فصل: باب الباء مع الصاد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **


 باب الباء مع الزاي

‏{‏بزخ‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث عمر <أنه دعا بفَرسَين هَجِين وعَرَبيّ إلى الشرب، فتطاول، العتيق فشرب بطُول عُنقه، وتَبازَخ الهَجِين> التَّبازُخ‏:‏ أن يَثْنِي حافره إلى باطنه لقِصَر عُنقه‏.‏ وتَبَازَخ فلان عن الأمر أي تقاعس‏.‏

وفيه ذكر وفد <بُزاخة> هي بضم الباء وتخفيف الزاي‏:‏ موضع كانت وقعة للمسلمين في خلافة أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه‏.‏

‏{‏بزر‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث علي يوم الجمل <ما شبَّهت وقع السيوف على الْهام بَوَقع البَيازر على المَواجن> البيازر‏:‏ العِصي واحدتها بَيْزَرَة، وبَيزارة‏.‏ يقال‏:‏ بزَرَه بالعصا إذا ضربه بها‏.‏ والموَاجن‏:‏ جمع مِجينَة وهي الخشبة التي يدُّق بها القَصَّار الثوب‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث أبي هريرة <لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما يَنْتَعِلون الشَّعَر وَهُم البَازِر> قيل بَازر نَاحية قريبة من كِرْمان بها جبال، وفي بعض الروايات‏:‏ هم الأكراد، فإن كان من هذا فكأنه أراد أهل البَازِر، ويكون سُمُّوا باسم بلادهم‏.‏ هكذا أخرجه أبو موسى في حرف الباء والزاي من كتابه وشَرحه‏.‏ والذي روَيناه في كتاب البخاري عن أبي هريرة‏:‏ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول <بين يَدَي الساعة تقاتِلون قوما نِعالهم الشّعَر وهو البازر> وقال سفيان مرَّة‏:‏ وهم أهل البارز، ويعني بأهل البارز أهل فارس كذا هو بِلُغَتهم‏.‏ وهكذا جاء لفظ الحديث كأنه أبدل السين زايا فيكون من باب الباء والراء لا من باب الباء والزاي‏.‏ واللّه أعلم‏.‏ وقد اختُلف في فتح الراء وكسرها‏.‏ وكذلك اختُلف مع تقديم الزَّاي‏.‏‏{‏بزز‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث ابي عبيدة <إنه ستكون نُبُوّة ورحمة، ثم كذا وكذا، ثم تكون بِزِّيزَى وأخْذ أموالٍ بغير حَق> البِزِّيزَى - بكسر الباء وتشديد الزاي الأولى والفصْر -‏:‏ السَّلب والتغلُّب‏.‏ من بَزَّ ثيابه وابْتَزّه إذا سَلَبه إيَّاها ‏(‏ومنه المثل‏:‏ <من عزّ بزّ> أي من غلب سلب‏)‏‏.‏ ورواه بعضهم بَزْبَزِيًّا، قال الهروي‏:‏ عرَضته على الأزهري فقال هذا لا شيء‏.‏ وقال الخطّابي‏:‏ إن كام محفوظا فهو من البَزْبَزَة‏:‏ الإسْراع في السَّير، يريد به عَسْف الوُلاة وإسْرَاعهم إلى الظُّلم‏.‏

‏(‏س‏)‏ فمن الأوّل الحديث <فَيَبْتَزُّ ثيابي ومَتاعي> أي يُجَرّدني منها ويغلِبُني عليها‏.‏ومن الثاني الحديث الآخر <من أخرج صدقتَه (في الأصل واللسان: ضيفه. والمثبت من ا) فلم يَجد إلاَّ بَزْبَزِيًّا فيردّها> هكذا جاء في مسند أحمد بن حنبل‏.‏

وفي حديث عمر <لمَّا دَنا من الشام ولقيه الناس قال لأسْلم: إنهم لم يَرَوْا صاحبك بِزّةَ قوم غَضب اللّه عليهم> البِزَّة‏:‏ الهَيْئة، كأنه أرادَ هيئة العَجم، وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏بزع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <مررت بقصر مشيد بَزِيع، فقلت لمن هذا القصْر؟ فقيل لعمر بن الخطاب> البَزِيعُ‏:‏ الظريف من الناس، شُبّه القصر به لحُسنه وجماله، وقد تبَزَّع الغلام أي ظَرُف‏.‏ وتَبَزَّع الشَّرّ أي تفَاقَم‏.‏

‏{‏بزغ‏}‏ * فيه <حين بَزَغَت الشمس> البُزُوغ الطلوع‏.‏ يقال‏:‏ بزغت الشمس وبَزَغ القمر وغيرهما إذا طَلَعت‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <إن كان في شيءٍ شِفاء ففي بَزْغة الحجَام> البَزْغ والتَّبْزِيغ‏:‏ الشَّرْط بالمِبْزَغ وهو المِشرط‏.‏ وبَزَغَ دَمه‏:‏ أي أساله‏.‏

‏{‏بزق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أنَسٍ <أَتيْنا أهل خيبر حينَ بَزَقتِ الشمس> هكذا الرواية بالقاف، وهي بمعنى بزغت، أي طَلعت، والغين والقاف من مخرج واحد‏.‏

