فصل: خلافة الحافظ لدين الله على استيمار الرواتب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الخِطط المقريزية المسمى بـ «المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار» **


ووقع في

 خلافة الحافظ لدين الله على استيمار الرواتب

ما نصه‏:‏ أمير المؤمنين لا يستكثر في ذات الله كثيرًا لإعطاء ولا يكدره بالتأخير له والتسويف والإبطاء ولما انتهى إليه ما أرباب الرواتب عليه من القلق للامتناع من إيجاباتهم وحمل خرواجاتهم قد ضعفت قلوبهم وقنطت نفوسهم وساءت ظنونهم شملهم برحمته ورأفته وأمنهم مما كانوا وجلين من مخافته وجعل التوقيع بذلك بخط يده تأكيدًا للإنعام والمن وتهنئة بصدقة لا تتبع بالأذى والمن فليعتمد في ديوان الجيوش المنصورة إجراء ما تضمنت هذه الأوراق ذكرهم على ما ألفوه وعهدوه من رواتبهم وإيجابها على سياقها لكافتهم من غير تأول ولا تعنت ولا استدراك ولا تعقب وليجروا في نسبياتهم على عادتهم لا ينقض من أمرهم ما كان مبرمًا ولا ينشخ من رسمهم ما كان محكمًا كرمًا من أمير المؤمنين وفعلًا مبرورًا وعملًا بما أخبر به عز وجل في قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ‏"‏ ‏"‏ الإنسان ‏"‏ ولينسخ في جميع الدواوين بالحضرة إن شاء الله تعالى‏.‏

وقال في كتاب كنز الدرر‏:‏ إن في سنة ست وأربعمائة‏:‏ عرض على الحاكم بأمر الله اثني عشر ألف دينار وصار في الأيام المأمونية لاستقبال سنة ست عشرة وخمسمائة ستة عشر ألف دينار وأما تذكر الطراز فالحكم فيها مثل الاستيمار والشائع فيها أنها كانت تشمل في الأيام الأفضلية على أحد وثلاثين ألف دينار ثم اشتملت في الأيام المأمونية على ثلاثة وأربعين ألف دينار وتضاعفت في الأيام الآمرين وعرض روزنامج بما أنفق عينًا من بيت المال في مدة أولها محرم سنة سبع وعشرة وخمسمائة وآخرها‏:‏ سلخ ذي الحجة منها في العساكر المسيرة لجهاد الفرنج برًا والأساطيل بحرًا والمنفق في أرباب النفقات من الحجرية والمصطيعية والسودان على اختلاف قبوضهم وما ينصرف برسم خزانة القصور الزاهرة وما يبتاع من الحيوان برسم المطابخ وما هو برسم منديل الكم الشريف في كل سنة مائة دينار والمطلق في الأعياد والمواسم وما ينعم به عند الركوبات من الرسوم والصدقات وعند العود منها وثمن الأمتعة المبتاعة من التجار على أيدي الوكلاء والمطلق برسم الرسل والضيوف ومن يصل مستأمنًا ودار الطراز ودار الديباج والمطلق برسم الصلاة والصدقات ومن يهتدي للإسلام وما ينعم به على الولاة عند استدامهم في الخدم ونفقات بيت المال والعمائر وهو من العين‏:‏ أربعمائة وثمانية وستون ألفًا وسبعمائة وسبعة وتسعون دينارًا ونصف من جملة‏:‏ خمسمائة ألف وسبعة وستين وألفًا ومائة وأربعين دينارًا ونصف يكون الحاصل بعد ذلك مما يحمل إلى الصناديق الخاص برسم المهمات لما يتجدد من تسفير العساكر وما يحمل إلى الثغور عند نفاد ما بها‏:‏ ثمانية وتسعين ألفًا ومائة وسبعة وتسعين دينارًا وربعًا وسدسًا ولم يكن يكتب من بيت المال وصول ولا مجرى ولا تعرف وذلك خارج عما يحمل مشاهرة برسم الديوان المأموني والأجلاء إخوته وأولاده وما أنعم به على ما تضمنت اسمه مشاهرة من الأصحاب والحواشي وأرباب الخدم والكتاب والأطباء والشعراء والفراشين الخاص والجوق والمؤدبين والخياطين والرفائين وصبيان بيت المال ونواب البا ونقباء الرسائل وأرباب الرواتب المستقرة من ذوي النسب والبيوتات والضعفاء والصعاليك من الرجال والنساء عن مشاهرتهم ستة عشر ألفًا وستمائة واثنان وثمانون دينارًا وثلثا دينار يكون في السنة‏:‏ مائتي ألف ومائة دينار قال‏:‏ وفي هذا الوقت يعني شوال سنة سبع عشرة وخمسمائة‏:‏ وقعت مرافعة في أبي البركات بن أبي الليث متولي ديوان المجلس صورتها المملوك يقبل الأرض وينهى إنه ما واصل إنهاء حال هذا الرجل وما يعتمده لأنه أهل أن ينال خدمته وإنما هي نصيحة تلزمه في حق سلطانه وقد حصل له من الأموال والذخائر ما لا عدد له ولا قيمة عليه ويضرب المملوك عن وجوه الجناية التي هي ظاهرة لأن السلطان لا يرضى بذكرها في عالي مجلسه ولا سماعها في دولته وله ولأهله مستخدمون في الدولة ست عشرة سنة بالجاري الثقيل لكل منهم‏.‏

