فصل: باب ما جاء في سوء الجوار من الكراهة والذم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مساوي الأخلاق



.باب ما جاء في سوء الجوار من الكراهة والذم:

373- حدثنا علي بن حرب، ثنا أبو معاوية الضرير، ثنا الأعمش، عن أبي يحيى مولى جعدة، عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله، فلانة تصوم النهار، وتقوم الليل، وتؤذي جيرانها؟ قال: «هي في النار». قالوا: فلانة تصلي المكتوبات، وتصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها؟ قال: «هي في الجنة».
374- حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن الأعمش، عن أبي صالح، وأبي سفيان، عن جابر، أن النعمان بن قوقل أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن صليت المكتوبات، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، لم أزد على ذلك، أأدخل الجنة؟ قال: «نعم».
375- حدثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا محمد بن داود، ثنا عيسى بن يونس، ثنا أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد بن أبي حازم،- شيخ من بجيلة من بني كعب-، عن مرة بن شراحيل، قال: قال عبد الله بن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه». قيل: وما بوائقه؟ قال: «غشه وظلمه».
376- حدثنا نصر بن داود الصاغاني، ثنا عمرو بن محمد الناقد، ثنا زيد بن الحباب، ثنا علي بن مسعدة الباهلي، ثنا قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه».
377- أنشدني أبو سهل لسطيح الكاهن:
عليكم بتقوى الله في السر والجهر ** ولا تلبسوا أصدق الأمانة بالغدر

ولو جاء الخب حصنا وجنة ** إذا ما عرته النائبات من الدهر

378- حدثنا طاهر بن خالد بن نزار الأيلي، حدثني أبي، عن إبراهيم بن طهمان، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: خذ الحكمة ممن سمعتها، فإن الرجل ينطق بالحكمة، وليس من أهلها، فتكون كالرمية خرجت من غير رام.
379- حدثنا بنان بن سليمان الدقاق، ثنا عبيد الله بن موسى، عن الأوزاعي، عن عبد الله، أو عبدة بن أبي لبابة، عن أم سلمة قالت: بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحاف، إذ دخلت شاة لجار لنا، فأخذت قرصة من سترة لنا، فقمت إليها، فأخذته من بين لحييها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه لا قليل من أذى الجار».
380- حدثنا الحسن بن عرفة، ثنا عمار بن محمد، عن عبد السلام بن مسلم أبي مسعود، عن منصور بن زاذان، عن أبي جحيفة، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أشراط الساعة سوء الجوار».
381- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق: أنبا معمر، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود (ح) وحدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: قال عبد الرزاق: وأنبا الثوري، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله، أو قال غيري: أي الذنوب أعظم عند الله؟ قال: «أن تجعل لله ندا، وهو خالقك». قلت: ثم أي؟ قال: «أن تزاني حليلة جارك». قال: ثم أنزل الله تبارك وتعالى تصديق ذلك في كتابه: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما}.
حدثنا عبد الله بن أبي سعد، ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة، ثنا مهدي بن ميمون، عن واصل بن حيان، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله. ثم ذكر مثل حديث منصور قال عبد الله بن أبي سعد: قال عبيد الله بن محمد بن عائشة: هذا الحديث من وجه واصل حسن، وإنا نعرفه من وجه الأعمش، حدثنا نصر بن داود الصاغاني، ثنا مسدد بن مسرهد، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، عن منصور، والأعمش، عن أبي وائل، عن أبي ميسرة، قال واصل: عن أبي وائل، عن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم. فذكر مثل ذلك سواء.
382- حدثنا أبو حفص عمر بن مدرك القاص، ثنا قتيبة بن سعيد البغلاني، ثنا ابن لهيعة، عن ابن أنعم بن عبد الجليل، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الزاني بحليلة جاره لا ينظر الله إليه يوم القيامة، ولا يزكيه، ويقول: ادخل النار مع الداخلين».
383- أنشدني أبو جعفر العدوي:
اثنتان لا أدنو لقربهما ** عرش الخليل وجاره الجنب

أما الخليل فلست خائن عهده ** والجار قد أوصى به ربي

384- حدثنا سعدان بن يزيد البزار، ثنا علي بن عاصم، ثنا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الله الجدلي قال: كان أيوب نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من جار عينه تراني، وقلبه يرعاني، إن رأى حسنة أطفأها، وإن رأى سيئة أذاعها.
385- حدثنا سعدان بن يزيد البزاز، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، ثنا سفيان، عن عمران بن مسلم، عن يزيد بن عمرو، عن سلمان الفارسي قال: من اقتراب الساعة أن تظهر الفتن على وجه الأرض، وأن تقطع الأرحام، وأن يؤذى الجار.
386- حدثنا عمارة بن وثيمة المصري، ثنا محمد بن عيسى، ثنا عبد الله بن الحارث، قال: عرض أبو مسلم فرسا جوادا، فقال لمن حضره: لأي شيء يصلح هذا؟ قالوا: للعدو. قال: لا، ولكن يركبه، ويهرب به من سوء الجوار.
387- حدثنا عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله، فليس ذاك بمؤمن، وليس بمؤمن من لا يأمن جاره بوائقه».
388- حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، ثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا سلام بن مسكين، عن شهر بن حوشب، عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: يا رسول الله، آذاني جاري، فقال: «اصبر». ثم عاد، فقال له: «اصبر». ثم عاد، فقال له: «اصبر». ثم عاد الرابعة، فقال: «اعمد إلى متاعك فاقذفه في السكة، فإذا أتاك آت فقل آذاني جاري، فتحق عليه اللعنة».
389- حدثنا نصر بن داود الحليحي، ثنا عفان بن مسلم، ثنا وهيب، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعوذوا بالله من شر جار المقام، فإن جار المسافر إذا شاء زائل».
390- حدثنا طاهر بن خالد بن نزار الأيلي، حدثني أبي، ثنا ابن عيينة، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، قال: ألا أخبركم بأشياء سمعتهن من أبي هريرة؟ سمعته يقول: «لا يمنع الجار جاره أن يغرز خشبه في جداره».
391- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبه على حائطه، وإذا اختلفتم في الطريق الميتاء فاجعلوها سبعة أذرع».

