمرك إليه، ولا تيأسي من رحمته وفضله وإحسانه فإنه سبحانه ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء، وعليك الأخذ بالأسباب فاستمري في مراجعة الأطباء المتخصصين في معرفة الأمراض وعلاجها، واقرئي على نفسك سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس ‏(‏ثلاث مرات‏)‏ وانفثي في يديك عقب كل مرة، وامسحي بهما وجهك وما استطعت من جسمك وكرري ذلك مرات ليلا ونهارا وعند النوم، واقرئي على نفسك أيضا سورة ‏(‏الفاتحة‏)‏ في أي ساعة من ليل أو نهار واقرئي ‏(‏آية الكرسي‏)‏ عندما تضطجعين في فراشك للنوم، فذلك من خير ما يرقي الإنسان به نفسه ويحصنها من الشر، وادعي الله تعالى بدعاء الكرب، فقولي‏:‏ ‏"‏لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم‏"‏ وارقي نفسك أيضا برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي‏:‏ ‏"‏اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقما‏"‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلى غير ذلك من الأذكار والرقى والأدعية التي ذكرت في دواوين الحديث، وذكرها النووي في كتاب ‏[‏رياض الصالحين‏]‏، وكتاب ‏[‏الأذكار‏]‏‏.‏

أما ما ذكرت عن ماء زمزم من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ماء زمزم لما شرب له فقد رواه الإمام أحمد وابن ماجه، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن، وهو أيضا عام، وأصح منه قول النبي صلى الله عليه وسلم في ماء زمزم‏:‏ إنها مباركة، وإنها طعام طعم وشفاء سقم رواه مسلم وأبو داود، وهذا لفظ أبي داود‏.‏ فإذا أردت منه شيئا أمكنك أن توصي من يحج من بلدك ليأتي بشيء منه في عودته من حجه‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

التمائم

الرقى والتمائم والتولة شرك

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏515‏)‏‏:‏

س 5‏:‏ ما حكم كتابة آية من القرآن وتعليقها على العضد مثلا، أو محو هذه الكتابة بالماء ونحوه ورش البدن أو غسله بهذا الماء هل هو شرك أو لا، وهل يجوز أو لا‏؟‏

ج 5‏:‏ كتابة آية من القرآن وتعليقها أو تعليق القرآن كله على العضد ونحوه، تحصنا من ضر يخشى منه أو رغبة في كشف ضر نزل - من المسائل التي اختلف السلف في حكمها، فمنهم‏:‏ من منع ذلك وجعله من التمائم المنهي عن تعليقها؛ لدخوله في عموم قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الرقى والتمائم والتولة شرك رواه أحمد وأبو داود، وقالوا‏:‏ لا مخصص يخرج تعليق ما ليس من القرآن‏.‏

وقال أيضا‏:‏ إن تعليق تميمة من القرآن يفضي إلى تعليق ما ليس من القرآن، فمنع تعليقه سدا لذريعة تعليق ما ليس منه، وقالوا‏:‏ ثالثا إنه يغلب امتهان ما يعلق على الإنسان؛ لأنه يحمله حين قضاء حاجته واستنجائه وجماعه ونحو ذلك، وممن قال هذا القول عبد الله بن مسعود وتلاميذه، وأحمد بن حنبل في رواية عنه اختارها كثير من أصحابه وجزم بها المتأخرون، ومن العلماء من أجاز تعليق التمائم التي من القرآن وأسماء الله وصفاته ورخص في ذلك كعبد الله بن عمرو بن العاص، وبه قال أبو جعفر الباقر وأحمد في رواية أخرى عنه، وحملوا حديث المنع على التمائم التي فيها شرك، والقول الأول أقوى حجة وأحفظ للعقيدة لما فيه من حماية حمى التوحيد والاحتياط له، وما روي عن ابن عمرو إنما هو في تحفيظ أولاده القرآن وكتابته في الألواح وتعليق هذه الألواح في رقاب الأولاد لا بقصد أن تكون تميمة يستدفع بها الضرر أو يجلب بها النفع، وأما محو هذه الكتابة بالماء ونحوه، ورش البدن أو غسله بهذا الماء فلم يصح في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يكتب كلمات من القرآن والذكر ويأمر بأن تسقى من به داء، لكنه لم يصح ذلك عنه‏.‏