ويذكر المملوك ما وصلت قدرته إلى علمه ما هو باسمه خاصة دون من هو مستخدم في الدواوين من أهله وأصحابه ويبدأ بما باسمه مياومة إدرارًا من بيت المال والخزائن ودار التبعية والمطابخ وشون الحطب وهو ما يبين برسم البقولات والتوابل‏:‏ نصف دينار ومن الضأن‏:‏ رأس واحد ومن الحيوان‏:‏ ثلاثة أطيار ومن الحطب‏:‏ حملة واحدة ومن الدقيق‏:‏ خمسة وعشرون رطلًا ومن الخبز‏:‏ عشرون وظيفة ومن الفاكهة‏:‏ ثمرة زهرة قصريتان وشمامة وفي كل اثنين وخميس من السماط بقاعة الذهب‏:‏ طيفور خاص وصحن من الأوائل وخمسة وعشرون رغيفًا من الخبز الموائد والسميد وفي كل يوم أحد وأربعاء من الأسمطة بالدار المأمونية مثل ذلك وفي كل يوم سبت وثلاثاء من أسمطة الركوبات‏:‏ خروف مشوي وجام حلوى ورباعي عنبًا ويحضر إليه في كل يوم من الإصطبلات بغلة بمركوب محلى وبغلة برسم الراجل وفراشين من الجوق برسم خدمته وتبيت على بابه وإذا خرج من بين يدي السلطان في الليل كان له شمعة من الموكبيات توصله إلى داره وزنها‏:‏ سبعة عشر رطلًا ولا تعود وبرسم ولده‏:‏ في كل يوم ثلاثة أرطال لحم وعشرة أرطال دقيق وفي أيام الركوبات رباعي والمشاهرة جاري ديوان الخاص والمجلس برسمه‏:‏ مائة وعشرون دينارًا وبرسم ولده‏:‏ راتبًا عشرة دنانير وأثبت أربعة غلمان نصارى ونسبهم للإسلام في جملة المستخدمين في الركاب ولم يخدموا لا في الليل ولا في النهار بما مبلغه سبعة دنانير ومن السكر خمسة عشر رطلًا ومن عسل النحل‏:‏ عشرة أرطال ومن قلب الفستق‏:‏ ثلاثة أرطال وقلب البندق‏:‏ خمسة أرطال وقلب اللوز‏:‏ أربعة أرطال وورد مربى‏:‏ رطلان زيت طيب‏:‏ عشرة أرطال شيرج‏:‏ خمسة أرطال زيت حار‏:‏ ثلاثون رطلًا خل‏:‏ ثلاث جرار أرز‏:‏ نصف ويبة سماق‏:‏ أربعة أرطال حصرم وكشك وحب رمان وقراصيا بالسوية‏:‏ اثنا عشر رطلًا سدر وأشنا‏:‏ ويبة ومن الكزيان‏:‏ عشرون شربة عزيزية وثلجية واحدة ومن الشمع ست شمعات منهن‏:‏ اثنتان منويات وأربعة وطليات والمسانهة في بكور الغرة برسم الخاصة‏:‏ خمسة دنانير وخمسة رباعية وعشرة قراريط جدد وبرسم ولده‏:‏ دينار ورباعي وثلاثة قراريط وخروف مقموم وخمسة أرؤس وربع قنطار خبز برماذق وصحن أرز بلبن وسكر ومن السماط بالقصر في اليوم المذكور خروف شواء وزبادي وجام حلوى والخبز وقطعة منفوخ ومن القمح‏:‏ ثلثمائة أردب ومن الشعير‏:‏ مائة وخمسون أردبًا‏.‏

