فصل: تفسير الآيات (56- 60):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ذكر أولًا في {أوتيته} على المعنى، إذ كانت ما مهيئة، ثم عاد إلى اللفظ فأنث في قوله: {بل هي} أو تكون هي عادت على الإتيان، أي بل إتيانه النعمة فتنة.
وكان العطف هنا بالفاء في فإذا، بالواو في أول السورة لأنها وقعت مسببة عن قوله: {وإذا ذكر الله} أي يشمئزون عند ذكر الله، ويستبشرون بذكر آلهتهم.
فإذا مس أحدهم ضر دعا من اشمأز من ذكره دون من استبشر بذكره.
ومناسبة السببية أنك تقول: زيد مؤمن، فإذا مسه الضر التجأ إلى الله.
فالسبب هنا ظاهر، وزيد كافر، فإذا مسه الضر التجأ إليه، يقيم كفره مقام الإيمان في جعله سببًا للالتجاء، يحكي عكس ما فيه الكافر.
يقصد بذلك الإنكار والتعجب من فعله المتناقض، حيث كفر بالله ثم التجأ إليه في الشدائد.
وأما الآية الأولى فلم تقع مسببة، بل ناسبت ما قبلها، فعطفت عليه بالواو، وإذا كانت فإذا متصلة بقوله: {وإذا ذكر الله وحده} كما قلنا، فما بينهما من الآي اعتراض يؤكد به ما بين المتصلين.
فدعاء الرسول ربه بأمر منه وقوله: {أنت تحكم} وتعقيبه الوعيد، تأكيد لاشمئزازهم واستبشارهم ورجوعهم إلى الله في الشدائد دون آلهتهم.
وقوله: {ولو أن للذين ظلموا} يتناول لهم، أو لكل ظالم، إن جعل مطلقًا أو إياهم خاصة إن عنوا به.
انتهى، وهو ملتقط أكثره من كلام الزمخشري، وهو متكلف في ربط هذه الآية بقوله: {وإذا ذكر الله وحده اشمأزت} مع بعد ما بينهما من الفواصل.
وإذا كان أبو علي الفارسي لا يجيز الاعتراض بجملتين، فكيف يجيزه بهذه الجمل الكثيرة؟ والذي يظهر في الربط أنه لما قال: {ولو أن للذين ظلموا} الآية، كان ذلك إشعارًا بما ينال الظالمين من شدة العذاب، وأنه يظهر لهم يوم القيامة من العذاب ما لم يكن في حسابهم، أتبع ذلك بما يدل على ظلمه وبغيه، إذ كان إذا مسه دعا ربه، فإذا أحسن إليه، لم ينسب ذلك إليه.
ثم إنه بعد وصف تلك النعمة أنها ابتلاء وفتنة، كما بدا له في الآخرة من عمله الذي كان يظنه صالحًا ما لم يكن في حسابه من سوء العذاب المترتب على ذلك العمل، ترتب الفتنة على تلك النعمة.
{ولكن أكثرهم لا يعلمون} أي إن ذلك استدراج وامتحان {قد قالها الذين من قبلهم} أي قال مثل مقالتهم {أوتيته على علم}.
والظاهر أن قائلي ذلك جماعة من الأمم الكافرة الماضية، كقارون في قوله: {قال إنما أوتيته على علم عندي} وقيل: الذين من قبلهم هم قارون وقومه، إذ رضوا بمقالته، فنسب القول إليهم جميعًا.
وقرئ: {قد قاله} ، أي قال القول أو الكلام.
{فما أغنى عنهم} يجوز أن تكون ما نافية، وهو الظاهر.
وأن تكون استفهامية، فيها معنى النفي.
{ما كانوا يكسبون} أي من الأموال.
{والذين ظلموا من هؤلاء} إشارة إلى مشركي قريش، {سيصيبهم سيئات ما كسبوا} جاء بسين الاستقبال التي هي أقل تنفيسًا في الزمان من سوف، وهو خبر غيب، أبرزه الوجود في يوم بدر وغيره.