وروى الإمام مالك في ‏[‏الموطأ‏]‏،‏:‏ أن عامر بن ربيعة رأى سهل بن حنيف يغتسل، فقال‏:‏ ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة، فلبط سهل، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل‏:‏ يا رسول الله، هل لك في سهل بن حنيف والله ما يرفع رأسه‏؟‏ فقال‏:‏‏"‏هل تتهمون له أحدا‏"‏‏؟‏ قالوا‏:‏ نتهم عامر بن ربيعة، فتغيظ عليه وقال‏:‏ ‏"‏علام يقتل أحدكم أخاه، ألا بركت، اغتسل له فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه، فراح سهل مع الناس ليس به بأس وفي رواية‏:‏ وإن العين حق فتوضأ له فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس‏.‏ وقد روى هذه القصة أيضا الإمام أحمد والطبراني، فمن أجل هذا توسع بعض العلماء فأجازوا كتابة القرآن والذكر ومحوه ورش المريض أو غسله به؛ إما قياسا على ما ورد في قصة سهل بن حنيف، وإما عملا بما نقل عن ابن عباس من الأثر في ذلك وإن كان الأثر ضعيفا‏.‏ وقد ذكر جواز ذلك ابن تيمية في الجزء الثاني عشر من ‏[‏مجموع الفتاوى‏]‏ وقال‏:‏ ‏(‏نص أحمد وغيره على جوازه‏)‏، وذكر ابن القيم في الطب النبوي في كتابه ‏[‏زاد المعاد‏]‏‏:‏ ‏(‏أن جماعة من السلف أجازوا ذلك منهم ابن عباس ومجاهد وأبو قلابة‏)‏، وعلى كل حال لا يعتبر مثل هذا العمل شركا‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن منيع

حمل آيات القرآن للحماية من العين والحسد

السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم ‏(‏992‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ ما حكم حمل آيات قرآنية في الجيب كالمصاحف الصغيرة بقصد الحماية من الحسد والعين أو أي شر باعتبار أنها آيات الله الكريمة، على اعتبار أن الاعتقاد في حمايتها للإنسان هو الاعتقاد الصادق بالله، وكذلك وضعها في السيارة أو أي أداة أخرى لنفس الغرض‏.‏ وكذلك السؤال الثاني الذي هذا نصه‏:‏ حكم حمل الحجاب المكتوب من آيات الله بقصد الحماية من العين أو الحسد أو لأي سبب آخر من الأسباب كالمساعدة على النجاح أو الشفاء من المرض أو السحر إلى غير ذلك من الأسباب‏.‏ وكذلك السؤال الرابع الذي هذا نصه‏:‏ حكم تعليق آيات قرآنية بالرقبة في سلاسل ذهبية أو خلافه للوقاية من السوء‏؟‏

ج 1‏:‏ أنزل الله سبحانه القرآن ليتعبد الناس بتلاوته ويتدبروا معانيه فيعرفوا أحكامه ويأخذوا أنفسهم بالعمل بها وبذلك يكون لهم موعظة وذكرى تلين به قلوبهم وتقشعر منه جلودهم، وشفاء لما في الصدور من الجهل والضلال، وزكاة للنفوس وطهارة لها من أدران الشرك وما ارتكبته من المعاصي والذنوب، وجعله سبحانه هدى ورحمة لمن فتح له قلبه أو ألقى السمع وهو شهيد، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد‏}‏ وجعل سبحانه القرآن معجزة لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وآية باهرة على أنه رسول من عند الله إلى الناس كافة ليبلغ شريعته إليهم، ورحمة بهم، وإقامة للحجة عليهم، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏تلك آيات الكتاب المبين‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏تلك آيات الكتاب الحكيم‏}‏ إلى غير ذلك من الآيات‏.‏

