فصل: باب الفاء مع القاف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **


 باب الفاء مع القاف

‏{‏فقأ‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <لو أنّ رجُلا اطَّلع في بيت قَومٍ إذْنِهم فَفَقأوا عينَه لم يكن عليهم شيء> أي شَقُّوها‏.‏ والفَقْءُ‏:‏ الشَّقُّ والبَخْصُ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث موسى عليه السلام <أنه فَقأ عيْن مَلَك الموْت> وقد تقدّم مَعْناه في حرف العين‏.‏

ومنه الحديث <كأنَّما فُقِىء في وجْهه حَبُّ الرُّمّان> أي بُخِص‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي بكر <تَفَقّأت> أي انفَلَقَتْ وانْشَقَّتْ‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث عمر <قال في حديث الناقة المُنْكَسِرة: واللّه ما هي بكذا وكذا، ولا هي بفَقِىءٍ فَتَشْرَق [عُروقُها (من الهروي واللسان) ] > الفقىء‏:‏ الذي يأخُذه داءٌ في البَطن يقال له الحَقْوَة، فلا يَبُول ولا يَبْعَرُ، ورُبَّما شَرِقَت عُروقُه ولَحمُه بالدم فيَنْتَفِخ، وربَّما انفَقَأت كَرِشُه من شدّة انْتِفاخِه، فهو الفَقِىء ‏(‏في الهروي‏:‏ <فهو الفَقْؤُ> ‏)‏ حينئذ، فإذا ذُبح وَطُبخ امْتَلَأت القِدْرُ منه دَماً‏.‏ وفَعِيل يقال للذَّكَر والأنثى‏.‏

‏{‏فقح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عبيد اللّه بن جحش <أنه تَنَصَّر بعد أن أسْلم، فقيل له في ذلك، فقال: إنَّا فَقَّحْنا وصَأْصَأْتُم> أي أبْصَرْنا رُشْدَنا ولم تُبْصِروه‏.‏ يقال‏:‏ فقَّح الْجِرْوُ‏:‏ إذا فَتَحَ عَينَيْه، وفَقَّح النَّوْرُ‏:‏ إذا تَفَتَّح‏.‏

‏{‏فقد‏}‏ * في حديث عائشة <افْتَقَدْتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليلة> أي لم أجِدْه، وهو افْتِعلْت، من فَقَدْتُ الشيءَ أفْقِدُه إذا غاب عنك‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث أبي الدَّرْداء <مَن يَتَفَقَّدْ يَفْقِدْ> أي من يَتَفَقَّد أحوال الناس ويَتَعَرَّفها فإنه لا يَجِد ما يُرْضِيه؛ لأن الخير في الناس قليل‏.‏

وفي حديث الحسن <أُغَيْلِمَةٌ حَيارَى تفَاقَدُوا> يَدْعُو عليهم بالموت، وأن يفْقِد بعضهم بعضا‏.‏

‏{‏فقر‏}‏ * قد تكرر ذكر <الفَقْر، والفقير، والفُقَراء في الحديث> وقد اختلف الناس فيه وفي المِسْكين، فقيل‏:‏ الفَقِير الذي لا شيء له، والمِسْكين الذي له بعض ما يكْفيه، وإليه ذهب الشافعي‏.‏ وقيل فيهما بالعَكْس، وإليه ذهب أبو حنيفة‏.‏ والفقير مَبْنيٌّ على فَقُرَ قِياساً، ولم يُقَلْ فيه إلا افْتَقَر يَفْتَقر فهو فَقِير‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <ما يَمْنَع أحَدَكم أن يفَقِر البَعير من إبله> أي يُعِيره للرُّكوب‏.‏ يقال‏:‏ أفْقَر البَعِيرَ يُفْقِره إفْقارا إذا أعاره، مأخوذ من رُكُوب فِقار الظَّهْر، وهو خرزاتُه، الواحدة‏:‏ فَقَارة‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الزكاة <مِن حَقِّها إفْقارُ ظهرها> ‏.‏

وفي حديث جابر <أنه اشْترى منه بَعِيرا وأفْقَرَه ظهره إلى المدينة> ‏.‏

ومنه حديث عبد اللّه <سُئل عن رجُل اسْتَقْرَض من رجُلٍ دراهم ثم إنه أفْقَرَ المُقْرِضَ دابَّتَه، فقال: ما أصاب مِن ظَهْرِ دابَّتِه فهو رِباً> ‏.‏

ومنه حديث المُزارَعة <أفْقِرْها أخاك> أي أعِرْه أرضك للزرَاعة، اسْتعاره للأرض من الظهْر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عبد اللّه بن أُنَيْس <ثم جَمَعْنا المفاتيح وتَركْناها في فَقِيرٍ من فُقُر خَيْبر> أي بِئر من آبارِها‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عثمان <أنه كان يَشْرب وهو مَحْصور من فقيرٍ في دارِه> أي بئر، وقيل‏:‏ هي القليلة الماء‏.‏

