فصل: بَاب الصَّلَاة بهم جَمِيعًا، وَهِي صَلَاة عسفان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام



.بَاب الْمُسَافِر إِذا دخل بَلَدا فَنَوَى فِيهِ إِقَامَة أَرْبَعَة أَيَّام كَامِلَة لزمَه الْإِتْمَام، وَإِن نَوى دونهَا قصر، وَإِن أَقَامَ لحَاجَة يتوقعها قصر إِلَى ثَمَانِيَة عشر يَوْمًا، أَو تِسْعَة عشر:

2559- فِيهِ، حَدِيث أنس فِي الْبَاب قبله. فَإِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَقَامَ فِي نَفْس مَكَّة ثَلَاثَة أَيَّام كَامِلَة سُوَى يومي الدُّخُول وَالْخُرُوج، وَكَانَ يقصر فِيهَا.
2560- وَعَن الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «يمْكث المُهَاجر بِمَكَّة بعد قَضَاء نُسكه ثَلَاثًا» مُتَّفق عَلَيْهِ. وَلَيْسَ فِي رِوَايَة البُخَارِيّ: «بعد قَضَاء نُسكه» وَكَانَت الْإِقَامَة بِمَكَّة حَرَامًا عَلَى الْمُهَاجِرين، فَدلَّ أَن الْإِقَامَة لَيست إِقَامَة مُؤثرَة.
2561- وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: «أَقَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تِسْعَة عشر يقصر» فَنحْن إِذا سافرنا تِسْعَة عشر قَصرنَا، وَإِن زِدْنَا أتممنا. رَوَاهُ البُخَارِيّ هَكَذَا: «تِسْعَة عشر» بِنَقص وَاحِد من عشْرين.
2562- وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد، وَالْبَيْهَقِيّ، إسنادها عَلَى شَرط البُخَارِيّ: «سَبْعَة عشر» بِنَقص ثَلَاثَة من عشْرين.
2563- وَفِي رِوَايَة لَهما مُرْسلَة ضَعِيفَة: «خَمْسَة عشر». وَكَأن هَذَا الحَدِيث فِي إِقَامَته بِمَكَّة لِحَرْب هوَازن عَام الْفَتْح.
2564- وَالَّذِي سبق فِي حَدِيث أنس: «عشرَة أَيَّام» كَانَ فِي حجَّة الْوَدَاع.
2565- وَفِي رِوَايَة لَهما من رِوَايَة عمرَان بن الْحصين: «ثَمَانِيَة عشر» وَهِي ضَعِيفَة.
2566- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: يُمكن الْجمع بِأَن من رُوِيَ: تِسْعَة عشر، عد يومي الدُّخُول وَالْخُرُوج، وَمن رَوَى: سَبْعَة عشر، تَركهمَا، وَمن رَوَى: ثَمَانِيَة عشر، عد أَحدهمَا.
2567- وَعَن جَابر، قَالَ: «أَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بتبوك عشْرين يَوْمًا، يقصر الصَّلَاة».
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالْبَيْهَقِيّ قَالَا: «تفرد معمر بروايته مُسْندًا، وَرَوَاهُ غَيره مُرْسلا».
2568- وَرَوَى: «بضع عشرَة». قلت: الحَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد عَلَى شَرط البُخَارِيّ، وَمُسلم، وَلَا يقْدَح فِيهِ تفرد معمر فَإِنَّهُ ثِقَة حَافظ، فزيادته مَقْبُولَة.
2569- وَمن ابْن عمر قَالَ: «ارتج علينا الثَّلج وَنحن بِأَذربِيجَان، سِتَّة أشهر فِي غزَاة، وَكُنَّا نصلي رَكْعَتَيْنِ» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح عَلَى شَرط الصَّحِيحَيْنِ.
2570- وَعَن أنس: «أَن أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَقَامُوا برامهرمز تِسْعَة أشهر،
نقصر الصَّلَاة»
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح، وَفِيه عِكْرِمَة بن عمار، اخْتلفُوا فِي الِاحْتِجَاج بِهِ، وَاحْتج بِهِ مُسلم فِي صَحِيحه.
2571- وَعنهُ: «أَنه أَقَامَ بِالشَّام مَعَ عبد الْملك بن مَرْوَان شَهْرَيْن يُصَلِّي صَلَاة الْمُسَافِر» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح، فِيهِ عبد الْوَهَّاب بن عَطاء، مُخْتَلف فِيهِ، وَثَّقَهُ الْأَكْثَرُونَ، وَاحْتج بِهِ مُسلم فِي صَحِيحه.

