فصل: باب الجيم مع الهمزة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **


 حرف الجيم

 باب الجيم مع الهمزة

‏{‏جأث‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث المَبْعث <فَجُئْثْتُ منه فَرَقاً> أي ذُعِرْت مخِفْت‏.‏ يقال جُئِث الرجل، وجُئف، وجُثَّ‏:‏ إذا فَزِع‏.‏

‏{‏جؤجؤ‏}‏ * في حديث عليّ <كأني أنظر إلى مَسْجِدها كُجؤْجؤ سَفِينة أو نعامة جاثمة، أو كَجُؤْجؤ طائر في لُجَّة بحر> الجُؤْجؤ‏:‏ الصَّدر‏.‏ وقيل عظامه، والجمع الْجَآجِئ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث سَطيح‏:‏

حتَّى أتَى عَارِي الجآجِئ والقَطَن*

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الحسن <خُلِق جُؤْجؤ آدم عليه السلام من كَثِيبِ ضَرِيَّة> وضَرِيَّة بئر بالحجاز يُنْسب إليها حِمى ضَرِيَّة‏.‏ وقيل سمي بِضَرِيَّة بنت ربيعة بن نِزَار‏.‏

‏{‏جأر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <كأني أنظر إلى موسى له جُؤارٌ إلى ربه بالتَّلْبِية> الجؤار‏:‏ رَفْع الصَّوت والاسْتِغاثة، جأر يَجْأَر‏.‏

ومنه الحديث <لخرجْتُم إلى الصُّعُدات تَجْأرون إلى اللّه>‏.‏

ومنه الحديث <بَقَرة لها جؤار> هكذا رُوِي من طريق‏.‏ والمشهور بالخاء المعجمة‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏جأش‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث بَدْء الوحي <ويَسْكُن لذلك جَأشُه> الجأش‏:‏ القلب، والنَّفْس، والجَنَان‏.‏ يقال رابِطُ الجأشِ‏:‏ أي ثابت القَلْب لا يَرْتاع ولا ينْزعج للعَظائم والشَّدائد‏.‏

‏{‏جأي‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث يأجوج ومأجوج <وتَجْأى الأرضُ من نَتْنهم حين يموتون> هكذا روي مهموزا‏.‏ قيل‏:‏ لعلَّه لُغَة في قولهم جَوِي الماء يجوى إذا أنْتَن، أي تُنْتنُ الأرض من جِيَفهم، وإن كان الهمزُ فيه محفوظا، فيَحتمل أن يكون من قولهم كِتيبة جأوَاء‏:‏ بينة الْجَأْي، وهي التي يعلُوها لون السَّواد لكثرة الدُّروع، أو من قولهم سِقَاء لا يَجْأَى شيئا‏:‏ أي لا يُمْسِكه، فيكون المعنى أن الأرض تَقْذِف صدِيدَهم وجيفَهم فلا تَشْربُه ولا تمْسِكُها كما يحْبِس هذا السقاء، أو من قولهم‏:‏ سمِعْت سرًّا فما جَأيْتُه‏:‏ أي ما كتمتُه، يعني أنّ الأرض يسْتتر وجهُها من كثرة جِيَفِهم‏.‏

وفي حديث عاتكة بنت عبد المطلب‏:‏

حَلَفْتُ لئن عُدْتُم لنَصْطَلِمَنَّكُم ** بِجَأواءَ تُرْدِي حَافَتَيْهِ المقَانِبُ

أي بجيش عظيم تَجْتَمع مَقانِبُه من أطرافه ونواحيه‏؟‏

 باب الجيم مع الباء

‏{‏جبأ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أسامة <فلمَّا رَأوْنا جَبَأُوا من أخْبِيَتِهم> أي خَرجوا‏.‏ يقال‏:‏ جَبَأ عليه يَجْبأ إذا خرج‏.‏

‏{‏جبب‏}‏ * فيه <أنهم كانوا يَجُبُّون أسْنمَة الإبل وهي حيَّة>الجَبُّ‏:‏ القطع‏.‏

ومنه حديث حمزة رضي اللّه عنه <أنه اجْتَبَّ أسْنِمَة شَارِفَيْ عليّ رضي اللّه عنه لما شرب الخمر> وهو افْتَعل من الجَبّ‏.‏