ومنه حديث مُحَيِّصَة <أن عبد اللّه بن سَهْل قُتِل وطُرِح في عَيْنٍ أو فَقير> والفقير أيضا‏:‏ فَمُ القَناة، وفقير النخلة‏:‏ حُفْرة تُحْفَر للفَسِيلة إذا حُوّلت لتُغْرَس فيها‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <قال لسَلْمان: اذْهب ففَقِّرْ للفَسيل> أي احْفِرْ لها موضعاً تُغْرَس فيه، واسم تلك الحُفْرة‏:‏ فُقْرَة وفَقِير‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عائشة <قالت في عثمان: المرْكُوب منه الفِقَرُ الأربع> القُتَيْبي‏:‏ الفِقَر بالكسر‏:‏ جمع فِقْرة، وهي خَرَزات الظَّهْر، ضَرَبَتْها مثلا لما ارْتُكِبَ منه، لأنَّها موضع الرُّكوب، أرادت أنهم انْتَهَكوا فيه أربع حُرَم‏:‏ حُرْمة البَلَد، وحُرْمة الخِلافة، وحُرْمة الشهر، وحُرْمة الصُّحْبة والصِّهْر‏.‏ وقال الأزهري‏:‏ هي الفُقَر بالضم أيضا جَمْع فُقْرة، وهي الأمر العظيم الشِّنيع‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث الآخر <اسْتَحُّلوا منه الفُقَر الثلاث> حُرْمة الشَّهْر الحرام، وحُرْمة البَلد الحرام، وحُرْمة الخِلافة‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث الشَّعْبِيّ <فُقَراتُ ابن آدم ثلاث: يومَ وُلِد، ويومَ يموت، ويومَ يُبْعث حَيّاً> هي الأمور العِظام، جمع فُقْرة بالضم‏.‏ ومن المكسور الأوّل ‏(‏س‏)‏ حديث زيد بن ثابت <ما بين عَجْب الذَّنَب إلى فِقْرة القَفا ثِنْتان وثلاثون فِقْرة، في كل فِقرة أحدٌ وثلاثون دينارا> يعني خَرَز الظَّهْر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <عادَ البَراء بن مالك في فَقَارة من أصحابه> أي فِقَر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمر <ثلاث من الفَواقِر> أي الدَّواهي، واحِدتُها فاقِرَة، كأنها تَحْطِم فَقَار الظَّهْر، كما يُقال‏:‏ قاصِمَة الظَّهر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث معاوية، أنه أنشد‏:‏

لَمالُ المَرء يُصْلِحُه فيُغْنِي ** مَفاقرِةُ أعَفُّ من القُنوِع

‏(‏البيت للشماخ بن ضرار‏.‏ ديوانه ص 56 بشرح الشنقيطي‏.‏ القاهرة 1327 ه‏)‏

المَفاقِر‏:‏ جَمْع فَقْر على غير قِياس، كالمَشابه والمَلامِح‏.‏ ويجوز أن يكون جمع مَفْقَر، مصدر أفْقَره؛ أو جَمْع مُفْقِر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث سعد <فأشار إلى فَقْرِ في أنْفِه> أي شَقٍّ وحَزٍّ كان في أنْفه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه كان اسم سَيْف النبي صلى اللّه عليه وسلم ذا الفَقار> لأنه كان فيه حُفَرٌ صِغارٌ حِسان‏.‏ والمُفَقَّر من السّيوف‏:‏ الذي فيه حُزُوز مطْمَئنة‏.‏

وفي حديث الإيلاء <على فَقِيٍر من خَشَب> فسَّره في الحديث بأنه جِذْع يُرْقَى عليه إلى غُرْفة‏:‏ أي جُعلَ فيه كالدَّرَج يُصْعَد عليها ويُنْزل‏.‏ والمعروف <على نَقِير> بالنون‏:‏ أي مَنْقور‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر، وذكر امرأ القيس فقال <افْتَقر عن مَعانٍ عُورٍ أصَحّ بَصَرٍ> أي فتَح عن مَعانٍ غامِضَة‏.‏

وفي حديث القَدَر <قِبَلَنا ناسٌ يَتَفَقَّرون العِلم> هكذا جاء في رواية بتقديم الفاء على القاف، والمشهور بالعكس‏.‏ قال بعضُ المتأخِّرين‏:‏ هي عندي أصحُّ الروايات وألْيَقُها بالمعنى‏.‏ يعني أنهم يَسْتخرِجون غامِضَه ويَفْتَحون مُغْلقَه‏.‏ وأصلُه من فَقَرْتُ البئر إذا حَفْرَتها لاسْتِخْراج مائها، فلما كان القَدَرِيَّة بهذه الصِّفَة من البحث والتَّتَبُّع لاسْتخراج المعاني الغامِضة بدقائق التأويلات وَصَفهم بذلك‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الوليد بن يزيد بن عبد الملك <أفْقَر بَعد مَسْلَمَةَ الصَّيْدُ لِمَنْ رَمَى> أي أمْكَن الصَّيدُ مِن فَقَار لِرامِيه، وأراد أن عَمَّه مَسْلَمة كان كثير الغَزْو يَحْمِي بَيْضة الإسلام، ويَتولَّى سِدادَ الثُّغور‏:‏ فلما مات اخْتَلَّ ذلك وأمكَن الإْسلامُ لمَنْ يَتَعرض إليه‏.‏ يقال‏:‏ أفْقَرَك الصَّيدُ فارْمِه‏:‏ أي أمْكَنك مِن نفْسِه‏.‏

‏{‏فقص‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث الحُدَيْبية <وفَقَص البَيْضة> أي كسَرها، وبالسين أيضا‏.‏