.باب ما جاء فيما يكره من نقض العهد، واللجوء إلى الغدر:

392- حثنا سعدان بن يزيد البزاز، ويحيى بن أبي طالب، قالا: ثنا محمد بن عبيد الطنافسي، ثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جمع الله الأولين والآخرين رفع لكل غادر لواء، فقيل: هذه غدرة فلان بن فلان».
393- حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم، قاضي عكبرا، ثنا عاصم بن يوسف الفريابي، عن أبي سعد، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذمة المسلمين واحدة، ولكل غادر لواء يعرف به».
394- حدثنا سعدان بن يزيد البزاز، ثنا الهيثم بن جميل، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبة خطبها: «ألا إن لكل غادر لواء، بقدر غدرته يوم القيامة».
395- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، ثنا عبد الله بن غالب، ثنا بكر بن سليمان أبو معاذ، عن أبي سليمان الفلسطيني، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء بالعهد».
396- حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، ثنا هشام بن عمار، ثنا عمرو بن واقد، ثنا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لواء الغادر يوم القيامة عند استه».
397- حدثنا أبو بكر محمد بن يوسف بن الطباع، ثنا حجاج بن محمد الأعور، عن ابن جريج، أخبرني عاصم بن عبيد الله بن عاصم، أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة يخبر، عن عامر بن ربيعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من مات ناكثا عهده، جاء يوم القيامة لا حجة له».
398- حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، ثنا الحسين بن واقد، ثنا عبد الله بن بريدة، عن ابن عباس قال: ما نقض قوم العهد إلا أظهر الله تبارك وتعالى عليهم عدوهم.
399- حدثنا علي بن حرب، ثنا سفيان بن عيينة، عن جامع بن أبي راشد، سمع ميمون بن مهران يقول: ثلاث تؤدى إلى البر والفاجر: الرحم يصلها برة كانت أو فاجرة، والعهد تفي به للبر والفاجر، والأمانة تؤديها إلى البر والفاجر.
400- حدثنا أحمد بن عصمة أبو الفضل النيسابوري، ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا وكيع، ثنا شعبة، عن أبي الفيض، سمعت سليم بن عامر، يقول: كان بين معاوية وقوم من الروم عهد، فجعل معاوية يسير في أرضهم حتى تنقضي، فيغير عليهم، فإذا رجل ينادي من ناحية: وفاء لا غدر، وفاء لا غدر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة، ولا يحلها حتى يمضي أمدها، وينبذ إليهم على سواء». فإذا الرجل عمرو بن عنبسة.
401- حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، ثنا نعيم بن حماد، ثنا جرير، عن عبد الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع خصال، من كن فيه كان منافقا: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا اؤتمن خان. من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق».
402- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، ثنا محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن عثمان بن أبي سودة، قال: لا ينبغي لأحدكم أن يهتك ستر الله تبارك وتعالى. قيل: وكيف يهتك ستر الله؟ قال: يعمل الرجل الذنب فيستره الله تبارك وتعالى عليه، فيحدث به الناس.
403- حدثنا عمر بن شبة بن عبيدة النميري، ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن أيوب السختياني، عن كتاب أبي قلابة، عن أبي إدريس قال: لا يهتك الله ستر عبد، في قلبه مثقال ذرة من خير.
404- حدثنا أحمد بن منصور بن سيار الرمادي، ثنا أبو إسحاق الطالقاني، ثنا عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول: إن المعصية إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها، وإذا أعلنت ضرت الخاص والعام.
405- حدثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر، وأبو نافع أحمد بن كثير ابن بنت يزيد بن هارون، قالا: ثنا يزيد بن هارون (ح) وحدثنا سعدان بن سعد بن يزيد البزاز، ثنا الهيثم بن جميل، قالا: ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن المنذر بن جرير بن عبد الله البجلي، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من قوم يكون بين أظهرهم من يعمل بالمعاصي، هم أعز منه وأمنع، فلم يغيروا عليه، إلا أصابهم الله تعالى منه بعذاب».
406- حدثنا أخي أحمد بن جعفر بن محمد بن سهل العسكري، ثنا أحمد بن بديل، ثنا أبو معاوية الضرير، ثنا الأعمش، عن عامر، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل القائم على المعصية والمدمن فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر، فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فجعل الذين في أسفلها يستقون، ويصبون الماء على الذين في أعلاها، فيؤذونهم، فقال الذين في أعلاها: لا ندعكم تمرون علينا. فقال الذين في أسفلها: أما إذا منعتمونا فسنثقب السفينة في أسفلها فنستقي. فإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعا، وإن تركوهم غرقوا جميعا».
407- حدثنا علي بن الحسن البراء، ثنا حجاج بن منهال، ثنا حماد بن سلمة، ثنا يحيى بن سعيد بن حيان، عن مريم ابنة طارق، أن امرأة قالت لعائشة: إن كريا أخذ بساقي، وأنا محرمة. قالت: حجري حجري. وأعرضت عنها بوجهها، وقالت بكفها. وقالت: يا نساء المؤمنين، إذا أذنبت إحداكن ذنبا، فلا تخبرن به الناس، ولتستغفر الله، ولتتب إليه، فإن العباد يعيرون ولا يغيرون، والله عز وجل يغير ولا يعير.