وحديث الانتباذ <في المَزادة المجْبُوبة> وهي التي قُطِع رأسُها، وليس لها عَزْلاَء من أسفلِها يَتَنَفَّس منها الشَّرَّابُ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وحديث ابن عباس رضي اللّه عنهما <قال نَهَى النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الجُبّ. قيل ومَا الجُبُّ؟ فقالت امرأة عنده: هي المَزادة يُخَيَّط بعضُها إلى بعض، وكانوا يَنْتَبِذُون فيها حتى ضَرِيَت> أي تَعَوَّدَت الانْتِباذَ فيها واسْتَدّت‏.‏ ويقال لها المجْبُوبة أيضا‏.‏

‏(‏س‏)‏ وحديث مأبورٍ الخَصِيّ <الذي أمَر النبي صلى اللّه عليه وسلم بقَتْله لمَّا اتُّهِم بالزنا فإذا هو مَجْبُوب> أي مقطوع الذَّكر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وحديث زِنْباع <أنه جَبَّ غلاماً له>‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <إنّ الإسلام يَجُبّ ما قبْله، والتَّوبة تَجُبّ ما قبلها> أي يَقْطعان ويَمْحُوَان ما كان قبلهما من الكفر والمعاصي والذنوب‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث مورّق <المُتَمسّك بطاعة اللّه إذا جبَّب الناسُ عنها كالْكَارِّ بَعْد الفَارِّ> أي إذا تَرك النَّاسُ الطاعات ورَغِبوا عنها‏.‏ يقال‏:‏ جبَّب الرجُل‏:‏ إذا مشَى مُسْرعا فارًّا من الشيء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنّ رجلا مر بِجَبُوب بدْر> الجَبُوب - بالفتح - الأرض الغليظة ‏(‏أنشد الهروي لعبيد بن الأبرص‏:‏

فَرَفَّعْتُه وَوَضّعَتْهُ ** فكَدَّحَتْ وَجْهَهُ الْجَبُوبُ

والتكديح‏:‏ التخديش‏)‏‏.‏ وقيل هو المَدَر، واحِدتُها جَبُوبة‏.‏

ومنه حديث عليّ رضي اللّه عنه <رأيت المصطفى صلى اللّه عليه وسلم يصلّي ويسجد على الْجَبُوب>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث دفْن أم كلثوم <فَطفِق النبي صلى اللّه عليه وسلم يُلْقي إليهم بالجَبُوب ويقول: سُدّوا الفُرَج>‏.‏

‏(‏س‏)‏ والحديث الآخر <أنه تناول جَبُوبةً فَتفَل فيها>‏.‏

وحديث عمر رضي اللّه عنه <سأله رجل فقال: عنَّت عِكْرِشَة فشَنَقْتُها بجَبُوبة> أي رمَيْتها حتى كَفَّت عن العَدْو‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث بعض الصحابة <وسُئل عن امرأة تَزوّج بها: كيف وجَدْتَها؟ فقال: كالخَيْر من امرأةٍ قَبَّاءَ جَبَّاء، قالوا: أوليس ذلك خَيْراً؟ قال: ماذاك بأدْفأ للضَّجِيع ولا أرْوَى للرَّضيع> يريد بالجَبَّاء أنَّها صغيرة الثَّدْيَيْن، وهي في اللغة أشبه بالَّتي لا عَجُز لها، كالبَعير الأجَبّ الذي لا سَنام له‏.‏ وقيل الجَبَّاء‏:‏ القليلة لَحْم الفَخِذَين‏.‏

وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها <إنّ سِحْر النبي صلى اللّه عليه وسلم في جُبّ طَلْعَة> أي في داخلها، ويُروَى بالفاء، وهما مَعاً‏:‏ وِعاء طَلْع النَّخِيل‏.‏

‏{‏جبجب‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث بيعة الأنصار <نادَى الشيطان يا أصحاب الجُبَاجِب> هي جمع جُبْجُب - بالضم - وهو المسْتَوى من الأرض ليس بحَزْن، وهي ها هنا أسْماء منازل بِمنًى، سُمّيت به، قيل لأن كُروش الأضَاحي تُلْقَى فيها أيام الحجّ، والجَبْجَبَة‏:‏ الكَرِش يُجْعل فيها اللَّحم يُتزود في الأسفار‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عبد الرحمن بن عوف رضي اللّه عنه <أنه أوْدع مُطْعِم بن عَدِي - لمَّا أراد أن يُهاجر - جُبْجُبَة فيها نوًى من ذهب> هي زِنْبِيل لطيف من جلود، وجمعُه جَباجب‏.‏ ورواه القُتيبي بالفتح‏.‏ والنَّوَى‏:‏ قِطَع من ذَهَب، وزْن القطعة خمسة دراهم‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عروة <إن مات شيء من الإبل فخُذْ جلْده فاجعله جَبَاجبَ يُنْقل فيها>، أي زُبُلاً‏.‏