وفي المواليد الأربعة‏:‏ أربع صواني فطرة وكسوة الشتاء برسمه خاصة منديل حريري وشقة ديبقي حرير وشقة ديباج ورداء أطلس وشقة ديباج داري وشقتان سقلاطون إحداهما اسكندرانية وشقتان خز مغربي وشقتان اسكندراني وشقتان دمياطي وشقة طلي مرش وفوطة خاص‏.‏

وبرسم ولده‏:‏ شقة سقلاطون داري وشقة عتابي داري وشقة خز مغربي وشقتان دمياطي وشقتان اسكندراني وشقة طلي وفوطة‏.‏

وبرسم من عنده‏:‏ منديلا كم أحدهما خزائني خاص ونصفي أردية ديبقي وشقة سقلاطون داري وشقة عتابي وشقة سوسي وشقة دمياطي وشقتان اسكندراني وفوطة وبرسمه أيضًا في عيد الفطر‏:‏ طيفوران فطرة مشورة ومائة حبة بوري وبدلة مذهبة مكملة ولولده‏:‏ بدلة حرير وبرسم من عنده حلة مذهبة وفي عيد النحر‏:‏ رسمه مثل عيد الفطر ويزيد عنه هبة مائة دينار ولولده‏:‏ مثل عيد الفطر وزيادة عشرة دنانير ويساق إليه من الغنم ما لم يكن وفي موسم فتح الخليج‏:‏ أربعون دينارًا وصينية فطرة وطيفور خاص من القصر وخروف شواء وحام حلواء وبرسم ولده‏:‏ خمسة دنانير ولخاصه في النوروز‏:‏ ثلاثون دينارًا وشقة ديبقي حريري وشقة لاذ ومعجز حريري ومنديل كم حريري ومنديل كم حريري وفوطة ومائة بطيخة وسبعمائة حبة رمان وأربعة عناقيد موز وفرد بسر وثلاثة أقفاص تمر قوصي وقفصان سفرجل وثلاث بكالي هريسة واحدة بدجاج وأخرى بلحم ضان والثالثة بلحم بقري وأربعون رطلًا خبز برماذق ولولده‏:‏ خمسة دنانير وحوائج النوروزبما تقدم ذكره وبرسم الغيطاس‏:‏ خمسمائة حبة ترنج ونارنج وليمون مركب وخمسة عشر طن قصب وعشر حبات بوري وباسمه في عيد الغدير من السماط بالقصر مثل عيد النحر وله هبة عن رسم الخلع من المجلس المأموني يعني مجلس الوزارة ثلاثون دينارًا ولولده خمسة دنانير ومن تكون هذه رسومه في أي وجه تنصرف أمواله والذي باسم أخيه نظير ذلك وكذلك صهره في ديوان الوزارة وابن أخيه في الديوان التاجي ووجوه الأموال من كل جهة واصلة إليهم والأمانة مصروفة عنهم‏.‏