‏{‏بزل‏}‏ في حديث الديات <أربع وثلاثون ثَنِيَّة إلى بَازِل عَامِها كلّها خَلِفَات>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث علي بن أبي طالب‏:‏

بَازِل عامَيْن حَدِيثٌ سِنِّي*

البازل من الإبل الذي تَمَّ ثمانِيَ سنين ودخل في التاسعة، وحينئذ يطلعُ نابُه وتكمل قوّته، ثم يقال له بعد ذلك بازلُ عامٍ وبازِلُ عامَين‏.‏ يقول أنا مستجمع الشباب مُسْتَكْمل القُوّة‏.‏

وفي حديث العباس <قال يوم الفتح لأهل مكة: أسْلموا تَسْلَموا، فقد اسْتُنْبِطنْتم بأشْهَبَ بَازِل> أي رُمِيتم بأمرٍ صَعْب شديد، ضَرَبَه مثلا لشدّة الأمر الذي نزل بهم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث زيد بن ثابت <قضى في البازِلَة بثلاثة أبْعْرَة> البازِلة من الشِّجَاج التي تَبْزُل اللحم أي تَشُقُّه، وهي المُتَلاَحِمَة‏.‏

‏{‏بزا‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في قصيدة أبي طالب يُعاقب قريشاً في أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏

كذَبُتُم وبَيْتِ اللّه يُبْزَى مُحمَّدٌ ** وَلمَّا نُطَاعِنْ دُونَه ونَنَاضِلُ

يُبْزَى، أي يقهر ويُغْلَب، أراد لا يُبْزَى، فَحَذَف لا مِن جواب القَسم، وهي مُرادة، أي لا يُقْهَر ولم نقاتل عنه ونُدافع‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي عبد الرحمن بن جبير <لاَ تُبَازِ كتَبازِي المرأة> التَّبازِي أن تُحرّك العَجُزَ في المشْي، وهو من البَزَاء‏:‏ خُروجِ الصَّدر ودُخول الظهر‏.‏ وأبْزَى الرجُل إذا رفع عَجُزَه‏.‏ ومعنى الحديث فيما قيل‏:‏ لا تَنْحَنِ لكلّ أحد‏.‏

 باب الباء مع السين

{‏بسأ‏}‏ * فيه <أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال بَعد وقَعة بدْرٍ: لو كان أبو طالب حيًّا لرأى سيوفنا وقد بَسِئتْ بالمَياثِل> بَسأت بفتح السين وكسرها‏:‏ أي اعْتادت واسْتَأنَست، والمَياثل‏:‏ الأمائل، هكذا فُسر، وكأنه من المقْلوب‏.‏

‏{‏بسبس‏}‏ في حديث قُسّ <فبَيْنا أنا أجُل بَسْبَسَها> البَسْبَسُ‏:‏ البّرّ الواسع، ويُروَى سَبْسَبَها وهو بمعناه‏.‏

‏{‏بسر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الأشّجّ العَبْدي <لا تَثْجُروا ولا تَبْسُروا> البَسْر بفتح الباء خَلْط البُسْر بالتَّمر وانْتباذُهما معاً‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث في شَرْط مُشْتَري النَّخل على البائع <ليس له مِبْسَر> وهو الذي لا يَرْطُب بُسْره‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه كان إذا نَهض في سَفَره قال اللهم بك ابْتَسَرْت> أي ابتدأت بِسَفَري‏.‏ وكل شيء أخَذْته غَضًّا فقد بَسَرْته وابْتَسَرْتَه، هكذا رواه الأزهري، والمحدّثون يَروُونه بالنون والشين المعجمة أي تحركْت وسِرْت‏.‏

‏[‏ه‏]‏ * وفي حديث سعد <قال: لمّا أسْلَمتُ رَاغَمَتْني أمّي فكانت تَلْقاني مرَّة بالبِشْر ومرَّة بالبَسْر> البِشْر‏:‏ الطَّلاَقة، وبالمهملة‏:‏ القُطوب‏.‏ بَسَر وجهَه يَبْسُره‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الحسن <قال للوليد التيَّاس: لا تَبْسُر> البَسْر‏:‏ ضَرْب الفَحل الناقة قبل أن تَطْلُب‏.‏ يقول لا تَحْمل على النَّاقة والشَّاة قبل أن تَطْلُب الفحل‏.‏

وفي حديث عمْران بن حُصَين في صلاة القاعد <وكان مَبْسُورا> أي به بَواسير، وهي المَرض المعروف‏.‏

‏{‏بسس‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <يخرج قوم من المدينة إلى العراق والشام يَبُسُّن والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون> يقال بَسَسْت الناقة وأبْسَسْتها إذا سُقْتَها وزجَرْتَها وقلت لها بِسْ بِس بكسر الباء وفتحها‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث المُتْعة <ومعي بُرْدَة قد بُسَّ منها> أي نِيلَ منها وبَلِيَت‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث مجاهِد <من أسماء مكة البَاسَّة> سُمّيت بها لأنها تَحْطِم من أخْطأ فيها‏.‏ والبَسُّ‏:‏ الحَطْم، ويُروَى بالنون من النَّسّ‏:‏ الطَّرْدِ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث المغيرة <أشأم من البَسُوس> هي ناقة رماها كُلَيب بن وائل فقتَلها، وبِسبَبها كانت الحرب المشهورة بين بكر وتَغْلب، وصارت مَثلا في الشُّؤم‏.‏ والبَسُوس في الأصل‏:‏ الناقة التي لا تَدُرُّ حتى يقال لها بُسّ بس بالضم والتشديد، وهو صُوَيْت للراعي يُسَكّن به الناقة عند الحَلب‏.‏ وقد يقال ذلك لغير الإبل‏.‏