‏{‏جبذ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <فَجبذَني رجل من خَلْفي> الجَبْذ لُغةٌ في الجَذْب‏.‏ وَقيل هو مقلوب‏.‏ وقد تكرر ذكره في الحديث‏.‏‏{‏جبر‏}‏ * في أسماء اللّه تعالى <الجبَّار> ومعناه الذي يَقْهَر العباد على ما أراد من أمْر ونَهْي‏.‏ يقال‏:‏ جَبَر الخَلْق وأجْبَرهم، وأجْبَرَ أكْثَرُ‏.‏ وقيل هو العالي فوق خلْقه، وفَعَّل من أبنِية المبالغة، ومنه قولهم‏:‏ نخلة جَبَّارَة، وهي العظيمة التي تَفُوت يدَ المُتَناوِل‏.‏

ومنه حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه <يا أمَة الجَبَّار> إِنَّما أضافها إلى الجَبَّار دون باقي أسماء اللّه تعالى؛ لاخْتِصاص الحالِ الَّتي كانت عليها من إظهار العِطْر، والبَخُور، والتَّبَاهِي به، والتَّبَخْتُر في المشْيِ‏.‏ومنه الحديث في ذكر النار <حتى يَضَع الجَبَّار فيها قَدَمه> المشهور في تأوِيله‏:‏ أن المراد بالجبَّار اللّه تعالى، ويشْهَد له قولُه في الحديث الآخر <حتَّى يَضَع ربُّ العِزة فيها قَدَمه> والمراد بالقَدَم‏:‏ أهلُ النَّار الذين قَدَّمَهُم اللّه تعالى لها من شِرَار خلْقه، كما أنّ المؤمنين قدَمُه الذين قَدَّمهم للجنة‏:‏ وقيل أراد بالجَبَّار ها هنا المُتَمرّد الْعَاتِي، ويشهد له قوله في الحديث الآخر <إنّ النار قالت: وُكّلت بثَلاثةٍ: بِمَنْ جَعل مع اللّه إلهاً آخرَ، وبكُلّ جبَّار عنيد، وبالمُصَوِّرين>‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه الحديث الآخر <كثَافَة جِلْد الكافر أربعون ذراعا بِذرَاعِ الجبَّار> أراد به ها هنا الطَّويلَ‏.‏ وَقيل المَلِك، كما يقال بذراع الملِك‏.‏ قال القتيبي‏:‏ وأحْسَبه ملِكا من ملوك الأعاجم كان تَامَّ الذّراع‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه أمَر امْرَأة فتَأبَّت عليه، فقال: دَعُوها فإنها جَبَّارة> أي مُسْتَكبِرة عاتِيَة‏.‏وفي حديث علي رضي اللّه عنه <وجَبَّار القُلوب على فِطَرَاتِها> هو من جَبَر العَظْمَ المكسور، كأنه أقام القُلوب وأثْبَتها على ما فَطَرها عليه من معرفته والإقْرار‏؟‏‏؟‏ به، شَقِيّها وسعيدها‏.‏ قال القتيبي‏:‏ لم أجعلْه من أجْبَر؛ لأنّ أفْعَل لا يُقال فيه فَعَّال‏.‏ قُلْت‏:‏ يكون من اللغة الأخرى، يقال جَبَرْت وأجْبَرْت بمعنى قَهرت‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث خسْف جيْش البَيْداء <فيهم المسْتَبْصر، والمجْبُور، وابن السَّبيل> وهذا من جبرت، لا من أجبرت‏.‏

ومنه الحديث <سُبحان ذي الجَبَرُوت والمَلَكُوت> هو فَعَلُوت من الجَبْر والقَهْر‏.‏والحديث الآخر <ثم يكون مُلك وجَبَرُوت> أي عُتُوّ وقَهْر‏.‏ يقال‏:‏ جَبَّار بَيّن الجَبَرُوّة، والجَبَريَّة، والْجَبَرُوت‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <جُرْح العَجْماء جُبَار> الجُبَار‏:‏ الهَدَر‏.‏ والعجماء‏:‏ الدَّابَّة‏.‏