.فصل فِي ضعيفه:

2572- مِنْهُ، عَن ابْن عَبَّاس: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَقَامَ بِخَيْبَر أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ».
2573- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: «تفرد بِهِ الْحسن بن عمَارَة، وَهُوَ ضَعِيف».
2574- قَالَ شُعْبَة: «إِنَّه يكذب».
2575- وَقَالَ أَحْمد: «أَحَادِيثه مَوْضُوعَة».
2576- وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: «كَانَ يغلط، وَيَضَع الحَدِيث».

.بَاب الْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ فِي السّفر:

2577- عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا ارتحل قبل أَن تزِيغ الشَّمْس أخر الظّهْر إِلَى وَقت الْعَصْر، ثمَّ نزل فَجمع بَينهمَا، فَإِن زاغت قبل أَن يرتحل صَلَّى الظّهْر ثمَّ ركب» مُتَّفق عَلَيْهِ.
2578- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يجمع بَين صَلَاة الْمغرب وَالْعشَاء فِي السّفر».
2579- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا أَرَادَ أَن يجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ فِي السّفر أخر الظّهْر حَتَّى يدْخل أول وَقت الْعَصْر، ثمَّ يجمع بَينهمَا».
2580- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «إِذا عجل عَلَيْهِ السّفر يُؤَخر الظّهْر إِلَى أول وَقت الْعَصْر، فَيجمع بَينهمَا، وَيُؤَخر الْمغرب حَتَّى يجمع بَينهَا وَبَين الْعشَاء حِين يغيب الشَّفق».
2581- وَعَن نَافِع أَن ابْن عمر كَانَ إِذا جد بِهِ السّير جمع بَين الْمغرب وَالْعشَاء، بعد أَن يغيب الشَّفق، وَيَقُول: «إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا جد بِهِ السّير جمع بَين الْمغرب وَالْعشَاء» مُتَّفق عَلَيْهِ. لَفظه لمُسلم هُنَا، وللبخاري فِي آخر كتاب الْحَج.
2582- وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ: «أَنه أخر الْمغرب حَتَّى غَابَ الشَّفق، ثمَّ نزل فَجمع، ثمَّ أخْبرهُم أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يفعل ذَلِك إِذا جد بِهِ السّير».
2583- قَالَ التِّرْمِذِيّ: حسن صَحِيح.
2584- وَعَن معَاذ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ فِي غَزْوَة تَبُوك إِذا ارتحل قبل زيغ الشَّمْس أخر الظّهْر إِلَى الْعَصْر فيصليهما جَمِيعًا، وَإِذا ارتحل بعد زيغ الشَّمْس عجل الْعَصْر إِلَى الظّهْر، وَصَلى الظّهْر وَالْعصر جَمِيعًا ثمَّ سَار، وَكَانَ إِذا ارتحل قبل الْمغرب أخر الْمغرب حَتَّى يُصليهَا مَعَ الْعشَاء، وَإِذا ارتحل بعد الْمغرب عجل الْعشَاء فَصلاهَا مَعَ الْمغرب» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ.، رِجَاله ثِقَات رجال الشَّيْخَيْنِ.
2585- وَقَالَ: حَدِيث حسن.
2586- قَالَا: تفرد بِهِ قُتَيْبَة.
2587- وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ: هُوَ حَدِيث مَحْفُوظ صَحِيح.
2588- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا من رِوَايَة ابْن عَبَّاس بِمَعْنَاهُ بِإِسْنَاد جيد.
2589- وَعَن أُسَامَة بن زيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: «دفع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من عَرَفَة، فَلَمَّا جَاءَ الْمزْدَلِفَة نزل فَتَوَضَّأ ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة، فَصَلى الْمغرب ثمَّ أَنَاخَ كل إِنْسَان بعيره فِي منزله، ثمَّ أُقِيمَت الْعشَاء فصلاهما، وَلم يصل بَينهمَا شَيْئا». مُتَّفق عَلَيْهِ.
2590- احْتج بِهِ الشَّافِعِي وَغَيره فِي جَوَاز التَّفْرِيق بَينهمَا إِذا جمع فِي وَقت الثَّانِيَة، وَالله أعلم.

.بَاب مَا جَاءَ فِي الْجمع بِعُذْر الْمَطَر وَنَحْوه فِي الْحَضَر:

2591- عَن ابْن عَبَّاس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى بِالْمَدِينَةِ سبعا وثمانيا، الظّهْر وَالْعصر، وَالْمغْرب وَالْعشَاء» مُتَّفق عَلَيْهِ.
2592- وَفِي رِوَايَة لَهما: «سبعا جَمِيعًا، وثمانيا جَمِيعًا».
2593- وَفِي رِوَايَة مُسلم: «من غير خوف، وَلَا سفر». قيل لِابْنِ عَبَّاس: لم فعل ذَلِك؟ فَقَالَ: أَن لَا يخرج أحدا من أمته.
2594- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «جمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَين الظّهْر وَالْعصر، وَالْمغْرب وَالْعشَاء بِالْمَدِينَةِ فِي غير خوف، وَلَا مطر»، قيل لِابْنِ عَبَّاس: مَا أَرَادَ إِلَى ذَلِك؟ قَالَ: أَرَادَ أَن لَا يحرج أمته.
2595- وَفِي رِوَايَة لَهُ عَن عبد الله بن شَقِيق، قَالَ: «خَطَبنَا ابْن عَبَّاس يَوْمًا بعد الْعَصْر حَتَّى غربت الشَّمْس وبدت النُّجُوم، وَجعل النَّاس يَقُولُونَ: الصَّلَاة، الصَّلَاة. فَجَاءَهُ رجل من بني تَمِيم لَا يفتر وَلَا ينثني: الصَّلَاة، الصَّلَاة. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: أتعلمني بِالسنةِ، لَا أم لَك! رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جمع بَين الظّهْر وَالْعصر، وَالْمغْرب وَالْعشَاء. قَالَ عبد الله بن شفيق: فحاك فِي صَدْرِي من ذَلِك شَيْء، فَأتيت أَبَا هُرَيْرَة فَسَأَلته، فَصدق مقَالَته».
2596- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «أَنه قَالَ لهَذَا الْقَائِل: كُنَّا نجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ».
2597- قَالَ الْبَيْهَقِيّ:رِوَايَة: «من غير خوف وَلَا مطر»، رَوَاهَا حبيب بن أبي ثَابت. وَقَالَ جُمْهُور الروَاة: «من غير خوف وَلَا سفر» قَالَ:وَهَذَا أولَى بِأَن يكون مَحْفُوظًا.

.فصل فِي ضعيفه:

2598- مِنْهُ، عَن ابْن عَبَّاس، مَرْفُوع.
2599- وَعمر عَن مَوْقُوف: «الْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ من غير عذر من الْكَبَائِر».
رَوَاهُمَا الْبَيْهَقِيّ وَضعفهمَا.

.بَاب النَّوَافِل فِي السّفر:

مَذْهَبنَا أَنه يُستحب للْمُسَافِر النَّوَافِل الْمَشْرُوعَة للحاضر، سَوَاء الرَّاتِب مَعَ الْفَرَائِض وَغَيرهَا.
2600- وَنَقله التِّرْمِذِيّ عَن أَكثر الْعلمَاء من الصَّحَابَة وَغَيرهمَا.
2601- وَقَالَ ابْن عمر وَطَائِفَة: لَا يتَطَوَّع فِي السّفر بالنوافل الرَّاتِب.
2602- وَثَبت عَن حَفْص بن عَاصِم، قَالَ: «صَحِبت ابْن عمر فِي طَرِيق مَكَّة، فَصَلى لنا الظّهْر رَكْعَتَيْنِ ثمَّ أقبل وأقبلنا مَعَه حَتَّى جَاءَ رَحْله، وَجلسَ وَجَلَسْنَا مَعَه، فحانت مِنْهُ التفاتة حَيْثُ صَلَّى، فَرَأَى نَاسا قيَاما، فَقَالَ: مَا يصنع هَؤُلَاءِ؟ قُلْنَا: يُسبِّحون. فَقَالَ: لَو كنت مسبِّحا أتممت صَلَاتي. يَا ابْن أخي إِنِّي صَحِبت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي السّفر فَلم يزدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبضه الله، وصحبت أَبَا بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فَلم يزدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبضه الله وصحبت عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فَلم يزدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبضه الله، وصحبت عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَلم يزدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبضه الله، وَقد قَالَ الله تَعَالَى: {لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة}» مُتَّفق عَلَيْهِ، لَفظه مُسلم.
2603- وَاحْتج الْجُمْهُور للاستحباب بالأحاديث السَّابِقَة فِي بَاب: اسْتِقْبَال الْقبْلَة وَغَيره أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يُصَلِّي النَّافِلَة فِي سَفَره عَلَى رَاحِلَته حَيْثُ تَوَجَّهت بِهِ.
2604- وَعَن أبي قَتَادَة، فِي حَدِيثه الطَّوِيل: «أَنهم كَانُوا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سفر فَنَامُوا عَن صَلَاة الصُّبْح حَتَّى طلعت الشَّمْس، فَسَارُوا حَتَّى ارْتَفَعت الشَّمْس، ثمَّ نزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَتَوَضَّأ ثمَّ أذن بِلَال بِالصَّلَاةِ، فَصَلى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ صَلَّى الْغَدَاة، فَصنعَ كَمَا كَانَ يصنع كل يَوْم» رَوَاهُ مُسلم. فهاتان الركعتان سنة الصُّبْح، وهما مُرَاد البُخَارِيّ فِي صَحِيحه بقوله:
2605- «ركع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَكْعَتي الْفجْر فِي السّفر».
2606- وَعَن الْبَراء بن عَازِب، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: «صَحِبت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَمَانِيَة عشر سفرا، فَمَا رَأَيْته ترك رَكْعَتَيْنِ إِذا زاغت الشَّمْس قبل الظّهْر» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ.
2607- وَقَالَ: رَآهُ البُخَارِيّ حسنا.
2608- وَاحْتَجُّوا أَيْضا بِحَدِيث أم هَانِئ فِي صَلَاة الضُّحَى فِي بَيتهَا، وَكَانَ مُسَافِرًا.

