فصل: باب الضاد مع الهمزة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **


 حرف الضاد

 باب الضاد مع الهمزة

‏{‏ضأضأ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الخوارج <يَخْرج من ضِئْضِئ هذا قومٌ يَقرَأون القرآنَ لا يُجَاوزَ تَراقِيَهُم، يمرُقُون من الدِّين كما يمَرُق السهمُ من الرَّمَيَّة> الضِئْضِئ‏:‏ الأصل‏.‏ يقال ضِئضِئُ صِدْق، وضُؤضُؤُ صِدق‏.‏ وحكى بعضهم ضِئْضِئٌ، بوزنِ قِنديل، يُريد أنه يخرُج من نَسْلِه وعَقِبه‏.‏ ورواه بعضُهم بالصَّاد المُهملة‏.‏ وهو بمَعْنَاهُ‏.‏

ومنه حديث عمر <أَعْطيتُ ناقةً في سبيل اللّه فأردتُ أْن أَشْتَريَ من نَسْلِها، أو قال من ضِئْضِئِها، فسألْتُ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: دَعْها حتى تَجيءَ يوم القيامة هي وأولاُدها في ميزانِكَ>‏.‏

‏{‏ضأل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث إسرافيل عليه السلام <وإنه ليَتَضَاءَلُ من خشْيِة اللّه> وفي رِوَاية <لعَظَمة اللّه> أي يَتَصَاغَر تَوَاضُعاً لَهُ وتَضَاءَل الشَّيء إذا انْقبضَ وانْضَمَّ بعْضُه إلى بَعْض، فهو ضَئِيل‏.‏ والضَّئيل‏:‏ النَّحِيفُ الدَّقيق‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عمر <أنه قال للجِنِّي: إني أرَاك ضئيلاً شَخِيتاً>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وحديث الأحنف <إنك لَضَئِيل> أي نَحِيفٌ ضعيفٌ‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏ضأن‏}‏ * في حديث شَقيق <مَثَل قُرَّاءِ هذا الزَّمانِ كمَثَل غَنمٍ ضَوائِنَ ذاتِ صُوفٍ عِجَاف> الضَّوائن‏:‏ جمعُ ضَائنة، وهي الشاةُ من الغَنَم، خلاف المَعَز‏.‏

 باب الضاد مع الباء

‏{‏ضبأ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <فَضَبأ إلى نَاقَته> أي لَزِق بالأرض يَسْتترُ بها‏.‏ يقال أضْبأتُ إليه أضْبَأ إذا لَجَأْتَ إليه‏.‏ ويُقَال فيه أضبأَ يُضبِئُ فهو مُضْبِئ‏.‏

ومنه حديث علي رضي اللّه عنه <فإذا هُو مُضْبِئٌ>‏.‏

‏{‏ضبب‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أن أعْرابيا أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بضَبٍّ، فقال: إِنّي في غَائِطٍ مُضِبَّة> هكذا جاء في الرِّواية بضم الميم وكسر الضاد، والمعْرُوف بفتحِهما‏.‏ يقال أضبَّت أرضُ فُلان إذا كثر ضِبَابُها‏.‏ هي أرضٌ مَضَبَّة‏:‏ أي ذات ضِبَاب، مثْل مَأْسَدَة، ومَذْأَبَة، ومَرْبَعة‏:‏ أي ذات أُسُود وذئَاب ويَرَابيع‏.‏ وجمع المَضَبّة‏:‏ مَضَاُّب، فأمَّا مُضبّة فهي اسمُ فاعل من أضَبَّت كأغدَّت، فهي مُغِدَّة، فإن صحَّت الرواية فهي بمعناها‏.‏ ونَحْوٌ من هذا البِنَاء‏.‏

‏(‏س‏)‏ الحديث الآخرُ <لم أزل مُضِبَّاً بَعدُ> ومن الضَّبِّ‏:‏ الغَضَبِ والحِقْدِ‏:‏ أي لم أزل ذا ضَبٍّ‏.‏

وحديث علي <كلٌّ منهما حَامِلُ ضَبٍّ لِصاحِبه>‏.‏

وحديث عائشة <فغَضِب القاسِمُ وأضبَّ عليها>‏.‏

‏(‏س‏)‏ والحديث الآخر <فلما أضَبُّوا عليه> أي أكثروا‏.‏ يُقَال‏:‏ أضَبُّوا؛ إذا تكلَّموا مُتَتَابعا، وإذا نَهَضُوا في الأمْر جميعاً‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن عمر <أنه كان يُفْضِي بيَدَيه إلى الأرضِ إذا سَجَد وَهُما تَضِبَان دَماً> الضَّبُّ‏:‏ دُون السَّيَلان، يعني أنه لم يَرَ الدمَ القَاطر ناقضاً للوُضوء‏.‏ يقال ضبّت لِثَاتُه دَماً‏:‏ أي قَطَرت‏.‏

ومنه الحديث <ما زال مُضبًّا مُذ اليَوْم> أي إذا تكلم ضَبَّتْ لِثاَتُه دَماً‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث أنس <إن الضَّبّ ليَمُوتُ هُزَالاً في حُجْره بذنْب ابن آدم> أي يُحبَس المَطَرُ عنه بشُؤْم ذُنُوبهم‏.‏ وإنما خصَّ الضَّب لأنه أَطْوَلُ الحَيَوان نَفْساً، وأصْبَرُها على الجُوع‏.‏ ورُوي <الحُبارِي> بَدَل الضبّ، لأنها أَبْعَدُ الطّير نُجْعَةً‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث موسى وشُعيب عليهما السلام <ليس فيها ضَبُوبٌ ولا ثَعُولٌ> الضَّبُوبُ‏:‏ الضَّيقةُ ثَقْب الإحْليِل‏.‏

وفيه <كنتُ مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في طَريق مكةَ، فأصابَتْنا ضَبَابةٌ فرَّقَت بين الناس> هي البُخار المُتَصاعِدُ من الأرض في يوم الدَّجْن، يصير كالظُّلّة تَحجُبُ الأبصار لظُلْمَتَها‏.‏

‏{‏ضبث‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث سُمَيْط ‏(‏في الأصل وا‏:‏ <شميط> بالشين المعجمة، وأثبتناه بالسين المهملة من الهروي واللسان‏.‏ انظر اللسان أسد الغابة 2/357، الإصابة 1333‏)‏ <أوحَى اللّهُ تعالى إلى داود عليه السلام: قل للْملأ من بني إسرائيل: لا يَدْعُوني والخَطايا بين أضْبَاثِهم> أي في قَبْضاتِهم‏.‏ والضَّبْثَة‏:‏ القَبْضَة‏.‏ يقال ضَبَثْتُ على الشيء إذا قَبَضْتَ عليه‏:‏ أي هم مُحْتَقِبُون للأَوْزار، مُحْتَمِلوها غير مُقْلِعِين عنها‏.‏ ويُروى بالنُّون‏.‏ وسَيذكَرُ‏.‏