ومنه الحديث <السَّائمة جُبَار> أي الدابه الْمُرسَلة في رعْيها‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث الدعاء <واجْبُرني واهْدِني> أي أغْنِني، من جَبَر اللّه مُصِيبتَه‏:‏ أي ردَّ عليه ما ذَهَب منه وعوّضه‏.‏ وأصْلُه من جَبْر الكَسْر‏.‏

‏{‏جبل‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث الدعاء <أسألك من خيرها وخير ما جُبِلَتْ عليه> أي خُلِقَتْ وطُبِعَتْ عليه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي صفة ابن مسعود <كان رجلا مَجْبُولاً ضَخْما> المَجْبول‏:‏ المجْتمِع الخَلْق‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عِكْرِمة <إنّ خالدا الحذَّاء، كان يسأله، فَسكَت خالد، فقال عِكْرِمَة: مالك أجْبلْت> أي انْقَطَعْت‏.‏ من قولهم‏:‏ أجْبل الحافر إذا أفْضَى إلى الجبَل أو الصَّخر الذي لا يَحيك فيه المِعْوَل‏.‏

‏{‏جبن‏}‏ * في حديث الشفاعة <فلما كنا بظَهْر الجَبَّان> الجَبَّان والْجَبَّانة‏:‏ الصَّحراء، وَتُسَمَّى بهما المقابر؛ لأنها تكون في الصحراء، تسْمِيَة للشيء بموْضعه‏.‏ وقد تكرر ذكر الجُبْن والجبان‏.‏ وهو ضدّ الشَّجاعة والشُّجاع‏.‏‏{‏جبه‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الزكاة <ليس في الجَبْهة صَدَقة> الجبْهة‏:‏الخَيْلُ‏.‏ وقال أبو سعيد الضَّرير قولا فيه بُعْدٌ وتَعَسُّف ‏(‏أخذ السيوطي في الدر النثير على المصنف أنه لم يبين هذا القول‏.‏ وها نحن نذكره كما جاء في الهروي‏:‏ قال أبو سعيد‏:‏ <الجبهة: الرجال يسعون في حمالة أو مغرم أو خير، فلا يأتون أحدا إلا استحيا من ردهم. والعرب تقول: رحم اللّه فلانا فلقد كان يعطي في الجبهة. وتفسير قوله <ليس في الجبهة صدقة> أن المصدق إن وجد في أيدي هذه الجبهة من الإبل ما يجب في مثله الصدقة لم يأخذ مما في أيديهم؛ لأنهم جمعوها لحمالة‏.‏ وأما قوله <فإن اللّه قد أراحكم من الجبهة والسجة والبجة> فالجبهة ها هنا المذلة‏.‏ اه‏.‏ وانظر تاج العروس ‏(‏جبه>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث آخر <قد أراحَكم اللّه من الجَبْهة، والسَّجَّة، والبَجَّة> الجبْهة ها هنا‏:‏ المذَلَّة‏.‏ وقيل هو اسْم صَنَم كان يُعْبَد‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث حدّ الزنا <أنه سأل اليهود عنه فقالوا: عليه التَّجْبِيه. قال: ما التجبيهُ؟ قالوا: أن تُحَمَّم وُجُوه الزَّانِيَيْن؛ ويُحْمَلا على بعِير أوحمار، ويُخالَف بيْن وجُوههما> أصل التَّجْبِيه أن يُحْمل اثنان على دابة ويُجْعَل قَفَا أحدهم إلى قفَا الآخر‏.‏ والقياسُ أن يُقابَل بيْن وجُوهِهما، لأنه مأخوذ من الجَبْهَة‏.‏ والتَّجْبِيه أيضا‏:‏ أن يُنَكِّس رأسَه، فيَحْتَمل أن يكون المحمُول على الدَّابة إذا فُعِل به ذلك نَكَّسَ رأسَه، فسُمّي ذلك الفعل تَجْبِيهاً، ويحتمل أن يكون من الجبْه، وهو الاسْتِقبال بالمكروه‏.‏ وأصلُه من إصابة الجبْهَة، يقال‏:‏ جَبَهْتُه إذا أصبتَ جَبْهَتَه‏.‏