فالأصل في القرآن أنه كتاب تشريع وبيان للأحكام، وأنه آية بالغة ومعجزة باهرة وحجة دامغة أيد الله بها رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي نفسه بالقرآن فكان يقرأ على نفسه المعوذات الثلاث، ‏{‏قل هو الله أحد‏}‏ و ‏{‏قل أعوذ برب الفلق‏}‏ و ‏{‏قل أعوذ برب الناس‏}‏، وثبت أنه أذن في الرقية بما ليس فيه شرك من القرآن والأدعية المشروعة، وأقر أصحابه على الرقية بالقرآن، وأباح لهم ما أخذوا على ذلك من الأجر، فعن عوف بن مالك أنه قال‏:‏ كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا‏:‏ يا رسول الله كيف ترى في ذلك‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا‏"‏ رواه مسلم في صحيحه وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال‏:‏ انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فى سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء، لا ينفعه شيء، فقال بعضهم‏:‏ لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم، فقالوا‏:‏ يا أيها الرهط، إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء‏؟‏

فقال بعضهم‏:‏ نعم، والله إني لأرقي، ولكنا والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم، على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ‏:‏ ‏{‏الحمد لله رب العالمين‏}‏، فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة، قال‏:‏ فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم‏:‏ أقسموا، فقال الذي رقى‏:‏ لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فذكروا له، فقال‏:‏ ‏"‏وما يدريك أنها رقية‏"‏، ثم قال‏:‏ ‏"‏قد أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم سهما‏"‏، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ ‏{‏قل هو الله أحد‏}‏ و ‏(‏المعوذتين‏)‏ جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده، قالت عائشة‏:‏ ‏(‏فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به رواه البخاري وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول‏:‏ ‏"‏اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما رواه البخاري إلى غير ذلك من الأحاديث التي ثبت منها أنه رقى بالقرآن وغيره، وأنه أذن في الرقية وأقرها ما لم تكن شركا‏.‏

ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي نزل عليه القرآن، وهو بأحكامه أعرف وبمنزلته أعلم أنه علق على نفسه أو غيره تميمة من القرآن أو غيره، أو اتخذه أو آيات منه حجابا يقيه الحسد أو غيره من الشر، أو حمله أو شيئا منه في ملابسه أو في متاعه على راحلته لينال العصمة من شر الأعداء أو الفوز والنصر عليهم أو لييسر له الطريق ويذهب عنه وعثاء السفر أو غير ذلك من جلب نفع أو دفع ضر، فلو كان مشروعا لحرص عليه وفعله، وبلغه أمته، وبينه لهم؛ عملا بقوله تعالى‏:‏ ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ولو فعل شيئا من ذلك أو بينه لأصحابه لنقلوه إلينا، ولعملوا به، فإنهم أحرص الأمة على البلاغ والبيان، وأحفظها للشريعة قولا وعملا، وأتبعها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يثبت شيء من ذلك عن أحد منهم، فدل ذلك على أن حمل المصحف أو وضعه في السيارة أو متاع البيت أو خزينة المال لمجرد دفع الحسد أو الحفظ أو غيرهما من جلب نفع أو دفع ضر لا يجوز، وكذا اتخاذه حجابا أو كتابته أو آيات منه في سلسلة ذهبية أو فضية مثلا‏;‏ ليعلق في الرقبة ونحوها لا يجوز؛ لمخالفة ذلك لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه رضوان الله عليهم، ولدخوله في عموم حديث من تعلق تميمة فلا أتم الله له‏.‏‏.‏‏.‏ وفي رواية من تعلق تميمة فقد أشرك لما رواهما الإمام أحمد، وفي عموم قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الرقى والتمائم والتولة شرك إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم استثنى من الرقى ما لم يكن فيه شرك فأباحه، كما تقدم، ولم يستثن شيئا من التمائم، فبقيت كلها على المنع، وبهذا يقول عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وجماعة من الصحابة وجماعة من التابعين، منهم أصحاب عبد الله بن مسعود كإبراهيم بن يزيد النخعي‏.‏