‏{‏فقع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أن ابن عباس نهَى عن التَّفْقيع في الصلاة> هي فَرْقَعة الأصابع وغَمْز مَفاصلها حتى تُصَوِّت‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أمّ سَلَمة <وإنْ تفَاقَعَت عَيْناك> أي رَمِصَتَا‏.‏ وقيل‏:‏ ابْيَضَّتَا‏.‏ وقيل‏:‏ انْشَقَّتَا‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عاتكة <قالت لابن جُرمُوزٍ: يا ابنَ فَقْعِ القَرْدَدِ> الفَقْع‏:‏ ضَرْبٌ من أرْدَإ الكَمْأة، والقَرْدَدُ‏:‏ أرض مُرتفعة إلى جَنْب وهْدَة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث شُرَيْح <وعليهم (في الهروي: <وعليه> ‏)‏ خِفافٌ لها فُقْع> أي خَرَاطِيمُ‏.‏ وخُفٌّ مُفَقَّع‏:‏ أي مُخَرْطَم‏.‏

‏{‏فقم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <مَن حَفِظ ما بين فُقْمِيه ورِجْلَيه دخَلَ الجنَّةَ> الفُقْم بالضم والفتح‏:‏ اللَّحْى، يُريد مَن حَفظ لسانَه وفَرْجَه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث موسى عليه السلام <لمَّا صارت عصاه حَيَّةً وضَعَت فُقْماً لها أسفلَ وفُقْماً لها فَوقَ> ‏.‏

ومنه حديث الملاعنة <فأخَذت بِفُقْمَيه> أي بِلَحْيَيْه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وحديث المغيرة <يَصِف امْرأة: فَقْماء سَلْفَع> الفَقْماء‏:‏ المائِلة الحَنَك ‏.‏ وقيل‏:‏ هو تقدّم الثَّنايا السُّفلى حتى لا تقَع عليها العُليا‏.‏ والرجُل أفْقَمُ‏.‏ وقد فَقِم يَفْقَم فَقْماً‏.‏

‏{‏فقه‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث ابن عباس <دَعا له النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: اللهم فَقِّهْه في الدِين وعَلِّمه التأوِيل> أي فَهِّمْه‏.‏ والفِقْه في الأصل‏:‏ الفَهْم، واشْتِقاقه من الشَّقّ والفتح‏.‏ يقال‏:‏ فَقِه الرجُل بالكسر - يَفْقَه فِقْهاً إذا فَهِم وعَلِم، وفَقُه بالضم يَفْقُه‏:‏ إذا صار فَقيها عالما‏.‏ وقد جَعله العُرف خاصّاً بعلم الشريعة، وتَخْصيصا بعلْم الفُروع منها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث سَلْمان <أنه نَزل على نَبَطِيَّةٍ بالعِراق، فقال لها: هل ها هنا مكان نَظيف أصَلّي فيه؟ فقالت: طَهِّر قلبك وصَلّ حيث شِئت، فقال: فَقِهْتُ> أي فَهِمْتُ وفَطِنْتُ للحق والمعنى الذي أرادت‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <لَعن اللُّه النائحةَ والمسْتَفْقِهة> هي التي تُجاوِبُها في قولها، لأنها تَتَلَفَّقُه وتَفْهَمُه فتُجيبها عنه‏.‏

‏{‏فقا‏}‏ * في حديث الملاعنة <فأخذتْ بِفَقْويه> كذا جاء في بعض الروايات، والصَّواب <بِفَقْمَيْه> أي حَنَكَيه‏.‏ وقد تقدّم‏.‏

 باب الفاء مع الكاف

‏{‏فكك‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أعْتِق النَّسَمةَ وفُكَّ الرّقَبة> تفسيره في الحديث، أن عِتْق النَّسَمة أن يَنْفَرِد بعِتْقِها، وفكّ الرَّقبة أن يُعِين في عِتْقها‏.‏ وأصل الفَكّ‏:‏ الفصل بين الشَّيئين وتخليص بعضِهما من بعض‏.‏* ومنه الحديث <عُودُوا المريضَ وفُكُّوا العانِيَ> أي أطْلِقوا الأسير‏.‏ ويجوز أن يُريدَ به العِتْق‏.‏

وفيه <أنه ركِب فَرساً فصَرعَه على جِذْم نخْلة فانْفَكَّت قَدَمُه> الانْفِكاك‏:‏ ضَرْب من الوَهْنِ والخَلْع، وهي أن تَنْفَكَّ بعض أجزائها عن بعض‏.‏

‏{‏فكل‏}‏ * فيه <أوحَى اللّه إلى البحر أنّ موسى يَضْرِبُك فأطِعْه، فبات وله أفْكَل> أي رِعْدة، وهي تكون من البَرْد أو الخَوف، ولا يُبْنَى منه فِعْل‏.‏ وهمزته زائدة‏.‏

ومنه حديث عائشة <فأخذَني أفْكَل وارْتَعدْتُ من شدّة الغَيْرة> ‏.‏

‏{‏فكن‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <حتى إذا غاضَ ماؤها بَقِيَ قَومٌ يَتَفَكَّنون> أي يَتَنَدَّمُون‏.‏ والفُكْنة‏:‏ النَّدامة على الفائِت‏.‏

