فصل: باب الضاد مع الميم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **


 باب الضاد مع الزاي

‏{‏ضزن‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عمر رضي اللّه عنه <بَعَث بعامِلٍ ثم عَزَله فانْصَرف إلى مَنْزله بلاَ شَيءٍ، فَقاَلت له امْرَأتُه: أين مَرَافِقُ العَمَل؟ فقال لها: كان معي ضَيزَنَانٍ يحفظَانِ ويعْلَمان> يعني المَلَكَين الكَاتِبَين‏.‏ الضَّيزَنُ‏:‏ الحافظُ الثِّقة، أرْضَى أهلَه بهذا القَول، وعرَّض بالمَلكَين، وهو مِن مَعارِيضِ الكلامِ ومحاسِنِه، والياء في الضَّيزَن زائدةٌ ‏(‏قال الهروي‏:‏ والضيزن في غيره‏:‏ الذي يتزوج امرأة أبيه بعد موته‏)‏ >‏.‏

 باب الضاد مع الطاء

‏{‏ضطر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث علي رضي اللّه عنه <من يَعْذِرُني من هؤلاء الضَّياطِرَة> هم الضِّخَام الذين لا غَنَاء عندهم، الواحدُ ضَيْطَارٌ‏.‏ والياءُ زائدةٌ‏.‏

‏{‏ضطرد‏}‏ * في حديث مجاهد <إذا كان عند اضْطِراد الخيل وعند سَلِّ السُّيُوف أجْزَأ الرجلَ أن تكون صلاتُه تكبيراً> الاْضِطرادُ هو الاطِّراد‏:‏ وهو افتعال من طِرَادِ الخيل، وهو عَدْوُها وتتَابُعُها، فقلبت تاء الافتِعَالِ طَاءً، ثم قلبت الطاءُ الأصْليةُ ضَاداً‏.‏ ومَوضعُه حرفُ الطَّاء، وإنما ذكَرْناه ها هنا لأْجِل لَفْظِه‏.‏

‏{‏ضطم‏}‏ * فيه <كان نَبيُّ اللّهِ صلى اللّه عليه وسلم إذا اضْطَمَّ عليه الناس أعَنْق> أي إذا ازْدَخَموا‏.‏ وهو افتَعَل من الضَّمّ، فقلبت التاء طاءً لأجل الضاد‏.‏ ومَوضِعه في الضاد والميم‏.‏ وإنما ذكَرْناه ها هنا لأجْل لَفْظِه‏.‏

ومنه حديث أبي هريرة <فَدَنا الناسُ واضْطَّم بعضهم إلى بعض>‏.‏

 باب الضاد مع العين

‏{‏ضعضع‏}‏ * فيه <ما تَضَعْضَعَ امْرُؤ لآخَر يُريدُ به عَرَض الدنيا إلا ذَهَب ثُلُثا دِينِه> أي خَضَع وذَلّ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أبي بكر في إحدى الرّوايَتَين <قد تَضَعْضَع بهم الدَّهر فأصْبَحوا في ظُلُمات القُبُور> أي أذَلَّهم‏.‏

‏{‏ضعف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث خيبر ‏(‏جعله الهروي من حديث حنين‏)‏ <من كان مُضْعِفاً فَلْيرْجِع> أي من كانت دَابَّتُه ضَعيفةً‏.‏ يقال‏:‏ أضْعَف الرجُل فهو مُضْعَف، إذا ضَعُفَت دابَّته‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <المُضْعِفُ أميرٌ على أصحابه> يعني في السفر‏:‏ أي أنَّهم يَسِيُرون بسَيره‏.‏

وفي حديث آخر <الضَّعيف أميرُ الرَّكْب>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث أهْل الجنة <كُلُّ ضعيفٍ مُتَضَعَّفٍ> يقال تَضعفَّتْهُ واستَضْعَفَّتُه بمعنًى، كما تَيَقَّن واسْتَيْقَن‏.‏ يريد الذي يَتَضَعَّفه الناس ويَتَجَبَّرون عليه في الدُّنيا للفَقْر ورَثَاثةِ الحال‏.‏

ومنه حديث الجنة <ماَ لي لا يدْخُلُني إلا الضُّعَفاء> قيل هُمُ الَّذين يُبَرِّئُون أنفُسَهم من الحَوْل والقُوّة‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <اتَّقُوا اللّه في الضَّعِيفَين> يعني المرأةَ والممْلُوكَ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أبي ذر قال‏:‏ <فتضَعَّفْتُ رجُلا> أي اسْتَضْعَفْته‏.‏

ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <غَلَبَني أهلُ الكُوفة؛ أَسْتَعْمِل عليهم المُؤْمنَ فيُضَعَّفُ، وأسْتَعْمِل عليهم القَوِيَّ فيُفَجَّرُ>‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث أبي الدَّحْدَاج‏:‏

إلاّض رَجَاءَ الضِّعْفِ في المَعادِ*

أي مِثْلَيِ الأجْرِ، يقال‏:‏ إن أعْطَيْتَني دِرْهماً فَلكَ ضِعْفُه‏:‏ أي دِرْهمان

ورُبما قالوا فَلكَ ضِعفَاه‏.‏ وقيل ضِعْفُ الشي مِثْلُه، وضِعْفَاه مِثْلاَه‏.‏ قال الأزهري‏:‏ الضِّعْفُ في كلامِ العَرَب‏:‏ المِثْلُ فما زادَ‏.‏ وليس بمقْصُور على مِثلين، فأقل الضِّعف مَحْصورٌ في الواحِد، وأكثرُه غيرُ محْصُور‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <تَضْعُفُ صلاةُ الجماعةِ على صلاةِ الفَذِّ خمساً وعِشْرين درَجة> أي تزيد عليها‏.‏ يقال ضَعُف الشيء يضْعُفُ إذا زَادَ، وضَعَّفَتُه وأضْعَفْته وضاعَفته بمعْنَى‏.‏

‏{‏ضعة‏}‏ * فيه ذكر <الضَّعَة> وهي الذُّل والهوان والدَّناءةُ، وقد وضُع ضَعَة فهو وَضِيع، والهاءُ فيه عِوَضٌ عن الواو المحْذُوفة‏.‏ وقد تُكْسر الضَّاد‏.‏

 باب الضاد مع الغين

‏{‏ضغبس‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنَّ صَفْواَن بن أُمَيَّة أهْدَى لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ضَغَابيسَ وجَدايَة> هي صِغَار القِثَّاء ‏(‏عبارة الهروي‏:‏ <هي شبه صغار القثّاء> ‏)‏، واحدها ضُغْبوس‏.‏ قيل هي نَبْتٌ يَنْبتُ في أصوُل الثُّمام يُشْبه الهِلْيَوْنَ يُسلَق بالخَلِّ والزيت ويؤكل‏.‏

‏(‏ه‏)‏وفي حديث آخر <لا بَأسَ باجْتِناء الضَّغابيس في الَحْرَم> وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏ضغث‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث ابن زِمْل <فمنهم الآخِذُ الضِّغْثَ> الضِّغثُ‏:‏ مِلءُ اليَدِ من الحَشِيشِ المُخْتلطِ‏.‏ وقيل الحُزْمة منه ومما أشْبَهَه من البُقُول، أرادَ‏:‏ ومنهم مَن نال من الدُّنيا شيئاً‏.‏

ومنه حديث ابن الأكْوَع <فأخذْتُ سلاحَهُم فجعَلْته ضِغْثا> أي حُزْمة‏.‏

ومنه حديث علي في مَسْجِد الكُوفَة <فيه ثلاثُ أعْيُن أنْبتَتْ بالضِّغْثِ> يُريد به الضِّغْثَ الذي ضَرَب به أيوب عليه السلام وزوجتَه، وهو قوله تعالى <وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فاضْرِبْ بِهِ ولاَ تَحْنَثْ>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أبي هريرة <لأَنْ يَمْشِيَ معي ضِغْثانِ من نارٍ أحبُّ إليَّ من أن يَسْعى غُلامي خَلْفي> أي حُزْمتان من حَطَب، فاستعارهما للنَّار، يعني أنَّهما قد اشْتَعَلَتَا وصارَتَا نَاراً‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <اللهمّ إنْ كتبتَ عليَّ إثْما أو ضِغْثا فامْحُه عني> أرادَ عَمَلا مُخْتَلِطاً غير خالِصٍ‏.‏ من ضَغَثَ الحديثَ إذا خَلَطَه، فهو فِعْل بمعنى مفعول‏.‏ ومنه قيل للأحْلام المُلْتبِسة أضْغاث‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عائشة <كانت تَضْغَثُ رأسَها> الضَّغْثُ‏:‏ مُعالَجة شَعَر الرأس باليد عِندَ الغَسْلِ، كأنها تَخْلِط بعضَه بَبْعض؛ ليدخُلَ فيه الغَسُول والماء‏.‏

