فصل: باب في ذم الغضب وما يزيله عند كونه:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مساوي الأخلاق



.باب ذم النفاق والتعوذ بالله منه:

277- حدثنا نصر بن داود بن طرق الصاغاني، وأبو بكر أحمد بن صالح الوزان، قالا: ثنا أبو الربيع سليمان بن الربيع الزهراني، ثنا فرج بن فضالة، عن عبد الرحمن بن زياد، مولى لأبي سعيد، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذه الدعوات: «اللهم طهر قلبي من النفاق، وفرجي من الزنا، ولساني من الكذب».
278- حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، ثنا سيار بن حاتم العنزي، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي، ثنا مالك بن دينار قال: قرأت في التوراة: بطلت الأمانة، والرجل مع صاحبه بشفتين مختلفتين، يهلك الله يوم القيامة كل شفتين مختلفتين.
279- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا شريك، عن الركين بن الربيع، عن نعيم بن حنظلة، عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان ذا وجهين في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة».
280- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا أبو سلمة الخزاعي، ثنا سليمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن عبد الله بن سلمان الأغر، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا».
281- حدثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا ليث بن سعد (ح) وحدثنا سعدان بن يزيد البزار، ثنا الهيثم بن حميد، ثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من شر الناس ذو الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه»، حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الدولابي، ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، ثنا شعيب بن أبي حمزة، ثنا أبو الزناد، أن عبد الرحمن بن هرمز، حدثه أنه سمع أبا هريرة يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل ذلك.
282- حدثنا أبو يوسف القلوسي، ثنا محمد بن عباد المكي، ثنا محمد بن سليمان، ثنا عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي ملكية قال: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون وجيها يوم القيامة».
283- حدثنا نصر بن داود الصاغاني، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، قالا: ثنا أبو يعقوب محمد بن يوسف الصفار، ثنا إسماعيل بن مسلم، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له لسانين من نار يوم القيامة».
284- حدثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا سليمان بن داود، ثنا عبد الحكيم بن منصور، ثنا محمد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت جندبا، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان له وجهان في الدنيا جعل الله له لسانين من نار يوم القيامة».
285- حدثنا حماد بن الحسن الوراق، ثنا سيار بن حاتم العنزي، عن جعفر بن برقان، ثنا إبراهيم بن عمرو الصنعاني، عن الوضين بن عطاء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبغض خليقة الله يوم القيامة، الكذابون والمستكبرون والذين يكثرون البغضاء لإخوانهم في صدورهم، فإذا لقوهم تملقوا لهم، والذين إذا دعوا إلى الله، وإلى رسوله كانوا بطآء، وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره كانوا سراعا».
286- أنشدني علي بن قريش:
ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب ** فالناس بين مخاتل وموارب