وفي حديث الحجاج <قال للنُّعمان بن زُرْعَة: أمن أهْل الرَّسّ والبَسّ أنْت> البَسّ الدَّسّ‏.‏ يقال بَسّ فلان لفلان مَنْ يَتَخَبَّر لَه خَبَره، ويأتيه به، أي دَسَّه إليه‏.‏ والبَسْبَسَة‏:‏ السّعاية بين الناس‏.‏

‏{‏بسط‏}‏ * في أسماء اللّه تعالى <الباسط> هو الذي يَبْسُط الرزق لعباده ويُوسّعه عليهم بجُوده ورحمته، ويَبْسُط الأرواح في الأجساد عند الحياة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه كتب لوفْد كَلْب كتابا فيه: في الهَمُولة الرَّاعيَة البسَاط الظُّؤَار> البِساط يُروَى بالفتح والكسر والضَّم، قال الأزهري‏:‏ هو بالكسر جمع بِسْط وهي الناقة التي تُركَتْ وولدَها لا يُمنع منها ولا تُعْطف على غيره‏.‏ وبِسْط بمعنى مَبْسوطة، كالطَّحْن والقِطْف‏:‏ أي بُسِطَتْ على أولادها‏.‏ وقال الْقُتُيْبي‏:‏ هو بالضم جمع بِسْط أيضا كَظِئْر وظُؤار، وكذلك قال الجوهري، فأمّا بالفتح فهو الأرض الواسعة، فإن صحَّت الرواية به، فيكون المعنى‏:‏ في الهَمُولة التي تَرعى الأرض الواسعة، وحينئذ تكون الطاء منصوبة على المفعول‏.‏ والظُّؤار جَمْعُ ظئر وهي التي تُرْضِع‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه في وصْف الغَيْث <فوقع بَسِيطاً مُتَدَرِكا> أي انْبَسط في الأرض واتَّسَع‏.‏ والمُتَدارِك‏:‏المُتتَابع‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <يَدُ اللّه تعالى بُسْطانُ> أي مَبْسُوطة‏.‏ قال‏:‏ الأشْبه أن تكون الباء مفتوحة حَمْلا على باقي الصفات كالرحمن والغَضْبان، فأَمَّا بالضم ففي المصادر كالغُفران والرّضوان‏.‏ وقال الزمخشري‏:‏ يَدَا اللّه بُسْطَانِ، تَثْنِيه بُسُط، مثل رَوْضة أُنُف، ثم تُخَفّف فيقال بُسْط كأذُنٍ وَأُذْنٍ، وفي قراءة عبد اللّه <بل يَدَاه بُسْطَان> جعل بَسْط اليَدِ كنايةً عن الجُود وتمثيلا، وَلاَ يَدَ ثَمّ ولا بَسْط، تعالى اللّه عن ذلك‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ ويَدٌ بِسْط أيضا، يعني بالكسر، أي مُطْلَقة، ثم قال‏:‏ وفي قراءة عبد اللّه <بل يَدَاه بِسُطان>‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عُروة <لِيَكُن وجْهُك بِسْطاً> أي مُنْبَسِطاً منطلقا‏.‏

ومنه حديث فاطمة <يَبْسُطُني ما يَبْسُطها> أي يَسُرُّني ما يَسرها‏.‏ لأن الإنسان إذا سَرّ انبسَط وجْهُه واستَبْشَر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <لا تَبْسُط ذِراعَيْك انْبِسَاط الكلب> أي لا تَفْرِشْهما على الأرض في الصلاة‏.‏ والانْبساط مصدر انْبسَط لاَ بَسط، فحمَله عليه‏.‏

‏{‏بسق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث قطْبة بن مالك <صلَّى بنَا رَسُول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى قَرأ والنَّخل باسِقات> البَسق‏:‏ المُرْتَفع في عُلُوّه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث في صفة السَّحاب <كيف تَرَوْن بَواسِقَها> أي ما استطال من فُروعها‏.‏

ومنه حديث قس <من بواسِق أُقْحُوَان>‏.‏

وحديث ابن الزبير <وارْجحنّ بعد تَبَسُّقٍ> أي ثَقُلَ ومَالَ بعد ما ارتغَع وطال‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث ابن الحنفية <كيف بَسَق أبو بكر أصحابَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي كيف ارْتَفَع ذِكْره دُونَهم‏.‏ والبُسُوق‏:‏ عُلُوّ ذِكْر الرجُل في الفضل‏.‏

وفي حديث الْحُديْبِية <فقعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على جَبَا الرَّكِيَّة فإمَّا دَعَا وإما بَسَق فيه> بسَق لغة في بَزَق وبَصَق‏.‏