‏{‏فكه‏}‏ * في حديث أنس <كان النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم من أفْكَهِ الناس مع صَبيٍّ> الْفَاكه‏:‏ المازِح، والاسم‏:‏ الفُكَاهة‏.‏ وقد فَكِهَ يَفْكَه فهو فَكِهٌ وفاكِهٌ‏.‏ وقيل‏:‏ الفاكِهُ ذُو الفُكاهة، كالتامِر واللاَّبِن‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث زيد بن ثابت <أنه كان من أفْكَهِ الناس إذا خَلَا مع أهلِه> ‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه الحديث <أربعٌ ليس غِيَبُتُهنّ بغِيبة، منه المُتَفكِّهون بالأمّهات> هُم الذين يَشْتُمونهنّ مُمَازِحِين‏.‏

 باب الفاء مع اللام

‏{‏فلت‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <إن اللّه يُمْلِي للظالم فإذا أخَذه لم يُفْلِتْه> أي لم يَنْفَلت منه‏.‏ ويجوز أن يكون بمعنى‏:‏ لم يُفِلْته منه أحدٌ‏:‏ أي لم يُخَلصِّه‏.‏

ومنه الحديث <أن رجُلا شَرِب خَمْراً فسَكِر، فانْطُلِق به إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فلمّا حاذَى دار العباس انْفَلت، فدخَل عليه، فَذُكِر له ذلك، فضَحِك، وقال: أفعَلَها؟ ولم يأمُر فيه بشيء> ‏.‏

ومنه الحديث <فأنا آخِذٌ (في الأصل: <آخُذُ> بضم الخاء المعجمة، وأثبتنا ضبط ا‏.‏ قال الإمام النووي في شرحه لمسلم ‏(‏باب شفقته صلى اللّه عليه وسلم من كتاب الفضائل‏)‏ ‏:‏ روي بوجهين‏:‏ أحدهما اسم فاعل، بكسر الخاء وتنوين الذال‏.‏ والثاني فعل مضارع، بضم الذال بلا تنوين، والأول أشهر، وهما صحيحان‏)‏ بحُجَزكم وأنتم تَفَلَّتون من يدِي> أي تَنَفلْتون، فَحَذف إحدى التاءين تخفيفا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أن رجُلا قال له: إن أمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُها> أي ماتت فَجأة وأُخِذَت نفْسُها فَلْتَة‏.‏ يقال‏:‏ افْتَلَتَه إذا اسْتَلَبه‏.‏ وافْتُلِتَ فُلان بكذا إذا فُوجئ به قبل أن يَسْتِعدّ له‏.‏ ويُرْوَى بنصْب النفْس ورَفْعِها، فمعنى النَّصْب افْتَلَتَها اللّه نفْسَها‏.‏ مُعَدّيً إلى مفعولين، كما تقول‏:‏ اخْتَلَسَه الشيء واسْتَلَبه إيَّاه، ثم بُنِي الفِعْل لما لم يُسمّ فاعله، فتَحَول المفعول الأوّل مُضْمَرا وبَقِيَ الثاني منصوبا، وتكون التاء الأخيرة ضمير الأم‏.‏ أي افْتُلِتَتْ هي نفْسَها‏.‏ وأما الرَّفْع فيكون مُتَعّديا إلى مفعول واحد، أقامه مُقام الفاعل، وتكون التاء للنفْس‏:‏ أي أُخِذَت نَفْسُها فَلْتة‏.‏

ومنه الحديث <تَدارَسُوا القرآن فَلهُو أشدُّ تَفَلُّتا من الإبل من عُقُلها> التَّفَلُّت والإفْلات والانْفِلات‏:‏ التَّخَلُّص من الشيء فَجأة من غير تَمُّكث‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <إن عِفْرِيتاً من الجن تَفَلَّت عليَّ البارِحَةَ> أي تعرَّضَ لي في صلاتِي فَجأة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <إن بَيْعةَ أبي بكر كانت فَلْتَةً وقَى اللّهُ شَرَّها> أراد بالفَلْتة الفَجْأة‏.‏ ومِثْلُ هذه البَيْعة جَدِيرة بأن تكون مُهَيِّجة للشَّر والفِتْنَة فَعَصم اللّه من ذلك ووَقَى‏.‏ والفَتْنَة‏:‏ كلُّ شيءٍ فُعل من غير رَوِيَّة، وإنما بُودِرَ بها خَوْف انْتشار الأمْر‏.‏ وقيل‏:‏ أراد بالفَلْتة الخَلسة‏.‏ أي إن الإمامة يوم السَّقيفة مالَت إلى تَوَلِّيها الأنفُس، ولذلك كَثر فيها التَّشاجُر، فما قُلِّدَها أبو بكر إلا انْتزاعاً من الأيْدِي واخْتلاسا‏.‏ وقيل‏:‏ الفَلْتة آخر ليلة من الأشْهُر الحرُم، فيَخْتلفون فيها أمِن الحلّ هي أم من الحرُم، فيُسارع الموْتُوُر إلى دَرْك الثَّأر، فيكْثر الفساد وتُسْفَك الدِّماء، فشبّه أيَّام النبي عليه الصلاة والسلام بالأشْهر الحُرُم، ويَوْم مَوْته بالفَلْتة من وُقوع الشَّر من ارْتِدادِ العَرب، وتَخَلُّف الأنصار عن الطاعة، ومَنْع مَن مَنَع الزكاة، والجَرْي على عادة العَرب في ألَّا يَسُود القَبيلَة إلا رجلٌ منها‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي صفة مجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم <لا تُنْثى فَلَتَاتُه> الفَلَتات‏:‏ الزَّلاّت جمع فلْتَة‏.‏ أي لم يكن في مَجْلسه زَلاّتٌ فتُحْفَظَ وتُحْكَى‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه <وهو في بُرْدَةٍ له فَلْتَة> أي ضّيِّقة صغيرة لا يَنْضَمّ طَرَفاها، فهي تَفَّلُت من يَدِه إذا اشْتَمل بها، فسَمَّاها بالمرَّة من الانفِلات‏.‏ يقال‏:‏ بُرْدةٌ فَلْتَة وفَلُوت‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث ابن عمر <وعليه بُرْدَةٌ فَلوت> وقيل‏:‏ الفَلُوت التي لا تَثْبتُ على صاحبها؛ لخشُونَتها أو لينها‏.‏