قتل رؤساءهم، وحبس عنه الرزق، فلم يمطروا سبع سنين؛ ثم بسط لهم، فمطروا سبع سنين، فقيل لهم: ألم تعلموا أنه لا قابض ولا باسط إلا الله تعالى؟.
{قل يا عبادي الذين أسرفوا} نزلت في وحشي قاتل حمزة، قاله عطاء؛ أو في قوم آمنوا عياش بن ربيعة والوليد بن الوليد ونفر معهما، ففتنتهم قريش، فافتتنوا وظنوا أن لا توبة لهم، فكتب عمر لهم بهذه الآية، قاله عمر والسدي وقتادة وابن إسحاق.
وقيل: في قوم كفار من أهل الجاهلية قالوا: وما ينفعنا الإسلام وقد زنينا وقتلنا النف وأتينا كل كبيرة؟ ومناسبتها لما قبلها: أنه تعالى لما شدد على الكفار وذكر ما أعد لهم من العذاب، وأنهم لو كان لأحدهم ما في الأرض ومثله معه لافتدى به من عذاب الله، ذكر ما في إحسانه من غفران الذنوب إذا آمن العبد ورجع إلى الله.
وكثيرًا تأتي آيات الرحمة مع آيات النقمة ليرجو العبد ويخاف.
وهذه الآية عام في كل كافر يتوب، ومؤمن عاص يتوب، تمحو الذنب توبته.
وقال عبد الله، وعلي، وابن عامر: هذه أرجى آية في كتاب الله.
وتقدم الخلاف في قراءة {لا تقنطوا} في الحجر.
{إن الله يغفر الذنوب جميعًا} عام يراد به ما سوى الشرك، فهو مقيد أيضًا بالمؤمن العاصي غير التائب بالمشيئة.
وفي قوله: {يا عبادي} بإضافتهم إليه وندائهم، إقبال وتشريف.
و{أسرفوا على أنفسهم} أي بالمعاصي، والمعنى: إن ضرر تلك الذنوب إنما هو عائد عليهم، والنهي عن القنوط يقتضي الأمر بالرجاء، وإضافة الرحمة إلى الله التفات من ضمير المتكلم إلى الاسم الغائب، لأن في إضافتها إليه سعة للرحمة إذا أضيفت إلى الله الذي هو أعظم الأسماء، لأنه العلم المحتوي على معاني جميع الأسماء.
ثم أعاد الاسم الأعظم، وأكد الجملة بأن مبالغة في الوعد بالغفران، ثم وصف نفسه بما سبق في الجملتين من الرحمة والغفران بصفتي المبالغة، وأكد بلفظ هو المقتضي عند بعضهم الحصر.
وقال الزمخشري: {إن الله يغفر الذنوب جميعًا} شرط التوبة.
وقد تكرر ذكر هذا الشرط في القرآن، فكان ذكره فيما ذكر فيه ذكرًا له فيما لم يذكر فيه، لأن القرآن في حكم كلام واحد، ولا يجوز فيه التناقض.
انتهى، وهو على طريقة المعتزلة في أن المؤمن العاصي لا يغفر له إلا بشرط التوبة.
ولما كانت هذه الآية فيها فسحة عظيمة للمسرف، أتبعها بأن الإنابة، وهي الرجوع، مطلوبة مأمور بها.
ثم توعد من لم يتب بالعذاب، حتى لا يبقى المرء كالممل من الطاعة والمتكل على العفران دون إنابة.
وقال الزمخشري: وإنما ذكر الإنابة على إثر المغفرة، لئلا يطمع طامع في حصولها بغير توبة، وللدلالة على أنها شرط فيها لازم لا تحصل بدونه.
انتهى، وهو على طريقة الاعتزال.
{واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم} مثل قوله: {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} وهو القرآن، وليس المعنى أن بعضًا أحسن من بعض، بل كله حسن.