ومنه حديث المغيرِة <فُضُلٌ ضَبَاثٌ> أي مُخْتالة ‏(‏في الأصل‏:‏ <محتالة> بالحاء المهملة‏.‏ وكتبناه بالمعجمة من ا واللسان‏)‏ مَعْتَلِقة بكُلِّ شيءٍ مُمْسِكةٌ له‏.‏ هكذا جاء في رواية‏.‏ والمشهورُ <مِئْنَاثٌ>‏:‏ أي تَلدُ الإناثَ‏.‏

‏{‏ضبح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث ابن مسعود <لا يَخْرُجَنَّ أحدُكم إلى ضَبْحَة بِلَيْل - وأي صَيْحةٍ يسمَعُها - فلَعلَّه يُصِيبه مكرُوه> وهو من الضُّباح‏:‏ صَوْت الثعلب، والصَّوت الذي يُسْمع من جَوف الفَرَس‏.‏ ويُروى <صَيْحة> بالصَّاد والياء ‏(‏الذي في الهروي‏:‏ <ضيحة، بالضاد والياء> ضبط قلم‏)‏‏.‏

ومنه حديث ابن الزُّبير <قاتَل اللّه فُلانا. ضَبَحَ ضَبْحَة الثعلب وقَبَع قَبْعَةَ القُنْفُذ>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وحديث أبي هريرة <إن أُعْطِيَ مَدَح وضَبَحَ> أي صَاحَ وخاصم عن مُعْطِيه‏.‏ وفي شعر أبي طالب‏:‏

فإنّيَ والضَّوابحِ ‏(‏سبقت بفتح الحاء في ص 373/ 516 من الجزء الثاني‏.‏ وكذلك ضبطت في اللسان‏)‏ كُلَّ يومٍ*

هي جمعُ ضابِح، يريدُ القَسَمَ بِمن يَرْفع صَوْته بالقِرَاءة، وهو جمعٌ شاذٌ في صِفَة الآدَامِي كفَوارِس‏.‏

‏{‏ضبر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أهل النار <يَخرجُون من النَّار ضَبَائرَ ضَبَائِرَ> هُمُ الجماعَات في تَفْرِقَة، واحِدتها ضِبارة، مثل عِمارة وعمائر‏.‏ وكل مُجْتَمع‏:‏ ضِبَارة‏.‏

وفي رواية أخرى <فيخرُجُون ضِبَاراتٍ ضبارات> هو جمع صِحَّة للضِّبَارة، والأوّلُ جمعُ تكسير‏.‏

ومنه الحديث <أتَتْه الملائكة بحَريرة فيها مِسْك ومن ضَبَائر الرَّيْحان>‏.‏

وفي حديث سعد بن أبي وقَّاص رضي اللّه عنه <الضَّبْرُ ضَبْرُ البَلْقاء، والطعْنُ طعنُ أبي مِحْجَن> الضبْر‏:‏ أن يجْمع الفَرسُ قوائمَه ويثبَ‏.‏ والبَلْقاءُ‏:‏ فرَس سَعْد‏.‏ وكان سَعْد حبسَ أبَا مِحْجَن الثَّقَفي في شُرْب الخَمْر وَهمُ في قِتَال الفُرْس، فلمَّا كان يومُ القَادِسيَّة رَأى أبو مِحْجَن من الفُرْس قُوّة، فقال لامْرَأة سَعْد‏:‏ أطْلقِيني ولَكِ اللّهُ عليّ إن سَلَّمني اللّه أن أرْجِع حتى أضَعَ رِجْلي في القَيْد، فحلَّته فرَكِب فرَساً لِسَعْد يقال لها البَلْقَاء، فجعل لا يَحْمِل على نَاحِيَةٍ من العَدُوِّ إلا هَزَمَهم، ثم رجَع حتى وَضَع رِجْليه في القيد، ووَفَى لها بذمَّته‏.‏ فلمَّا رجع سَعْد أخبرته بما كان من أمْرِه، فَخَلَّى سَبِيله‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الزُّهْرِي، وذَكر بني إسرائيل فقال‏:‏ <جَعل اللّه جَوْزَهم الضَّبْر> هو جَوْز البَرِّ‏.‏

وفيه <إنَّا لا نَأمن أنْ يأتوا بضُبُور> هي الدّبَّابَاتُ التي تُقَرَّب إلى الحُصُون ليُنْقب من تحتِها، الواحِدَةُ ضَبْرة ‏(‏في الهروي‏:‏ <الواحدة ضَبْر> وكذا في الفائق 2/278‏.‏ وانظر القاموس ‏(‏ضبر‏)‏ ‏)‏‏.‏

‏{‏ضبس‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث طهفة <والفلو الضبيس> الفلو‏:‏ المهر، والضبيس‏:‏ الصعب العسر‏.‏ يقال رجل ضبس وضبيس‏.‏

ومنه حديث عمر وذكر الزبير فقال‏:‏ <ضبس ضرس>‏.‏

‏{‏ضبط‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه سُئل عن الأْضَبط> هو الذي يَعْمَل بيَدَيه جميعا، يَعْمل بيَسَارِه كما يَعْمل بيَمِينه‏.‏

وفي الحديث <يأتي على النَّاس زمانٌ وإنَّ البَعيرَ الضَّابطَ والمزَادَتَين أحبُّ إلى الرجُل ممَّا يَملِك> الضابطُ‏:‏ القَويُّ على عَمله‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث أنس <سافَرَ ناسٌ من الأْنصار فأرْمَلُوا، فمرُّوا بحيٍّ من العَرَب فسألُوهم القِرَى فلم يَقْرُوهُم، وسألُوهم الشِّراء فلم يَبِيُعوهُم، فتَضَبَّطُوهم وأصَابوا منهم (في الهروي: <فضبطوهم وأصابوا فيهم> ‏)‏ > يقال تضبَّطْتُ فلانا إذا أخَذْتَه على حَبْسٍ منك له وقَهْرٍ‏.‏

‏{‏ضبع‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <أنَّ رجُلا أتاه فقال: قد أكَلتْنا الضبُعُ يا رسول اللّه> يَعْني السَّنَة المُجْدِبَة، وهي في الأصْل الحيوانُ المعروفُ‏.‏ والعَرب تَكْنى به سَنة الجَدْب‏.‏