‏{‏ضغط‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <لتُضْغَطَنّ على باب الجنة> أي تُزْحَمُون‏.‏ يقال ضَغَطه يَضْغَطه ضغْطا‏:‏ إذا عَصَرَه وضَيَّق عليه وقَهَرَه‏.‏

ومنه حديث الحُدَيبية <لا تَتَحدَّث العرب أنّا أُخِذْنا ضُغْطَةً> أي عَصْراً وقَهْراً‏.‏ يقال أخَذْتُ فلاناً ضُغْطة بالضَّم، إذا ضَيَّقْتَ عليه لتُكْرِهَه على الشَّيْء‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <لا يَشْتَرِيَنَّ أحدُكم مالَ امْرئٍ في ضُغْطَةٍ من سُلْطَانٍ> أي قَهْر‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <لا تَجوزُ الضُّغْطة> قيل هي أن تُصالح مَن لك عليه مالٌ على بَعْضِه ثم تَجِد البيّنة فتأخُذَه بجميع المالِ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث شُرَيح <كان لا يجيز الاضْطِهادَ والضُّغْطة> وقيل هو أن يَمْطُل الغَريم بما عليه من الدَّين حتى يَضْجَر ‏[‏به‏]‏ ‏(‏زيادة من ا‏)‏ صاحِبُ الحقِّ، ثم يقول له‏:‏ أتَدَعُ منه كذا وتأخذ الباقِي مُعجَّلا‏؟‏ فيرْضى بذلك‏.‏

ومنه الحديث <يُعْتق الرجلُ من عَبْده ما شاء؛ إن شاءَ ثُلُثاً، وإن شاءَ ُربعا، وإن شاء خُمساً ليس بينَه وبين اللّه ضُغْطة>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث معاذ <لَّما رجَع عن العمل قالت له امرأتُه: أين ما جئت به؟ فقال: كان معي ضَاغِط> أي أمِين حافِظٌ، يَعْني اللّه تعالى المُطَّلعَ على سَراِئر العِبادِ، فأوْهَم امْرأتَهُ أنه كان مَعَه من يَحْفَظُه ويُضيِّق عليه ويَمْنعه عن الأخْذ، ليُرْضيهَا بذلك‏.‏

‏{‏ضغم‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث عُتْبة بن عبد العُزَّى <فعدَا عليه الأسد فأخذَ برَأسه فضَغَمَه ضَغْمَة> الضَّغْم‏:‏ العَضُّ الشديدُ، وبه سُمِّي الأسَدُ ضَيْغَما، بزياد الياءِ‏.‏

ومنه حديث عُمر والعَجوز <أعاذَكُم اللّه من جَرْح الدَّهر وضَغْم الفَقْر> أي عَضِّه‏.‏

‏{‏ضغن‏}‏ * فيه <فتكون دِماء (في الأصل: <فيكون دماء...> وفي ا‏:‏ <فيكون دما ...> وفي اللسان‏:‏ <فتكون دماء ...> والحديث أخرجه ابن حنبل في مسنده‏,‏ 2/217 من حديث عبد اللّه ابن عمرو بن العاص بلفظ‏:‏ <فتكون دماء في غير ضغينة ولا حمل سلاح>‏.‏ وأبو داود في سننه ‏.‏‏.‏‏.‏ ‏(‏باب ديات الأعضاء‏,‏ من كتاب الديات‏)‏ 2/165 ‏.‏ ولفظه <فيكون دما في عميا في غير ضغينة ولا حمل سلاح> ‏)‏ في عَمْيَاء في غَير ضغِينةٍ وحَمْلِ سلاح> الضِّغْن‏:‏ الحِقْد والعَدَاوة والبَغْضَاء، وكذلك الضَّغِينة، وجَمْعُها الضَّغَائن‏.‏

ومنه حديث العبّاس <إنَّا لنَعْرِف الضَّغائن في وُجُوه أقوام>‏.‏

ومنه حديث عمر <أيُّما قَوْمٍ شَهِدُوا على رَجُل بِحَدٍّ ولم يَكُن بِحضْرة صاحِب الحدِّ فإنَّما شَهِدوا عن ضِغْنٍ> أي حِقْد وعَدَاوة، يريدُ فيما كان بين اللّهِ تعالى وبين العبادِ كالزِّنا والشرُّبْ ونحوهما‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <الرجل يكونُ في دابَّته الضِّغْن فيُقَوِّمُها جُهدْهَُ، ويكونُ في نفْسه الضِّغْنُ فلا يُقَوِّمُها> الضِّغنُ في الدَّابة‏:‏ هو أن تكون عَسِرَة الاْنِقياد‏.‏

‏{‏ضغا‏}‏ * فيه <أنَّه قال لعائِشَة عن أوْلاد المُشْركين: إن شِئْتِ دَعَوْتُ اللّه تعالى أن يُسْمِعَك تَضاغِيَهم في النار> أي صِياحَهم وبُكاءهم‏.‏ يقال ضَغَا يَضْغُو ضَغْواً وضُغاء إذا صَاح وضَجَّ‏.‏

ومنه الحديث <ولكِنِّي أُكْرِمُك أن تَضْغُوَ هؤلاء الصّبيةُ عند رأسك بُكْرةً وعَشِياً>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ والحديث الآخر <وصِبْيتي يَتَضاغَون حَولي>‏.‏

ومنه حديث حُذَيفة في قصَّة قَوْم لُوط <فألْوَى بها حتى سمع أهلُ السَّماء ضُغاءَ كِلاَبِهم>‏.‏

وفي حديث آخر <حتى سَمِعت الملائكة ضواغِيَ كِلاَبها> جمعُ ضاغِية وهي الصَّائحة‏.‏

 باب الضاد مع الفاء

‏{‏ضفر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عليّ <إنَّ طلحة نَازَعه في ضَفيرة كان علىٌّ ضَفَرها في وادٍ> الضَّفيرة‏:‏ مثل المُسَنَّأة المُسْتَطيلة المعْمُولة بالخشب والحجارَة، وضفْرُها عَمَلُها، من الضَّفْر وهو النَّسْجُ‏.‏ ومنه ضَفْر الشَّعَر وإدْخال بعْضه في بعض‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث الآخر <فقامَ على ضَفيرة السُّدَّة>‏.‏

والحديث الآخر <وأشارَ بيده وَرَاء الضفِيرة>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أم سلمة <إنِّي امرأةٌ أشُدُّ ضَفْر رَأسي> أي تَعْملُ شَعرها ضَفَائر، وهي الذوائبُ المضْفُورَةُ‏.‏

ومنه حديث عمر <مَن عَقَصَ أو ضَفَر فَعَليه الحلْقُ> يعني في الحجِّ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث النَّخَعِيّ <الضَّافِر والمُلَبِّد والمُجِّمر عليهم الحَلْق>