يبدون بينهم المودة والصفا ** وقلوبهم محشوة بعقارب

287- حدثنا الترقفي العباس بن عبد الله، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، عن معن بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: قال عبد الله بن مسعود: لا يكونن أحدكم إمعة قالوا: وما إمعة؟ قال: يجري مع كل ريح.
288- حدثنا الحسن بن علي العنزي، ثنا الحسن بن قزعة، ثنا مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي قال: قلت لابن عمر: إنا ندهل عن أمرائنا فنمدحهم، فإذا خرجنا قلنا لهم خلاف ذلك، فقال: كنا نعد هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفاقا.
289- حدثنا حماد بن عنبسة الوراق، ثنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي، ثنا شعبة، عن منصور، قال: سمعت أبا وائل يحدث، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كن فيه فهو منافق، ومن كان فيه خصلة منها، ففيه خصلة من النفاق: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».
290- حدثنا أبو جعفر عبيد الله بن الحسن الهاشمي، ثنا يزيد بن هارون، أنبا شعبة، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال: أربع من كن فيه فهو منافق، فإن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.
291- حدثنا سعدان بن يزيد البزاز، ثنا يزيد بن هارون، أنبا محمد بن عبد الرحمن، عن محمد بن كعب القرظي، أن رسول الله قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان». وقال: «تصديق هذا في كتاب الله: {إذا جاءك المنافقون} الآية، وقال: {ومنهم من عاهد الله} إلى قوله: {وبما كانوا يكذبون}، ثم قال: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال} إلى آخر الآية».
292- أخبرنا محمد بن جابر الضرير، ثنا يوسف بن كامل، ثنا حماد بن سلمة، ثنا داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه فهو منافق، وإن صام، وصلى، وقال إني مسلم: الذي إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف».
293- حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي، ثنا شبابة بن سوار، ثنا يوسف بن الخطاب المديني، عن عبادة بن الوليد بن عبادة، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث في المنافق: إذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب».
294- حدثنا علي بن حرب الطائي، ثنا القاسم بن يزيد الجرمي، ثنا سفيان الثوري، عن أبي المقدام، عن أبي يحيى، عن حذيفة، أنه سئل عن المنافق، قال: الذي يتكلم بالإسلام، ولا يعمل.
295- حدثنا علي بن حرب الطائي، ثنا أبو معاوية الضرير، ويعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عد من شرار الناس عند الله يوم القيامة ذو الوجهين».
296- حدثنا الحسن بن عرفة، ثنا المعتمر بن سليمان، عن عوف الأعرابي، قال: سمعت أبا المغيرة يقول: قال عبد الله بن عمرو: أشد الناس عذابا يوم القيامة من كفر من أصحاب المائدة، والمنافقون، وآل فرعون.
297- حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا أبو حرة، عن الحسن، قال: هلك رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان جار حذيفة، فلم يصل عليه حذيفة، فبلغ ذلك عمر لحذيفة، وأقبل عليه: يموت رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تصلي عليه؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إنه منهم، قال: فنشدتك الله، أأنا منهم أم لا؟ قال: اللهم لا، ولا أؤمن منها أحدا بعدك.
298- حدثنا إبراهيم بن الجنيد الجبلي، ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: قال رجل لمسعر: أتحب أن يخبرك رجل بعيوبك؟ قال: إن كان ناصحا فنعم، وإن كان يريد يؤنبني فلا.
299- قال: سمعت المبرد، ينشد:
إذا خنتم الغيب ودي فما لكم ** تدلون إدلال المقيم على العهد

صلوا وافعلوا فعل المدل بوصله ** وإلا فصلوا وافعلوا فعل ذي الصد

300- حدثنا إبراهيم بن هانئ، ثنا سعيد بن عفير، ثنا يعقوب، عن أبيه، أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، غضب على ابن شهاب، وكان شاعرا فقال:
إذا قلت أما بعد لم يثن منطقي ** العيون ولا عمى فكيف أقول

إذا شئت أن تلقى خليلا مصافحا ** لقيت وإخوان الثقات قليل

.باب ما جاء في ظهور النفاق وانتشاره:

301- حدثنا الوليد بن مضاء الموصلي، ثنا محمد بن عمار، ثنا عيسى بن يونس، ثنا محمد بن عبد الله بن علاثة، حدثني الحجاج بن الفرافصة، عن زاذان أبي عمر، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ظهر القول وخزن العمل، وائتلفت الألسن، وتباغضت القلوب، وقطع كل ذي رحم رحمه، فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم، وأعمى أبصارهم».
302- حدثنا الدوري، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا أبو عمرو، عن عاصم، عن زر، عن حذيفة قال: النفاق اليوم شر من النفاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن أولئك كانوا يخفونه، وهم اليوم يظهرونه.
303- حدثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا أبو عمرو، قال: سئل الحسن: أبقي نفاق؟ قال: لولاهم لاستوحشتم.
304- حدثنا حماد بن الحسن الوراق، ثنا يحيى بن الأعرج، ثنا أبو عوانة، عن سليمان الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة قال: قال رجل عند حذيفة: اللهم أهلك المنافقين. فقال حذيفة: إذا ما انتصفتم من عدو.
305- حدثنا أبو علي أحمد بن إبراهيم القوهستاني، ثنا سعيد بن عمرو، ثنا عبد الله بن المبارك، عن سفيان، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أبي هريرة قال: ذهب الناس، وبقي النسناس.
306- حدثنا نصر بن داود الصاغاني، ثنا عفان بن مسلم، ثنا مهدي بن ميمون، قال: سمعت غيلان بن جرير يحدث، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: هم الناس، والنسناس، وأرس أناسا غمسوا في ماء الناس.
307- أنشدني أبو عبد الله محمد بن جعفر الدولابي:
أيا رب من يخفي العداوة صدره ** وتظهر عيناه الذي كان يكتم