‏{‏بسل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عمر <كان يقول في دعائه آمين وبَسْلاً> أي إيجاباً يَا رَبّ‏.‏ والبَسْل يكون بمعنى الحلال والحرام‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمر <مات اُسَيْد بن حُضَيْر وأُبْسِل مالُه> أي أُسْلِم بدَيْنه واستغرقه، وكان نخلا، فردّه عُمر وباع ثمره ثلاث سنين وقضَى دَيْنَه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث خيفان <قال لعثمان: أمَّا هذا الحيُّ من هَمْدَان فأبْجادٌ بُسْل> أي شُجْعان، وهو جَمْع باسِل، كَبازِل وبُزْل، سُمّي به الشجاع لامتناعه ممَّن يَقْصده‏.‏

‏{‏بسن‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث ابن عباس <نزل آدم عليه السلام من الجنة بِالبَاسِنة> قيل إنها آلات الصُّنّاع‏.‏ وقيل هي سِكّة الحرث، وليس بعربيّ مَحْض‏.‏

 

باب الباء مع الشين

‏{‏بشر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <ما من رجل له إبل وبَقر لا يؤدّي حقها إلاّ بُطح لها يوم القيامة بِقَاعٍ قَرْقَرٍ كأكثرِ ما كانت وأبْشَرِه> أي أحْسَنه، من البِشْر وهو طَلاقة الوجه وبشاشَتُه‏.‏ ويروى <وآشَره> من النشاط والبَطر، وقد تقدم‏.‏

وفي حديث توبة كعب <فأعطيته ثوبي بَشارة> البُشارة بالضم‏:‏ ما يُعطَى البشير‏.‏ كالعُمالة للعامل، وبالكسر الاسم، لأنهَا تُظْهر طلاقة الإنسان وفَرحَه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عبد اللّه <من أحبّ القرآن فَلْيَبْشَر> أي فليَفْرَح ولْيُسَرّ، أراد أن محبة القرآن دليل على محض الإيمان‏.‏ مِن بَشَر يَبْشَر بالفتح، ومن رواه بالضم فهو من بَشَرْت الأديم أبشُرُه إذا أخذتَ باطنه بالشَّفْرة، فيكون معناه فليَضَمّر نفسه للقرآن، فإن الاستكثار من الطعام يُنْسبه إياه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عبد اللّه بن عمرو <أُمرْنا أن نَبْشُر الشوارب بشْراً> أي نُحفيها حتى تبين بشَرَتُها، وهي ظاهر الجلد، ويجمع على أبشار‏.‏

ومنه الحديث <لم أبْعَث عُمَّالي لِيَضْربوا أبشَاركم>‏.‏

ومنه الحديث <أنه كان يَقبِّل ويُباشر وهو صائم> أراد بالمُباشَرة الملامَسَة‏.‏ وأصله من لَمْسِ بَشَرَةِ الرجُل بَشرةَ المرأة‏.‏ وقد تكرر ذكرها في الحديث‏.‏ وقد تَرِدُ بمعنى الوطء في الفَرْج وخارجا منه‏.‏

ومنه حديث نجية <ابْنَتُكَ المُؤدَمَةُ المُبْشَرة> يصِف حُسْن بَشرتِها وشدّتَها‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الحجاج <كيف كان المطر وتبْشِيره> أي مَبْدَؤه وأوّله‏.‏ ومنه‏:‏ تباشير الصُّبح‏:‏ أوائله‏.‏

‏{‏بشش‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <لا يُوَطِّن الرجلُ المساجدَ للصلاة إلاَّ تَبَشْبَشَ اللّه به كما يَتَبَشْبَش أهل البيت بغائبهم> البَشُّ‏:‏ فرح الصدِّيق بالصديق، واللطفُ في المسألة والإقبال عليه، وقد بَشِشْتُ به أبَشُّ‏.‏ وهذا مَثل لِتلَقِّيه إياه ببرّه وتقريبه وإكرامه‏.‏

ومنه حديث علي <إذا اجتمع المسلمان فتذاكرا غفر اللّه لأبَشِّهما بصاحبه>‏.‏

ومنه حديث قيصر<وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشةَ القلوب> بَشاشة اللقاء‏:‏ الفَرحُ بالمرء والانبساط إليه والأُنْس به‏.‏

‏{‏بشع‏}‏ * فيه <كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأكل البَشِع> أي الخَشِن الكريه الطَّعم، يريد أنه لم يكن يَذُمّ طعاما‏.‏