ومنه حديث عمر <خَشِيُت أن تَأكُلَهم الضَّبُعُ>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه مرَّ في حَجّه على امْرأةٍ معها ابنٌ لها صغيرٌ، فأخذَت بضَبْعَيه وقالت: ألِهذَا حجٌّ؟ فقال: نعم، ولَكِ أجْرٌ> الضَبْع بسكون الباء‏:‏ وسَطُ العَضُد‏.‏ وقيل هو ما تَحْت الإبْط‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <أنه طاف مُضْطَبِعا وعايه بُرْدٌ أخْضَرُ> هو أنْ يأخذ الإزَارَ أو البُرْدَ فيجعَلَ وسَطَه تحت إبْطِه الأيمَن، ويُلْقي طَرَفَيه على كَتِفه الأيسَر من جِهَتَيْ صَدْره وظَهْره‏.‏ وسُمِّيَ بذلك لإبْداءِ الضَّبْعَين‏.‏ ويقال للإبْط الضَّبْعُ، للمُجَاورة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي قصة إبراهيم عليه السلام وشفاعته في أبيه <فَيَمْسَخُه اللّهُ ضِبْعَاناً أمْدَرَ> الضِّبعانُ‏:‏ ذكرُ الضَّباع‏.‏

‏{‏ضبن‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <اللَّهُمّ إني أعُوذ بك من الضُّبْنة في السَّفَر> الضُّبْنَة والضِّبنة ‏(‏الضبنة، مثلثة الضاد، وضَبِنَة، كفَرِحَة‏.‏ القاموس ‏(‏ضبن‏)‏ ‏)‏‏:‏ ما تحت يدك من مالٍ وعيالٍ ومن تلزمُك نفقتُه‏.‏ سُمُّوا ضِبُنْةً؛ لأنَّهم في ضِبْن مَن يَعُولُهم‏.‏ والضِّبنُ‏:‏ ما بين الكَشْح والإبْطِ ‏(‏عبارة الهروي‏:‏ <الضبن: فوق الكشح ودون الإبْط، والحِضْر ما بينهما> ‏)‏‏.‏ تَعوَّذَ باللّهِ من كَثْرةِ العِيال في مَظِنَّة الحاجةِ وهو السَّفر‏.‏ وقيل تَعَوَّذَ من صُحْبَة مَن لا عَنَاء فيه ولا كِفَاية من الرِّفاق، إنما هو كُلٌّ وعِيالٌ على من يُرَافِقه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <فدَعَا بميِضَأةٍ فجعلها في ضِبْنه> أي حِضْنِه‏.‏ واضْطَبَنْتُ الشَّيء إذا جَعَلَته في ضِبْنِك‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <إنَّ الكعبة تَفِيء على دار فلان بالغَداة، وتَفِيُء [هي] (سقطت من ا واللسان، وهي في الأصل والهروي) على الكعبة بالعَشِيِّ. وكان يقال لها رَضِيعَة الكعبة، فقال: إنَّ داركم قَد ضَبَنَتِ الكعبة، ولا بُدَّ لِي من هدْمِها> أي أنها لمَّا صَارَت الكعبة في فَيْئِها بالعَشِيِّ كانت كأنها قد ضَبَنَتها، كما يَحْمِل الإنسانُ الشيء في ضِبْنه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث ابن عمر <يقول القبرُ: يا ابن آدم قد حُذّرْتَ ضِيقي ونَتْني وضِبْني> أي جَنْبي وناحِيَتي‏.‏ وجمع الضِّبْن أضْبَان‏.‏

ومنه حديث سُمَيط ‏(‏انظر تعليقنا ص 71‏)‏ <لا يدْعُوني والخَطايا بين أضْبَانهم> أي يَحْملون الأوْزارَ على جُنُوبهم‏.‏ ويُرْوى بالثاء المُثَّلثة‏.‏ وقد تقدم‏.‏

 باب الضاد مع الجيم

‏{‏ضجج‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث حُذيفة <لا يأتِي على الناسِ زمانٌ يَضِجُّون منه إَّلا أرْدَفَهم اللّهُ أمْراً يشْغَلهم عنه> الضجيج‏:‏ الصِّياحُ عند المكرُوه والمشَقَّة والجزَع‏.‏

‏{‏ضجع‏}‏ * فيه <كانت ضِجْعَة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَدَماً حَشْوُها لِيفٌ> الضِّجْعة بالكسر‏:‏ من الاضْطِجاع، وهو النَّوم، كالجِلْسة من الجُلُوس، وبفتحها المرَّةُ الواحدةُ‏.‏ والمُرادُ ما كان يَضْطجعُ عليه، فيكونُ في الكلام مُضَاف محذوفٌ، والتقديرُ‏:‏ كانت ذاتُ ضِجْعَته، أوْ ذاتُ اضْطِجَاعِه فراشَ أَدَمٍ حَشْوُها لِيف‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه <َجَمع كُومَة من رَمْل وانْضَجَع عليها> هو مُطَاوع أضْجَعه، نحو أزعَجَتُه فانْزعَج، وأطْلَقْتُه فانْطَلق‏.‏ وانْفَعَل بابه الثلاثي، وإنما جاءَ في الرُّباعي قليلاً على إنابة أفْعل مَنَاب فعَل‏.‏

‏{‏ضجن‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <أنه أقبل حتى إذا كان بِضَجْنَان> هو موضعٌ أو جبلٌ بين مكة والمدينة‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

 باب الضاد مع الحاء

‏{‏ضحح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أبي خَيثمة <يكونُ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الضِّحِّ والرِّيح، وأنا في الظِّل!> أي يكونُ بارِزاً لِحَرِّ الشمسِ وهُبُوب الرِّياح‏.‏ والضِّحُّ بالكسر‏:‏ ضَوْءُ الشمسِ إذا اسْتَمْكَن من الأرض، وهو كالقَمْراء للقَمر‏.‏ هكذا هو أصلُ الحديث‏.‏ ومعناه‏.‏ وذكره الهَروي فقال‏:‏ أرَادَ كثرةَ الخَيل والجَيشِ‏.‏ يقال جاء فلان بالضِّحِّ والرِّيح‏:‏ أي بما طَلعت عليه الشمس وهبَّت عليه ‏(‏في الهروي‏:‏ <به> ‏)‏ الريحُ، يعنُون المالَ الكثيرَ‏.‏ هكذا فسره الهروي‏.‏ والأوّلُ أشبه بهذا الحديث‏.‏

ومن الأول الحديث <لا يقعُدَنَّ أحدكُم بين الضِّح والظِّل فإنه مَقْعَدُ الشيطان> اي يكون نِصْفه في الشمس ونِصْفُه في الظِّل‏.‏

وحديث عيَّاش بن أبي ربيعة <لمَّا هاجَر أقسَمَت أمُّه باللَه لا يُظَلِّلها ظِلٌّ ولا تزَال في الضِّح والرِّيح حتى يرْجِعَ إليها>‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومن الثاني الحديث الآخر <لو مات كَعْبٌ عن الضِّح والريح لوَرِثه الزُّبير> أرادَ أنه لوْ ماتَ عمَّا طلعت عليه الشمسُ وجَرَت عليه الرِّيح، كَنَى بهما عن كَثْرة المالِ‏.‏ وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم قد آخَى بين الزُّبَير وبين كَعْب بن مالِك‏.‏ ويُروى <عن الضِّيح والرِّيح>‏.‏ وسيجيء‏.‏