‏{‏جبا‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في كتاب وائل بن حُجْر <ومن أجْبَا فَقَدْ أرْبَى> الإجْبَاء‏:‏ بَيْع الزرع قبل أن يَبْدُوَ صلاحُه‏.‏ وقيل هو أن يُغَيِّب إبله عن المصَدِّق، من أجْبأتُهُ إذا وَارَيْتَه‏.‏ والأصل في هذه اللفظة الهمز، ولكنه رُوِي هكذا غيرَ مهموز، فإمَّا أن يكون تَحْرِيفا من الراوي، أو يكون ترك الهمز للازْدِوَاج بأرْبى‏.‏ وقيل أراد بالإجْبَاء الْعِينة، هو أن يبِيع من رَجل سِلعة بثمن مَعْلوم إلى أجل مُسَمَّى، ثم يشتريها منه بالنقد بأقل من الثَّمَن الذي باعها به‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الحديبية <فقَعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على جبَاها، فَسقَيْنا واسْتَقَيْنا> الجبا‏:‏ بالفتح والقصْر ما حول البئر، وبالكسر ما جمعْتَ فيه من الماء‏.‏

وفي حديث ثقيف <أنهم اشترطوا ألاّ يُعْشَرُوا ولا يَحْشَرُوا ولا يُجَبُّوا، فقال: لكم ألاّ تُعْشَرُوا، ولا تُحْشَرُوا، ولا خير في دين ليس فيه ركوع> أصل التَّجْبِيَة‏:‏ أن يقوم الإنسان قيام الراكع‏.‏ وقيل هو أن يَضَع يديه على رُكْبَتَيْه وهو قائم‏.‏ وقيل‏:‏ هو السُّجود‏.‏ والمراد بقولهم لا يُجَبُّوا أنهم لا يُصَلُّون‏.‏ ولفظ الحديث يدل على الركوع؛ لقوله في جوابهم‏:‏ ولا خير في دين ليس فيه ركوع، فسَمَّى الصلاة ركوعاً، لأنَّه بَعْضها‏.‏ وسُئل جابر رضي اللّه عنه عن اشْتِراط ثقيف أن لا صَدَقة عليها ولا جهاد، فقال‏:‏ عَلِم أنهم سَيَصَّدّقون ويُجاهِدُون إذا أسْلموا، ولم يُرَخِّص لهم في ترك الصلاة لأنَّ وقتها حاضرٌ مُتكَرّر، بخلاف وقت الزكاة والجهاد‏.‏

ومنه حديث عبد اللّه <أنه ذكر القيامة والنَّفْخ في الصُّور، قال: فيَقُومون تَجْبيةَ رجُل واحد قياماً لربّ العالمين>‏.‏

وحديث الرؤيا <فإذا أنا بتَلٍّ أسْودَ عليه قوم مُجَبُّون في أدْبارِهم بالنار>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث جابر رضي اللّه عنه <كانت اليهود تقول: إذا نكَح الرجل امرأته مُجَبّيَة جاء الولد أحْول> أي مُنكَبَّة على وجْهِها، تَشْبِيها بهيْئة السجود‏.‏

وفي حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه <كيف أنتم إذا لم تَجْتَبُوا ديناراً ولا دِرْهما> الاجْتِباء افتعال، من الْجِباية، وهو اسْتِخراج الأموال من مَظَانِّها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث سعد رضي اللّه عنه <نَبَطِيٌّ في جِبْوَتِه> الْجِبْوَة والجِبْية‏:‏ الحالة من جَبْي الخراج واسْتِيفَائه‏.‏

وفيه <أنه اجْتَباه لنَفْسه> أي اخْتَاره واصْطَفاه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث خديجة رضي اللّه عنها <قالت: يا رسول اللّه ما بَيْتٌ في الجَنّضة من قَصَب؟ قال: هو بَيْت من لؤلؤ مُجَبَّأة> فسَّره ابن وهْب فقال‏:‏ مُجَبَّأة أي مُجَوَّفة‏.‏ قال الخطابي‏:‏ هذا لا يستقيم، إلا أنْ يُجْعَل من المقْلوب فيكون مُجَوَّبَة من الجَوْب وهو القَطْع‏.‏ وقيل هو من الجَوْب، وهو نَقِيرٌ يَجْتمع فيه الماء‏.‏