ومنه الحديث <فوُضِعَت بين يدي القوم وهي بَشِعة في الحلق>‏.‏

‏{‏بشق‏}‏ * في حديث الاستسقاء <بَشَقَ المسافرُ ومُنِع الطريقُ> قال البخاري‏:‏ أي انسَدّ وقال ابن دريد‏:‏ بشق‏:‏ أسرع، مثل بَشَك‏.‏ وقيل معناه تأخر‏.‏ وقيل حُبِسَ‏.‏ وقيلَ مَلَّ‏.‏ وقيل ضعُف‏.‏ وقال الخطّابيّ‏:‏ بَشَق ليس بشيء وإنما هو لَثِق من اللَّثَق‏:‏ الوحل، وكذا هو في رواية عائشة، قالت‏:‏ فلما رأى لَثَق الثياب على الناس‏.‏ وفي رواية أخرى لأنس أن رجلا قال لما كثر المطر‏:‏ يا رسول اللّه إنه لَثِق المالُ‏.‏ قال ويحتمل أن يكون مَشَق، أي صار مَزِلَّة وزَلَقا، والميم والباء يتقاربان‏.‏ وقال غيره‏:‏ إنما هو بالباء من بَشَقْتُ الثوبَ وبَشَكْتُه إذا قطعْتَه في خِفَّة، أي قُطِع بالمسافر‏.‏ وجائز أن يكون بالنون، من قولهم نَشِق الظَّبْي في الحِبالة إذا عَلِق فيها‏.‏ ورجل نَشِقٌ‏:‏ إذا كان ممن يدخل في أمور لا يكاد يخلُص منها‏.‏

‏{‏بشك‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أبي هريرة <أن مروان كساه مِطْرف خّزٍّ فكان يَثْنِيه عليه أثْنَاء من سَعته، فانْشَقَّ، فبَشَكَه بَشْكاً> أي خاطه‏.‏ البَشْك‏:‏ الخياطة المسْتَعْجِلة المتباعدة‏.‏

‏{‏بشم‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث سَمُرة بن جُنْدب <وقيل له إنَّ ابْنَك لم ينم البَارِحة بَشَماً، قال: لو مات ما صَلَّيْتُ عليه> البَشَم‏:‏ التُّخَمة عن الدَّسَم‏.‏ ورجل بَشِمٌ بالكسر‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الحسن <وأنت تَتَجَشَّأ من الشِّبَع بَشَماً>‏.‏

وفي حديث عبادة <خير مال المسلم شاءٌ تأكل من ورق القَتادِ والبَشَام> البَشام‏:‏ شجر طيّب الرِّيح يُستاك به، واحِدَتُها بَشَامة‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عمرو بن دينار <لا بأس بِنَزْع السِّواك من البَشَامة>‏.‏

ومنه حديث عُتبة بن غَزْوان <ما لنا طعامٌ إلاَّ وَرَق البَشَام>‏.‏

 

باب الباء مع الصاد

‏{‏بصبص‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث دَانِيال عليه السلام <حين أُلْقِي في الجُبِّ وألْقِيَ عليه السِّباع فَجَعلن يَلْحَسنَهُ وَيُبَصْبِصْنَ عليه> يقال بَصْبَص الكلبُ بِذَنَبه إذا حرَّكه، وإنما يَفْعل ذلك من طَمع أو خَوف‏.‏

‏{‏بصر‏}‏ * في أسماء اللّه تعالى <البصير> هو الذي يشاهد الأشياء كلَّها ظاهرَها وخافيها بغير جارحة‏.‏ والبصر في حَقّه عبارة عن الصِّفة التي ينكشف بها نُعوت المبْصَرَات‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه <فأمر به فبَصِّر رأسه> أي قُطِع‏.‏ يقال بَصَّرَه بِسَيفه إذا قطعه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أم معبد <فأرسلتُ إليه شاة فرأى فيها بُصْرة من لبن> تُريد أثرا قليلا يُبْصِره الناظر إليه‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه الحديث <كان يصلي بنا صلاة البَصَر، حتى لو أن إنسانا رمى بِنَبْلة أبْصَرها> قيل هي صلاة المغرب، وقيل هي صلاة الفجر لأنهما يؤدَّيان وقد اختلط الظلام بالضياء‏.‏ والبَصَر ها هنا بمعنى الإبصار، يقال بصُرَ به بَصَرا‏.‏

ومنه الحديث <بصُر عيني وسمع أذُني> وقد تكرر هذا اللفظ في الحديث، واختُلِف في ضبطه، فرُوي بصُر وسَمِع، وبصَّر وسَمَّع، وبصَرٌ وسَمْعٌ، على أنهما اسمان‏.‏

وفي حديث الخوارج <وينظر في النَّصْل فلا يرى بصيرة> أي شيئاً من الدَّمِ يَسْتَدِلُّ به على الرَّمِيًّة ويَسْتَبينها به‏.‏

وفي حديث عثمان <ولتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرة> أي على معرفةٍ من أمركم ويقين‏.‏

ومنه حديث أم سلمة <أليس الطريق يجمع التاجر وابنَ السبيل والمسْتَبْصِرَ والمجْبُور> أي المسْتبِين للشيء، يعني أنهم كانوا على بَصِيرةٍ من ضلالَتِهم، أرادت أن تلك الرُّفقة قد جمعت الأخيار والأشرار‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن مسعود <بَصْرُ كلّ سماءٍ مَسيرةُ خمسمائة عامٍ> أي سَمكها وغِلَظُها، وهو بضم الباء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <بُصْرُ جلد الكافر في النار أربعين ذراعا>‏.‏

‏{‏بصص‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث كعب <تُمسَك النار يوم القيامة حتى تَبِصَّ كأنَّها مَتْن إهالة> أي تَبْرُق ويَتَلألأ ضَوؤُها‏.‏

 