‏{‏ضحضح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أبي طالب <وجَدْتُه في غَمَرات من النار فأخْرَجْتُه إلى ضَحْضاحٍ> وفي رواية <أنه في ضَحْضاحٍ من نارٍ يَغْلِي منه دِمَاغَه> الضَّحضاح في الأصْل‏:‏ ما رَقَّ من الماء على وجه الأرض ما يبلُغ الكَعْبين، فاستَعارَه للنار‏.‏

ومنه حديث عمرو بن العاص يَصف عَمْر، قال <جانَب غَمْرتها، ومَشى ضَحْضاحها وما ابتَّلت قَدَماه> أي لم يتعلَّق من الدنيا بشَيءٍ‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏ضحك‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <يبعث اللّه تعالى السّحابَ فيَضْحَك أحْسَنَ الضَّحِك> جعل انجِلاَءَه عن البَرْق ضَحِكا، اسْتِعارة ومَجازاً، كما يَفْتَرّ الضَّاحِك عن الثّغْر‏.‏ وكقولهم ضَحِكَت الأرضُ، إذا أخْرَجت نَباتَها وزَهْرَتها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <وما أوْضَحُوا بِضَاحِكة> أي ما تبَسْمّوا‏.‏ والضَّوّاحِك‏:‏ الأسْنانُ التي تظهَر عند التَّبَسُّم‏.‏

‏{‏ضحل‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في كتابه لأُكَيدِر <ولنَا الضَّاحِيةُ من الضَّحْل> الضّحْل بالسكون‏:‏ القَليلُ من الماءِ‏.‏ وقيلَ هو الماءُ القريبُ المكان، وبالتحريك مكانُ الضّحْل‏.‏ ويُروى <الضَّاحِية من البَعْل>‏.‏ وقد تقدَّم في الباء‏.‏‏{‏ضحا‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <إنَّ عَلَى كُلِّ أهلِ بيتٍ أضْحَاةً كُلَّ عامٍ> أي أُضْحِيَّة‏.‏ وفيها أربعُ لُغَات‏:‏ أُضْحِيَّة، وإضْحِيَّة، والجمع أَضاحِيُّ، وضَحِيَّةٌ، والجمع ضَحايَا‏.‏ وأضْحَاة، والجمعُ أَضْحَي‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث سَلَمة بن الأكْوع <بينا نحن نَتَضَحَّى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي نتَغَدَّى‏.‏ والأصلُ فيه أن العَرَب كانوا يَسيرُون في ظَعْنهم، فإذا مَرُّوا ببُقْعَةٍ من الأرض فيها كَلأٌَ وعُشْب قال قائِلُهمْ‏:‏ ألا ضَحُّوا رُوَيداً؛ أي ارفُقُوا بالإبل، حتى تَتَضَحَّى، أي تنال من هذا المَرْعى، ثم وُضِعَت التَّضْحِيةُ مكان الرِّفق لتَصِلَ الإبلُ إلى المنزلِ وقد شَبِعت، ثم اتُّسع فيه حتى قيل لكُلّ من أكل في وقت الضُّحى‏:‏ هو يتَضَّحى، أي يأكُلُ في هذا الوقت‏.‏ كما يقال يتغَدَّى ويتعشَّى في الغداءِ والعَشَاءِ‏.‏ والضَّحاء بالمدّ والفتح‏:‏ هو إذا عَلت الشمسُ إلى رُبع السماء فما بعده‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث بلال <فلقد رأيتُهم يَتَروّحُون في الضَّحاء>‏:‏ أي قَرِيباً من نِصفْ النهارِ، فأما الضَّحْوة فهو ارتفاعُ أوّلِ النهارِ‏.‏ والضُّحى بالضم والقصر فَوْقَه، وبه سُمِّيت صلاةُ الضُّحى‏.‏ وقد تكرر ذكرها في الحديث‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عمر <اضْحُوا بصلاةِ الضُّحَى> أي صَلُّوها لوَقْتها ولا تُؤخِّروها إلى ارْتفاع الضُّحْى‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومن الأول كتاب علّيٍ إلى ابن عباس <ألا ضَحِّ رُوَيداً (رواية الهروي: <ألا ضحِّ رويدا فكأن قد بلغت المدى>‏.‏ وهي رواية الزمخشري أيضاً في الفائق 2/428‏)‏ قد بلَغْتَ المَدَى> أي اصْبِر قليلاً‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أبي بكر <فإذا نَضَب عُمْره وضَحَا ظِلُّه> أي مات‏.‏ يُقَال ضَحا الظِّلَّ إذا صار شمساً، فإذا صارَ ظِلُّ الإنسان فقد بطل صاحبُه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الاستسقاء <اللهمُّ ضاحَتْ بِلادُنا واغْبَرَّت أرضُنا> أي برَزَت للشمس وظهرت لعدم النَّبات فيها‏.‏ وهي فاعَلَتْ، من ضَحَى، مثل رَامت من رَمَى، وأصلُها‏:‏ ضاحَيَتْ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث ابن عمر <رأى مُحْرِماً قد استَظَلّ، فقال: أَضْحِ لِمَن أحْرَمْتَ له> أي اظْهَرْ واعْتَزِل الكِنَّ والظِّلَّ‏.‏ يقال ضَحَيْتُ للشمس، وضَحيِتُ أَضْحَى فيهما إذا بَرَزْتَ لها وظَهَرْت‏.‏ قال الجوهري‏:‏ يرويه المحدِّثُون <أَضْحِ> بفتح الألف وكسر الحاء ‏(‏بعد هذا في الصحاح ‏(‏ضحا‏)‏‏:‏ من أضحيتُ‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ إنما هو <اضْحَ لمن أحرمتَ له>، بكسر الألف وفتح الحاء، من ضَحِيتُ أَضْحَى، لإنه إنما أمره بالبروز للشمس، ومنه قوله تعالى‏:‏ <وأنّكَ لا تظمأُ فيها ولا تَضْحَى>‏.‏ اه واللفظة في الهروي‏:‏ <إضْحَ>‏,‏ ضبط قلم‏)‏‏.‏ وإنما هو بالعكس‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عائشة <فلم يَرُعْني إلا ورسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد ضَحَا> أي ظَهَر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <ولنا الضاحِيةُ من البَعْل> أي الظاهِرَة البارِزَة التي لا حائِلَ دونها‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <أنه قال لأبي ذَرِّ: إني أخافُ عليك من هذه الضاحية> أي الناحِية البارزة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وحديث عمر <أنه رأى عمرو بن حُريثٍ، فقال: إلى أين؟ قال: إلى الشام، قال أمَا إنها ضاحِيةُ قَومِك> أي ناحِيَتُهم‏.‏

ومنه حديث أبي هريرة <وضاحِيةُ مُضَرَ مُخَالِفُون لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي أهلُ البادية منهم‏.‏ وجمعُ الضاحيَة‏:‏ ضَوَاحِ‏.‏