وقد اختصر المملوك فيما ذكر والذي باسمه أكثرن وإذا أمر بكشف ذلك من الدواوين تبين صحة قول المملوك وعلم أنه ممن يتجنب قول المحال ولا يرضاه لنفسه سيما أن رفعه إلى المقام الكريم وشنع ذلك بكثرة القول فيهم وعرض بالقبض عليهم وأوجب على نفسه أنه يثبت في جهاتهم من الأموال التي تخرج عن هذا الإنعام ما يجده حاضرًا مدخورًا عند من يعرفه مائة ألف دينار فلم يسمع كلامه إلى أن ظهر الراهب في الأيام الآمرية فوجد هو وغيره الفرصة فيهم وكثر الوقائع عليهم فقبض عليهم عن آخرهم ومن يعرفهم وأخذ منهم الجملة الكبيرة ثم بعد ذلك عادوا إلى خدمهم بما كان من أسمائهم وتجد من جاهم وانتقامهم من أعدائهم أكثر مما كان أولًا انتهى‏.‏

فانظر أعزك الله إلى سعة أحوال الدولة من معلوم رجل واحد من كتاب دواوينها يتبين لك بما تقدم ذكره في هذه المرافعة من عظم الشأن وكثر العطاء ما يكون دليلًا على باقي أحوال الدولة‏.‏

ديوان النظر قال ابن الطوير‏:‏ أما دواوين الأموال فإن أجلها من يتولى النظر عليهم وله العزل والولاية ومن يده عرض الأوراق في أوقات معروفة على الخليفة أو الوزير ولم ير فيه نصراني إلا الأحزم ولم يتوصل إليه إلا بالضمان وله الاعتقال بكل مكان يتعلق بنواب الدولة وله الجلوس بالمرتبة والمسند وبين يديه حاجب من أمراء الدولة وتخرج له الدواة بغير كرسي وهو يندب المترسلين لطلب الحساب والحث على طلب الأموال ومطالبة أرباب الدولة ولا يعترض فيما يقصده من أحد من الدولة‏.‏

ديوان التحقيق هو ديوان مقتضاه المقابلة على الدواوين وكان لا يتولاه إلا كاتب خبير وله الخلع المرتبة والحاجب ويلحق برأس الديوان يعني متولي النظر ويفتقر إليه في أكثر الأوقات‏.‏

وقال ابن المأمون‏:‏ وفي هذه السنة يعني سنة إحدى وخمسمائة‏:‏ فتح ديوان المجلس قال‏:‏ ولما كثرت الأموال عند ابن أبي الليث صاحب الديوان رغب في التبجح على الأفضل بن أمير الجيوش ينهضه ويسأله أن يشاهده قبل حمله وذكر أنه سبعمائة ألف دينار خارجًا عن نفقات الرجال فجعلت الدنانير في صناديق بجانب والدراهم في صناديق بجانب وقام ابن أبي الليث بين الصفين فلما شاهد الأفضل بن أمير الجيوش ذلك قال لابن أي الليث‏:‏ يا شيخ تفرحني بالمال وتربة أمير الجيوش إن بلغني أن بئرًا معطلة أرضًا بائرة أو بلدًا خراب لأضربن عنقك فقال‏:‏ وحق نعمتك لقد حاشا الله أيامك أن يكون فيها بلد خراب أو بئر معطلة أو أرض بور فأبى أن يكشف عما ذكر انتهى‏.‏

وقتل ابن أبي الليث في سنة ثمان عشرة وخمسمائة‏.‏

ديوان الجيوش والرواتب قال ابن الطوير‏:‏ أما الخدمة في ديوان الجيوش فتنقسم قسمين‏:‏ الأول ديوان الجيش وفيه مستوف أصيل ولا يكون إلا مسلمًا وله مرتبة على غيره لجلوسه بين يدي الخليفة داخل عتبة باب المجلس وله الطراحة والمسند وبين يديه الحاجب وترد عليه أمور الأجناد له العرض والحلي والثياب‏.‏

ولهذا الديوان خازنان برسم رفع الشواهد وإذا عرض أحد الأجناد ورضي به عرض دوابه فلا يثبت له إلا الفرس الجيد من ذكور الخيل وإناثها ولا يترك لأحد منهم برذون ولا بغل وإن كان عندهم البراذين والبغال وليس لهم تغيير أحد من الأجناد إلا بمرسوم وكذلك إقطاعهم ويكون بين يدي هذا المستوفي‏:‏ نقباء الأمراء ينهون إليه متجددات الأجناد من الحياة والموت والمرض والصحة وكان قد فسح للأجناد في مقايضة بعضهم بعضًا في الإقطاع بالتوقيعات بغير علامة وبل بتخريج صاحب ديوان المجلس ومن هذا الديوان تعمل أوراق أرباب الجرايات وما كان لأمير وإن علا قدره بلد مقور إلا نادرًا‏.‏