 باب الجيم مع الثاء

‏{‏جثث‏}‏ * في حديث بَدْء الوحي <فرفَعْت رأسي فإذا الملَك الذي جَاءني بِحراء فُجثِثْتُ منه> أي فَزعْت منه وخِفْت‏.‏ وقيل‏:‏ معناه قُلِعْتُ من مكاني، من قوله تعالى <اجْتُثَّتْ من فَوْق الأرض> وقال الحربي‏:‏ أراد جُئِثْتُ، فجعل مكان الهمزة ثَاءً‏.‏ وقد تقدم‏.‏

وفي حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه <قال رجل للنبي صلى اللّه عليه وسلم: ما نرى هذه الكَمْأة إلاَّ الشَّجَرة التي اجْتُثَّت من فوق الأرض فقال: بل هي من المَنّ>، اجْتُثتْ‏:‏ أي قُطِعت‏.‏ والجَثُّ‏:‏ القَطْع‏.‏وفي حديث أنس <اللهم جَافِ الأرض عن جُثَّتِه> أي جسده‏.‏ وقد تكررت في الحديث‏.‏

‏{‏جثجث‏}‏ * في حديث قُسّ بن ساعدة <وعَرَصات جَثْجَاث> الجثْجاث‏:‏ شجر أصْفَر مُرٌّ طيب الريح، تَسْتطيبُه العرب وتُكْثر ذكره في أشعارها‏.‏

‏{‏جثم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه نهى عن المُجثَّمَة> هي كل حيوان يُنْصب ويُرمى ليُقتل، إلاَّ أنَّها تكْثر في الطَّير والأرانب وأشْباه ذلك مما يَجْثِم في الأرض‏:‏ أي يلزمُها ويلْتَصق بها، وجَثَم الطائرُ جُثوما، وهو بمنزلة البُروك للإبل‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <فلزمها حتى تَجثَّهما> من تَجثَّم الطائر أنْثاه، إذا علاها للسِّفاد‏.‏

‏{‏جثا‏}‏ ‏(‏ه س‏)‏ فيه <من دَعَا دُعَاء الجاهِلية فهو من جُثَا جهنم>‏.‏

وفي حديث آخر <من دَعَا يالَفُلانٍ فإنَّما يدعُو إلى جُثَا النَّار> الجُثَا‏:‏ جَمْع جُثْوَة بالضَّم، وهو الشيء المجموع‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما <إنّ الناس يَصيرُون يوم القيامة جُثاً، كلُّ أمّة تَثْبَع نَبيَّها> أي جماعة، وتُروَى هذه اللفظة جُثِيٌّ بتشديد الياء‏:‏ جمع جَاثٍ، وهو الذي يَجْلس على رُكْبَتَيْه‏.‏

ومنه حديث علي رضي اللّه عنه <أنا أوّل من يَجْثُو للخصومة بين يَدَي اللّه تعالى>‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومن الأوّل حديث عامر <رأيت قبور الشهداء جُثاً> يعني أتْرِبة مجموعة‏.‏

‏(‏س‏)‏ والحديث الآخر <فإذا لم نَجِدْ حَجراً جمعْنا جُثْوةً من تراب> وقد تكْسر الجيم وتفْتح، ويَجْمَع الجميع‏:‏ جُثاً، بالضم والكسر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث إتيان المرأة مُجَبّيَة، رواه بعضهم <مُجَثَّأة> كأنه أراد قد جُثّيَت، فهي مُجَثَّأة‏:‏ أي حُمِلَت على أن تَجْثُو على رُكْبَتَيْها‏.‏

 باب الجيم مع الحاء

‏{‏جحجح‏}‏ في حديث سيف بن ذي يَزَن‏:‏

بيضٌ مَغالبَةٌ غُلْبٌ جَحاجحَةٌ*

الجَحاجِحَة‏:‏ جمع جَحْجاح وهو السَّيد الكريم، والهاء فيه لتأكيد الجمْع‏.‏

‏(‏س‏[‏ه‏]‏‏)‏ وفي حديث الحسن، وذكر فتْنة ابن الأشْعَث فقال <واللّه إنها لعُقوبة فما أدْري أمُسْتَأصِلة أم مُجَحْجحة> أي كَافَّة‏.‏ يقال جَحْجَحْتُ عليه، وحَجْحَجْتُ، وهو من القلوب‏.‏

‏{‏حجح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه مرَّ بامرأة مُجِحّ> المُجِحُّ‏:‏ الحامل المُقْرِب الَّتي دَنا وِلاَدُها‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <إن كلْبة كانت في بني اسرائيل مُجِحًّا، فَعوَى جِرَاؤها في بطْنها> ويروى مُجِحَّة بالهاء على أصل التأنيث‏.‏