‏(‏س‏)‏ وحديث الحسن بن عليٍّ رضي اللّه عنهما <أنَّه غَرَز ضَفْرَهُ في قَفَاه> أي غَرَزَ طرف ضَفِيرتِه في أصْلها‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه الحديث <إذا زَنَت الأَمُة فَبِعْمها ولو بضَفِيرٍ> أي حَبْل مَفتول من شَعَر، فعيل بمعنى مفعول‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث جابر <ما جَزَر عنه الماءُ في ضَفير (في ا: <ضَفِير البحر> وفي الهروي‏:‏ <من ضَفِير البحر> وما أثبتناه من الأصل واللسان، والفائق 2/67‏)‏ البحْر فكُله> أي شَطِّه وجانبه‏.‏ وهو الضَّفِيرة أيضا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <ما على الأرض من نَفْسٍ تَموتُ لها عند اللّه خَيرٌ تُحِبُّ أن تَرْجع إليكم ولا تُضافِرَ الدُّنيا، إلاَّ القتيل في سبيل اللّه، فإنه يُحِب أن يرجِعَ فيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرى> المُضَافَرةُ‏:‏ المُعاودَة والمُلاَبسة‏:‏ أي لا يُحِب مُعاودَة الدُّنيا ومُلاَبَسَتَها إلاَّ الشَّهيدُ‏.‏ قال الزَّمَخْشَرِيّ‏:‏ <هو عندي مفُاَعَلة، من الضَّفْر (هكذا ينقل المصنف عن الزمخشري أن بالزّاي، ولم نجده في الفائق 2/66 إلا بالراء. ولم يضبطه الزمخشري بالعبارة)، وهوالطَّفْر (عبارة الزمخشري: <وهو الأَفْر>‏.‏ والأفْر‏:‏ العَدْو‏)‏ والوثوبُ في العَدْو‏.‏ أي لا يَطْمَح إلى الدنيا ولا يَنْزُو إلى العَوْد إليها إلا هو>‏.‏ ذكَرَه الهروي بالراء، وقال‏:‏ المضافرةُ بالضاد والراء‏:‏ التَّألُّبُ‏.‏ وقد تضَافر القوم وتظَافَرُوا، إذا تألَّبوا‏.‏ وذكره الزمخشري ولم يقَيِّده، ولكنه جَعَل اشتِقَاَقَه من الضَّفز ‏(‏هكذا ينقل المصنف عن الزمخشري أن بالزّاي، ولم نجده في الفائق 2/66 إلا بالراء‏.‏ ولم يضبطه الزمخشري بالعبارة‏)‏، وهو الطَّفْر والقَفْز، وذلك بالزاي، ولعله يقال بالراء والزاي، فإنَّ الجوهري قال في حرف الراءِ‏:‏ <والضَّفْر: السَّعْي. وقد ضَفَر يَضْفِر ضَفْرا> والأشْبَه بما ذهب إليه الزمخشري أنه بالزاي‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عليّ رضي اللّه عنه <مُضَافَرة القوم> اي مُعَاونَتُهم‏.‏ وهذا بالراء لا شكَّ فيه‏.‏

‏{‏ضفز‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <مَلْعُونٌ كل ضَفَّازٍ> هكذا جاء في رواية، وهو النَّمّام‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الرؤيا <فَيضْفِزُونه في فيّ أحَدِهم> أي يَدْفَعُونه فيه ويلِقمُونه إيَّاه‏.‏ يقال ضَفَزْتُ البَعِير إذا عَلَفْتَه الضفائزَ، وهي اللُّقَم الكبار، والواحِدَة ضفيزة‏.‏ الضَّفيز‏:‏ شَعِير يُجْرَش وتُعْلَفُه الإبل‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <أنه مَرَّ بوادي ثمُودَ، فقال: من اعْتجَن بمائه فليَضْفِزْه بَعِيرَه> أي يُلْقِمْه إيَّاه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <قال لعلي: ألاَ إنَّ قوماً يزعُمُون أنهم يُحِبونَك، يُضْفَزُون الإسلامَ ثم يَلْفِظُونه؛ قالها ثلاثاً>‏:‏ أي يُلَقَّنُونه ثم يترُكُونه ولا يَقْبَلونه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه عليه السلام ضفزَ بين الصَّفا والمرْوة> أي هَرْوَل، من الضَّفز‏:‏ القفْز والوُثوب‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الخوارج <لمَّا قتِل ذو الثُّدَيّة ضفَزَ أصحابُ علىٍّ ضَفْزاً> أي قَفزُوا فرحا بقَتْله‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه <أنه أوتَرَ بسَبع أو تِسْع ثم نام حتى سُمِع ضَغِيزُه أو ضَفِيزُه> قال الخطَّابيّ‏:‏ الضَّغِيز ليس بشيء، وأمَّا الضَّفِيز فهو كالغَطيط، وهو الصَّوتُ الذي يُسْمع من النائم عند تَرْديد نَفَسه‏.‏ قال الهروي‏:‏ إن كان محفُوظا فهو شِبْه الغطِيط‏.‏ وروي بالصاد المهملة والراء والصَّفير ‏(‏عبارة الهروي‏:‏ <غير أن الصَّفير يكون الشَّفتين> ‏)‏‏.‏ يكون بالشَّفَتين‏.‏

‏{‏ضفط‏}‏ * في حديث قَتادة بن النُّعمان <فَقَدِم ضَافِطَةٌ من الدَّرْمَكِ> الضَّافِطُ والضَّفَّاط‏:‏ الذي يَجْلبُ المِيرَة والمَتَاعَ إلى المُدُن، والمُكارِي الذي يُكْرِي الأحْمَال ‏(‏في ا‏:‏ <الأجمال> بالجيم‏.‏ والمثبت في الأصل واللسان‏)‏، وكانوا يومئِذ قوماً من الأنباط يَحْمِلُون إلى المدينة الدَّقيق والزيت وغيرَهما‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه الحديث <أن ضَفَّاطِين قَدِموا المدينة>‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث عمر <اللهم إني أعُوذ بك من الضَّفَاطة> هي ضَعْفث الرَّأي والجهلُ‏.‏ وقد ضفُطَ يضفْطُ ضفَاطة فهو ضفِيط‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديثه الآخر <أنه سُئل عن الوِتْر فقال: أنا أوتر حين ينام الضَّفْطَي> أي ضعفاء الآراءِ والعقول‏.‏

ومنه الحديث <إذا سرَّكم أن تَنْظُروا إلى الرجُل الضَّفيط المطَاع في قَومه فانْظُروا إلى هذا> يعني عُيَيْنَةَ بن حِصْن‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث ابن عباس <وعُوتب في شيء فقال: إنَّ فيَّ ضَفَطاتٍ، وهذه إحدى ضَفَطاتي> أي غَفَلاتي‏.‏

ومنه حديث ابن سِيرين <بلغَه عن رجُل شيء فقال: إني لأرَاه ضَفِيطا>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديثه الآخر <أنه شهد نكاحا فقال: أين ضَفَاطَتُكم؟ > أرادَ الدُّفَّ، فسمّاه ضَفَاطَة، لأنه لهوٌ ولَعبٌ، وهو راجعٌ إلى ضَعْف الرَّأي‏.‏ وقيل الضَّفَاطَة لُعْبة‏.‏

‏{‏ضفف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه لم يَشْبَع من خُبْزٍ ولحْمٍ إلاَّ على ضَفَفٍ> الضَّفَف‏:‏ الضِّيق والشِّدَّة‏:‏ أي لم يَشْبَع منهما إلاَّ عن ضِيق وقلَّة ‏(‏قال الهروي‏:‏ <وبعضهم يرويه <على شظف> وهما جميعا‏:‏ الضيق والشدة> ‏)‏‏.‏ وقيل إن الضَّفَف اجتماعُ النّضاس‏.‏ يقال ضَفَّ القومُ يَضُفُّون ضَفَّا وضَفَفاً‏:‏ أي لم يأكل خُبْزَاً ولحما وَحْدَه، ولكنْ يأكل مع النَّاس‏.‏ وقيل الضَّفَف‏:‏ أن تكونَ الأكَلَةُ أكثر من مِقْدار الطَّعامِ، والحَفَف أن تكونَ بمقدارِه‏.‏

وفي حديث علي <فيقِف ضِفَّتَيْ جُفُونه> أي جانِبَيْها‏.‏ الضِّفة بالكسر والفتح‏:‏ جانبُ النَّهر، فاسْتعارَه للجَفْن‏.‏

ومنه حديث عبد اللّه بن خَبَّاب مع الخَوارج <فقدَّموه على ضَفَّة النَّهر فضَرَبوا عُنُقَه>‏.‏