وأما القسم الثاني من هذا الديوان‏:‏ فهو ديوان الرواتب ويشتمل على أسماء كل مرتزق وجار وجارية وفيه كاتب أصيل بطراحة وفيه من المعينين والمبيضين نحو عشرة أنفس والتعريفات واردة عليه من كل عمل باستمرار من هو مستمر ومباشرة من استجد وموت من مات ليوجب استحقاقه على النظام المستقيم‏.‏

وفي هذا الديوان عدة عروض العرض الأول‏:‏ يشتمل على راتب الوزير وهو في الشهر خمسة آلاف دينار ومن يليه من ولد وأخ من ثلثمائة دينار إلى مائتي دينار ولم يقرر لولد وزير خمسمائة دينار سوى شجاع بن شاور المنعوت‏:‏ بالكامل حواشيهم على مقتضى عدتهم من خمسمائة إلى أربعمائة إلى ثلثمائة خارجًا عن الإقطاعات‏.‏

العرض الثاني حواشي الخليفة وأولهم‏:‏ الأستاذون المحنكون على رتبه وجواري خدمهم التي لا يباشر سواهم فزمام القصر وصاحب بيت المال وحامل الرسالة وصاحب الدفتر ومشاد التاج وزمام الأشراق الأقارب وصاحب المجلس لكل واحد منهم‏:‏ مائة دينار في كل شهر ومن دونهم ينقص عشرة دنانير حتى يكون آخرهم من له في كل شهر عشرة دنانير وتزيد عدتهم على ألف نفس ولطبيبي الخاص لكل واحد‏:‏ خمسون دينارًا ولمن دونهما من الأطباء برسم المقيمين بالقصر لكل واحد عشرة دنانير‏.‏

العرض الثالث‏:‏ يتضمن أرباب الرتب بحضرة الخلية فأوله كاتب الدست الشريف وجارية‏:‏ مائة وخمسون دينارًا ولكل واحد من كتابه ثلاثون دينارًا ثم صاحب الباب وجارية‏:‏ مائة وعشرون دينارًا ثم حامل السيف وحامل الرمح لكل منهما‏:‏ سبعون دينارًا وبقية الأزمة على العساكر والسودان‏:‏ من خمسين إلى أربعين دينارًا إلى ثلاثين دينارًا‏.‏

العرض الرابع‏:‏ يشتمل على المستقر لقاضي القضاة ومن يلي قاضي القضاة‏:‏ مائة دينار وداعي الدعاة‏:‏ مائة دينار ولكل من قراء الحضرة‏:‏ عشرون دينارًا إلى خمسة عشر إلى عشرة والخطباء الجوامع‏:‏ من عشرين دينارًا إلى عشرة وللشعراء من عشرين دينارًا إلى عشرة دنانير‏.‏

العرض الخامس‏:‏ يشتمل على أرباب الدواوين ومن يجري مجراهم وأولهم‏:‏ من يتولى ديوان النظر وجاريه‏:‏ سبعون دينارًا وديوان التحقيق جاريه‏:‏ خمسون دينارًا وديوان المجلس‏:‏ أربعون دينارًا وصاحب دفتر المجلس‏:‏ خمسة وثلاثون دينارًا وكاتبه‏:‏ خمسة دنانير وديوان لجيوش وجاريه‏:‏ أربعون دينارًا والموقع بالقلم الجليل‏:‏ ثلاثون دينارًا ولجميع أصحاب الدواوين الجاري فيها المعاملات لكل واحد‏:‏ عشرون دينارًا ولكل معين‏:‏ من عشرة دنانير إلى سبعة إلى خمسة العرض السادس‏:‏ يشتمل على المستخدمين بالقاهرة ومصر لكل أحد من المستخدمين في ولاية القاهرة وولاية مصر في الشهر‏:‏ خمسون دينارًا والحماة بالإهراء والمناخات والجوالي والبساتين والأملاك وغيرها لكل منهم‏:‏ من عشرين دينارًا خمسة عشر إلا عشرة إلى خمسة دنانير‏.‏