ومنه حديث أَنس <قال له: البَصْرَة إحْدَى المُؤتَفِكَات فانْزَل في ضَواحِيها>‏.‏

ومنه قيل <قُرَيْشٌ الضواحي> أي النازِلون بظواهر مكة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث إسلام أبي ذَرّ <في ليلةٍ إضْحِيانٍ> ‏[‏أي مُضِيئةٍ ‏(‏سقطت من ا واللسان‏)‏‏]‏ مُقْمِرة‏.‏ يقال ليلةٌ إضْحِيانٌ وإضْحيانةٌ ‏(‏زاد الهروي‏:‏ <وضَحْيانَةٌ وضَحْياءُ، ويومٌ ضَحْيانٌ. قال: وهكذا جاء في الحديث> ‏)‏ والألف والنون زائداتان‏.‏

 باب الضاد مع الراء

‏{‏ضرأ‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث مَعْد يكَرِب <مَشَوْا في الضَّرَاء> هو بالفتح والمد‏:‏ الشَّجَر المُلْتفُّ في الوادي‏.‏ وفُلانٌ يمشي الضَّرَاء، إذا مَشَى مُسْتَخْفياً فيما يُوَارَى من الشَّجَر‏.‏ ويقال للرَّجُل إذا خَتَل صاحبه ومكَرَ به‏:‏ هو يَدِبُّ له الضَّرَاء ويَمْشي له الخَمَر ‏(‏عبارة الجواهري‏.‏<هو يمشي له الضَّرَاء ويَدِبُّ له الخَمَر> ‏.‏ الصحاح ‏(‏ضرا‏)‏ ‏)‏ وهذه اللفظةُ ذكرها الجوهري في المُعْتل، وهو بابُها، لأن همزَتها مُنْقلبه عن ألفٍ وليست أصْلية، وأبو موسى ذكرها في البهمزة حَمْلا على ظاهر لَفْظِها فإتَّبَعْناه‏.‏

‏{‏ضرب‏}‏ قد تكرر في الحديث <ضرْبُ الأمثالِ> وهو إعْتِبارُ الشيء بغيره وتَمْثِيلُه به‏.‏ والضَّرْبُ‏:‏ المِثَالُ‏.‏

وفي صفة موسى عليه السلام <أنه ضَرْبٌ من الرِّجال> هو الخفيف اللحم الممشُوق المُسْتَدِقّ‏.‏

وفي رواية <فإذا رَجُلٌ مُضْطرِب، رَجْلُ الرأس> هو مُفْتَعِل من الضَّرب، والطاءُ بدلٌ من تاءِ الافتعال‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه في صفة الدجال <طُوَالٌ ضَرْبٌ من الرجال>

‏(‏س‏)‏ وفيه <لا تُضْربُ أكْبادُ الإبل إلا إلى ثلاثةِ مساجد> أي لا تُرْكَب ولا يُسَار عليها‏.‏ يقال ضَرَبْتُ في الأرض إذا سافَرْتَ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث علي <إذا كان كذا ضَرَب يَعْسُوبُ الدين بذَنَبِه> أي أسرع الذهاب في الأرض فِراراً من الفِتَن‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الزُّهري <لا تَصلُح مُضَارَبَةُ من طُعْمَتُهُ حرام> المُضَاربة‏:‏ أن تُعْطِي مالاً لغيرك يَتَّجِر فيه فيكون له سهمٌ معلومٌ من الرِّبح وهي مُفَاعَلة من الضرب في الأرض والسَّير فيها للتجارة‏.‏

وفي حديث المغيرة <أن النبي صلى الله عليه وسلم انطَلَق حتى توارى عنِّي فضرَبَ الخَلاءَ ثم جاءَ> يقال ذهب يَضربُ الغائِطَ‏.‏ والخَلاءَ والأرضَ إذا ذهب لقضاء الحاجة‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <لا يذهب الرجلان يَضْرِبان الغائط يتحدثان>

وفيه <أنه نهى عن ضِراب الجمل> هو نَزْوُه على الأُنثى‏.‏ والمراد بالنهي ما يُؤخَذُ عليه من الأجْرة لا عن نفس الضِّراب‏.‏ وتقديرهُ‏:‏ نهى عن ثَمَن ضِرَاب الجمل كنَهْيِهِ عن عَسْب الفحل‏:‏ أي عن ثمنه‏.‏ يقال‏:‏ ضرب الجملُ الناقَه يضْرِبُها إذا نزى عليها‏.‏ وأضربَ فلانٌ ناقتَه‏:‏ إذا أنْزَى الفحل عليها‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث الآخر <ضِرابُ الفحل من السُّحْت> أي أنه حرام‏.‏ وهذا عامٌّ في كل فحل‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الحجَّام <كم ضَريبَتُك؟> الضريبة‏:‏ ما يُؤدِّي العبد إلى سيِّده من الخَراج المقرر عليه، وهي فَعِيلة بمعنى مَفْعُوله، وتُجمع على ضرائب‏.‏

ومنه حديث الإماء <اللاتي كان عليهن لمواليهن ضَرَائبُ>

وقد تكرر ذِكْرُها في الحديث مفرداً ومجموعاً ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه نهى عن ضَرْبَة الغائِص> هو أن يقول الغائص في البحر للتَّاجر‏:‏ أغُوصُ غَوْصَةً، فما أخْرَجْتُه فهو لك بكذا، نهى عنه لأنه غَرَرٌ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <ذاكرُ الله في الغافلين كالشجرة الخَضْراء وَسَط الشجر الذي تَحات من الضَّرِيب> هو الجَليدُ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <إنَّ المُسلم المُسَدِّد ليُدركُ درجة الصُّوامِ بِحُسْن ضريبَتِه>

أي طَبِيعَته وسَجِيته‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه اضطَرَب خاتماً من ذهب> أي أمَرَ أن يُضْرَب له ويصاغ، وهو افتعل من الضرب‏:‏ الصياغه، والطاء بدل من التاء‏.‏

ومنه الحديث <يضطَرِب بناءً في المسجِد> أي يَنصِبُهُ ويُقِيمهُ على أوتاد مضروبه في الأرضِ‏.‏

وفيه <حتى ضَرَب الناسُ بِعَطَنٍ> أي رَوِيت إبلُهُم حتى بَرَكت وأقامت مكانها‏.‏

وفيه <فَضُرِب على آذَانِهم> هو كنايةٌ عن النوم، ومعناه حُجِب الصوتُ والحِسُّ أن يَلِجَا آذانَهم فينتبِهوا فكأنها قد ضُرِبَ عليها حِجَابٌ‏.‏