‏{‏ضفن‏}‏ * في حديث عائشة بنت طلحة رضي اللّه عنها <أنها ضَفَنت جاريةً لها> الضَّفْن‏:‏ ضَرْبُك اسْتَ الإنسانِ بظَهْرِ قَدَمِك‏.‏

 باب الضاد مع اللام

‏{‏ضلع‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <أعوذُ بك من الكَسَل وضَلَع الدَّين> أي ثِقَلَه‏.‏ والضَّلَع‏:‏ الاعْوجاجُ‏:‏ أي يُثْقِلُه حتى يَميل صاحبُه عن الاسْتِواءِ والاعْتِدَال‏.‏ يقال ضَلِع بالكسر يَضْلعَ ضَلَعا بالتحريك‏.‏ وضَلَع بالفتح يَضْلَع ضَلْعا بالتسكين‏:‏ أي مَالَ‏.‏

ومن الأوّل حديث علي‏:‏ <واردُدْ إلى اللّه ورسوله ما يُضْلِعكَ من الخُطُوب> أي يُثْقِلك‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومن الثاني حديث ابن الزُّبير <فرأى ضَلْعَ معاوية مع مَرْوانَ> أي مَيْلَه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <لا تَنْقُش الشَّوكةَ بالشَّوكةِ فإن ضَلْعها معَها> أي مَيْلَها‏.‏ وقيل هو مَثَل‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث غَسْل دَم الحيض <حُتِّيه بضِلَع> أي بعُود، والأصلُ فيه ضِلَع الحَيوان، فسُمِّي به العُود الذي يُشْبهه‏.‏ وقد تُسَكَّن اللامُ تَخْفيفا‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث بدر <كأني أرَاهم (في الهروي: <كأني أراكم>‏.‏ وفي اللسان‏:‏ <كأني بكم> ‏)‏ مُقَتَّلين بهذه الضِّلَع الحمراء> الضلع‏:‏ جُبَيْل مُنْفَرِد صغيرٌ ليس بِمُنْقَاد، يُشَبَّه بالضِّلَع‏.‏ وفي رواية <إنَّ ضَلْعَ قُرَيش عند هذه الضِّلَع الحمراءِ> أي مَيْلَهم‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي صفَته صلى اللّه عليه وسَلم <ضليعُ الفَمِ> أي عظِيمه‏.‏ وقيل واسِعه‏.‏ والعَربُ تَمْدَحُ عِظَمَ الفَمِ وتذمُّ صِغَره ‏(‏في الأصل‏:‏ <تمدح عظيم الفم وتذم صغيره> والمثبت من ا واللسان والهروي‏)‏‏.‏ والضَّليعُ‏:‏ العَظيمُ اَلخْلق الشديد‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <انه قال له الجِنّي: إنّي منهم لَضَليعٌ> أي عظيمُ الخَلْق وقيل هو العَظيم الصَّدْر الوَاسِع الجَنْبَين‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث مقتل أبي جهل <فتمنَّيت أن أكونَ بين أضْلَعَ منهما> أي بين رَجُلين أقْوى من الرَّجلين اللذين كُنْتُ بينهما وأشَد‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث علي في صفة النبي صلى اللّه عليه وسلم <كما (في الهروي: <لمِا> واللام مضبوطة بالكسر، ضبط قلم‏)‏ حُمّل فاضْطَلَع بأمْرك لطاعَتك> اضْطَلع‏:‏ افتَعَل، من الضَّلاعَة، وهي القوّةُ‏.‏ يقال اضْطَلع بِحمْله‏:‏ أي قَوِي عليه ونَهَض به‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث زمزم <فأخذ بِعَرَاقِيها فشَرِب حتى تَضَلَّع> أي أكثر من الشرب حتى تمدَّدَ جَنْبُه وأضلاعُه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث ابن عباس رضي اللَه عنهما <أنه كان يَتَضلَّع من زَمْزَم>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه أُهْدِيَ إلى النبي صلَّى اللّه عليه وسلم ثوبٌ سِيَراءٌ مُضَّلعٌ بقَزٍّ> المُضَلَّع‏:‏ الذي فيه سُيُؤر وخُطُوط من الإبرَيْسم أو غيره، شبْه الأضْلاع‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث علي رضي اللّه عنه <وقيل له: ما القَسِّيَّة؟ قال: ثيابٌ مُضَلّضعة فيها حريرٌ> أي فيها خُطُوطٌ عَريضَة كالأضلاع‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <الحِمْل المُضْلِع والشَّرُّ الذي لا يَنْقطِع إظهاُر البِدَع> المُضْلِع ‏:‏ المُثْقِل، كأنه يَتَّكِئُ على الأضْلاع، ولو رُوي بالظاءِ، من الظَّلَع‏:‏ الغَمْزِ والعَرَج لكان وجْهاً‏.‏

‏{‏ضلل‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <لولا أنَّ اللّه لا يُحِب ضَلاَلة العَمل مارَزَأْناكُم عِقَالاً> أي بُطْلاَنَ العمَل وضَياعه، مأخوذ من الضلال‏:‏ الضَّياع‏.‏

ومنه قوله تعالى <ضَلَّ سَعْيُهُمْ ِفي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <ضاَلَّةُ المُؤمِن حَرَقُ النَّار> قد تكرر ذِكر <الضَّالَّة> في الحديث‏.‏ وهي الضَّائِعَة من كُلِّ مايُقْتَنَى من الحَيَوان وغيره‏.‏ يقال‏:‏ ضلَّ الشيءُ إذا ضَاع، وضَلَّ عن الطَّريق إذا حارَ، وهي في الأصْل فاعِلةٌ، ثم اتُّسِع فيها فصَارَت من الصِّفات الغَالِبة، وتقَعُ على الذَّكَر والأنْثَى، والاثنين والجَمْع، وتُجمَع على ضَوَالّ‏.‏ والمرادُ بها في هذا الحديث الضَّاَّلة من الإبلِ والبقرِ مما يَحْمِي نفْسَه ويَقْدرعلى الإبْعَاد في طلَب المَرْعَى والماءِ، بخلاف الغَنَم‏.‏ وقد تُطْلق الضَّالَّة على المعَاني‏.‏

ومنه الحديث <الكَلِمَة الحَكِيمَة ضالَّة المُؤمن> وفي رواية <ضَالَّةُ كُلّ حكيم> أي لا يزَال يتطَّلبها كما يتَطلَّب الرجُل ضَالَّتَه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <ذَرُّوني في الرِّيح لَعلِّي أضِلُّ اللّهَ> أي أَفُوتُه ويخْفَى عليه مَكَاني‏.‏ وقيل‏:‏ لعَلِّي أغِيبُ عن عَذابِ اللّه تعالى‏.‏ يقال‏:‏ ضَلَلتُ الشيءَ وضَلِلْتُه إذا جَعَلتَه في مَكانٍ ولم تَدْرِ أينَ هو، وَأضْلَلْتُه إذا ضَيَّعتَه‏.‏ وضَلَّ الناسي إذا غَاب عنه حِفظُ الشيءِ‏.‏ ويقال أضْللتُ الشيءَ إذا وجَدتَه ضالاًّ، كما تقولُ‏:‏ أحْمَدْتُه وأبْخَلُته إذا وَجَدْتَه مَحْمودا وبَخِيلا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أتى قومَه فأضَلَّهم> أي وجَدَهم ضُلاَّلا غيرَ مُهْتَدِينَ إلى الحقِّ‏.‏

وفيه <سيكُونُ عليكم أئمةٌ إنْ عصَيْتموهم ضَلَلتُم> يريد بمَعْصِيتهم الخرُوجَ عليهم وشَقَّ عَصَا المسلمين‏.‏ وقد يَقع أضَلَّهم في غير هذا على الحَمْل على الضَّلال والدُّخول فيه‏.‏

وفي حديث علي، وقد سُئِل عن أشْعر الشَّعّراء فقال‏:‏ <إن كان ولا بُدَّ فالملِك الضِّلِّيل> يعني امْرأ القَيسِ، كان يُلَقَّب به‏.‏ والضِّلِّيل بوزن القِنْدِيل‏:‏ المُبالِغ في الضَّلال جِداً، وَالكثيرُ التَّتَبُّع لِلضَّلاَل‏.‏