وذهب جماعة من العلماء إلى الترخيص بتعليق تمائم من القرآن من أسماء الله وصفاته لقصد الحفظ ونحوه، واستثنوا ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن التمائم كما استثنيت الرقى التي لا شرك فيها؛ لأن القرآن كلام الله وهو صفة من صفاته، فاعتقاد البركة والنفع فيه وفي أسمائه تعالى وصفاته ليس بشرك فلا يمنع اتخاذ التمائم منها أو عمل شيء منها أو اصطحابه أو تعليقه رجاء بركته ونفعه، ونسب هذا القول إلى جماعة منهم عبد الله بن عمرو بن العاص لكنه لم تثبت روايته عنه؛ لأن في سندها محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن، على أنها إن ثبتت لم تدل على جواز تعليق التمائم من ذلك؛ لأن الذي فيها أنه كان يحفظ القرآن للأولاد الكبار ويكتبه للصغار في ألواح ويعلقها في أعناقهم، والظاهر أنه فعل ذلك معهم ليكرروا قراءة ما كتب حتى يحفظوه لا أنه فعل ذلك معهم حفظا لهم من الحسد أو غيره من أنوع الضر فليس هذا من التمائم في شيء‏.‏ وقد اختار الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتابه ‏[‏فتح المجيد‏]‏، ما ذهب إليه عبد الله بن مسعود وأصحابه من المنع من التمائم من القرآن وغيره، وقال‏:‏ إنه هو الصحيح؛ لثلاثة وجوه‏:‏

الأول‏:‏ عموم النهي ولا مخصص للعموم‏.‏

الثاني‏:‏ سد الذريعة فإنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك‏.‏

الثالث‏:‏ أنه إذا علق فلا بد أن يمتهنه المعلق بحمله معه في حال قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك، والله أعلم‏.‏

ماء زمزم طعام طعم وشفاء سقم

س 2‏:‏ ما حكم القراءة على ماء زمزم من قبل أشخاص معينين لإعطائه شخصا ما لتحقيق أي غرض منه أو لشفائه‏؟‏

ج 2‏:‏ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شرب من ماء زمزم، وأنه كان يحمله، وأنه حث على الشرب منه وقال‏:‏ ماء زمزم لما شرب له فعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى السقاية فاستسقى، فقال العباس‏:‏ يا فضل، اذهب إلى أمك فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب من عندها فقال‏:‏ ‏"‏اسقنى‏"‏ فقال‏:‏ يا رسول الله، إنهم يجعلون أيديهم فيه، قال‏:‏ ‏"‏اسقني ‏"‏ فشرب ثم أتى زمزم وهم يستقون ويعملون فيه فقال‏:‏ ‏"‏اعملوا فإنكم على عمل صالح‏"‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل‏"‏ - يعني‏:‏ على عاتقه، وأشار إلى عاتقه رواه البخاري وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته يشبعك أشبعك الله به، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله وهى هزمة جبريل وسقيا إسماعيل رواه الدارقطني وأخرجه الحاكم وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمله رواه الترمذي إلى غير ذلك من الأحاديث التي وردت في فضل ماء زمزم وخواصه‏.‏ وهذه الأحاديث وإن كان في بعضها مقال؛ إلا أن بعض العلماء صححها وعمل بها الصحابة واستمر العمل بمقتضاها إلى يومنا‏.‏ ويؤيد ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في زمزم‏:‏ إنها مباركة، وإنها طعام طعم وزاد أبو داود بإسناد صحيح‏:‏ وشفاء سقم ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في ماء زمزم لأحد من أصحابه ليشربه أويتمسح به؛ تحقيقا لغرض أو رجاء الشفاء من مرض مع عظم بركته وعلو درجته وعميم نفعه وحرصه على الخير لأمته ومع كثرة تردده على زمزم قبل الهجرة وفي اعتماره مرات وحجه للبيت الحرام بعد الهجرة، ولم يثبت أيضا أنه أرشد أصحابه إلى القراءة عليه مع وجوب البلاغ عليه والبيان للأمة، فلو كان ذلك مشروعا لفعله وبينه لأمته فإنه لا خير إلا دلهم عليه ولا شر إلا حذرهم منه‏.‏ لكن لا مانع من القراءة منه للاستشفاء به كغيره من المياه، بل من باب أولى؛ لما فيه من البركة والشفاء للأحاديث المذكورة‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