باب الباء مع الضاد

‏{‏بضض‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث طهفة <ماتبِضُّ بِبِلال> أي ما يَقْطُر منها لبن‏.‏ يقال بَضَّ الماء إذا قطر وَسال‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث تبوك <والعين تَبِضُّ بشيء من ماء>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث خزيمة <بَضَّت الحَلَمةُ> أي درّت الضَّرع باللبن‏.‏

ومنه الحديث <أنه سقط من الفرس فإذا هو جالس وعُرْض وجْهه يَبِضُّ ماءً أصفر>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وحديث النخعي <الشيطان يجري في الإحليل ويَبِضَّ في الدَّبُر> أي يدِب فيه فيخيَّل أنه بلَل أو ريح‏.‏

وفي حديث علي <هل يَنْتظر أهلُ بَضَاضة الشباب إلا كذا> البَضَاضة‏:‏ رقَّة اللَّون وصفاؤه الذي يؤثّر فيه أدنى شيء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه <قدِم عمرو على معاوية وهو أبضُّ الناس> أي أرقُّهُم لوناً وأحْسَنُهم بَشَرَةً‏.‏

ومنه حديث رُقَيقة <ألا فانظروا فيكم رجُلا أبْيَضَ بَضًّا>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه قول الحسن <تَلْقى أحَدَهم أبْيَضَ بضًّا>‏.‏

‏{‏بضع‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <تُسْتَأمَرُ النساء في أبْضَاعِهِنَّ> يقال أبْضَعْتُ المرأة إبْضِاعا إذا زوّجْتَها‏.‏

والاسْتِبْضَاع‏:‏ نوع من نكاح الجاهليَّة، وهو استفعال من البُضْع‏:‏ الجماع‏.‏ وذلك أن تطلب المرأة جماع الرجُل لتنالَ منه الولد فقط‏.‏ كان الرجل منهم يقول لأمته وامرأته‏:‏ أرْسِلي إلى فلان فاسْتَبْضِعي منه، ويَعْتَزِلُها فلا يَمسُّها حتى يَتَبَيَّن حملُها من ذلك الرجُل‏.‏ وإنما يُفْعل ذلك رغبةً في نجَابة الوَلد‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <أن عبد اللّه أبا النبي صلى اللّه عليه وسلم مرَّ بامرأة فدَعَتْه إلى أن يَسْتَبْضِع منها>‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث عائشة رضي اللّه عنها <وله حَصَّنني ربي من كل بُضْع> أي من كل نكاح، والهاء في له أي للنبي صلى اللّه عليه وسلم، وكان تزوّجها بكرا من بين نسائه‏.‏ والبُضْعُ يطْلق على عقد النكاح والجماع مَعاً، وعلى الفَرْج‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه الحديث <أنه أمَر بِلاَلاً فقال: ألا مَن أصاب حُبْلَى فلا يَقْرَبَنَّها فإن البُضْع يَزيد في السَّمع والبَصر> أي الجماع‏.‏

ومنه الحديث <وبُضْعُهُ أهلَه صَدَقةٌ> أي مُباشَرتُه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي ذر <وبَضيعَتُه أهلَه صَدَقةٌ>‏.‏

ومنه الحديث <عَتَق بُضْعُكِ فاختاري> أي صار فَرْجُك بالعِتْق حُراً فاختاري الثبات على زَوْجِك أو مُفَارَقَته‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث خديجة <لمَّا تزوّجها النبي صلى اللّه عليه وسلم دخل عليها عَمْرو بن أسد، فلما رآه قال: هذا البُضْع الذي لا يُقْرَع أنفُه> يريد هذا الْكُفء الذي لا يُرَدّ نكاحُه، وأصله في الإبل أن الفحل الهَجين إذا أراد أن يَضْرب كرائم الإبل قَرعُوا أنْفَه بِعَصاً أو غيرها ليرْتَدَّ عنها ويَتْرُكَها‏.‏

وفي الحديث <فاطمةُ بَضْعَةٌ منّي> البَضْعة بالفتح‏:‏ القطعة من اللحم، وقد تكسر، أي أنها جزء منّي، كما أن القطعة من اللحم جزء من اللحم‏.‏

ومنه الحديث <صلاة الجماعة تَفْضُل صلاة الواحد بِبِضْع وعشرين درجة> البِضْع في العدد بالكسر، وقد يُفْتح، ما بين الثلاث إلى التّسْع‏.‏ وقيل ما بين الواحد إلى العشرة، لأنه قطعة من العَدد‏.‏

وقال الجوهري‏:‏ تقول بِضْع سِنين، وبضْعَةَ عشَرَ رجُلا، فإذا جاوزْت لفظ العَشْر لا تقول بِضع وعشرون‏.‏ وهذا يخالف ما جاء في الحديث‏.‏

وفي حديث الشِّجَاج ذِكْر <الباضعة> وهي الَّتي تأخذ في اللحم، أي تَشُقُّه وتَقْطعه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <أنه ضرب رجُلا ثلاثين سوطا كلّها تَبْضَع وتَحْدِر> أي تشق الجلد وتقْطَعه وتُجْري الدم‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <المدينة كالكِير تَنْفي خَبَثها وتُبْضِع طِيبَها> كذا ذكره الزمخشري‏.‏ وقال‏:‏ هو من أبْضَعتُه بضاعة إذا دفعْتَها إليه، يعني أن المدينة تُعطي طيبَها ساكنَها‏.‏ والمشهور بالنون والصاد المهملة‏.‏ وقد رُوي بالضاد والخاء المجتمعتين، وبالحاء المهملة من النضْح والنضخ، وهو رَشُّ الماء‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه سئل عن بئر بُضَاعة> هي بئر معروفة بالمدينة، والمحفوظ ضم الباء، وأجاز بعضهم كسْرها، وحكى بعضهم بالصاد المهملة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه ذكر <أبْضَعَة> هو مَلِك كنْدة، بوزن أرْنبة، وقيل هو بالصاد المهملة‏.‏