 باب الضاد مع الميم

‏{‏ضمخ‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <أنه كان يُضَمِّخ رأسَه بالطِّيب> التضَمُّخ‏:‏ التَّلطُّخ بالطِّيب وغيره، والإكثَار منه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <أنه كان مُتَضَخَمِّا بالخَلُوقِ> وقد تكرر ذكره كثيرا‏.‏

‏{‏ضمد‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث علي <وقيل له: أنتَ أمَرْت بقَتْل عُثْمان، فَضَمِدَ> أي اغْتاظَ‏.‏ يقال ضَمِد يضْمَد ضَمَداً - بالتحريك - إذا اشتدَّ غَيْظُه وغَضَبه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث طلحة <أنه ضَمَد عَيْنَيْه بالصَّبِر وهو مُحْرِم> أي جَعَله عليهما ودَاواهُما به‏.‏ وأصْلُ الضَّمْد‏:‏ الشَّدُّ‏.‏ يقال ضَمَد رَأسَه وجُرْحه إذا شدَّه بالضَّماد، وهي خِرقةٌ يُشد ُّبها العُضْو المَؤُوف‏.‏ ثم قيل لوضعَ ْالدَّواء على الجُرْح وغَيره وإن لَم يُشَدَّ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي صفة مكة <من خُوصٍ وضَمْد> الضَّمْد بالسكون‏:‏ رَطْبٌ الشَّجَر ويابسُه‏.‏

وفيه <أنَّ رجلا سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن البَدَاوَة فقال: اتَّق اللّهَ ولا يَضُرُّك أن تكونَ بجانب ضَمَدٍ> هو بفتح الضَّاد والميم‏:‏ موضعٌ باليَمن‏.‏

‏{‏ضمر‏}‏ * فيه <من صامَ يوما في سبيل اللّه باعَدَه اللّه من النار سبعين خَرِيفاً للمُضمَرِّ المَجِيد> المضمِّر‏:‏ الذي يُضمِّر خَيْلَه لغَزْوٍ أو سِباقٍ‏.‏ وتضمِيرُ الخَيل‏:‏ هو أن يُظاهِر عليها بالعَلَف حتى تسمَن، ثم لا تُعْلف إَّلا قُوتاً لتَخفَّ‏.‏ وقيل تُشُّد عليها سُرُوجُها وتُجَلَّل بالأجِلَّة حتى تَعْرَق تَحْتَها فيَذهبَ رَهَلُها ويَشْتَدَّ لحُمها‏.‏ والمُجيد‏:‏ صاحبُ الجيِاد‏.‏ والمعْنَى أن اللّه يُباعِدهُ من النار مَسَافةَ سبعين سَنة تقطَعُها الخيلُ المضمَّرة الجِيادُ رَكْضاً‏.‏ وقد تكرر ذكر <التَّضْمير> في الحديث‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث حذيفة <اليومَ المِضمارُ وغَداً السِّباقُ> اي اليوم العَمَل في الدُّنيا للاسْتباق في الجنة‏.‏ والمِضْمَار‏:‏ المَوْضعُ الذي تُضَمَّر فيه الخيل، ويكون وَقْتاً للأيام التي تُضَمَّر فيها‏.‏ ويُروى هذا الكلام أيضاً لعلِيٍّ رضي اللّه عنه‏.‏

وفيه <إذا أبْصرَ أحدُكم امْرأةً فلْيأتِ أهْلَه، فإنّ ذلك يُضْمِرُ ما في نَفْسه> أي يُضْعِفه ويُقَلِّله، من الضُّمور؛ وهو الهُزَال والضعَّف‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن عبد العزيز <كتَب إلى مَيمُون بن مِهْرانَ في مَظَالِمَ كانت في بَيتِ الْمال أن يَرُدَّها على أرْبابها ويأخُذَ منها زكاةَ عامِها، فإنها كانت مالاً ضِمَارا> المالُ الضِّمارُ‏:‏ الغائبُ الذي لا يُرجَى، وإذا رُجِيَ فليس بِضِمَاٍر، من أضْمَرْتُ الشيءَ إذا غيَّبْتَه، فِعَال بمعنى فاعِل، أو مُفْعَل، ومثلُه من الصِّفات‏:‏ ناقةٌ كِنازٌ‏.‏ وإنما أخَذَ منه زكاة عامٍ واحدٍ؛ لأنَّ أربابَه ما كانوا يَرْجُون رَدَّه عليهم، فلم يُوجِب عليهم زكاةَ السِّنين الماضِية وهو في بَيتِ المالِ‏.‏

‏{‏ضمز‏}‏ * في حديث علي <أفْواهُهم ضامِزَة، وقلوبُهم قَرِحَة> الضَّامِزُ‏:‏ المُمْسِك، وقد ضمَزَ يضْمِزُ‏.‏

ومنه قصيد كعب‏:‏

مِنْهُ تَظَلُّ سِباعُ الجوِّ ضامِزَةً ‏(‏الرواية في شرح ديوانه ص 22‏:‏ <منه تظل حَميرُ الوحش ...> ‏)‏ * وَلاَ تُمشِّي بوَادِيه الأرَاجِيلُ

أي مُمْسِكَةً من خَوْفه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الحجاج <إن الإبل ضُمُزٌ خُنُسٌ> أي مُمْسِكة عَن الجِرَّة‏.‏ ويروى بالتشديد، وَهُما جَمْع ضامِزٍ‏.‏

وفي حديث سُبَيعة <فضَمَزَ لِي بعضُ أصْحابه> قد اخْتُلِف في ضَبْط هذه اللفظة‏:‏ فقيل هي بالضَّاد والزَّاي؛ من ضَمَزَ إذا سَكَتَ، وضمزَ غيرَه إذا أسْكَته، ورُوي بدَل اللام نُوناً‏:‏ أي سَكَّتَني، وهو أشْبه‏.‏ ورُويَت بالراءِ والنُّون‏.‏ والأولُ أشْبَهُهماَ‏.‏

‏{‏ضمس‏}‏ * في حديث عمر <قال عن الزُّبير: ضَرِسٌ ضَمِسٌ> والرواية‏:‏ ضَبِسٌ‏.‏ والميم قد تُبْدل من الباء، وهما بمعْنى الصَّعْب العَسِر‏.‏

‏{‏ضمعج‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث الأََشْتَر يصفُ امرأة أرَادَها <ضَمْعجاً طُرْطُبّاً> الضَّمْعَج‏:‏ الغَلِيظَة‏.‏ وقيل القَصِيرة‏.‏ وقيل التَّامَّة الخَلْق‏.‏

‏{‏ٌضمل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث معاوية <أنه خَطب إليه رجل بنتاً له عرجاء، فقال: إنها ضَمِيلةٌ، فقال: إنِّي أُرِيد أن أتشرَّف بمُصَاهَرَتك، وَلاَ أُريدُها للسِّباق في الحَلْبة> الضَّمِيلةُ‏:‏ الزَّمِنَة‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ <إن صحَّت الرواية [بالضاد] (من الفائق 2/72) فاللام بدل النون، من الضمانِة، وإلاَّ فَهِي بالصاد المهملة. قيل لها ذلك ليُبْسٍ وجُسُوٍّ في سَاقِها. وكُلُّ يابس فهو صَاملٌ وصَميل> ‏(‏في الأصل و ا واللسان‏:‏ <ضامل وضميل> بالضاد المعجمة، وكتبناه بالصاد المهملة من الفائق‏.‏ وهو الصواب‏)‏‏.‏