العرض السابع‏:‏ الفراشون بالقصور برسم خدمها وتنظيفها خارجًا وداخلًا ونصب الستائر المحتاج إليها وخدمة المناظر الخارجة عن القصر فمنهم خاص برسم خدمة الخليفة وعدتهم‏:‏ خمسة عشر رجلًا منهم‏:‏ صاحب المائدة وحامي المطبخ‏:‏ من ثلاثين دينارًا إلى ما حولها ولهم رسوم متميزة ويقربون من الخليفة في الأسمطة التي يجلس عليها ويليهم الرشاشون داخل القصر وخارجه ولهم عرفاء ويتولى أمرهم أستاذ من خواص الخليفة وعدتهم‏:‏ نحو الثلثمائة رجل وجار بهم‏:‏ من عشرة دنانير إلى خمسة دنانير‏.‏

العرض الثامن‏:‏ صبيان الركاب وعدتهم‏:‏ تزيد على ألفي رجل ومقدموهم أصحاب ركاب الخليفة وعدتهم‏:‏ اثنا عشر مقدمص مهم‏:‏ مقدم المقدمين وهو صاحب الركاب اليمين ولكل من هؤلاء المقدمين في كل شهر‏:‏ خمسون دينارًا ولهم نقباء من جهة المذكورين يعرفونهم وهم مقررون جوقًا على قدر جواريهم جوقة لكل منهم‏:‏ خمسة عشر دينارًا وجوقة لكل منهم‏:‏ عشرة دنانير وجوقة لكل منهم‏:‏ خمسة دنانير ومنهم من ينتدب في الخدم السلطانية ويكون لهم نصيب في الأعمال التي يدخلونها وهم الذين يحملون الملحقات لركوب الخليفة في المواسم وغيرها‏.‏

وأول من قرر العطاء لغلمانه وخدمه وأولادهم الذكور والإناث ولنسائهم وقرر لهم أيضًا الكسوة‏:‏ العزيز بالله نزار بن المعز‏.‏

ديوان الإنشاء والمكاتبات وكان لا يتولاه إلا أجل كتاب البلاغة ويخاطب‏:‏ بالشيخ الأجل ويقال له‏:‏ كاتب الدست الشريف ويسلم المكاتبات الواردة مختومة فيعرضها على الخليفة من بعده وهو الذي يأمر بتنزيلها والإجابة عنها للكتاب والخليفة يستشيره في أكثر أموره ولا يحجب عنه متى قصد المثول بين يديه وهذا أمر لا يصل إليه غيره وربما بات عند الخليفة ليالي وكان جاريه‏:‏ مئة وعشرين دينارًا في الشهر وهو أول أرباب الإقطابات وأرباب الكسوة والرسوم والملاطفات ولا سبيل أن يدخل إلى ديوانه بالقصر ولا يجتمع بكتابه أحد إلا الخواص وله حاجب من الأمراء الشيوخ وفراشون وله المرتبة الهائلة والمخاد والمسند والدواة لكنها بغير كرسي وهي من أخص الدوى ويحملها أستاذ من أستاذ الخليفة‏.‏

التوقيع بالقلم الدقيق في المظالم وكان لا بد للخليفة من جليس يذاكره ما يحتاج إليه من كتاب الله وتجويد الخط وأخبار الأنبياء والخلفاء فهو يجتمع به في أكثر الأيام ومعه أستاذ من المحنكين مؤهل لذلك فيكون الأستاذ ثالثهما ويقرأ على الخليفة ملخص السير ويكرر عليه‏:‏ ذكر مكارم الأخلاق وله بذلك رتبة عظيمة تلحق برتبة كاتب الدست ويكون صحبته للجلوس دواة محلاة فإذا فرغ من المجالسة ألقي في الدواة كاغد‏:‏ فيه عشرة دنانير وقرطاس‏:‏ فيه ثلاثة مثاقيل ند مثلث خاص ليتبخر به عند دخوله على الخليفة ثاني مرة وله منصب التوقيع بالقلم الدقيق وله طراحة ومسند وفراش يقدم إليه ما يقوم عليه وله موضع من حقوق ديوان المكاتبات لا يدخل إليه أحد إلا بإذن وهو يلي صاحب ديوان المكاتبات في الرسوم والكساوي وغيرها‏.‏