تعليق آيات القرآن على المريض رجاء الشفاء

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏1545‏)‏‏:‏

س 3‏:‏ ما الحكم في الذين يكتبون آيات الله البينات ويأمرون المريض بتعليقها في رأسه أو في أي جهة من جسده ويقولون له‏:‏ هذا سبب الشفاء، ويأخذون منه شيئا، ومنهم من لا يأخذ شيئا‏؟‏

ج 3‏:‏ الصحيح أن كتابة آيات من القرآن أو غيرها من الأدعية المأثورة وتعليقها على المريض رجاء الشفاء ممنوع؛ لثلاثة أمور‏:‏

الأولى‏:‏ عموم أحاديث النهي عن تعليق التمائم ولا مخصص لها‏.‏

الثاني‏:‏ سد الذريعة، فإن تعليق ما يكتب من آيات القرآن يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك‏.‏

الثالث‏:‏ أن ما علق من ذلك يكون عرضة للامتهان بحمله في محال قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك‏.‏ وإذا كان ذلك ممنوعا فأخذ الأجرة على كتابته ليعلق على المريض لرجاء الشفاء ممنوع أيضا‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

الصلاة خلف من تعلق تميمة

السؤال السابع من الفتوى رقم ‏(‏2775‏)‏‏:‏

س 7‏:‏ إمام الصلاة يتخذ من القرآن تعوذا يعلق شيئا منها على نفسه ويعملها لغيره عادة وعلى كل حال يصلي بالناس، أتحل إمامة ذلك الرجل والصلاة خلفه أم لا‏؟‏

ج 7‏:‏ تعليق التمائم على الإنسان أو غيره من القرآن محرم في أصح قولي العلماء، وإن كان من غيره فهو أشد تحريما، وتختلف مراتب الحكم فيه باختلاف قصد صاحبه فقد يكون شركا أكبر إذا اعتقد أن لها تأثيرا دون الله، وقد يكون شركا أصغر، وقد يكون بدعة ومعصية دون ذلك، وعلى كل حال لا يجوز فعله ولا ينبغي الائتمام بمن يفعله أو يعلقه‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

التميمة والحجاب بآيات قرآنية

فتوى رقم ‏(‏2749‏)‏‏:‏

س‏:‏ ما رأيكم في أمر التميمة والحجاب بآيات قرآنية‏؟‏ بمعنى هل يجوز للمسلم أن يحمل حجابا به آيات قرآنية أم لا‏؟‏