‏{‏ضمم‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث الرؤية <لا تَضَامُّون في رُؤْيتَه> يُروى بالتَّشديد والتخفيف، فالتشديد معناه‏:‏ لا يَنْضَمُّ بَعضُكم إلى بَعْض وتَزْدَحِمون وقتَ النَّظَر إليه، ويجوزُ ضمُّ التاءِ وفتحها على تُفَاعِلون، وتَتَفاعلون‏.‏ ومعنى التخفيف‏:‏ لا يَنَالُكم ضَيمٌ في رُؤْيتِه؛ فَيرَاه بعضُكم دون بعضٍ‏.‏ والضَّيْمُ‏:‏ الظُّلْم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي كتبه لوائل بن حُجْر <ومَن زَنَى من ثَيِّبٍ فَضرِّجُوه بالأضَامِيم> يُريد الرَّجْمَ‏.‏ والأضَاميمُ‏:‏ الحجارة، واحدتها‏:‏ إضمامة‏.‏ وقد يُشَبَّه بها الجَماعات المخْتلفةُ من الناس‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث يحيى بن خالد <لنا أضَامِيمُ من ها هنا وها هنا> أي جماعاتٌ ليس أصْلُهم واحداً، كأنَّ بعضَهم ضُمَّ إلى بعض‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث أبي اليَسَر <ضِمَامةٌ من صُحُف> أي حُزْمة، وهي لُغة في الإضْمَامةِ‏.‏

وفي حديث عمر <يا هُنَيَّ ضُمَّ جَناحَك عن النَّاس> أي ألِنَ جَانِبَك لَهُم وارْفُقْ بهم‏.‏

وفي حديث زُبَيْب العَنْبَريّ <أَعْدِني على رجُل من جُنْدَك ضمَّ منِّي ما حَرَّم اللّهُ ورسولُه> أي أخذَ من مَالِي وضَمَّه إلى ماله‏.‏

‏{‏ضمن‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في كتابه لأُكَيدِر <ولكم الضَّاِمنُة من النَّخل> هو ما كان دَاخلاً في العِمَارة، وتَضَمْنَّهْ أمْصارُهم وقُرَاهم‏.‏ وقيل سُمِّيت ضَامِنَةً؛ لأن أربَابَها ضَمْنُوا عِمَارتَها وحِفْظَها، فهي ذاتُ ضمانً، كعِيشة راضِية، أي ذاتِ رِضاً، أو مَرْضِيَّة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <من مات في سَبيل اللّه فهو ضَامنٌ على اللّه أن يُدْخِله الجنة> أي ذُو ضَمَانٍ، لقوله تعالى <وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إلى اللّه وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَهِ> هكذا أخرجَه الهروي والزَّمخشري من كلام عليّ‏.‏ٍ والحديث مرفوعُ في الصِّحاحِ عن أبي هريرة بمعناه‏.‏ فمن طُرُقه <تَضَّمن اللّهُ لمَن خَرَج في سَبيله لا يُخْرجُه إلاَّ جِهاداً في سَبِيلي وإيماناً بِي وتَصدِيقاً (قال النووي في شرحه لمسلم (باب فضل الجهاد والخروج في سبيل اللّه): <هكذا هو في جميع النسخ <جهادا> بالنصب‏.‏ وكذا قال بعده <وإيمانا بي وتصديقا> وهو منصوب على أنه مفعول له‏.‏ وتقديره‏:‏ لا يخرجه المخرج ويحركه المحرك إلا للجهاد والإيمان والتصديق> ‏)‏ برُسُلِي فهو عليَّ ضامِنٌ أن أُدْخِلَه الجنَّة، أو أَرْجِعَه إلى مَسْكَنه الذي خرَج منه نائلاً ما نَاَل من أجْرٍ أو غَنِيمة>‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه <أنه نَهى عن بيع المَضَامِين والمَلاَقِيح> المَضامينُ‏:‏ ما في أصْلاب الفُحُول، وهو جمعُ مَضْمُون‏.‏ يقال ضَمِن الشيءَ، بمعْنى تَضَمَّنه‏.‏

ومنه قولهم <مضمون الكتاب كذا وكذا> والمَلاقِيح‏:‏ جمع مَلقُوح، وهو ما في بَطْن الناقة‏.‏ وفسَّرهما ماَلِك في المُوطَّأ بالعكْسِ، وحكاه الأزهري عن ماَلِك عن ابن شِهَاب عن ابْن المسيَّب‏.‏ وحكاه أيضا عن ثَعْلب عن ابن الأعْرابي‏.‏ قال‏:‏ إذا كان في بَطْن النَّاقة حَمْل فهو ضَامِن ومِضْمان، وهُنّ ضَوامنُ ومَضَامِينُ‏.‏ والذَّي في بطْنها مَلْقُوح ومَلْقُوحة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <الإمامُ ضامِنٌ والمؤذِّن مُؤْتَمَن> أرادَ بالضَّمَان ها هنا الحِفظَ والرِّعاية، لا ضَمَانَ الغَرَامة، لأنه يَحْفَظُ على القوم صَلاتَهم‏.‏ وقيل‏:‏ إنَّ صلاة المُقْتَدِين به في عُهْدته، وصِحَّتها مقرونةٌ بصِحَّة صلاته، فهو كالمُتكفِّل لهم صحَّة صلاتهم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عِكْرِمة <لا تَشْتَر لبنَ البَقَر والغَنَم مُضَمَّنا، ولكن اشتَره كيْلاً مُسَمَّى> أي لا تَشْتَره وهو في الضرْع؛ لأنه في ضِمْنه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن عمر <من اكْتَتب ضَمِناً بَعَثه اللّه ضَمِناً يوم القيامة> الضَّمِنُ‏:‏ الذي به ضَمانة في جَسَده، من زَمانة، أو كَسر، أو بَلاَء‏.‏ والاسْم الضَّمَن، بفتح الميم‏.‏ والضَّمَان والضَّمانة‏:‏ الزَّمانة‏.‏ المعْنى‏:‏ من كتَب نَفْسَه في ديوان الزَّمْنَي ليُعذَر عن الجِهاد وَلا زَمانَة به، بَعَثه اللّه يوم القيامة زَمِناً‏.‏ ومَعْنى اكتَتَب‏:‏ أي سَأل أن يُكْتَب في جُملة المَعْذُروين‏.‏ وبعضُهم أخرجَه عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص‏.‏

ومنه حديث ابن عُمَير <مَعْبُوطة غير ضَمِنَة> أي أنها ذُبحَت لغَير عِلَّة‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <أنه كان لعامِر بن رَبِيعة ابنٌ أصابَته رَمْيَةٌ يومَ الطَّائِف فضَمِن منها> أي زَمِن‏.‏

ومنه الحديث <أنهم كانوا يَدْفَعون المَفاتيحَ إلى ضَمْناهُم، ويقولون إن احْتجْتُم فكُلوا> الضَّمْنَي‏:‏ الزَّمْنَي، جمع ضَمِنٍ‏.‏

 باب الضاد مع النون

‏{‏ضنأ‏}‏ * في حديث قُتَيْلة بنت النضر بن الحارث، أو أخته‏:‏

أََمحمدٌ ولأنتَ ضِنْءُ نَجِيبةٍ ** من قَوْمِها والفَحْلُ فَحلٌ مُعْرِقُ

الضِّنء بالكسر‏:‏ الأصلُ‏.‏ يقال فلانٌ في ضِنءِ صِدق، وضِنْء سوء‏.‏ وقيل الضِّنءُ بالكسر والفتح‏:‏ الولَدُ‏.‏

‏{‏ضنك‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في كتابه لوائل بن حُجْر <في التِّيعَة شاةٌ لا مُقْوَرَّةُ الألْياطِ، ولا ضِنَاكٌ> الضَّناك بالكسر‏:‏ المكْتَنِزُ اللحم‏.‏ ويقال للذَّكر والأْنَثى بغير هاءٍ‏.‏

وفيه <أنه عَطَسَ عنده رجُل فَشَمَّتهُ رجلٌ، ثم عَطَسَ فشَمَّته، ثم عَطَس فأرادَ أن يُشَمّته فقال: دَعْه فإنه مَضْنَوك> أي مَزْكُوم‏.‏ الضُّنَاك بالضم‏:‏ الزُّكاَم‏.‏ يقال أضْنَكه اللّهُ وأزكَمَه‏.‏ والقِياس أن يُقال‏:‏ فهو مُضْنَك ومُزْكَم، ولكنه جاء على أُضْنِك وأُزْكِم‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <امْتَخِطْ فإنَّك مَضْنُوك> وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏ضنن‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <إن للّه ضَنائِنَ من خَلْقه، يُحْييهم في عَافِية