إذا ما رآني مقبلا قال مرحبا ** وفي عينه وصدره صاب، وعلقم

308- أنشدني أبو سهل الرازي النحوي:
وليس أخي من ودني بلسانه ** وفي الصدر ضد الذي أظهر اللفظ

فإن تك ضيعت الذي كان بيننا ** بلا زلة كانت فعندي لها حفظ

.باب في ذم الغضب وما يزيله عند كونه:

309- حدثنا سعدان بن يزيد البزار، ثنا الهيثم بن جميل، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم، أما رأيتم إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه، فإذا وجد أحدكم شيئا من ذلك فليلصق بالأرض، ألا إن خير الرجال من كان بطيء الغضب، سريع الفيء، وشرار الرجال من كان سريع الغضب، بطيء الفيء».
310- حدثنا أحمد بن عصمة، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن أزهر بن سعيد، قال: سمعت أبا أمامة يقول: إن الشيطان ليأتي إلى فراش الرجل بعد ما يفرشه أهله بهيئة، فيلقي عليه العود، أو الحجر، أو الشيء، ليغضبه على أهله، فإذا وجد أحدكم ذلك فلا يغضب على أهله، فإنه من عمل الشيطان.
311- حدثنا عمر بن شبة، ثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، قال: حدثني أبي، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: قل لي قولا وأقلل، لعلي أعقله. قال: «لا تغضب». فأعاد عليه مرارا، كل ذلك يقول: «لا تغضب».
312- حدثنا نصر بن داود، ثنا يحيى بن أيوب، ثنا أبو إسماعيل المؤدب، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: علمني ما أدخل به الجنة، ولا تكثر علي. قال: «لا تغضب».
313- حدثنا عباس بن محمد بن حاتم الدوري، وعلي بن حرب، قالا: ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا شيبان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ولا تكثر علي، لعلي أعقل. قال: «لا تغضب».
314- حدثنا نصر بن داود الصاغاني، ثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: «علموا، ويسروا، ولا تعسروا- ثلاث مرات- وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت».
315- حدثنا أحمد بن منصور أبو بكر الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنبا معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن رجل، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل: يا رسول الله، أوصني. قال: «لا تغضب». قال الرجل: ففكرت حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا الغضب يجمع الشر كله.
316- حدثنا أبو بكر بن الطباع، ثنا ابن جميل، ثنا حكام، عن عنبسة، عن ابن أبي ليلى، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد، في قوله: {إذا مسهم طائف من الشيطان} قال: هو الغضب.
317- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، ثنا الفريابي، عن سفيان الثوري، عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للشيطان لعوقا، ونشوقا، وكحلا، فأما لعوقه فالكذب، وأما نشوقه فالغضب، وأما كحله فالنوم».
318- حدثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا محمد بن جعفر الكوفي، ثنا أبو معاوية الضرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: مكتوب في الحكم: يا داود، إياك وشدة الغضب، فإن شدة الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم.
319- قال: سمعت أبا موسى عمران بن موسى المؤدب يقول: قال بعض الحكماء: كما أن الأجسام تعظم في العين يوم الضباب، كذلك يعظم الذنب عند الغضب.
320- حدثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن سليمان بن صرد قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستب عنده اثنان، فاحمر وجه أحدهما، وجعل يسب صاحبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو استعاذ بالله من الشيطان». فقيل له: استعذ بالله من الشيطان الرجيم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: «من قالها أذهب عنه ما يجده».