.كتاب صَلَاة الْخَوْف:

.بَاب صَلَاة الْخَوْف بِكُل طَائِفَة جَمِيع الصَّلَاة وَيسلم الإِمَام بِكُل طَائِفَة، وَيكون متنفلاً فِي الثَّانِيَة وَهِي صَلَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِبَطن نخل من أَرض نجد بِبِلَاد غطفان:

2609- عَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: أَقبلنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وَذكر الحَدِيث. قَالَ: «فَنُوديَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلى بطَائفَة رَكْعَتَيْنِ ثمَّ تَأَخَّرُوا، وَصَلى بالطائفة الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ».
2610- قَالَ: «فَكَانَت لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي خوفٍ الظّهْر، فصفَّ بَعضهم خَلفه،
وَبَعْضهمْ بِإِزَاءِ الْعَدو، فَصَلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ سلّم، فَانْطَلق الَّذين صلوا مَعَه فوقفوا موقف أَصْحَابهم، ثمَّ جَاءَ أُولَئِكَ فصلوا خَلفه فَصَلى بهم رَكْعَتَيْنِ وسلَّم، فَكَانَت لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرْبعا وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَيْنِ، رَكْعَتَيْنِ»
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح.

.بَاب يُفَرِّقهُمْ طائفتين، يُصَلِّي بِكُل طَائِفَة بعض الصَّلَاة، إِذا كَانَ الْعَدو فِي غير جِهَة الْقبْلَة، وَفِي الْمُسلمين كَثْرَة، وَهِي صَلَاة ذَات الرّقاع:

2611- عَن صَالح بن خوَّات بن جُبَير: «عمَّن صَلَّى مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم ذَات الرّقاع صَلَاة الْخَوْف، أَن طَائِفَة صفّت مَعَه، وَطَائِفَة وجاه الْعَدو، فَصَلى بالذين مَعَه رَكْعَة، ثمَّ ثَبت قَائِما وَأَتمُّوا لأَنْفُسِهِمْ، ثمَّ انصرفوا فصفوا وجاه الْعَدو، وَجَاءَت الطَّائِفَة الْأُخْرَى فَصَلى الرَّكْعَة الَّتِي بقيت ثمَّ ثَبت جَالِسا وَأَتمُّوا لأَنْفُسِهِمْ ثمَّ سلم بهم» مُتَّفق عَلَيْهِ.
2612- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: «صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة الْخَوْف بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَة، والطائفة الْأُخْرَى مُوَاجهَة الْعَدو، ثمَّ انصرفوا وَقَامُوا فِي مقَام أَصْحَابهم مُقْبِلين عَلَى الْعَدو، وَجَاء أُولَئِكَ، ثمَّ صَلَّى بهم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، ثمَّ سلم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، ثمَّ قَضَى هَؤُلَاءِ رَكْعَة، وَهَؤُلَاء رَكْعَة» مُتَّفق عَلَيْهِ.

.فصل فِي ضعيفه:

2613- مِنْهُ، عَن خصيف، عَن أبي عُبَيْدَة بن ابْن مَسْعُود، عَن أَبِيه: «صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَامُوا صفّاً خَلفه، وصفّاً مُسْتَقْبل الْعَدو فَصَلى بهم رَكْعَة، ثمَّ جَاءَ الْآخرُونَ فَقَامُوا مقامهم، واستقبل هَؤُلَاءِ الْعَدو، فَصَلى بهم رَكْعَة، ثمَّ سلم، فَقَامَ هَؤُلَاءِ، فصلوا لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَة، ثمَّ سلمُوا، ثمَّ ذَهَبُوا، فَقَامُوا مقَام أُولَئِكَ مستقبلي الْعَدو، وَرجع أُولَئِكَ إِلَى مقامهم فصلوا لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَة، ثمَّ سلمُوا» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَهُوَ ضَعِيف مُنْقَطع. خصيف ضَعِيف، وَأَبُو عُبَيْدَة لم يدْرك أَبَاهُ.