‏{‏فلج‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في صفته عليه السلام <أنه كان مُفَلَّج الأسنان> وفي رواية <أفْلَجَ الأسْنان> الفَلَج بالتَّحريك‏:‏ فُرْجَة ما بين الثَّنايا والرَّبَاعيات، والفَرَق‏:‏ فُرْجَة بين الثَّنيَّتَين‏.‏

ومنه الحديث <أنه لَعن المُتَفَلّجاتِ للحُسْنِ> اي النساء اللاتي يفْعلن ذلك بأسنانهنّ رَغْبَةً في التَّحْسين‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث علي <إن المُسْلم ما لم يَغْشَ دَناءةً يَخْشَعُ لها إذا ذُكرت، وتُغْرِى به لئامَ الناس كالياسِر الفالج> الياسر‏:‏ المُقامِرُ، والفالِجُ‏:‏ الغالب في قمِاره‏.‏ وقد فَلَج أصحابه وعلى اصحابه إذا غلبهم، والاسْم‏:‏ الفُلْج بالضم‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديثه الآخر <أيُّنا فَلَجَ فَلَجَ أصحابه> ‏.‏

ومنه حديث سعد <فأخذْتُ سَهْمي الفَالج> أي القَامِرَ الغَالِب‏.‏ ويجوز أن يكون السهم الذي سبق به في النِّضال‏.‏

ومنه حديث مَعْن بن يزيد <بايعْتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وخاصَمْتُ إليه فأفْلجني> أي حَكم لي وغَلَّبَني على خَصْمي‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث عمر <أنه بعث حُذَيفة وعثمان بن حُنَيْف إلى السَّواد فَفَلَجا الجزْية على أهْلِه> أي قَسمَاها‏.‏ وأصْلُه من الفِلْج والفَالِج، وهو مِكْيال معروف، وأصلُه سُرْياني فعُرب‏.‏ وإنما سَمَّي القِسْمة بالفَلْج لأنّ خَراجَهم كان طَعَاما‏.‏

وفيه ذكْر <فَلَج> هو بفتْحَتين‏:‏ قَرْية عظيمة من ناحِيَة اليمامة، ومَوْضِع باليمن من مَساكن عَادٍ، وهو بسكون اللام‏:‏ وادٍ بين البصْرة وحِمَى ضَرِيَّة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <إنّ فَالِجاً تردَّى في بئر> الْفالج‏:‏ البَعِير ذو السَّنَامين، سُمّي به لأنّ سَنامَيْه يَخْتَلِف مَيْلُهما‏.‏

ومنه حديث أبي هريرة <الفَالِجُ داءُ الأنبياء> هو داء معروف يُرْخِي بَعْضَ البَدَن‏.‏

‏{‏فلح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الأذان <حَيَّ على الفَلاح> الفَلاح‏:‏ البَقَاء والفَوْزُ والظَّفَرُ، وهو مِن أفلح، كالنَّجاح من أنْجَحَ‏:‏ أي هَلُمُّوا إلى سَبَب البَقاء في الجنة والفَوْز بها، وهو الصلاة في الجَماعة‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الخيل <مَنْ رَبَطها عُدَّةً في سبيل اللّه فإنّ شِبَعَها وجُوعَها وَرِيَّها وظَمَأها وأرْوَاثها وأبْوَالها فَلاحٌ في مَوازِينه يوم القيامة> أي ظفر وفَوْز‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث السَّحور <حتى خَشِينا أن يَفُوتنا الفَلاح> سُمّي بذلك لأن بقاء الصَّوم به‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أبي الدَّحْدَاح‏:‏

بَشَّرَك اللّهُ بِخَيْرٍ وفَلَحْ*

أي بَقَاء وفَوْز، وهو مَقْصور من الفَلَاح‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن مسعود <إذا قال الرجُل لامْرأتِه: اسْتَفْلحي بأمْرِك فقَبِلَتْه فواحِدَةٌ بائِنَة> أي فُوِزي بأمْرِك واسْتَبِدّي به‏.‏