 

باب الباء مع الطاء

‏{‏بطأ‏}‏ * فيه <من أبَطَّأ به عمُله لم يَنْفعْه نسُبه> أي من أخَّره عمله السَّيّء وتفريطُه في العمل الصالح لم ينفعه في الآخرة شَرَفُ النَّسَب‏.‏ يقال بَطَّأ به وأبْطَأ به بمعنًى‏.‏

‏{‏بطح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الزكاة <بُطِح لها بِقَاعٍ قَرْقَرٍ> أي أُلْقِي صاحبها على وجهه لتَطأه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن الزبير <وبَنَى البيت فأهَاب بالناس إلى بطْحه> أي تسْويته‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <أنه أوّل من بَطَح المسجد وقال: ابطَحوه (في الأصل: وقال أبطحه. والمثبت من ا واللسان والهروي) من الوادي المبارك> أي ألقى فيه البَطْحاء، وهو الحَصى الصغار‏.‏ وبَطْحاء الْوَادي وأبْطَحُه‏:‏ حصاه اللَّيّن في بطْن المَسيل‏.‏

ومنه الحديث <أنه صلى بالأبْطح> يعني أبطح مكة، وهو مَسِيل وَادِيها، ويُجمع على البِطَاح، والأباطِح‏.‏ ومنه قيل قريش البِطاح، هم الذين ينزلون أباطِح مكة وبَطْحاءها، وقد تكررت في الحديث‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <كانت كِمام أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بُطْحاً> أي لازقةً بالرأس غير ذاهبة في الهواء‏.‏ الكِمام جمع كُمَّة وهي القَلَنْسُوة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الصَّداق <لو كنتم تَعْرِفون من بَطْحانَ ما زدْتم> بَطحان بفتح الباء اسم وادِي المدينة‏.‏ والبَطْحانِيُّون منْسُوبون إليه، وأكثرهم يَضمون الباء ولعله الأصح‏.‏

وفيه ذكر <بُطَاح> هو بضم الباء وتخفيف الطاء‏:‏ ماء في ديار أسَدٍ، وبه كانت وقعة أهل الرّدّة‏.‏

‏{‏بطر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <لا يَنْظُر اللّه يوم القيامة إلَى مَنْ جرّ إزارَه بَطَراً> البَطر‏:‏ الطُّغْيان عند النّعْمة وطُولِ الْغِنَى‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <الكِبْر بَطَر الحقّ> هو أن يجْعل ما جعله اللّه حقًّا من تَوْحِيده وعبادته باطلا‏.‏ وقيل هو أن يتَجبَّر عند الحقّ فلا يراه حَقًّا‏.‏ وقيل هو أن يتكبَّر عن الحق فلا يقبلُه‏.‏

‏{‏بطرق‏}‏ * في حديث هرقل <فدَخَلْنا عليه وعنده بَطارِقَتُه من الرُّوم> هي جمع بِطْرِيق، وهو الحاذِق بالحرْب وأمُورها بلُغة الرُّوم‏.‏ وهو ذُو مَنْصِب وتَقَدُّم عندهم‏.‏

‏{‏بطش‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <فإذا موسى باطشٌ بجانب العَرْش> أي مُتَعلّق به بقُوَّة‏.‏ والبَطْش‏:‏ الأخْذُ القَوِيُّ الشديد‏.‏

‏{‏بطط‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <أنه دخل على رجل به ورَم فما برِحَ به حَتى بُطَّ> البَطُّ‏:‏ شَقُّ الدُّمَّل والخُرَاجِ ونَحْوِهما‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمر بن عبد العزيز <أنه أتَى بَطَّة فيها زيْت فصَبَّه في السراج> البَطَّة‏:‏ الدَّبَّةُ بِلُغة أهل مكة، لأنها تُعْمل على شكْل البَطَّة من الحيوان‏.‏

‏{‏بطق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <يُؤتَى برجُل يوم القيامة وتُخْرَج له بِطَاقةٌ فيها شهادة أن لا إله إلا اللّه> البِطَاقة‏:‏ رُقْعة صغيرة يُثْبَت فيها مِقْدارُ ما يُجْعَل فيه إن كان عَيْناً فَوزنُهُ أو عَددُهُ، وإن كان متَاعا فَثَمنُه‏.‏ قيل سُمّيت بذلك لأنَّها تُشَدُّ بِطَاقةٍ من الثَّوب، فتكون الباء حينئذ زائدة‏.‏ وهي كلمة كثيرة الاستعمال بمصر‏.‏

ومنه حديث ابن عباس <قال لامرأة سألتْه عن مسئلة: اكْتُبِيها في بِطَاقة> أي رُقْعة صغيرة‏.‏ ويروى بالنون وهو غريب‏.‏