.بَاب الصَّلَاة بهم جَمِيعًا، وَهِي صَلَاة عسفان:

2614- عَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «شهِدت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة الْخَوْف، فصفنا صفّين، صفا خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، والعدو بَيْننَا وَبَين الْقبْلَة، فكبّر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وكبّرنا جَمِيعًا، ثمَّ ركع وركعنا جَمِيعًا، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع ورفعنا جَمِيعًا، ثمَّ انحدر بِالسُّجُود والصف الَّذِي يَلِيهِ، وَقَامَ الصَّفّ الْمُؤخر فِي نحر الْعَدو، فَلَمَّا قَضَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ السُّجُود، وَقَامَ الصَّفّ الَّذِي يَلِيهِ، انحدر الصَّفّ الْمُؤخر فِي السُّجُود، وَقَامُوا ثمَّ تقدم الصَّفّ الْمُؤخر، وَتَأَخر الصَّفّ الْمُقدم، ثمَّ ركع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وركعنا جَمِيعًا، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع ورفعنا جَمِيعًا، ثمَّ انحدر بِالسُّجُود والصف الَّذِي يَلِيهِ، الَّذِي كَانَ مُؤَخرا فِي الرَّكْعَة الأولَى، وَقَامَ الصَّفّ الْمُؤخر فِي نحور الْعود، فَلَمَّا قَضَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ السُّجُود والصف الَّذِي يَلِيهِ، انحدر الصَّفّ الْمُؤخر بِالسُّجُود، فسجدوا، ثمَّ سلم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَسلمنَا جَمِيعًا» رَوَاهُ مُسلم.
2615- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «غزونا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قوما من جُهَيْنَة، فَقَاتلُوا قتالاً شَدِيدا، فَلَمَّا صلينَا الظّهْر قَالَ الْمُشْركُونَ: لَو ملنا عَلَيْهِم مَيْلَة لَاقْتَطَعْنَاهُمْ، فَأخْبر جِبْرِيل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَلِك، فَذكر ذَلِك لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: وَقَالُوا إِنَّه سَتَأْتِيهِمْ صَلَاة هِيَ أحب إِلَيْهِم من الْأَوْلَاد، فَلَمَّا حضرت الْعَصْر، صفنا صفّين، وَالْمُشْرِكُونَ بَيْننَا وَبَين الْقبْلَة، فكبّر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وكبّرنا، وَركع فَرَكَعْنَا» ثمَّ ذكر نَحوه.
2616- وَعَن سهل بن أبي حثْمَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَن رَسُول الله صَلَّى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِأَصْحَابِهِ فِي الْخَوْف، فصفهم خَلفه صفّين، فَصَلى بالذين يلونه رَكْعَة ثمَّ قَامَ فَلم يزل قَائِما حَتَّى صَلَّى الَّذين خَلفهم رَكْعَة، ثمَّ تقدمُوا، وَتَأَخر الَّذين كَانُوا قدامهم، فَصَلى بهم رَكْعَة، ثمَّ قعد حَتَّى صَلَّى الَّذين تخلفوا رَكْعَة، ثمَّ سلم» مُتَّفق عَلَيْهِ.
2617- وَعَن أبي عَيَّاش الزرقي، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، واسْمه زيد، وَقيل عبيد، قَالَ: «كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعسفان، وَعَلَى الْمُشْركين خَالِد بن الْوَلِيد، فصلينا الظّهْر، فَقَالَ الْمُشْركُونَ: لقد أصبْنَا غِرَّة. لقد أصبْنَا غَفلَة، لَو كُنَّا حملنَا عَلَيْهِم وهم فِي الصَّلَاة، فَنزلت آيَة الْقصر بَين الظّهْر وَالْعصر، فَلَمَّا حضرت الْعَصْر قَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُسْتَقْبل الْقبْلَة، وَالْمُشْرِكُونَ أَمَامه، فصفّ خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صف، وصفّ بعد ذَلِك الصَّفّ صف آخر، فَرَكَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وركعوا جَمِيعًا». وَذكر مثل رِوَايَة جَابر. ثمَّ قَالَ فِي آخِره: «فَصلاهَا بعسفان، وصلاها يَوْم بني سليم» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح عَلَى شَرط الصَّحِيحَيْنِ إِلَى أبي عَيَّاش.
2618- وَرَوَى النَّسَائِيّ نَحوه من رِوَايَة ابْن عَبَّاس.
2619- وَرَوَى البُخَارِيّ حَدِيث ابْن عَبَّاس نَحوه، لَكِن لم يذكر تقدم الصَّفّ، وَتَأَخر الآخر.