التوقيع بالقلم الجليل وهي رتبة جليلة ويقال لها‏:‏ الخدمة الصغرى ولها الطراحة والمسند بغير حاجب بل الفراش لترتيب ما يوقع فيه‏.‏

مجلس النظر في المظالم كانت الدولة إذا خلت من وزير صاحب سيف جلس صاحب الباب في باب الذهب بالقصر وبين يديه النقباء والحجاب فينادي المنادي بين يديه‏:‏ يا أرباب الظلامات فيحضرون فمن كانت ظلامته مشافهة أرسلت إلى الولاة والقضاة رسالة بكشفها ومن تظلم ممن ليس من أهل البلدين أحضر قصة بأمره فيتسلمها الحاجب منه فإذا جمعها أحضرها إلى الموقع بالقلم الدقيق فيوقع عليها ثم تحمل إلى الموقع بالقلم الجليل فيبسط ما أشار إليه الموقع الأول ثم تحمل في خريطة إلى الخليفة فيوقع عليها ثم تخرج في الخريطة إلى الحاجب فيقف على باب القصر ويسلم كل توقيع لصاحبه فإن كان وزيره صاحب سيف‏:‏ جلس للمظالم بنفسه وقبالته‏:‏ قاضي القضاة ومن جانبيه شاهدان معتبران ومن جانب الوزير‏:‏ الموقع بالقلم الدقيق ويليه‏:‏ صاحب ديوان المال وبين يديه صاحب الباب واسفهسلار العساكر وبين أيديهما النواب والحجاب على طبقاتهم ويكون الجلوس بالقصر في مجلس المظالم في يومين من الأسبوع وكان الخليفة إذا رفعت إليه القصة وقع عليها‏:‏ يعتد ذلك إن شاء الله تعالى ويوقع في الجانب الأيمن منها يوقع بذلك فتخرج إلى صاحب ديوان المجلس فيوقع عليها جليلاص ويخلي مكان علامة فيعلم عليها الخليفة وتثبت وكانت علامتهم أبدًا‏:‏ الحمد لله رب العالمين وكان الخليفة يوقع في المسامحة والتسويغ والتحبيس‏:‏ قد أنعمنا بذلك وقد أمضينا ذلك وكان إذا أراد أن يعلم ذلك الشيء الذي أنهي وقع ليخرج الحال في ذك فإذا أحضر إليه إخراج الحال علم عليه فإن كان حينئذ وزير وقع الخليفة بخطه وزيرنا السيد الأجل وذكر نعته المعروف به أمتعنا الله ببقائه يتقدم بنجاز ذلك إن شاء الله تعالى فيكتب الوزير تحت خط الخليفة‏:‏ يمتثل أمر مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ويثبت في الدواوين‏.‏