{من قبل أن يأتكم العذاب بغتة} أي فجأة، {وأنتم لا تشعرون} أي وأنتم غافلون عن حلوله بكم، فيكون ذلك أشد في عذابكم. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} التسمية ب {يا عبادي} مَدْحٌ، والوصفُ بأنهم {أسرفوا} ذَمٌ. فلمَّا قال: {يَا عِبَادِىَ} طمع المطيعون في أن يكونوا هم المقصودين بالآية، فرفعوا رؤوسَهم، ونكَّسَ العُصَاةُ رؤوسَهم وقالوا: مَنْ نحن حتى يقول لنا هذا؟!
فقال تعالى: {الَّذِينَ أَسْرَفُواْ} فانقلب الحالُ؛ فهؤلاء الذين نكَّسوا رؤوسهم انتعشوا وزالت ذِلَّتُههُم، والذين رفعوا رؤوسَهم أطرقوا وزالت صَوْلَتُهم.
ثم أزال الأُعجوبةَ عن القسمة بما قَوي رجاءَهم بقوله: {عَلَى أَنفُسِهِمْ} يعني إنْ أَسْرَفْتَ فعلى نَفْسِكَ أسرفت.
{لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} بعد ما قطعْتَ اختلافَك إلى بابنا فلا ترفَعْ قلبك عَنَّا.
{إِنَّ اللَّهِ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} الألف واللام في {الذنوب} للاستغراق والعموم، والذنوب جمع ذنب، وجاءت {جميعًا} للتأكيد؛ فكأنه قال: أَغْفِرُ ولا أترك، أعفوا ولا أُبْقِي.
ويقال إنْ كانت لكم جِناية كثيرة عميمة فلي بشأنكم عناية قديمة.
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)} الإنابة الرجوع بالكلية. وقيل الرق بين الإنابة وبين التوبة أن التائبَ يرجع من خوف العقوبة، وصاحْبُ الإنابة يرجع استحياءً لِكَرَمِه.
{وَأَسْلِمُواْ لَهُ} وأخلِصوا في طاعتكم، والإسلامُ- الذي هو بعد الإنابة- أَنْ يعلمَ أَنّ نجاتَه بفَضْلِه لا بإنابته فبفضله يصل إلى إنابته ** لا بإنابته يصل إلى فضله
{مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ} قبل الفراق. ويقال هو أن يفوتَه وقتُ الرجوعِ بشهود الناس ثم لا يَنْصَرِفُ عن ذلك. اهـ.

.قال التسترى:

قوله: {قُلْ يا عبادي الذين أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ الله} (53).
قال: أمهل الله تعالى عباده تفضلًا منه إلى آخر نفس، فقال لهم: لا تقنطوا من رحمتي فلو رجعتم إلي في آخر نفسٍ قبلتكم قال: وهذه أبلغ آية في الإشفاق من الله تعالى إلى عباده، لعلمه بأنه ما حرمهم ما تفضل به على غيرهم، فرحمهم حتى أدخلهم في عين الكرم بالذكر القديم لهم.
وقد حكي عن جبريل عليه الصلاة والسلام أنه سمع إبراهيم عليه الصلاة والسلام يقول: يا كريم العفو.
فقال له جبريل عليه السلام: يا إبراهيم، أتدري ما كرم عفوه؟ قال: لا يا جبريل.
قال: إذا عفا عن سيئة جعلها حسنة.
ثم قال سهل: اشهدوا علي أني من ديني أن لا أتبرأ من فساق أمة محمد صلى الله عليه وسلم وفجارهم وقاتلهم وزانيهم وسارقهم، فإن الله تعالى لا يُدْرَك غاية كرمه وفضله وإحسانه بأمة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة.
قوله: {وأنيبوا إلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ} (54) يعني: ارجعوا له بالدعاء والتضرع والمسألة {وَأَسْلِمُواْ لَهُ} (54) يعني: فوضوا الأمور كلها إليه. اهـ.

.قال الشنقيطي:

قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية:
هذه الآية الكريمة تدل على أمرين:
الأول: أن المسرفين ليس لهم أن يقنطوا من رحمة الله مع أنه جاءت آية أخرى تدل على خلاف ذلك وهي قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}.