ج‏:‏ كتابة آية من القرآن وتعليقها أو تعليق القرآن كله على العضد ونحوه، تحصنا من ضر يخشى منه أو رغبة في كشف ضر نزل؛ من المسائل التي اختلف السلف في حكمها، فمنهم من منع ذلك وجعله من التمائم المنهي عن تعليقها؛ لدخوله في عموم قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الرقى والتمائم والتولة شرك رواه أحمد وأبو داود وقالوا‏:‏ لا مخصص يخرج تعليق التميمة إذا كان من القرآن، وقالوا أيضا‏:‏ إن تعليق تميمة من القرآن يفضي إلى تعليق ما ليس من القرآن‏.‏ فمنع تعليقه سدا لذريعة ما ليس منه، وقالوا ثالثا‏:‏ إنه يفضي إلى امتهان ما يعلق على الإنسان؛ لأنه يحمله حين قضاء حاجته واستنجائه وجماعه ونحو ذلك، وممن قال هذا القول عبد الله بن مسعود وتلاميذه، وأحمد بن حنبل في رواية عنه اختارها كثير من أصحابه وجزم بها المتأخرون، ومن العلماء من أجاز تعليق التمائم التي من القرآن وأسماء الله وصفاته ورخص في ذلك كعبد الله بن عمرو بن العاص، وبه قال أبو جعفر الباقر وأحمد في رواية أخرى عنه، وحملوا حديث المنع على التمائم التي فيها شرك، والقول الأول أقوى حجة وأحفظ للعقيدة؛ لما فيه من حماية حمى التوحيد والاحتياط، وأما ما روي عن ابن عمرو فإنما هو في تحفيظ أولاده القرآن وكتابته في الألواح، وتعليق هذه الألواح في رقاب الأولاد لا بقصد أن تكون تميمة يستدفع بها الضرر أو يجلب بها النفع‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

تعليق التمائم من القرآن وغيره

فتوى رقم ‏(‏3040‏)‏‏:‏

س‏:‏ هل يجوز للمسلم أن يكتب شيئا من آيات القرآن الكريم ويشرب أو يجعلها تحت وسادته أو لدى الباب إلى غير ذلك من المواضع‏؟‏

ج‏:‏ أما قراءة القرآن في الماء للمريض وشربه إياه فلا بأس، وقد ورد في ‏[‏سنن أبي داود‏]‏، في كتاب الطب عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك، وأما تعليق التمائم من القرآن وغيره فلا يجوز مع العلم بأن التمائم التي يعلقها الشخص قسمان‏:‏

أحدهما‏:‏ أن تكون من القرآن‏.‏

والثاني‏:‏ أن تكون من غير القرآن‏.‏

فإن كانت من القرآن فقد اختلف فيها السلف على قولين‏:‏

الأول‏:‏ لا يجوز تعليقها، وقال به ابن مسعود وابن عباس، وهو ظاهر قول حذيفة وعقبة بن عامر وابن عكيم، وبه قال جماعة من التابعين منهم أصحاب ابن مسعود، وقال ذلك أحمد في رواية اختارها كثير من أصحابه وجزم بها المتأخرون، وهذا القول مبني على ما رواه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إن الرقى والتمائم والتولة شرك قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله في ‏[‏فتح المجيد‏]‏‏:‏ قلت‏:‏ هذا هو الصحيح؛ لوجوه ثلاثة تظهر للمتأمل‏:‏

الأول‏:‏ عموم النهي ولا مخصص له‏.‏

الثاني‏:‏ سد الذريعة فإنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك‏.‏

الثالث‏:‏ أنه إذا علق فلا بد أن يمتهنه المعلق بحمله معه في حالة قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك‏.‏

القول الثاني‏:‏ جواز ذلك، وهو قول عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو ظاهر ما روي عن عائشة، وبه قال أبو جعفر الباقر وأحمد في رواية، وحملوا الحديث على التمائم التي فيها شرك‏.‏

وأما إذا كانت التمائم من غير القرآن وأسماء الله وصفاته فإنها شرك؛ لعموم حديث إن الرقى والتمائم والتولة شرك

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو عبد الله بن غديان

لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏3189‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ ما هو حكم الرقى والتمائم‏؟‏

ج 1‏:‏ الرقية مشروعة إذا كانت بالقرآن أو بأسماء الله الحسنى وبالأدعية المشروعة وما في معناها، مع اعتقاد أنها أسباب، وأن مالك الضرر والنفع والشفاء هو الله سبحانه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا وقد رقى ورقي عليه عليه الصلاة والسلام‏.‏

أما الرقى المنهي عنها فهي الرقى المخالفة لما ذكرنا، كما صرح بذلك أهل العلم‏.‏ أما تعليق التمائم فلا يجوز سواء كانت من القرآن أو من غيره؛ لعموم الأحاديث الواردة في ذلك‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