ويُميتُهم في عافية> الضَّنَائِن‏:‏ الخصائص، واحدهم‏:‏ ضَنِينة، فَعِلية بمعنى مفعولة، من الضِّن، وهو ما تختصّه وَتضِنُّ به‏:‏ أي تَبْخَل لمكانه مِنْك وموقِعِه عنْدَك‏.‏ يقال فُلانٌ ضِنِّي من بين إخْوانِي، وضِنِّتي‏:‏ أي أختَصُّ به وأضنُّ بمودَّته‏.‏ ورَواه الجوهري <إن للّه ضِنًّا من خَلْقه>‏.‏

ومنه حديث الأنصار <لم نقُل إلاَّ ضِنّاً برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي بُخْلاً به وشُحًّا أن يُشَارِكنا فيه غَيرنُا‏.‏

ومنه حديث ساعة الجمعة <فقلتُ: أخْبرني بها ولا تَضْنَنْ بها عليَّ> أي لا تبخَل‏.‏ يقال ضَنَنْت أضِنُّ، وضَنِنْت أضَنُّ‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

ومنه حديث زمزم <قيل له: احْفِرِ المضنْوُنة> أي التي يُضَنُّ بها لنَفَاسَتِها وعِزَّتها‏.‏ وقيل للخَلُوق والطِّيب المضْنُونَة؛ لأنه يَضَنّ بهما‏.‏

‏{‏ضنا‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث الحدُود <إنَّ مَرِيضاً اشتكى حتى أضْني> أي أصابَه الضني وهو شدُة المَرَض حتى نَحَل جسْمُه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <لا تضْطَنِي عَنِّي> أي لا تَبُخَلي بانبِساطِك إليَّ، وهو افتعال من الضَّني‏:‏ الَمَرض، والطاءُ بدلٌ من التاء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن عمر <قال له أعْرَابي: إني أعطيتُ بعضَ بَنِيَّ ناقةً حيَاتَه، وإنَّها أضْنَت واضْطَربت، فقال: هي له حياتَه ومَوْتَه>‏.‏ قال الهروي والخطَّابي‏:‏ هكذا رُوي‏.‏ والصَّواب‏:‏ ضنَت، أي كَثُر أولادُها‏.‏ يقال امرأة ماشيةٌ وضانيةٌ، وقد مَشَت وضَنَت‏:‏ أي كثر أولادُها‏.‏ وقال غَيرُهما‏:‏ يقال ضَنَتِ المرأةُ تَضْنِي ضنًي، وأضْنَت، وضَنأَتَ، وأضْنَأَتْ، إذا كَثُر أولادُها‏.‏

 باب الضاد مع الواو

‏{‏ضوأ‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <لا تَسْتَضِيُئوا بنار المشركين> أي لا تستَشِيُروهم ولا تأْخُذوا آراءهم‏.‏ جعل الضوءَ مَثلا للرأي عند الحيرة‏.‏

وفي حديث بَدْء الوحي <يسْمَع الصَّوتَ ويَرَى الضَّوء> أي ما كان يسمع من صَوت المَلَك ويَرَاه من نُوِره وأنوار آياتِ رِّبه‏.‏

وفي شعر العباس‏:‏

وأنت لَّما وُلِدْتَ أشْرَقَت الْ ** أَرْضُ وضاءَتْ بنُورِك الأفُقُ

يقال ضاءت وأضاءت بمعنى‏:‏ أي اسْتنارت وصارت مُضيئة‏.‏

‏{‏ضوج‏}‏ * فيه ذكر <أضواج الوادي> أي مَعاطِفه، الواحد ضوجٌ‏.‏ وقيل هو إذا كُنْت بين جَبَلين مُتضايقين ثم اتّسَع فقد انضاج لك‏.‏

‏{‏ضور‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه دخل على امرأةٍ وهي تَتضوَّر من شَدَّة الحمى> أي تَتلوَّى وتضجُّ وتتقلَّبُ ظهراً لِبَطْنٍ‏.‏ وقيل تَتضَوَّر‏:‏ تُظْهر الضَّوْرَ بمعنى الضُّرِّ ‏(‏وعليه اقتصر الهروي‏)‏‏.‏ يقال ضاره يضُوُره ويضيره‏.‏

‏{‏ضوع‏}‏ * فيه <جاء العباس فجلس على الباب وهو يتضوّع من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رائحة لم يَجدْ مِثلها> تضَوُّعُ الرِّيح‏:‏ تفرقُّها وانْتِشَارها وسُطُوعها، وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏ضَوْضَو‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الرؤيا <فإذا أتاهم ذلك اللَّهَبُ ضَوْضَوْا>أي ضّجُّوا واستغاثوا‏.‏ والضوضاة‏:‏ أصْوَات الناسِ وغَلَبتهم ‏(‏في اللسان والصحاح ‏(‏ضوى‏)‏‏:‏ <وجلبتهم> ‏)‏ ، وهي مَصْدر‏.‏

‏{‏ضوا‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <فلما هبط من ثَنِيَّة الأرَاكِ يوم حُنَيْن ضَوى إليه المُسْلِمُون> أي مالُوا يقال‏:‏ ضَوى إليه ضَيًّا وضُوِيًّا، وانضوى إليه‏.‏ ويقال‏:‏ ضواه إليه وأضواه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا (في الأصل: <اغتربوا ولا تُضْووا> وقد أَسقطنا الواو حيث سقطت من ا واللسان والهروي> ‏)‏ أي تزوَّجوا الغَرَائب دون القَرَائب، فإن ولد الغريبةِ أنْجبُ وأقْوَى من ولدِ القَرِيبة‏.‏ وقد أضْوَت المرأة إذا ولدت ولداً ضعيفا‏.‏ فمعنى لا تُضْووا‏:‏ لا تأْتُوا بأولادٍ ضاوين‏:‏ أي ضُعفاء نُحفَاء، والواحدُ‏:‏ ضاوٍ‏.‏

ومنه الحديث <لا تَنْكِحُوا القَرَابةَ القَريبَة، فإن الولد يُخْلق ضاوِياً>‏.‏

 باب الضاد مع الهاء

‏{‏ضهد‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث شُرَيح <كان لا يُجيز الاضْطِهادَ وَلاَ الضُّغْطة> هو الظلمُ والقَهْر‏.‏ يقال ضَهَده، وأضْهَده، واضْطَهَده‏.‏ والطاءُ بدل من تاءِ الافتِعَال‏.‏ والمعنى أنه كان لا يجيز البَيع واليمين وغيرهما في

الإكْراه والقَهْر‏.‏

‏{‏ضهل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث يحيى بن يَعْمَر <أنْشَأْتَ تطُلُّها وتَضْهَلُها> أي تُعْطِيها شيئاً قليلاً، من الماء الضَّهل، وهو القَلِيل‏.‏ يقال ضَهَلْتُه أضْهلُه‏.‏ وقيل تضْهَلُها‏:‏ أي تردُّها إلى أهْلِها‏.‏ من ضَهْلتُ إلى فلان إذا رَجَعت إليه‏.‏

‏{‏ضها‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <اشدُّ الناس عَذاباً يوم القيامة الذين يُضَاُهون خلق اللّه> أرادَ المُصَوِّرين‏.‏ والمُضَاهاة‏:‏ المشابَهة‏.‏ وقد تهمز وقُرِىء بهما‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <قال لكعب: ضاهيتَ اليَهُوديَّة (كذا في الأصل واللسان. والذي في ا والهروي: <اليهود> ‏)‏ > أي شابْهَتَها وعارضتها‏.‏