ومنه حديث أبي ذر <ضُرِب على أصمِخَتهم فما يطوف بالبيت أحدٌ>

وفي حديث ابن عمر <فأرَدْتُ أن أضرب على يَدِه> أي أعقد معه البَيْع لأنَّ من عادة المُتبَايعَين أن يضع أحدهما يده في يد الآخر عند عَقد التَّبايُع‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <الصُّداع ضربانٌ في الصُّدغَين> ضرب العرق ضرباناً وضرباً إذا تحرك بقوة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <فضَرَب الدَّهرُ من ضَرَبانه> ويروى <من ضربه> أي مَرَّ من مروره وذهب بعضُه‏.‏

في حديث عائشه <عَتَبُوا على عثمان ضَرْبَة السَّوط والعَصا> أي كان من قَبْله يَضْرِب في العقوبات بالدِّرّة والنَّعل فَخَالفهم‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ابن عبد العزيز <إذا ذهب هذا وضُرَباؤُه> هم الأمثال والنُظَراء، واحدهم‏:‏ ضريب‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الحجاج <لأجزُرَنَّك جزر الضَّرَب> هو بفتح الراء‏:‏ العسل الأبيض الغليظ‏.‏ ويروى بالصاد وهو العسلُ الأحمرُ‏.‏

‏{‏ضرج‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <قال: مرَّ بي جعفر في نَفَرٍ من الملائكه مُضَرَّج الجناحين بالدَّم> أي مُلَطَّخاً به‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <وعليَّ رَيْطَةٌ مُضَرَّجةٌ> أي ليس صِبغها بالمُشبَع‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي كتابه لوائل <وضرَّجوه بالأضامِيم> اي دمّوه بالضرب، والضَّرج‏:‏ الشَّق أيضاً‏.‏

ومنه حديث المرأة صاحبة المَزَادَتين <تكاد' تتضَرَّج من المَلْءِ> أي تَنْشَقُّ‏.‏

‏{‏ضرح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <الضُراحُ بيتٌ في السَّماء حِيالَ الكعبة ويروى <الضريح> وهو البيت المعمور من المُضارَحه، وهي المقابله والمُضارَعه، وقد جاء ذكره في حديث علي ومجاهد، ومن رواه بالصاد فقد صحَّف‏.‏

وفي حديث دفن النبي صلى الله عليه وسلم <نرسل إلى اللاحد والضَّارِح

فأيهما سبق تَرَكْناهُ> الضَّارِح‏:‏ هو الذي يعمل الضَّرِيح، وهو القبر، فعِيل بمعنى مفعول من الضَّرح‏:‏ الشق في الأرض‏.‏

ومنه حديث سطيح <أوفى على الضَّريح> وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏ضرر‏}‏ * في أسماء الله تعالى <الضَّارُّ> هو الذي يَضُرُ من يشاء من خلقه، حيث هو خالِقُ الأشياء كُلِّها خيرها وشرِّها ونفعها وضَرِّها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ في الإسلام> الضرُّ‏:‏ ضد النفع، ضَرَّه يَضُرُّه ضَراً وضِراراً وأضرِّ به يُضِرُّ إضراراً‏.‏ فمعنى قوله لا ضرر أي لا يَضُرُّ الرجل أخاه فَيَنْقُصَه شيئاً من حقه‏.‏

والضِّرارُ‏:‏ فَعالٌ من الضر‏:‏ أي لا يجازيه على إضراره بإدخال الضَّرَر عليه والضَّرَرُ‏:‏ فعل الواحد والضِّرارُ‏:‏ فعل الإثنين، والضَّرَر‏:‏ ابتداء الفعل، والضِّرارُ‏:‏ الجزاء عليه‏.‏ وقيل الضَّررُ‏:‏ ما تضرُ به صاحبك وتنتفع به أنت، والضِّرَار‏:‏ أن تَضُرُّه من غير أن تنتفع به‏.‏ وقيل هما بمعنى، وتَكرَارُهُما للتأكيد‏.‏

ومنه الحديث <إن الرجل ليعمل والمرأة بطَاعة الله ستين سنةً، ثم يَحضُرهُما الموت فيُضَارِرانِ في الوصية، فتجب لهما النارُ> المضاررةُ في الوصيةِ‏:‏ أن لا تُمضَى أو يُنْقَصَ ‏(‏في ا <يُنقض> بالضاد المعجمه‏)‏ بعضها، أو يُوصى لغير أهلها، ونحو ذلك مما يخالف السُّنَّة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الرؤيا <لا تُضَارُّون في رؤيته> يُروى بالتشديد والتخفيف، فالتشديد بمعنى لا تَتَخَالفُون ولا تتجادلُون في صحة النظر إليه لوضُوحه وظُهُوره‏.‏ يقال ضارَّه يُضارَّه مثل ضرّه يضرُّه‏.‏

قال الجوهري‏:‏ <يقال أضَرَّني (الذي في الصحاح (ضرر) :<أضرَّ بي> ‏)‏ فلانٌ إذا دنى مني دُنوَّاً شديداً>

فأراد بالمضارَّة الإجتماع والإزدحام عند النظر إليه‏.‏ وأمَّا التخفيف فهو من الضَّيْر، لغة في الضُّر والمعنى فيه كالأول‏.‏

ومنه الحديث <لا يضُرُّه أن يمس من طيب إن كان له> هذه كلمة تستعملها العرب ظاهرُها الإباحة، ومعناها الحض والتَّرغيبُ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث معاذ <أنه كان يصلي فأضرَّ به غصنٌ [فمدَّه] (من الهروي) فكسره> أي دنى منه دنواً شديداً فآذاه‏.‏

وفي الحديث البراء <فجاء ابن أم مكتوم يشكو ضَرَارته> الضرارة ها هنا‏:‏ العمى والرجل ضرير وهو من الضَّر‏:‏ سوء الحال‏.‏

وفيه <ابتُلِينا بالضَّرَّاء فصبرنا وابتُلِينا بالسراء فلم نصبر> الضَّرَّاء‏:‏ الحاله التي تضُرُّ وهي نقيض السراء وهما بناآن للمؤنث، ولا مذكر لهما يريد إنا اختُبِرنا بالفقر والشِّدة والعذاب فصبرنا عليه، فلمَّا جاءتنا السراء وهي الدنيا والسِّعه والراحه بطِرنا ولم نصبر‏.‏

وفي حديث علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم <أنه نهى عن بيع المُضْطَرِّ> هذا يكون من وجهين‏:‏ أحدُهما أن يُضطَر إلى العقد من طريق الإكرَاه عليه، وهذا بيع فاسدٌ لا ينعقد، والثاني أن يُضطر إلى البيع لِدَين رَكِبَه أو مؤونه تَرهَقُهُ فيبيع ما في يده بالوكس للضَّرورة، وهذا سبيله في حقِّ الدين والمروءة أن لا يُبايَع على هذا الوجه ولكن يُعان ويُقرض إلى الميسرة، أو تُشترى سلعته بقيمتها، فإن عُقِد البيع مع الضَّرورة على هذا الوجه صحَّ ولم يُفسَخ مع كراهة أهل العلم له‏.‏ ومعنى البيع ها هنا الشراء أو المُبايَعَه، أو قبول البيع‏.‏ والمُضطَر‏:‏ مفتعل من الضر، وأصلُه مُضْتَرِرٌ، فأُدْغِمَت الراءُ وقُلِبَت التَّاء طاءً لأجْل الضاَّد‏.‏