‏{‏جحدل‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <قال له رجل: رأيت في المنام أن رأسي قُطِع وهو يَتَجحْدَل وأنا أتْبَعه> هكذا جاء في مسند الإمام أحمد، والمعروف في الروَايَة‏:‏ يتدحْرَج، فإن صحت الرواية به، فالذي جاء في اللغة أن جَحْدَلْتُه بمعنى صَرَعْتُه‏.‏

‏{‏حجر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في صفَة الدَّجَّال <ليْسَتْ عينُه بِنَاتِئة ولا حَجْرَاء> أي غائرة مُنْحَجرة في نُقْرَتها، وقال الأزهري‏:‏ هي بالخاء، وأنكر الحاء، وستجيء في بابها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها <إذا حَاضَت المرأة حَرُم الجُحرانُ> يُروَى بكسر النون على التَّثنِية، تريد الفَرْج والدَّبُر، ويُروى بضم النُّون، وهو اسم الفَرْج، بزيادة الألف والنون، تمييزاً له عن غيره من الحِجَرَة‏.‏ وقيل المعْنى أن أحدهما حرام قبْل الحيض، فإذا حاضت حَرُما جميعا‏.‏

‏{‏جحش‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه صلى اللّه عليه وسلم سَقَط من فَرسٍ فجُحِش شِقُّه> أي انْخَدَش جلْده وانْسحَجَ ‏(‏في الدر النثير‏:‏ <انسحج: أي انقشر. وهو قريب من الخدش. قاله الفارسي>‏)‏‏.‏

وفي حديث شهادة الأعضاء يوم القيامة <بُعْداً لكُنّ وسُحْقاً، فَعنْكُنَّ كنتُ أُجَاحِشُ> أي أُحَامِي وأُدَافِع‏.‏

‏{‏جحظ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عائشة، تَصف أباها رضي اللّه عنهما <وأنْتُم حينئذ جُحَّظٌ تَنْتَظِرون العَدْوة> جُحوظ العين‏:‏ نُتُوءُها وانْزعاجُها‏.‏ والرجُل جاحِظ، وجمعه جُحَّظ‏.‏ تُريد‏:‏ وأنتم شَاخِصو الأبصار، تَتَرَقَّبُون أنْ ينْعَق ناعقٌ، أو يَدْعُو إلى وَهْن الإسْلام دَاعٍ‏.‏‏{‏جحف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <خذوا العطاءَ ما كان عَطاء، فإذا تجَاحَفَتْ قريش المُلك بَيْنَهُمْ فارفُضُوه> يقال تَجاحَف القوم في القِتال‏:‏ إذا تَناول بعضُهم بعضا بالسُّيوف‏.‏ يريد إذَا تقاتلوا على المُلْك‏.‏

وفي حديث عمر رضي اللّه عنه <أنه قال لعَديّ: إنَّما فرَضْتُ لقَوم أجْحَفَت بهم الفَاقةُ> أي أفْقَرَتهم الحاجة، وأذهَبَت أموالَهم‏.‏‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمار رضي اللّه عنه <أنه دخل على أم سلمة رضي اللّه عنها - وكان أخاها من الرَّضاعة - فاجْتَحف ابْنتَها زيْنَبَ من حجْرها> أي اسْتَلَبها‏.‏ يقال جَحفْتُ الكرةَ من وجْه الأرض، واجْتَحَفْتُها‏.‏

‏{‏جحم‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <كان لميمونةَ رضي اللّه عنها كلب يقال له مِسْمَار، فأخذه داء يُقال له الجُحَام، فقالت: وارَحْمتَا لمسْمَار> هو داء يأخذ الكلب في رأسِه، فيُكْوَى منه ما بين عَيْنَيْه‏.‏ وقد يُصيبُ الإنسانَ أيضا‏.‏

وفيه ذكر <الجحيم> في غير موضع، هو اسم من أسماء جهنم‏.‏ وأصله ما اشْتَدَّ لَهبُه من النّيران‏.‏

‏{‏جحمر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عمر رضي اللّه عنه <إنّي امْرَأةٌ جُحَيْمِر> هو تصْغِير جحْمَرِش بإسقاط الحرف الخامس، وهي العَجُوز الكَبِيرة‏.‏