رتب الأمراء كان أجل خدم الأمراء‏:‏ أرباب السيوف خدمة الباب ويقال لمتولي هذه الخدمة‏:‏ صاحب الباب وينعت أولًا بالمعظم وأول من خدم بها‏:‏ المعظم خمرتاش في أيام الخليفة الحافظ وكان من العقلاء وناب عن الحافظ في مرضه فلما عوفي أراده على الوزارة فامتنع وله نائب يقال له‏:‏ النائب وتسمى الخدمة فيها‏:‏ بالنيابة الشريفة ومقتضاها أنها مميزة ولا يليها إلا أعيان العدول وأرباب العمائم وينعت أبدًا بعدي الملك وهو الذي يتلقى الرسل الواصلة من الدول ومعه نواب الباب في خدمته ويحفظهم ينزلهم بالأماكن المعدة لهم ويقدمهم للسلاح على الخليفة والوزير مع صاحب الباب فيكون صاحب الباب يمينًا وهو يسار ويتولى افتقادهم والحث على ضيافتهم ولا يمكن من التقصير في حقوقهم واجتماع الناس بهم والإطلاع على ما جاؤوا فهي ولا من ينقل الأخبار إليهم ويلي رتبة صاحب الباب الاسفهسلار وهو زمام كل مام وإليه أمور الأجناد ثم يليه حامل سيف الخليفة أيام الركوب بالمظلة واليتيمة ثم من يزم طائفتي الحافظية والآمرين وهما وجه الأجناد وهولاء أرباب الأطواق ويليهم‏:‏ أرباب القصب والعماريات وهي الأعلام ثم زي الطوائف ثم من يترشح لذلك من الأماثل وكانت الدولة لا تسند ذلك إلا إلى أرباب الشجاعة والنجدة ولهذا دخل فيه أخلاط الناس من الأرمن والروم وغيرهم وعلى ذلك كان عملهم لا للزينة والتباهي‏.‏

قاضي القضاة وكان من عادة الدولة أنه إذا كان وزير‏:‏ رب سيف فإنه يقلد القضاء رجلًا نيابة عنه وهذا إنما حدث من عهد أمير الجيوش بدر الجمال وإذا كان الخليفة مستبدًا قلد القضاء رجلًا ونعته بقاضي القضاة وتكون رتبته أجل رتب أرباب العمائم وأرباب الأقلام ويكون في بعض الأوقات داعيًا فيقال له حينئذ‏:‏ قاضي القضاة وداعي الدعاة ولا يخرج شيء من الأمور الدينية عنه ويجلس السبت والثلاثاء بزيادة جامع عمرو بن العاص بمصر على طراحة ومسند حرير‏.‏

فلما ولي ابن عقيل القضاء رفع المرتبة والمسند وجلس على طراحات السامان فاستمر هذا الرسم ويجلس الشهود حواليه يمنة ويسرة بحسب تاريخ عدالتهم وبين يديه خمسة من الحجاب اثنان بين يديه واثنان على باب المقصورة وواحد ينفذ الخصوم إليه وله أربعة من الموقعين بين يديه‏:‏ اثنان يقابلان اثنين وله كرسي الدواة وهي دواة محلاة بالفضة تحمل إليه من خزائن القصور ولها حامل بجامكية في الشهر على الدولة ويقدم له من الإصطبلات برسم ركوبه على الدوام‏:‏ بغلة شهباء وهو مخصوص بهذا اللون من البغال دون أرباب الدولة وعليا من خزانة السروج سرج محلي ثقيل وراء دفتر فضة ومكان الجلد حرير وتأتيه في المواسم الأطواق ويخلع عليها الخلع المذهبة بلا طبل ولا بوق إلا إذا ولي الدعوة مع الحكم فإن للدعوة في خعلها الطبل والبوق والبنود الخاص وهي نظير البنود التي يشرف بها الوزير صاحب السيف وإذا كان للحكم خاصة كان حواليه القراء رجالة وبين يديه المؤذنون يعلنون بذكر الخليفة والوزير إن كان ثم ويحمل بنواب الباب والحجاب ولا يتقدم عليه أحد في محضر هو حاضره من رب سيف وقلم ولا يحضر لأملاك ولا جنازة إلا بإذن ولا سبيل إلى قيامه لأحد وهو في مجلس الحكم ولا يعدل شاهد إلا بأمره ويجلس بالقصر في يومي الاثنين والخميس أول النهار للسلام على الخليفة ونوابه لا يفترون عن الأحكام ويحضر إليه وكيل بيت المال وكان له النظر في ديوان الضرب لضبط ما يضرب من الدنانير فكان يحضر مباشرة التغليق بنفسه ويختم عليه ويحضر لفتحه وكان القاضي لا يصرف إلا بجنحة ولا يعدل أحد إلا بتزكية عشرين شاهدًا‏:‏ عشرة من مصر وعشرة من القاهرة ورضي الشهود به ولا يحتمي أحد على الشرع ومن فعل ذلك أدب‏.‏