‏{‏بطل‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <ولا تَسْتَطِيعُه البَطَلَةُ> قيل هم السَّحَرة‏.‏ يقال أبْطَل إذا جاء بالباطل‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الأسْود بن سَرِيع <كنت أُنْشِدُ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم، فلما دخل عُمر قال: اسْكُت إِن عُمر لا يُحب البَاطِل> أرادَ بالباطل صناعة الشّعر واتّخاذَه كسْباً بالمدْح والذَّمّ‏.‏ فأمّا مَا كان يُنْشده النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فما كان من ذلك، ولكنَّه خاف أن لا يَفْرِق الأسْود بَيْنه وبين سائره، فأعْلمه ذلك‏.‏

وفيه‏:‏ *شَاكي السّلاح بَطَلٌ مُجَرَّبُ*

البَطل‏:‏ الشُّجاع‏.‏ وقد بَطُل بالضم بَطَلة وبُطُلة‏.‏

‏{‏بطن‏}‏ * في أسماء اللّه تعالى <الباطن> هو المحتَجِب عن أبصار الخلائق وأوْهامهم فلا يُدْركهُ بصر ولا يحيط به وَهْمٌ‏.‏ وقيل هو العالم بما بَطَن‏.‏ يقال‏:‏ بَطَنْتُ الأمر إذا عَرَفتَ باطنه‏.‏وفيه <ما بعث اللّه من نبيّ ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بِطَانَتان> بطَنَةُ الرجل‏:‏ صاحب سرّه ودَاخلِه الذي يَشاور في أحواله‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث الاستسقاء <وجاء أهل البِطَنة يَضِجُّون> البطانة‏:‏ الخارج من المدينة‏.‏

وفي صفة القرآن <لكل آية منها ظهْرٌ وَبَطْنٌ> أراد بالظهر ما ظهَر بيانه، وبالبَطْن ما احْتِيج إلى تفسيره‏.‏

وفيه <المبْطُون شهِيدٌ> أي الذي يموت بمَرض بَطْنه كالاسْتِسْقاء ونحوه‏.‏

ومنه الحديث <أنّ امرأة ماتَتْ في بَطَن> وقيل أراد به ها هنا النَّفَاس وهو أظْهَرُ، لأن البخاري تَرْجَم عليه‏:‏ باب الصلاة على النُّفَساء‏.‏

وفيه <تَغْدُو خِمَاصاً وتَرُوح بِطَاناً> أي مُمْتلِئةَ البطون‏.‏

ومنه حديث موسى وشعيب عليهما السلام <وعَوْد غَنَمه حُفَّلاً بِطَاناً>‏.‏

ومنه حديث علي <أبِيتُ مِبْطانا وحَوْلي بُطُونٌ غَرْثُى> المِبْطان الكثير الأكل والعظيم البَطْن‏.‏

وفي صفة علي <البَطِين الأنْزَع> أي العظيم البَطْن‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عطاء <بَطَنَتْ بك الحُمَّى> أي أثَّرت في بَاطنك‏.‏ يقال بَطَنه الداء يَبْطٌنه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <رجل ارْتبطَ فرسا لِيَسْتَبْطِنَها> أي يَطْلُبَ ما في بَطْنها من النَّتَاج‏.‏‏[‏ه‏]‏ وفي حديث عمرو بن العاص <قال لمَّا مات عبد الرحمن بن عَوْف: هَنيئا لك خَرَجت من الدُّنيا بِبِطْنتِك لم يَتَغَضْغَضْ منها شيءٌ (في الأصل: لم يتغضغض منها بشيء. وما أثبتناه من ا واللسان والهروي>‏)‏ ضرب البِطنة مثلا في أمر الدّين، أي خرج من الدنيا سليما لم يَثلِم دينه شيءٌ‏.‏ وتَغَضْغض الماء‏:‏ نقَص‏.‏ وقد يكون ذمّا ولم يُرِدْ هُنا إلا المدح‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي صفة عيسى عليه السلام <فإذا رجل مُبَطَّن مِثْلُ السَّيف> المبَطَّن‏:‏ الضَّامر البطن‏.‏

وفي حديث سليمان بن صُرَد <الشَّوْط بَطين> أي بَعِيد‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث علي <كَتب على كل بطن عُقولَه> البَطْن ما دُون القبيلة وفوق الفَخِذ، أي كتب عليهم ما تَغْرَمه العاقلة من الدّيات، فبيَّن ما على كل قومٍ منها‏.‏ ويجمع على أبْطُن وبطون‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <يُنادي مُنادٍ من بُطْنان العرش> أي من وَسَطه‏.‏ وقيل من أصْله‏.‏ وقيل البُطنان جَمْع بَطْنٍ‏:‏ وهو الغامض من الأرض، يُريد من دوَاخِل العَرش‏.‏

ومنه كلام علي في الاستسقاء <تَرْوَى به القِيعَان وتَسِيل به البُطْنان>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث النَّخَعي <أنه كان يُبَطّن لحيتَه> أي يأخذ الشَّعَر من تحت الْحَنَكِ والذَّقَن‏.‏

وفي بعض الحديث <غَسل البَطِنة> أي الدُّبُر‏.‏