ومنه حديث ابن عمر <لا تَبْتَعْ من مُضْطّرٍ شيئاً> حَمله أبو عُبيد على المُكْرَه على البَيع، وأنكر حَمْلَه على المُحتَاج‏.‏

وفي حديث سَمُرة <يَجْزِي من الضَّارُورة صَبُوح أو غَبُوق> الضَّارُورةُ‏:‏ لُغة في الضَّرورة‏.‏ أي إنما يَحِل للمُضْطرِّ من المَيتَة أنْ يأكُلَ منها ما يسُدُّ الرَّمَق غَدَاء أو عَشاء، وليس له أن يَجْمَع بَيْنهما‏.‏

وفي حديث عمرو بن مُرَّة <عند اعْتِكارِ الضّرائرِ> الضَّرائرُ‏:‏ الأمورُ المُخْتَلفة، كَضرائِر النِّساء لاَ يَتَّفِقْن، وَاحداتُها ضَرَّة‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث أمّ مَعْبَد

له بصريحٍ ضَرَّةُ الشَّاةِ مُزْبِدِ*

الضَّرة‏:‏ أصْل الضَّرْع‏.‏

‏{‏ضرس‏}‏ * فيه <أنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم اشْتَرى من رجل فَرَساً كان اسمُه الضَّرِسَ، فسماه السَّكْبَ، وأوّل ما غَزَا عليه أحُداً> الضَّرِس‏:‏ الصَّعْب السيء الخُلُق‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه قال في الزُّبير‏:‏ <هو ضَبِسٌ ضَرِسُ> يقال رجُل ضَرِسٌ وضَرِيسٌ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث في صفة عليٍّ <فإذا فُزِع فُزِعَ إلى ضَرِسٍ حَدِيد> أي صَعْب العَرِيكة قَوِيٍّ‏.‏ ومَن رَواه بكَسْر الضَّاد وسُكُون الراء فهو أحَدُ الضُّروس، وهي كالآكام الخَشِنَة‏:‏ أي إلى جَبَل من حديد‏.‏ ومعنى

قوله <إذا فُزِع>‏:‏ أي فُزِع إليه والتُجِئَ، فحذِف الجَارُّ واسْتَتَر الضَّمير‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديثه الآخَر <كان ما نَشاء من ضِرْسٍ قاطع> أي ماض في الأمُور نافذ العَزيمة‏.‏ يقال فُلان ضرْس من الأضْرَاس‏:‏ أي دَاهية، وهو في الأصْل أحَدُ الأسْنان، فاسْتعارَه لذلك‏.‏

ومنه حديث الآخر <لا يَعَضُّ في العِلْم بِضرْسٍ قاطِع> أي لم يُتْقِنه ولم يُحْكم الأُمُور‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن عباس <أنه كَرِه الضَّرْس> هو صَمْتُ يومٍ إلى اللَّيل‏.‏ وأصلُه العَضُّ ‏[‏الشديد‏]‏ ‏(‏من الهروي، والقاموس ‏(‏صرس‏)‏ ‏)‏ بالأضْرَاس‏.‏ أخرجَه الهرَوي عن ابن عباس، والزمخشري عن أبي هريرة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث وهب <أن ولَدَ زناً في بني إسرائيل قَرَّب قُرْبَاناً فلم يُقْبَل، فقال: يَا ربّ يأكُل أبَوَاي الحَمْضَ وأضْرَسُ أنا! أنتَ أكرمُ من ذلك. فقبل قُرْبَانَه> الحَمْضُ‏:‏ من مَرَاعي الإبل إذا رَعَته ضَرِست أسْنَانُها‏.‏ والضَّرَس - بالتحريك -‏:‏ ما يَعْرِضُ للأسْنَان من أكْل الشَّيء الحامِض‏.‏ المَعنى‏:‏ يُذْنب أبَوايَ وأُؤاخَذُ أنا بذَنْبهما‏.‏

‏{‏ضرط‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <إذا نَادَى المُنَادِي بالصَّلاة أدْبَر الشيطانُ وله ضُرَاط>‏.‏ وفي رواية <وله ضَرِيط> يقال ضُرَاط وضَرِيط، كنهاق ونَهيِق‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث علي <أنه دَخَل بيتَ المال فأضْرَط به> أي اسْتَخَفَّ به‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الآخر <أنه سئل عن شيء فأضْرَط به> أي اسْتخَفَ َّبه وأنكَر قولهَ‏.‏ وهو من قولهم‏:‏ تكلَّم فُلان فأضْرَط به فُلان، وهو أن يَجْمَع شَفَتيه ويُخْرج من بينهما صَوتاً يُشْبه الضَّرْطة؛ على سَبِيل الاْسِتْخفاف والاسْتِهْزاء‏.‏

‏{‏ضرع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه قال لِوَلَدَيْ جَعْفَر رضي اللّه عنه: ما لِي أرَاهُما ضارِعَين؟ فقالوا: إنَّ العينَ تُسْرِع إليهما> الضَّارعُ‏:‏ النَّحيف الضَّاوي الجْسم‏.‏ يقال ضَرِع يَضْرَع فهو ضارِع وضَرَعٌ، بالتَّحريك‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث قَيْس بن عاصم <إني لأُفقرُ البَكْرَ الضَّرَعَ والنَّابَ المُدْبِرَ> أي أعيرُهما للركُوب، يَعْني الجملَ الضعيفَ والناقةَ الهَرِمةَ‏.‏

ومنه حديث المِقْداد <وإذا فِيهما فَرَسٌ آدَمُ (في ا: <أَذَمُّ> والمثبت في الأصل واللسان‏)‏ ومُهْرٌ ضَرَعٌ>‏.‏

وحديث عمرو بن العاص <لستَ بُالضَّرَع>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه قول الحجَّاج لمسْلم بن قُتيَبة <ما لي أرَاك ضَارِع الجِسْم> ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عَدِيّ <قال له: لا يَخْتَلِجَنّ في صَدْرك شيء ضارَعْتَ فيه النّصْرانيَّة> المُضَارعةُ‏:‏ المُشَابهةُ والمُقَاربةُ، وذلك أنه سأله عن طَعَام النَّصارى، فكأنه أراد‏:‏ لا يَتَحرّكنّ في قَلْبك شك أن ما شابَهْتَ فيه النَّصارى حَرَام أو خبيثٌ أو مكْروه‏.‏ وذكره الهروي في باب الحاء مع اللام ‏(‏وأخرج من حديث عليّ‏)‏، ثم قال‏:‏ يَعْني أنه نَظيف‏.‏ وسياقُ الحديث لا يُناسب هذا التَّفْسير‏.‏