.بَاب صَلَاة شدَّة الْخَوْف:

قَالَ الله تَعَالَى: {فَإِن خِفْتُمْ فرجالا أَو ركبانا}
2620- وَسبق فِيهِ حَدِيث ابْن عمر فِي بَاب " اسْتِقْبَال الْقبْلَة ".
2621- وَعَن عبد الله بن أنيس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى خَالِد بن سُفْيَان الْهُذلِيّ، وَكَانَ نَحْو عُرَنَة وعرفات، فَقَالَ: «اذْهَبْ فاقتله " فرأيته وَحَضَرت صَلَاة الْعَصْر، فَقلت: إِنِّي أَخَاف أَن يكون بيني وَبَينه مَا إِن أؤخر الصَّلَاة، فَانْطَلَقت أَمْشِي، وَأَنا أُصَلِّي أومئ إِيمَاء نَحوه، فَلَمَّا دَنَوْت مِنْهُ قَالَ لي: من أَنْت؟ قلت: رجل من الْعَرَب بَلغنِي أَنَّك تجمع لهَذَا الرجل فجئتك فِي ذَاك. قَالَ: إِنِّي لفي ذَاك، فمشيت مَعَه سَاعَة حَتَّى إِذا أمكنني علوته بسيفي حَتَّى برد. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد حسن، وَفِيه مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يسَار، وَهُوَ مُدَلّس، وَقد قَالَ فِي رِوَايَة أبي دَاوُد " عَن».
2622- لَكِن قَالَ فِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ: «حَدثنِي». فانتفت مفْسدَة تدليسه فَهُوَ حَدِيث حسن، وَلم يُضعفهُ أَبُو دَاوُد.

.كتاب صَلَاة الْجُمُعَة:

.بَاب فضل يَوْم الْجُمُعَة، وَفضل السَّاعَة الَّتِي فِيه:

2623- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «خير يَوْم طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس يَوْم الْجُمُعَة، فِيهِ خُلق آدم، وَفِيه أُدخل الْجنَّة، وَفِيه أُخرج مِنْهَا، وَلَا تقوم السَّاعَة إِلَّا فِي يَوْم الْجُمُعَة» رَوَاهُ مُسلم.
2624- وَفِي رِوَايَة ذكرهَا الْحَاكِم، وَقَالَ:هِيَ صَحِيحَة: «سيد الْأَيَّام يَوْم الْجُمُعَة».
2625- وَعنهُ، قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «نَحن الآخِرون، وَنحن السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة، بيْد أَن كل أمة أُوتيت الْكتاب من قبلنَا، وأوتيناه من بعدهمْ، ثمَّ هَذَا الْيَوْم الَّذِي كتبه الله علينا، هدَانَا الله لَهُ، فَالنَّاس لنا فِيهِ تبع، الْيَهُود غَدا، وَالنَّصَارَى بعد غَد» مُتَّفق عَلَيْهِ، لَفظه لمُسلم.
2626- وَفِي رِوَايَة لَهما: «نَحن الآخِرون السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة، بيْد أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا وأوتيناه من بعدهمْ، فَهَذَا يومهم الَّذِي فُرض عَلَيْهِم، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فهدانا الله لَهُ، فهم لنا فِيهِ تبع».
2627- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «وَنحن أول من يدْخل الْجنَّة».
2628- وَفِي رِوَايَة لَهُ من رِوَايَة حُذَيْفَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «نَحن الْآخرُونَ من أهل الدُّنْيَا، والأولون يَوْم الْقِيَامَة، الْمقْضِي لَهُم قبل الْخَلَائق».
2629- وَفِي رِوَايَة: «الْمقْضِي بَينهم». قيل مَعْنَى: بيْد، غير. وَقيل: مَعَ. وَقيل: عَلَى.