ومنه الحديث <كُلُّ قَوْمٍ على مَفْلَحَةٍ من أنْفُسِهم> قال الخطَّابي‏:‏ معناه أنهم راضُون بِعِمْلهم مُغْتَبِطُون به عند أنْفُسِهم، وهي مَفْعَلة من الفَلاح، وهو مثل قوله تعالى <كلُّ حِزبٍ بما لديْهِمْ فَرِحُونَ> ‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه <قال رجلٌ لسُهيل بن عَمْرو: لولا شيءٌ يَسُوء رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم لضَرْبت فَلَحَتَك> أي موضع الفَلَح، وهو الشَّقُّ في الشَّفَة السُّفْلى‏.‏ والفَلْح‏:‏ الشَّقُّ والقَطْع‏.‏

ومنه حديث عمر <اتَّقُوا اللّه في الفلاَّحين> يعني الزَّرَّاعين الذين يَفْلَحُون الأرض‏:‏ أي يَشُقُّونها‏.‏

ومنه حديث كعب <المرأة إذا غاب عنها زَوْجُها تَفَلَّحَت وتَنَكَّبَت الزِّينة> أي تَشَقَّقَت وتَقَشَّفَت‏.‏ قال الخطَّابي‏:‏ <أرَاه تَقَلَّحَت> بالقاف، من القَلَح وهو الصُّفْرة التي تَعْلُو الأسْنان‏.‏

‏{‏فلذ‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في أشراط الساعة <وتَقِيءُ الأرضُ أفْلاذَ كَبدها> أي تُخْرِج كُنوزَها المَدْفونة فيها، وهو اسْتِعارة‏.‏ والأفْلاذُ‏:‏ جَمْع فِلَذٍ، والفِلَذُ‏:‏ جمع فِلْذَة، وهي القطعة المقطوعة طولاً‏.‏ ومثله قوله تعالى <وأخْرجتِ الأرضُ أثقالَها> وسُمّي ما في الأرض قِطَعاً؛ تَشْبيها وتمثيلا‏.‏ وخَصَّ الكَبِد‏.‏ لأنها من أَطايب الجَزُور‏.‏ واستعار القَيْء للإخراج‏.‏

ومنه حديث بدر <هذه مكَّة قَدْ رَمَتْكُم بأفلاذ كَبِدها> أرادَ صَمِيم قُريش ولُبَابَها وأشْرَافَها، كما يقال‏:‏ فُلانٌ قَلْبُ عَشيرته، لأنّ الكَبِدَ من أشْرف الأعْضاء‏.‏

ومنه الحديث <إنّ فَتىً من الأنصار دَخَلَته خَشْيَةٌ من النار فحبَسَتْه في البيت حتى مات، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: إنّ الفَرَق من النار فَلَذَ كَبِدَه> أي خَوْف النار قَطع كَبِده‏.‏

‏{‏فلز‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <كلّ فِلِزّ أُذِيبَ> الفِلِزّ بكسر الفاء واللام وتشديد الزَّاي‏:‏ ما في الأرض من الجواهر المَعْدنِية، كالذَّهب والفِضَّة والنُّحاس والرَّصاص‏.‏ وقيل‏:‏ هو ما يَنْفِيه الكِيُر منها‏.‏

ومنه حديث علي <مِن فِلِزّ اللُّجَيْن والعِقْيان> ‏.‏

‏{‏فلس‏}‏ * فيه <من أدْرَك مالَه عند رَجُل قد أفْلَس فهو أحقُّ به> أفْلَس الرجُل‏:‏ إذا لم يَبْقَ له مال‏.‏ ومعناه صارت دراهِمُه فُلُوسا‏.‏ وقيل‏:‏ صَارَ إلى حال يُقال ليس معه فَلْس‏.‏ وقد أفْلَس يُفْلِسُ إفْلَاساً فهو مُفْلِس، وفَلَّسَه الحاكم تَفْلِيسا‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

وفيه ذكر <فُلْس> بضم الفاء وسكون اللام‏:‏ هو صَنَم طَيِّيء، بَعث النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم عَلِيّاً لِهَدْمِه سنة تسع‏.‏‏{‏فِلَسْطِين‏}‏ * هي بكسر الفاء وفتح اللام‏:‏ الكُورة المعروفة فيما بين الأْرُدّن وديار مصر، وأمّ بلادِها بيت المقدس‏.‏

‏{‏فلط‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث عمر بن عبد العزيز <أمَر بِرَجُلٍ أن يُحَدّ، فقال: أُضْرَبُ فِلاَطا؟> أي فَجأة، وهي بلُغَة هُذَيل‏.‏

‏{‏فلطح‏}‏ * في حديث القيامة <عليه حَسَكَة مُفَلْطَحَة، لها شَوْكَة عَقِيفة> المُفَلْطَح‏:‏ الذي فيه عَرْض واتِّساع‏.‏

وفي حديث ابن مسعود <إذا ضَنُّوا عليه بالمَفْلَطَحة> قال الخَطَّابي‏:‏ هي الر‏!‏ُقَاقة التي فُلْطِحَت‏:‏ أي بُسِطَت‏.‏ وقال غيره‏:‏ هي الدَّرَاهِم‏.‏ ويروى <المطَلْفَحَة> وقد ذُكِرت في الطاء‏.‏

‏{‏فلغ‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <إني إنْ آتِهِم يُفْلَغْ رأسي كما تُفْلغُ العِتْرة> أي يُكْسَر، وأصل الفَلْغ‏:‏ الشَّقُّ‏.‏ والعِتْرة‏:‏ نبْت‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث ‏[‏ابن ‏(‏من ا، والهروي، والفائق 2/296‏)‏ ‏]‏ عمر <أنه كان يُخْرِج يَدْيه في السجود وهما مُتَفَلِّغَتَان> أي مُتَشَققِّتَان من البَرْد‏.‏

‏{‏فلفل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث علي <قال عَبْدُ خَيْر: إنه خرج وقت السَّحَر فأسْرَعْت إليه لأسأله عن وقت الوَتْر، فإذا هو يَتَفَلْفَل> ‏.‏ وفي رواية السُّلمي <خرج علينا عليٌّ وهو يَتَفَلْفَل> قال الخطّابي‏:‏ يقال‏:‏ جاء فلان مُتَفَلْفلاً‏:‏ إذا جاء والسِّواك في فِيه يَشُوصُه‏.‏ ويقال‏:‏ جاء فلان يَتَفَلْفَل إذا مَشَى مِشْيَة المُتَبَخْتر‏.‏ وقيل‏:‏ هو مُقارَبة الخُطَا، وكِلا التَّفْسيرين مُحْتَمِل للرّوايَتين‏.‏ وقال القُتَيبي‏:‏ لا أعْرِف يَتَفَلْفَل بمعنى يَسْتَاك، ولعلَّه <يَتَتَفَّل> لأن مَن اسْتَاك تَفَل‏.‏

‏{‏فلق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه كان يَرى الرُّؤيا فتأتي مِثْل فَلَق الصُّبح> هو بالتحريك ضَوْؤه وإنارَتُه‏.‏ والفَلق‏:‏ الصُّبح نَفْسُه‏.‏ والفَلْق بالسكون‏:‏ الشَّقُّ‏.‏

ومنه الحديث <يا فالِقَ الحَبِّ والنَّوى> أي الذي يَشُق حبَّة الطَّعام ونَوى التَّمر للْإِنْبات‏.‏

ومنه حديث علي <والذي فَلَق الحبَّةَ وبرَأ النَّسَمة> وكثيرا ما كان يُقْسِم بها‏.‏

ومنه حديث عائشة <إن البُكاءَ فالِقٌ كَبِدي> ‏.‏

وفي حديث الدجَّال <فأشْرَف على فَلَقٍ من أفْلاق الحَرَّة> الفَلَق بالتَّحريك‏:‏ المطْمَئِن من الأرض بين رَبْوَتَين، ويُجْمَع على فُلْقَان أيضا‏.‏

وفي حديث جابر <صَنَعْت للنبي صلى اللّه عليه وسلم مَرقَة يُسَمِّيها أهلُ المدينة الفَلِيقَة> قيل‏:‏ هي قِدْر يُطْبَخُ ويُثْرَدُ فيها فِلَق الخُبْز، وهي كِسَرُه‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث الشَّعْبِيّ، وسُئِل عن مَسْالة فقال‏:‏ <ما يقول فيها هؤلاء المَفَالِيق؟> هم الذين لا ماال لهم، الواحِدُ‏:‏ مِفْلاق‏:‏ كالمَفالِيس، شَبَّه إفلَاسَهُم من العِلم وعَدَمه عندهم بالمفَاليس من المال‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي صفة الدجَّال <رأيتُه فإذا رجُلٌ فَيْلَقٌ أعْورُ> الفَيْلَق‏:‏ العظيم‏.‏ وأصْل الفَيْلَق‏:‏ الكَتِيَبة العظِيمة، والياء زائدة‏.‏ قال القُتَيْبي‏:‏ إن كان محفوظا، وإلا فإنَّما هو <الفَيْلَم> ، وهو العَظيم من الرِّجال‏.‏

‏{‏فلك‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث ابن مسعود <تَركْتُ فرَسَك كأنه يَدُور في فَلَك> شَبَّهه في دَوَرَانه بِدَوَرَان الفلك، وهو مَدَار النُّجوم من السماء، وذلك أنه كان قد أصابَتْه عَيْن فاضْطَرب‏.‏ وقيل‏:‏ الفَلَك‏:‏ مَوْج البَحْر، شبَّه به الفَرس في اضْطِرَابه‏.‏

‏{‏فلل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أمّ زَرْع <شَجَّكِ، أو فَلَّكِ، أو جَمَع كُلَّالَكِ> الفَلُّ‏:‏ الكَسْر والضَّرْب، تقول‏:‏ إنَّها مَعَه بَيْن شَجِّ رَأسٍ، أو كَسْر عُضْو، أو جَمْع بَيْنَهما‏.‏ وقيل‏:‏ أراد بالفَلِّ الخضومة‏.‏

ومنه حديث سيف الزبير <فيه فَلَّةٌ فُلَّها يَوْم بَدْر> الفَلَّة‏:‏ الثُّلْمَة في السيف، وجمعُها‏:‏ فُلول‏.‏

ومنه قول الشاعر‏(‏هو النابغة الذبياني‏.‏ والبيت في ديوانه ص 15، بشرح كرم البستاني‏.‏ بيروت 1953 م وصدره‏:‏

ولا عيبَ فيهم غيرَ أن سُيوفَهْم* ‏)‏

بِهنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاع الْكَتَائبِ*

ومنه حديث ابن عوف <ولا تَفُلُّوا المُدَى بالاخْتِلاف بَيْنَكم> المُدَى‏:‏ جمع مُدْية، وهي السِّكِّين، بَفِّلها كَنَىَ عن النِّزاع والشِّقاق‏.‏

ومنه حديث عائشة تَصِف أباها <ولا فَلُّوا لَهُ صَفَاة> أي كَسَرُوا له حَجَرا، كَنَتُّ به عن قُوّته في الدِّين‏.‏

ومنه حديث علي <يَسْتَزلُّ لُبَّك ويَسْتَفِلُّ غَرْبَك> هو يَسْتَفْعِل، من الفَلّ‏:‏ الكَسْر‏.‏ والغَرْب‏:‏ الحَدّ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الحجّاج بن عِلَاط <لَعَليِّ أصِيبُ من فَلِّ مُحمَّد وأصْحابه> الفَلُّ‏:‏ القَوْم المنْهزِمون، من الفَلّ‏:‏ الكسر، وهو مصدرٌ سُمِّي به، ويقع على الواحد والاثنين والجميع، ورُبَّما قالوا‏:‏ فُلُول وفِلَال‏.‏ وفَلَّ الجيْشَ يَفُلُّه فلاًّ إذا هَزَمه، فهو مَفْلُول، أراد‏:‏ لَعَلِّي أشْتَرِي ما أصِيبُ من غَنائمهم عند الهزيمة‏.‏

ومنه حديث عاتكة <فَلٌّ مِنَ القَوم هَارِبُ> ‏.‏

ومنه قصيد كعب‏:‏

أن يَتُركَ القِرْنَ إلاَّ وهْو مَفْلُولُ*

أي مَهْزُوم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث معاوية <أنه صَعِد المِنْبَر وفي يده فَلِيلَةٌ وطَرِيدَة> الفَلِيلَة‏:‏ الكُبَّةُ مِنَ الشَّعْر‏.‏

وفي حديث القيامة <يقول اللّه تعالى: أي فُلْ، ألَمْ أكْرمك وأسَوِّدْك> معناه يا فُلانُ، وليس تَرْخِيما له؛ لأنه لا يقال إلاَّ بسكون اللام، ولو كان ترخيما لفَتَحُوها أو ضَمُّوها‏.‏ قال سيبويه‏:‏ ليست تَرْخِيما، وإنما هي صِيَغة ارْتجِلت في باب النِّداء‏.‏ وقد جاء في غير النِّداء‏.‏ قال ‏(‏هو أبو نجم العِجْلي‏.‏ كما في الصحاح ‏(‏فلل‏)‏ ‏)‏ ‏.‏

في لَجَّةٍ أمْسِك فُلاَناً عنْ فُلِ*

فكسر اللام للقافية‏.‏ وقال الأزهري‏:‏ ليس بتَرْخيم فُلان، ولكِنَّها كلمة على حِدَة، فَبَنُو أسَد يُوقِعونَها على الواحد والاثنين والجميع والمؤنث، بلفْظ واحد، وغيرهم يُثَنّى ويَجْمَع ويؤنث‏.‏ وفُلان وفلانة‏:‏ كناية عن الذَّكَر والأنْثى من الناس، فإن كَنيْت بهما عن غير الناس قلت‏:‏ الْفُلان والفُلانة‏.‏ وقال قوم‏:‏ إنه تَرْخِيم فُلان، فحذفِت النون للتَّرخيم، والألِفُ لسكونها، وتُفْتح اللام وتُضَم على مذهبي الترخيم‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أسامة في الوالي الجائر <يُلْقَى في النار فتَنْدَلِقُ أقْتَابُه، فيقال: أي فُلْ، أين ما كنت تَصِف؟> وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏فلم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في صفة الدجَّال <أقْمَر فَيْلَم> وفي رواية <فَيْلَمانيّاً> الفَيْلَم‏:‏ العظيم الجُثَّة‏.‏ والفَيْلَم‏:‏ الأمر العظيم، والياء زائدة‏.‏ والفَيْلماني‏:‏ منسوب إليه بزيادة الألف والنون للمبالغة‏.‏

‏{‏فلهم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أن قَوما افْتَقدوا سِخَابَ فَتاتِهم، فاتَّهَمُوا امْرَأة، فجاءت عجوزٌ ففَتَّشَتْ فَلْهَمَهَا> أي فَرْجَها‏.‏ وذَكَره بعضُهم بالقاف‏.‏

‏{‏فلا‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث الصَّدَقة <كما يُرَبِّي أحَدُكم فَلُوَّهُ> الفَلُوُّ‏:‏ المُهْرُ الصَّغير‏.‏ وقيل‏:‏ هو الفَطِيم من أوْلاد ذَواتِ الحِافِر‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث طَهْفَة <والفَلُوُّ الضَّبِيس> أي المُهْر العَسِر الذي لم يُرَضْ‏.‏

وفي حديث ابن عباس <امْرِ الدَّمَ بما كان قاطعاً من لِيَطةٍ فَالِيَة> أي قَصَبة وشُقَّة قاطِعة، وتُسَمَّى السِّكِّينُ الفَالِيَة‏.‏

وفي حديث معاوية <قال لسعيد بن العاص: دَعْه عنك، فقد فَلْيتُه فَلْيَ الصَّلَع> هو مِنْ فَلْيِ الشَّعْر وأخْذِ القَمْل منه، يعني أنّ الأصْلَع لا شَعْرَ له فيَحْتاجَ أن يُفْلَى‏.‏