والجواب أن الإسراف يكون بالكفر ويكون بارتكاب المعاصي دون الكفر فآية {وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} في الإسراف الذي هو كفر وآية {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} في الإسراف بالمعاصي دون الكفر، ويجاب أيضا بأن آية {وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} فيما إذا لم يتوبوا وأن قوله: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} فيما إذا تابوا.
والأمر الثاني: أنها دلت على غفران جميع الذنوب، مع أنه دلت آيات أخر على أن من الذنوب ما لا يغفر وهو الشرك بالله تعالى.
والجواب- أن الآية {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} مخصصة لهذه، وقال بعض العلماء هذه مقيدة بالتوبة بدليل قوله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} فإنه عطف على قوله: {لا تقنطوا} وعليه فلا إشكال وهو اختيار ابن كثير. اهـ.

.تفسير الآيات (56- 60):

قوله تعالى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كان للإنسان عند وقوع الخسران أقوال وأحوال لو تخيلها قبل هجومه لحسب حسابه فباعد أسبابه.
علل الإقبال على الاتباع بغاية الجهد والنزاع فقال: {أن} أي كراهة أن {تقول} ولما كان الموقع للإنسان في النقصان إنما هو حظوظه وشهواته المخالفة لعقله، عبر بقوله: {نفس} أي عند وقوع العذاب لها، وإفرادها وتنكيرها كاف في الوعيد لأن كل أحد يجوز أن يكون هو المراد {يا حسرتى} والتحسر: الاغتمام على ما فات والتندم عليه، وألحق الألف بدلًا من الياء تعظيمًا له، أي يا طول غماه لانكشاف ما فيه صلاحي عني وبعده مني فلا وصول لي إليه لاستدراك ما فات منه، وذلك عند انكشاف أحوالها، وحلول أوجالها وأهوالها ودل على تجاوز هذا التحسر الحد قراءة أبي جعفر {حسرتاي} بالجميع بين العوض وهو الألف والمعوض عنه وهو الياء، وحل المصدر لأن ما حل إليه أصرح في الإسناد وأفخم، وأدل على المراد وأعظم، فقال: {على ما فرطت} أي بما ضيعت فانفرط مني نظامه، وتعذر انضمامه والتئامه.
ولما كان حق كل أحد قريبًا منه حسًا أو معنى حنى كأنه إلى جنبه، وكان بالجنب قوام الشيء ولكنه قد يفرط فيه لكونه منحرفًا عن الوجاه والعيان، فيدل التفريط فيه على نسبة المفرط لصاحبه إلى الغفلة عنه، وذلك أمر لا يغفر، قال: {في جنب} وصرف القول إلى الاسم الأعظم لزيادة التهويل بقوله: {الله} أي حق الملك الأعظم الذي هو غير مغفول عنه ولا متهاون به.
ولما كان المضرور المعذب المقهور يبالغ في الاعتراف، رجاء القبول والانصراف، قال مؤكدًا مبالغة في الإعلام بالإقلاع عما كان يقتضيه حاله، ويصرح به مقاله، من أنه على الحق واجد الجد: {وإن} أي والحال أني {كنت} أي كان ذلك في طبعي {لمن الساخرين} أي المستهزئين المتكبرين المنزلين أنفسهم في غير منزلتها، وذلك أنه ما كفاني المعصية حتى كنت أسخر من أهل الطاعة، أي تقول: هذا لعله يقيل منها ويعفي عنها على عادة المترققين في وقت الشدائد، لعلهم يعادون إلى أجمل العوائد.
ولما كانت النفس إذا وقعت في ورطة لا تدع وجهًا محتملًا حتى تتعلق بأذياله، وتمت بحباله وتفتر بمحاله، قال حاكيًا كذبها حيث لا يغني إلا الصدق: {أو تقول} أي عند نزول ما لا قبل لها به {لو أن} وأظهر ولم يضمر إظهارًا للتعظيم وتلذذًا بذكر الاسم الشريف فقال: {الله} أي الذي له القدرة الكاملة والعلم الشامل {هداني} أي ببيان الطريق {لكنت} أي ملازمًا ملازمة المطبوع على كوني {من المتقين} أي الذي لا يقدمون على فعل ما لم يدلهم عليه دليل.