2630- وَعنهُ، قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «خير يَوْم طلعت فِيهِ الشَّمْس يَوْم الْجُمُعَة، فِيهِ خُلق آدم، وَفِيه أُهبط، وَفِيه تيب عَلَيْهِ، وَفِيه مَاتَ، وَفِيه تقوم السَّاعَة، وَمَا من دَابَّة إِلَّا وَهِي مُسِيْخة يَوْم الْجُمُعَة من حِين تصبح حَتَّى تطلع الشَّمْس شفقاً من السَّاعَة إِلَّا الْجِنّ وَالْإِنْس، وَفِيه سَاعَة لَا يصادفها عبد مُسلم وَهُوَ يُصَلِّي، وَيسْأل الله عَزَّ وَجَلَّ حَاجَة إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاهَا». قَالَ كَعْب: ذَلِك فِي كل سنة يَوْم. فَقلت: بل فِي كل جُمُعَة. فَقَرَأَ كَعْب التَّوْرَاة، فَقَالَ: صدق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: ثمَّ لقِيت عبد الله بن سَلام فَحَدَّثته بِمَجْلِس كَعْب، فَقَالَ عبد الله بن سَلام: قد علمت أَيَّة سَاعَة هِيَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَقلت لَهُ: فَأَخْبرنِي بهَا. فَقَالَ عبد الله بن سَلام: هِيَ آخر سَاعَة من يَوْم الْجُمُعَة. فَقلت: فَكيف هِيَ آخر سَاعَة؟ وَقد قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «وَهُوَ يُصَلِّي». وَتلك السَّاعَة لَا يُصَلِّي فِيهَا. فَقَالَ عبد الله بن سَلام: ألم يقل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «من جلس مَجْلِسا ينْتَظر الصَّلَاة فَهُوَ فِي صَلَاة حَتَّى يُصَلِّي قلت: بلَى. قَالَ: هُوَ ذَاك». رَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ، وَأَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد عَلَى شَرط الصَّحِيحَيْنِ.
2631- وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، وَالنَّسَائِيّ بِمَعْنَاهُ. قَوْله: مُسِيْخة، بِضَم الْمِيم، وَكسر الْمُهْملَة، وَإِسْكَان الْمُثَنَّاة تَحت، وبالخاء الْمُعْجَمَة، وَفِي الْمُوَطَّأ بصاد بدل السِّين، وهما بِمَعْنى، أَي مستمعة مصغية.
2632- وَعنهُ، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكر يَوْم الْجُمُعَة فَقَالَ: «فِيهِ سَاعَة لَا يُوَافِقهَا عبد مُسلم وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي، يسْأَل الله شَيْئا، إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه» وَأَشَارَ بِيَدِهِ يقللها. مُتَّفق عَلَيْهِ.
2633- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «وَهِي سَاعَة خَفِيفَة».
2634- وَفِي رِوَايَة صَحِيحَة للبيهقي: «وَأَشَارَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِيَدِهِ يقللها».
2635- وَعَن أبي بردة بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ، قَالَ: قَالَ لي عبد الله بن عمر: أسمعت أَبَاك يحدث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي شَأْن سَاعَة الْجُمُعَة قلت: نعم، سمعته يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «هِيَ مَا بَين أَن يجلس الإِمَام إِلَى أَن تُقضى الصَّلَاة» رَوَاهُ مُسلم.
2636- وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن مُسلم بن الْحجَّاج قَالَ:هَذَا الحَدِيث أَجود حَدِيث، وأصحه فِي بَيَان سَاعَة الْجُمُعَة.
2637- وَعَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «يَوْم الْجُمُعَة ثنتا عشرَة سَاعَة، لَا يُوجد مُسلم يسْأَل الله تَعَالَى شَيْئا، إِلَّا أَتَاهُ الله عَزَّ وَجَلَّ، فالتمسوها آخر سَاعَة بعد الْعَصْر» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ بِهَذِهِ الْحُرُوف بِإِسْنَاد صَحِيح.
2638- قَالَ الْحَاكِم: هُوَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم. قلت: الصَّحِيح فِي تعْيين السَّاعَة رِوَايَة أبي مُوسَى، وَيحْتَمل أَنَّهَا متنقلة.