كتابة آيات القرآن والأذكار وتعليقها

فتوى رقم ‏(‏3206‏)‏‏:‏

س‏:‏ ما حكم الذين يفعلون السحر‏؟‏ أي الذين يكتبون الآيات من القرآن الكريم ومن أسماء الله سبحانه وتعالى ويبيعونها للناس ويقولون هذا الذي يحفظك‏.‏ أو عندما يولد أو يمرض يكتبون على الورقة ويعلقون في عنقه أو يدفعون إلى الطلبة هذا الذي يجعلك ذكيا عاقلا خاصة في أوطاننا وأفريقيا وبعض العرب‏.‏

ج‏:‏ يحرم كتابة شيء من غير القرآن وأسماء الله تعالى على أوراق أو غيرها؛ ليعلق على المرضى من الأولاد والبهائم ونحوهما رجاء الشفاء، أو ليعلق عليهم رجاء الحفظ من الأمراض أو من كيد الأعداء أو الإصابة بالعين والحسد أو ليعلق على طلاب العلم رجاء الذكاء وسرعة الحفظ والفهم وغير ذلك، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ شركا بقوله‏:‏ من تعلق تميمة فقد أشرك ويحرم شراؤه وتعليقه، والثمن الذي يدفع عوضا لهذه الأوراق سحت، وعلى ولاة الأمور أن يمنعوه، وأن يؤدبوا من يفعله ومن يذهب إليهم، وأن يبينوا أن هذا من التمائم التي حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهتدوا إلى الصواب ويرتدعوا عن المحرمات‏.‏

أما كتابة آيات من القرآن وأسماء الله تعالى ونحو ذلك من الأذكار والأدعية الصحيحة ففيه خلاف بين العلماء، منهم من حرمه من علماء السلف، ومنهم من رخص فيه، والصحيح‏:‏ أنه لا يجوز؛ لعموم أحاديث النهي عن تعليق التمائم، وسدا لذريعة تعليق التمائم من غير القرآن وصيانة القرآن وأسماء الله عما لايليق‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

تعليق الحجاب على المريض رجاء شفائه

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏4393‏)‏‏:‏

س 3‏:‏ هل يجوز تعليق الحجاب ‏(‏الحرز‏)‏ على المريض وقد كتب فيه أدعية نبوية شريفة مع شيء من القرآن الكريم وكتب معه توسل بالأولياء من الصحابة والصالحين وكتب فيه أيضا كلام غير مفهوم بغير لغة العرب ورسم فيه بعض النجوم، أو تعليق أسماء النبي عليه الصلاة والسلام لدفع الضر أو لجلب منفعة واعلم يا شيخ أن والدتنا تذهب لهؤلاء ويخبرونها بأنها مسحورة وأهل البيت كله ولكننا لا نطيعها ولا نصدقها في ذلك ولكن ربما وضعت لنا الأدوية في الأكل والشراب والحجبة التي تأتي بها ربما وضعتها في ثيابنا عندها أو في فرشنا من حيث لا نعلم؛ لأننا وجدنا عندها أحجبة بأسمائنا وأنكرنا عليها ذلك ولكن لم تأبه بنا‏؟‏

ج 3‏:‏ أولا‏:‏ لا يجوز تعليق ذلك الحجاب على شخص أو وضعه في ثياب أو فراش أو بيت؛ جلبا لمنفعة أو دفعا لضر، وهو من جنس التمائم، واتخاذها شرك؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الرقى والتمائم والتولة شرك وقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من تعلق تميمة فقد أشرك

ثانيا‏:‏ تشكرون على النصح لوالدتكم وإنكاركم عليها ما فعلت من اتخاذ الحجب ووضعها في الفرش والثياب وذهابها إلى السحرة والكهان، وعليكم متابعة النصح لها وتعليمها وإنكار المنكر عليها مع رعاية الأدب معها، عسى الله أن يوفقها للتوبة مما تصنع من المنكرات، ولا إثم عليكم فيما فعلت من المنكر إذا قمتم بما وجب عليكم من النصح والإنكار عليها فيما علمتم، ولا حرج عليكم أيضا فيما لم تعلموا به مما وقع منها من المنكر‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