 باب الضاد مع الياء

‏{‏ضيح‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث كعب بن مالك <لو مات يومَئِذ عن الضِّيح والرِّيح لَوَرِثَه الزُّبير> هكذا جاء في رواية‏.‏ والمشْهُور‏:‏ الضِّحُّ، وهو ضَوْءُ الَّشمس، فإن صحَّت الرواية فهو مَقْلوبٌ من ضُحَى الشمس، وهو إشْرَاقها‏.‏ وقيل الضِّيحُ‏:‏ قريب من الرِّيح‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عَمّار <إن آخِرَ شُرْبةٍ تشرَبُها ضَياحٌ> الضَّياحُ والضَّيْح بالفتح‏:‏ اللبنُ الخائِرُ يُصَب فيه الماءُ ثم يُخْلط‏.‏ رَوَاه يوم قُتِل بصِفِّين وقد جيء بلَبن ليَشْرَبه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي بكر رضي اللّه عنه <فسَقَتْ ضَيْحَةً حامِضَة> أي شَرْبة من الضَّيح‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <من لم يَقْبَل العُذْرَ ممّن تَنَصَّل إليه، صادقاً كان أو كاذِباً، لم يَرِدْ عَلىَّ الحوض إلاَّ مُتَضحيِّاً> أي مُتأخِّرا عن الواردِين، يجيء بعد ما شَرِبوا ماءَ الحَوض إلاَّ أقَلَّه فيَبْقَى كَدِراً مختلِطاً بغيره، كاللَّبن المخلوط بالماء‏.‏

‏{‏ضيخ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث ابن الزبير <إن الموت قد تغَشَّاكم سَحَابُه وهو مُنْضَاخٌ عليكم بوابل البَلاَيَا> يقال انْضَاخَ الماءُ، وانْضَخَّ إذا انْصَبَّ‏.‏ ومِثْلُه في التَّقْدير انقَاضَ الحائطُ وانقَضَّ إذا سَقَط، شبَّه المنيَّة بالمَطرِ وانْسَيابه‏.‏ هكذا ذكره الهروي وشرَحه‏.‏ وذكره الزَّمخشري في الصَّاد والحاء المهملتين، وأنكر ما ذكره الهروي ‏(‏انظر تعليقنا ص 58 من هذا الجزء‏)‏‏.‏

‏{‏ضير‏}‏ * في حديث الرؤيا <لا تُضَارُون في رؤيته> من ضَارَهَ يضيره ضَيْراً‏:‏ أي ضَرَّهُ، لغة فيه، ويُرْوى بالتشديد وقد تقدم‏.‏

ومنه حديث عائشة <وقد حاضَت في الحجِّ فقال: لا يَضِيرُكِ> أي لا يضُرُّك‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏ضيع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <من تَرَك ضَياعاً فإليَّ> الضَّياعُ‏:‏ العِيالُ‏.‏ وأصله مصْدَر ضاعَ يَضِيعُ ضَياعا، فسُمِّي العيال بالمصدر، كما تقول‏:‏ مَن مات وترك فَقْرا‏:‏ أي فُقَرَاء‏.‏ وإن كسَرْت الضَّاد كان جَمْع ضائع؛ كجائع وجِياع‏.‏

ومنه الحديث <تُعِين ضَائِعا> أي ذَا ضَياع من فَقْر أو عِيالٍ أو حالٍ قَصَّر عن القيام بها‏.‏ ورواه بعضهم بالصاد المهملة والنون‏.‏ وقيل إنه هو الصَّواب وقيل هو في حديث بالمهملة‏.‏ وفي آخر بالمعجمة، وكلاهما صواب في المَعْنى‏.‏

وفي حديث سعد <إني أخافُ على الأعْناب الضيعَةَ> أي أنها تَضِيعُ وتَتْلَف‏.‏ والضَّيعةُ في الأصل‏:‏ المرَّة من الضَّياع‏.‏ وضيعةُ الرجل في غير هذا ما يكون منه مَعَاشه، كالصّنْعة والتِّجارَة والزِّراعة وغير ذلك‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <أفشى (في الهروي: <أفسد> ‏)‏ اللّهُ عليه ضَيْعَته> أي أكثرَ عليه مَعاشه‏.‏

ومنه حديث ابن مسعود <لا تتَّخِذوا الضَّيعةَ فتَرْغَبوا في الدنيا>‏.‏

وحديث حنظلة <عافَسْنَا الأزْواج والضَّيعات> أي المعايشَ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه نهى عن إضاعة المال> يعني إنْفَاقَه في غير طاعةِ اللّه تعالى والإسراف والتَّبذير‏.‏

وفي حديث كعب بن مالك <ولم يَجْعلك اللّهُ بِدَار هَوان ولا مَضِيعة> المَضِيعة بكسر الضاد مَفْعَلة من الضَّياع‏:‏ الاطِّراحِ والهوان، كأنَّه فيه ضائع، فلما كانت عينُ الكلمة ياءً وهي مكسورة نُقلت حركَتُها إلى العين فسكنت الياء فصارت بوزن مَعِيَشة‏.‏ والتقدير فيهما سواء‏.‏

ومنه حديث عمر <ولا تَدع الكثير بدارِ مَضِيعة>‏.‏

‏{‏ضيف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <نَهى عن الصلاة إذا تَضَيَّفت الشمسُ للغُرُوب> أي مالت‏.‏ يقال ضاف عنه يَضِيف‏.‏

ومنه الحديث <ثلاث ساعات كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يَنْهانا أنْ نُصَلّيَ فيها: إذا طَلَعت الشمسُ حتى تَرْتَفع، وإذا تضيَّفت للغُرُوب، ونِصْف النهار>‏.‏

ومنه حديث أبي بكر <أنه قال له ابنه عبد اللّه: ضِفْتُ عنك يوم بَدْر> أي مِلْتُ عنك وعَدَلْتُ‏.‏

وفيه <مُضِيفٌ ظَهرَه إلى القُبَّة> أي مُسْنِدُه‏.‏ يقال أضَفْته إليه أُضِيفه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أن العَدُوَّ يوم حُنَين كَمَنُوا في أحْنَاء الوادي ومَضَايفه> والضَّيْف‏:‏ جانبُ الوادي‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عليّ <أنَّ ابن الكوَّاء وقيس بن عُبادٍ جاآه فقالا: أتَينَاك مُضافَين مُثْقَلين (في الهروي: <مضافِيَن مُثقلِينَ> ضبط قلم‏)‏ - أي مُلجأين - من أضافه إلى الشيء إذا ضَمَّه إليه‏.‏ وقيل معناه‏:‏ أتيناك خائفَين‏.‏ يقال اضاف من الأمر وضَافَ إذا حاذَرَه وأشْفَق منه‏.‏ والمَضُوفة‏:‏ الأمرُ الذي يُحْذَر منه ويُخاف‏.‏ وَوَجْه أن يجعل المُضَاف مَصْدرا بمعنى الإضافة، كالمُكْرَم بمعنى الإكْرام، ثم يَصِف بالمصدر، وإلاَّ فالخائف مُضِيف لا مُضَاف‏.‏

وفي حديث عائشة <ضَافها ضَيفٌ فأمرت له بمِلْحفة صَفْراء> ضِفتُ الرجل إذا نَزَلت به في ضِيافةٍ، وأضَفْتُه إذا أنْزَلته، وتضَّيفُته إذا نَزَلت به، وتضيَّفني إذا أنْزَلني‏.‏

ومنه حديث النَّهدِي <تضَيَّفتُ أبا هريرة سَبْعاً>‏.‏

‏{‏ضيل‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <قال لجرير: أين مَنْزِلُك؟ قال: بأكْناف بيِشَةَ (بِيشَة: اسم لموضعين؛ أولهما: قرية غنّاء في واد كثير الأهل من بلاد اليمن. وثانيهما: من عمل مكة مما يلي اليمن، من مكة على خمس مراحل، وبها من النخل والفسيل شيء كثير. معجم البلدان 1/791) بين نَخْلَة وضَالةٍ> الضَّالة بتخفيف اللام‏:‏ واحِدُة الضَّال، وهو شَجَر السِّدْرِ من شَجَر الشَّوك، فإذا نبَت على شَطّ الأنهار قيل له العُبْرِيّ، وألِفُه مُنْقَلبة عن الياء‏.‏ يقال أضَالت الأرض وأضْيَلت‏.‏

وفي حديث أبي هريرة <قال له أبان بن سعيد: وَبْرٌ تدَلَّى من رَأس ضَالٍ> ضالٌ بالتخفيف‏:‏ مكانٌ أو جَبَل بعَيْنه، يُريد به تَوْهينَ أمْرِه وتَحْقِيَر قَدْرِه‏.‏ ويُروى بالنُّون، وهو أيضا جَبَل في أرْضٍ دوس‏.‏ وقيل أرادَ به الضأن من الغَنم فتكون ألفه همزة‏.‏