.فصل فِي ضعيفه:

2639- مِنْهُ، مُحَمَّد بن أبي حميد، عَن مُوسَى بن وردان، عَن أنس، رَفعه: «التمسوا سَاعَة الْجُمُعَة بعد الْعَصْر إِلَى غيبوبة الشَّمْس» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَضَعفه هُوَ وَغَيره. وَمُحَمّد هَذَا مُنكر الحَدِيث، سيء الْحِفْظ.
2640- وَعَن كثير بن عبد الله بن عَمْرو بن عَوْف، عَن أَبِيه، عَن جده رَفعه: «أَنَّهَا من حِين تُقَام الصَّلَاة إِلَى الِانْصِرَاف» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
2641- وَقَالَ:حَدِيث حسن. وَلَيْسَ كَذَلِك، فَإِن كثير بن عبد الله، مُتَّفق عَلَى ضعفه.
2642- قَالَ الشَّافِعِي:هُوَ أحد أَرْكَان الْكَذِب.
2643- وَقَالَ أَحْمد: هُوَ مُنكر الحَدِيث، لَيْسَ بِشَيْء " وعباراتهم بِنَحْوِ هَذَا مَشْهُورَة.

.بَاب وجوب الْجُمُعَة:

قَالَ الله تَعَالَى: {إِذا نُودي للصَّلَاة من يَوْم الْجُمُعَة فَاسْعَوْا إِلَى ذكر الله}
2644- وَفِيه حَدِيث أبي هُرَيْرَة السَّابِق فِي قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «هَذَا الْيَوْم الَّذِي كتبه الله علينا».
2645- وَعَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لقوم يتخلّفون عَن الْجُمُعَة: «لقد هَمَمْت أَن آمُر رجلا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثمَّ أحرِّق عَلَى رجالٍ يتخلفون عَن الْجُمُعَة بُيُوتهم» رَوَاهُ مُسلم.
2646- وَعَن ابْن عمر، وَأبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم، أَنَّهُمَا سمعا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول عَلَى أَعْوَاد منبره: «لينتهين أَقوام عَن ودعهم الْجُمُعَات، أَو ليختمن الله عَلَى قُلُوبهم، ثمَّ لَيَكُونن من الغافلين» رَوَاهُ مُسلم.
2647- وَعَن طَارق بن شهَاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «الْجُمُعَة حق وَاجِب عَلَى كل مُسلم فِي جمَاعَة إِلَّا أَرْبَعَة: عبد مَمْلُوك، وَامْرَأَة، أَو صبي، أَو مَرِيض» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد عَلَى شَرط الصَّحِيحَيْنِ.
2648- إِلَّا أَنه قَالَ: «طَارق رَأَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يسمع مِنْهُ شَيْئا». وَهَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو دَاوُد لَا يقْدَح فِي صِحَة الحَدِيث، لِأَنَّهُ إِن ثَبت عدم سَمَاعه يكون مُرْسل صَحَابِيّ وَهُوَ حجَّة.
2649- وَرَوَاهُ الْحَاكِم، عَن طَارق، عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
2650- وَقَالَ:صَحِيح.
2651- وَعَن أبي الْجَعْد الضمرِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «من ترك ثَلَاث جُمع تهاوناً طبع الله عَلَى قلبه» رَوَاهُ الثَّلَاثَة بِإِسْنَاد حسن، وَلم يُضعفهُ أَبُو دَاوُد.
2652- وَفِي بعض نسخ التِّرْمِذِيّ أَنه: حَدِيث حسن.
2653- وَعَن حَفْصَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «رواح الْجُمُعَة وَاجِب عَلَى كل محتلم» رَوَاهُ النَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم بِهَذَا اللَّفْظ.
2654- وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد: «عَلَى كل محتلم رواح الْجُمُعَة».

.فصل فِي ضعيفه:

2655- مِنْهُ، حَدِيث جَابر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خطب، فَقَالَ: «اعلموا أَن الله تَعَالَى افْترض عَلَيْكُم الْجُمُعَة فَمن تَركهَا فِي حَياتِي، أَو بعدِي، وَله إِمَام عَادل، أَو جَائِر، اسْتِخْفَافًا بهَا، أَو جحُودًا لَهَا، فَلَا جمع الله لَهُ شَمله، وَلَا بَارك لَهُ فِي أمره» رَوَاهُ ابْن مَاجَه، وَالْبَيْهَقِيّ وضعّفه، فِي إِسْنَاده ضعيفان.
2656- وَحَدِيثه الآخر: «من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَعَلَيهِ الْجُمُعَة، إِلَّا امْرَأَة، أَو عبد، أَو مَرِيض، أَو صبي» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف.

.بَاب من لَا جُمُعَة عَلَيْهِ:

2657- فِيهِ حَدِيث طَارق فِي الْبَاب قبله.
2658- وَحَدِيث ابْن عَبَّاس وَغَيره، مِمَّا سبق فِي بَاب الْأَذَان: «أَلا صلوا فِي الرِّحال».
2659- وَعَن أم عَطِيَّة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما قدم الْمَدِينَة جَمَع نسَاء الْأَنْصَار فِي بَيت، فَأرْسل إِلَيْنَا عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فَقَامَ عَلَى الْبَاب فَسلم علينا فَرددْنَا عَلَيْهِ السَّلَام، ثمَّ قَالَ: «أَنا رَسُول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إلَيْكُنَّ، وأمرنا بالعيدين أَن نُخرج فيهمَا الحُيَّض، والعُتَّق، وَلَا جُمُعَة علينا، ونهانا عَن اتِّبَاع الْجَنَائِز» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَلم يُضعفهُ، وَفِيه رجل سكتوا عَنهُ.
2660- وَعَن نَافِع: «أَن ابْن عمر ذُكر لَهُ أَن سعيد بن زيد مرض فِي يَوْم جُمُعَة، فَركب إِلَيْهِ بعد أَن تَعَالَى النَّهَار واقتربت الْجُمُعَة، وَترك الْجُمُعَة» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
2661- وَفِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح عَن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن: «أَن ابْن عمر دُعي يَوْم الْجُمُعَة وَهُوَ يستحم للْجُمُعَة إِلَى سعيد بن زيد، وَهُوَ يَمُوت فَأَتَاهُ وَترك الْجُمُعَة».

.فصل فِي ضعيفه:

2662- مِنْهُ حَدِيث جَابر السَّابِق فِي ضَعِيف الْبَاب قبله.
2663- وَحَدِيث ابْن عمر مَرْفُوع: «لَا جُمُعَة عَلَى مُسَافر».
2664- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: «الصَّحِيح أَنه مَوْقُوف عَلَى ابْن عمر». وَالرِّوَايَة المرفوعة رَوَاهَا الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة عبد الله بن نَافِع، وَهُوَ ضَعِيف.