ومنه حديث مَعْمَر بن عبد اللّه <إني أخافُ أن تُضَارعَ> أي أخافُ أن يُشْبِه فِعلُك الرِّياء ‏(‏في ا‏:‏ <الرِّبا>‏.‏ والمثبت من الأصل واللسان‏)‏‏.‏

ومنه حديث معاوية <لسْتُ بِنُكَحَة طُلَقَة، ولا بِسُبَبَة ضُرَعَة> أي لسْت بِشَتَّامٍ للرِّجالِ المُشَابه لهم والمُسَاوي‏.‏

وفي حديث الاستسقاء <خَرَجَ مُبْتَذلا مُتَضرِّعا> التَّضرُّع‏:‏ التذلُّلّ والمُبالَغة في السُّؤال والرَّغْبة‏.‏ يقال ضَرِع يَضْرَع بالكسر والفتح، وتضرَّع إذا خَضَع وذَلَّ‏.‏

ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <فقَد ضرَع الكبيرُ ورَقَّ الصَّغير>‏.‏

ومنه حديث علي رضي اللّه عنه <أضْرَع اللّهُ خُدُودكم>أي أذَلَّها‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث سَلْمان رضي اللّه عنه <قد ضَرِع به> أي غَلَبه، كذا فسَّره الهروي، وقال ‏(‏حكاية عن ابن شمَيل‏)‏ يقال‏:‏ لفُلان فَرَس قد ضرَع به‏:‏ أي غَلَبه‏.‏

وفي حديث أهل النار <فَيُغَاثُون بطَعَام من ضَريع> هو نَبت بالحجاز لَه شَوكٌ كِبَار، ويقال له الشِّبْرَق‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏ضرغم‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث قُسٍّ <والأسَدُ الضِّرغامُ>‏:‏ هو الضَّارِي الشديدُ المِقْدَام من الأسُود‏.‏

‏{‏ضرك‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في قصة ذي الرُّمَّة ورُؤْبة <عالةٍ ضَرائِك> الضِّرائِك‏:‏ جمع ضَريك، وهو الفقيرُ السَّيِّءُ الحالِ‏.‏ وقيل الهَزِيلُ‏.‏

‏{‏ضرم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أبي بكر رضي اللّه عنه <قال قيسُ بنُ أبي حازم: كان يخرُج إليْنا وكأنَّ لِحْيَتَه ضِرَامُ عَرْفَجٍ> الضِّرامُ‏:‏ لهبُ النَّار، شُبِّهت به لأنه كان يخَضِبُها بالحِنَّاء‏.‏

ومنه حديث علي <واللّه لَوَدَّ مُعاويةُ أنه ما بَقِيَ من بَنِي هاشمٍ نافخُ ضَرَمة> الضَّرَمةُ بالتَّحريك‏:‏ النارُ‏.‏ وهذا يقال عندَ المُبَالغة في الهَلاَك، لأن الكبيرَ والصغيرَ يَنْفُخَان النارَ‏.‏ وأضْرم النارَ إذا أوقَدَها‏.‏

ومنه حديث الأُخْدُود <فأمرَ بالأخَادِيد وأضْرَم فيها النِّيرانَ>‏.‏

‏{‏ضرا‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنَّ قيساً ضِرَاءُ اللّه> هو بالكسر جمع ضِرُو، وهو السِّباع ما ضَرِيَ بالصَّيد ولَهجَ به‏:‏ أي أنَّهم شُجْعَان، تشبيهاً بالسِّباع الضَّارِية في شَجَاعَتِها‏.‏ يقال ضَرِيَ بالشيء يَضْرَي ضَرًي وضَرَاوَةً ‏(‏زاد الهروي‏:‏ <وضَراءً> ‏)‏ فهو ضارٍ، إذا اعْتَاده‏.‏

ومنه الحديث <إن للإسلام ضَرَاوةً> أي عَادةً ولَهجاً به لا يُصْبَر عنه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <إنَّ لِلَّحم ضَرَاوَةً كضَرَاوةِ الخَمْرِ> أي أنَّ له عادةً يَنْزَعُ إليها كَعاَدة الخَمْرِ‏.‏ وقال الأْزَهري‏:‏ أرادَ أنَّ له عادةً طَلاَبةً لأكله، كعادةِ الَخْمر مع شَارِبها، ومَن اعْتَادَ الخمر وشَرِبَها أسْرَف في النَّفَقة ولم يَتْركْهَا، وكذلك من اعْتَاد اللَّحم لم يكَد يصْبر عنه، فدخَل في دَأْب المُسْرف في نَفَقته‏.‏

ومنه الحديث <من اقْتَنى كَلْبا إلاَّ كَلْبَ ماشِيَةٍ أو ضَارٍ> أي كَلْبا مُعوَّدا بالصَّيد‏.‏ يقال ضَرِىَ الكَلْب وأضْرَاه صَاحِبُه‏:‏ أي عَوّده وأغْراه به، ويُجْمع على ضَوارٍ‏.‏ والموَاشِي الضَّارِيةُ‏:‏ المُعْتادةُ لرَعْي زُرُوع الناس‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث علي <أنه نهىَ عن الشُّرب في الإَناِء الضَّارِي، هو الذي ضُرِّي بالخمرِ وعُوّد بها (في ا: <وعُوِّدها>‏.‏ وأثبتنا ما في الأصل واللسان‏)‏، فإذا جُعِل فيه العَصِير صارَ مُسْكِرا‏.‏ وقال ثَعْلَب‏:‏ الإنَاءُ الضَّاري ها هنا هو السَّائل‏:‏ أي أنه يُنَغِّص الشُّرْبَ على شاربه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أبي بكر رضي اللّه عنه <أنه أكَلَ من رجُل به ضِرْوٌ مِنْ جُذَامٍ> يُرْوى بالكسر والفَتْح، فالكسرُ يريد أنه دَاءٌ قد ضَرِيَ به لا يُفَارِقُه، والفتحُ من ضَرَا الجُرْحُ يَضْرُو ضَرْواً إذا لم ينْقَطِع سَيَلانه‏:‏ أي به قُرْحة ذاتُ ضَرْوٍ‏.‏

وفي حديث علي <يَمشون الخَفَاء ويَدِبُّونَ الضَّرَاء> هو بالفتح وتخفيف الرَّاء والمدِّ‏:‏ الشجرُ المُلْتَفُّ، يُريد به المكْرَ والخَديعة‏.‏ وقد تقدَّم مثله في أوّل الباب، وإن كان هذا موضِعَه‏.‏

وفي حديث عثمان رضي اللّه عنه <كان الحِمَى - حِمَى ضَرِيَّةَ - على عَهْدِه سِتَّةَ أميالٍ> ضَرِيَّةُ‏:‏ امرأةٌ سُمِّي بها الموضعُ، وهو بأرْض نَجْدٍ‏.‏