تعليق آيات القرآن رجاء الحفظ والشفاء

فتوى رقم ‏(‏4184‏)‏‏:‏

س‏:‏ لي أستاذ هو الذي علمني القرآن وجد والد والدتي قد توفيا أنهما كانا يكتبان آيات القرآن مع الخواتم ثم يعطيانه للناس ثم إنهما أمراني بالتزام قراءة القرآن وأنا لزمت تلاوة القرآن حتى أفهمني ربي التوحيد ثم بان لي أنهما فعلا شيئا غير صحيح فهل يمكن أن أدعو لهما واستغفر لهما، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏.‏

ج‏:‏ كتابة آيات من القرآن لتعلق تمائم لا تجوز، وكذا تعليقها رجاء الحفظ أو الشفاء أو دفع البلاء لا يجوز على الصحيح، ولكن مع ذلك يجوز لك أن تدعو لمعلمك ولجدك بالرحمة والمغفرة وإن كانا يفعلان ذلك في حياتهما؛ لأنه ليس بشرك، وإن كان لا يجوز، إلا إن تكون علمت منهما غير ذلك مما يوجب كفرهما؛ كدعاء الأموات والاستغاثة بالجن ونحو ذلك من أنواع الشرك الأكبر، فلا تدع لهما ولا تستغفر لهما‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

أخذ الأجرة على كتابة التمائم

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏3529‏)‏‏:‏

س 2‏:‏ مضمونه‏:‏ أن شخصا كتب لشخص آخر تمائم بأجرة وعرف المكتوب له بعد‏:‏ أن تعليق التمائم لا يجوز في الإسلام فهل يعطي الكاتب له تلك التمائم أجرة أم لا‏؟‏

ج 2‏:‏ الصواب‏:‏ تحريم تعليق التمائم سواء كانت من القرآن أو غيره، وإذا حرم تعليقها لم يجز أخذ أجرة كتابتها ولا دفعها لمن كتبها‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

من تعلق تميمة فلا أتم الله له

السؤال السابع من الفتوى رقم ‏(‏5006‏)‏‏:‏

س 7‏:‏ إنسان مريض وذهب إلى فقيه وكتب له في الورقة قرآنا لا شيء آخر، ثم قال‏:‏ إذا رجعت إلى البيت فاضرب على كل كلمة من هذه الكلمات المكتوبة من القرآن مسمارا مثلا‏:‏ الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ‏(‏ألف‏)‏ يقرأ عليه كلمات ثم يعمل مسمارا ثم ‏(‏ل‏)‏ كذلك ثم ‏(‏م‏)‏ كذلك‏.‏‏.‏‏.‏ إلى آخر هذا، ثم هذه الورقة يخبئها لمدة عشرة أو خمسة عشر يوما‏.‏ هل هذا يعتبر شركا بالله، وهل هذه التمائم‏؟‏ وهل يجوز ذلك‏؟‏

ج 7‏:‏ لا يجوز هذا العمل؛ لأنه من التمائم التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع لله له وفي رواية‏:‏ من تعلق تميمة فقد أشرك‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

التمائم كلها شرك

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏6724‏)‏‏:‏

س 2‏:‏ هل يجوز وضع خرقة أو قطعة جلد أو ما يشبه ذلك على بطن الولد أو البنت وهي في سن الرضاعة والكبير أيضا نحن في الجنوب نضع خرقة أو جلدا على بطن البنت أو الولد الصغير وأيضا الكبار فأرجو الإفادة عن ذلك‏؟‏

ج 2‏:‏ إن كان وضع هذه الخرقة أو الجلد يقصد بها ما يقصد من التمائم من جلب نفع أو دفع ضر فهذا محرم، بل قد يكون شركا، وإن كان لغرض صحيح؛ كمسك السرة للطفل عن الارتفاع أو شد الظهر فلا شيء في ذلك‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود