فصل: ذكر من توفي في منه السنة من الأكابر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم **


 ثم دخلت سنة ثمان وخمسين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها إنـه في يوم الخميس عشرين المحرم وصلت الأخبار عن الحاج بأمر مزعج من منعهم دخول مكة والطـواف لفتنـة وقعـت هنـاك وأنكشـف الأمـر بـان جماعـة مـن عبيـد مكـة عاثـوا في الحاج فنفرعليهم جماعـة مـن أصحـاب أميـر الحـاج فقتلـوا منهم جماعة فرجعوا إلى مكة وجمعوا جمعًا وأغاروا على جمـال فأخـذوا منهـا قريبـًا مـن ألـف جمـل فنـادى أمير الحاج في الاتراك فركبوا وتسلحوا ووقع القتال بينهـم فقتـل جماعـة ونهـب جماعـة من أهل العراق وأهل مكة وجمع الأمير الحاج ورجع ولم يدخل بهم إلى مكة خوفًا عليهم فلم يقدروا من الحج إلأَ على الوقوف بعرفة ودخل الخادم ومعه الكسـوة فعلـق استـار الكعبـة وبعـث اميـر مكـة إلـى اميرالحـاج يستعطفـه ليرجـع فلـم يفعل ثم جاء أهل مكة بخرق الدم فضربت لهم الطبول ليعلم أنهم أطاعوا وفي ربيع الاول‏:‏ قبض على صاحب الديوان ابن جعفر وحمل إلى دار استاذ الدار ووكل به وجعل ابن حمدون صاحب الديوان في بكرة السبت سابع عشر ربيع الاول‏:‏ خرج الخليفة إلى ناحية الخليفة وتشـارف البلـد ورخصت المواشي والاسعار رخصًا كثيرًا‏.‏

وفي جمادى الآخرة‏:‏ خلع علـى ابـن الابقـى خلـع النقابـة وذلـك بعـد وفـاة ابيـه‏.‏

وفـي شعبـان بنـي كشـك بالحطمية للخليفة وكشك للوزير وانفق عليهما مال عظيم وخرج الخليفة اليه في شعبان وكان الخليفة والوزير وأصحابهما يصلون بجامع الرصافة الجمعة مدة مقامهم في الكشك ووقع حريق عظيم من باب درب فراشة إلى مشرعة الصباغين من الجانبين‏.‏

وفي تاس عشر ذي القعدة‏:‏ خرج الخليفة إلى ناحية بدار الروز متصيدًا ومعه ارباب الدولة وعـاد عشيـة الإثنيـن سابـع عشـر هـذا الشهر وفي عشية الأحد حادي عشر ذي الحجة‏:‏ قبض على ابن الأبقي الذي جعل نقيب النقباء وحمل إلى دار استاذ الدار ثم حمل إلى التاج مقيدًا وذكر أن السبب انه كاتب منكوبرس يحذره من المجيء إلى بغداد ويخوفه على نفسه‏.‏

وكانت بنو خفاجة فيهـذه الأيـام تأخـذ القوافـل فـي بـاب الحربيـة وكثـر العيـث فـي الاطـراف وفـوض إلـى حاجب الباب النظر في محلة باب البصرة فرتب فيها أصحابه وانما كان أمر هذه المحلة إلى النقيب وخرج تشرين الأول والثاني بغير مطر إلا ما يبل الارض‏.‏

 ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

طلحة بن علي أبو أحمد الزينبي نقيب النقباء تولـى النقابـة ونـاب فـي الـوزارة وحضـر مجلسـي مـرارًا خـرج يومـًا مـن الديـوان معافـى فبـات فـي منزله فمات فذكر أنه أكل لبًا وأزرًا وجمارًا ودخل الحمام فعرضت له سكتة فتوفي في ليلة الإثنين خامس ربيع الأول وصلي عليه بجامع القصر ودفن بمقبرة الشهداء من باب حرب‏.‏

البيضاوي القاضي محمد بن عبد اللّه بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد أبو عبد الله أبي الفتح البيضاوي القاضي‏:‏ سمـع الحديـث علـى ابن الطيوري وغيره قرأت عليه أشياء من مسموعاته وتوفي في شوال هذه السنة‏.‏

محمد بن عبد الكريم بن ابراهيم بن عبد الكريم أبو عبد الله بن الأنباري سديد الدولة كاتب الإنشاء كـان شيخًا مليح الشيبة ظريف الصورة فيه فضل وأدب وانفرد بانشاء المكاتبات وبعث رسولًا إلـى سنجـر وغيـره مـن السلاطيـن وخـدم الخلفاء والسلاطين من سنة ثلاث وخمسمائة وعمر حتى قارب التسعين ثم توفي يوم الإثنين تاسع عشر رجب وصلي عليه يوم الثلاثاء بجامع القصر وحضر الوزير وغيره من ارباب الدولة ودفن بمشهد باب التبن‏.‏

هبة اللّه بن الفضل أبو القاسم المتوثي القطان هبة اللّه بن الفضل بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن علي بن أحمد الفضل أبو القاسم سمـع الحديـث من ابيه وابي الفضل بن خيرون وأبي طاهر الباقلاوي وكان شاعرًا مطبوعًا لكنه كان كثير الهجاء متفسحًا وله في اول قصيدة‏.‏

يا اخي الشرط أملك لست للثلـب أتـرك ولما ولي ابن المرخم القضاء وكان قاضيًا ظالمًا‏.‏

قال ابن الفضل‏:‏ ياحزينة الطمي الطمي قد ولي ابـن المرخـم بدواتـه المفضضـة ووكيلـه المكعسم وي على الشرع والقضا وي على كل مسلم اترى صاحـب الشـري عة قد جن اوعمـي ومن شعره اللطيف دوبيت‏:‏ يامـن هجـرت فمـا تبالـي هـل ترجـع دولـة الوصـال ما اطمع يا عذاب قلبي ان ينعـم فـي هـواك بالي مـا ضرك أن تعلليني فـي الوصـل بموعـد محال اهواك وانت حظ غيـري يـا قاتلتي فما احتيالي يا ملزمي السلو عنها الصـب انـا وانـت سالـي والقـول بتركهـا صواب ما احسنه لو استوى لي في طاعتها بلا اختياري قد صح بعشقها اختبالي طلقت تجلدي ثلاثًا والصبوة بعد فـي حبالـي ذا الحكم على من قضـاه من ارخصني لكل غالي توفي ابن الفضل يوم السبت ثامن عشر رمضان ودفن بمقبرة معروف الكرخي‏.‏

 ثم دخلت سنة تسع وخمسين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها انـه فـي يـوم الجمعـة حـادي عشـر مـن المحـرم جـيء بصبـي صغيـر مقتـولًا ومعـه صبـي آخـر فأقـر أنـه قتلـه بمنجـل كـان معـه بسبـب حلقـة أخذهـا مـن أذنه فأخذت منه الحلقة وقتل ودخل كانون الثاني في صفـر ولـم أر كانونـًا أدفأ منه وفي يوم الأحد رابع عشر صفر شهر جماعة من الحصريين كتبوا أسماء الأئمة الاثني عشر على الحصر شهرهم المحتسب بتقدم الوزير‏.‏

وفـي يـوم الأحـد خامـس ربيـع الآخر‏:‏ أملك يوسف الدمشقي بابنة قاضي القضاة جعفر بن عبد الواحـد الثقفـي بصـداق مبلغـه سبعمائة دينار ولم يكن في هذه السنة للناس ربيع بسبب اليبس المتقدم لعدم المطر وموت المواشي وفـي جمـادى‏:‏ اجتمـع جماعـة يسمعـون كتـاب ابـن منـده فـي فضائل أحمد بن حنبل في مسجد ابن شافع فجـرى بيـن ابـن الخشـاب وبيـن ابـي المحاسـن الدمشقـي منازعـة فـي أمـر يتعلـق بالفقهـاء فـآل الأمـر إلـى خصـام فوشى بهم الدمشقي إلى الخليفة وانهم يقرأون كتابًا فيه معايب الخلفاء فتقدم بأخذ الكتاب مـن أيديهـم‏.‏

وفـي شـوال‏:‏ عملـت دعـوة فـي الـدار الجديـدة التـي بناهـا المستنجـد ببـاب الغربـة وحضر أرباب الدولة ومشايخ الصوفية وبات قوم على السماع وتقدم بقتل تسعة من اللصوص فأخرجوا من الحبس فقتلوا واحد بباب الازج وآخر بالحبة وآخر بباب الغلة وآخر باللكافين وأربعـة علـى عقد سوق السلطان وواحد بسوق السلطان وشهرت امرأه تزوجت بزوجين ومعها أحدهما‏.‏

وورد البشير إلى المستنجد بفتح مصر فقال حاجب الوزير ابن تركان قصيدة أولها‏:‏ لعـل حـداة العيـس ان يتوقفوا ليشفي غليلًا بالمدامـع مدنـف وفيها‏:‏ ليهنـك يـا مولـى الانام بشارة بها سيف دين الله بالحق مرهف بعثت إلى شرق البلـاد وغربهـا بعوثًا من الـآراء تحيـي وتتلـف فقامت مقام السيف والسيف قاطر ونابت مناب الرمح والرمح يرعف وقدت لها جيشًا من الروع هائلًا إلى كل قلب من عداتك يزحف ليهنـك يامولاي فتح تتابعت إليك به خوص الركائب توجف أخذت به مصرًا وقد حال دونها من الشرك ناس في لحى الحق تقذف فعادت بحمد الله باسم امامنا تتيـه علـى كـل البلـاد وتشـرف ولا غرو إن ذلت ليوسف مصره وكانت إلى عليائه تشوف تملكها من قبضة الكفر يوسف وخلصها من عصبة الرفض يوسف فشابهه خلقًا وخلقًا وعفة وكل عن الرحمن في الأرض يخلف كشفت بها عن آل هاشم سبة وعارًا أبى إلا بسيفك يكشف ثم تكامل الأمر بعد تسع سنين على ما نذكره في خلافة المستضيء بأمر الله‏.‏

 ذكر من توفي في منه السنة من الأكابر

ويلقـب‏:‏ بالجمـال الموصلي كان وزيرأ لصاحب الموصل فكان كثير المعروف دائم الصدقات وآثر إثارة عظيمة بمكة والمدينة فأحكم أبواب الحرم وبنى لها عتبًا عالية وأجرى عينًا إلى عرفات وبنى للمدرسة سوارًا وكانت صدقته تصل كل سنة إلى أهل بغداد فيعم بها الفقهاء والزهاد والمتصوفة ولا يخيب من يقصده بحال إلا أن تلك الأموال فيما يذكر غالبها من المكوس‏.‏

ووصـل الخبـر بمـوت الجمـال فـي رمضـان هـذه السنـة وقـدر اللـه لـه أنـه قـدم بجنازتـه إلـى بغـداد وصلي عليه في الشونيزية ثم حملت إلى مكـة فطيـف بهـا ثـم إلـى المدينـة ودفـن فـي الربـاط الـذي عمـره بيـن قبـر رسـول اللـه صلـى اللـه عليـه وسلـم وبيـن البقيـع فليـس بينـه وبيـن قبررسـول اللـه صلـى اللـه عليـه وسلم إلا أذرع‏.‏

 ثم دخلت سنة ستين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها أنـه وصـل إلى بغداد في المحرم صاحب المخزن أبو جعفر وقد فارق الحاج بالرحبة فأخبر أنهم لقـوا شـدة وأخبـر أن جماعـة انقطعـوا فـي فيـد والثعلبية وواقصة وهلك خلق كثير في البرية لتعذر

الظهر ولم يصح للحاج المضي إلى المدينة لهذه الأسباب وللقحط الذي بنا وإن الوباء وقع في البادية فهلك منهم خلق كثير وهلكت مواشيهم وإن الأسعار بمكة ضيقة جدًا وقدم مع الحاج فخر الدين بن المطلب‏.‏

فمنع من دخول الحريم وذكر أن السبب أنه طلب موضع له يشترى للخليفـة فتكلـم بكلـام لا يصلـح فقبـض طـى عقاراتـه وغضـب عليـه فأقـام فـي ربـاط الزوزنـي أيامًا ثم مضى إلى الدور مستجيرًا بالوزير ليصلح حاله مع الخليفة قـال المصنـف فحدثنـي أخـو الوزيـر قال كتب إلي الوزير أن أحسن ضيافته ثلاثًا ثم آمره أن يخرج ففعلت فخرج فأقام بمشهد علي رضي الله عنه‏.‏

وفـي صفـر‏:‏ خـرج المستنجـد باللـه إلـى نهـر الملـك للتصيـد وقبـض فـي طريقـه على توبة البدوي ويقال إنه واطأ عسكر همذان على الخروج والعصيان وكان ضاربًا بحلته على الفرات وقيد وأدخل بغـداد فـي الليـل وحبـس ثـم ذكر إنه قتل وكان الناس يشيرون إلى بعض الأكابر أنه أشار بالقبض عليه وبقتله فما عاش ذلك المشار إِليه بعده أكثر من أربعة أشهر‏.‏

وفي عيد الأضحى‏:‏ ولدت امرأة من درب بهروز يقال لها بنت أبي الأعز الأهوازي الجوهري أربع بنات وماتت معها بنت أخرى وماتت المرأة ولم يسمع بمثل هذا وحكـى أبو الفرج بن الحسين الحداد أن البراج وكان ناظرًا في وقف النظامية وكان ابن الرميلي مشرفـًا عليـه والمـدرس يوسف الدمشقي فاتفق ابن البراج وابن الرميلي على أن يكتبا كتابًا على لسـان ألدكـز إلـى يوسـف الدمشقـي يتضمـن إنـه من بطانتهم وإنه يشعرهم بما يتجمد في بغداد من الأمور وأن يشكره على ما يصل إليهم منه عولًا على أن يدخلا على يوسف إلى بيته ويسلما عليـه ويضعـا الكتـاب عنـد مسنـده بحيـث لا يشعـر ثـم يخرجا من فورهما إلى الديوان فيعلما الوزير بذلـك فانفـرد ابـن الرميلـي علـى ابـن البـراج ودخـل إلـى حاجب الباب فأعلمه بذلك فمضى حاجب الباب إلى الوزير فحدثه فاستدعى ابن الرميلي فسئل عن ذلك فأنكر فأكذبه حاجب الباب واستخـف بـه فقـال ابـن الرميلي إنما ابن البراج هو الذي يريد أن يفعل ذلك فاستدعى ابن البراج فأنكر وأحال على ابن الرميلي وحلف بالطلاق الثلاث إنه ما عنده خبر من هذا وقذف ابن الرميلي بالفسق واستبا جميعًا فقال لهما الوزير قومـا قبحكمـا اللـه فخرجـا مفتضحيـن ونجـا يوسف وعملت الدعوة في دار الخلافة يوم الثلاثاء ثامن عشرين جمادى الآخرة وحضر أرباب الدولة والصوفية على عادتهم وخلع عليهم وفرق عليهم مال وفـي رجـب‏:‏ نقـص اليـزدي عـن مشاهرتـه التـي كانت بسبب التدريس بجامع السلطان وكان مبلغها عشرة دنانير فكتب أقوام يقولون نحن نقنع بثلاثة فقيل لهم هو أحق بهذا فقنع بذلك ودرس وتوفي الوزير فقبض على ولديه وأخذ حاجبه ابن تركان فحبس في دار استاذ الدار وقدم رجـل مغربـي فنصـب جذعـًا طويـلًا ووقـف علـى رأسـه يعالـج فحاكـاه صبـي عجـان وطاف العجان البلاد فقدم وقد اكتسب الأموال والجواري والخدم فنصب جذعين طويلين شد أحدهما إلى الآخـر وصعـد ورقـص علـى كـرة معـه بحبـال وحمـل جرة ماء على رأسه ولبس سراويله هنا ورمى نفسه واستقبلها بحبل مشدود فحصل له مبلغ وفي ذي القعدة‏:‏ وقـع الحريـق فـي السـوق الجديـد مـن درب فراشـة إلـى مشرعـة الصباغيـن مـن الجانبيـن فذهـب فـي ساعـة حتـى لـم يبـق للخشـب الـذي فـي الحيطـان أثـر وفـي ذي الحجـة‏:‏ وقـع حريـق فـي الحضائر والدور التي تليها وتفاقم الأمر ورخص السكر في هذه السنة والنبات فكان ينادى علـى السكـر قيـراط وحبـة رطـل وعلى النبات نصف رطل بقيراط وحبة وحبة وهذا شيء لم يعهد‏.‏

 ذكر من توفي في هذه من الأكابر

عمر بن بهليقا الطحان عمر جامع العقبة بالجانب الغربي وكان مسجدًا لطيفًا فاشترى ما حوله وأوسعه وسمت همته حتى استأذن أن يجعله جامعًا فأذن له إلا أن أكثر المواضع التي اشتراها كانت تربًا فيها موتى فأخرجوا وبيعت وكان المسجد الأول مما يلي الباب والمنارة‏.‏

وتوفي في يوم الاثنين ثامن عشر ذي القعدة من هذه السنة ودفن على باب الجامع بعيدًا من حائطه ثم نبش بعد أيام وأخرج فدفن ملاصقًا لحائط الجامع ليشتهر ذكره بأنه بنـى الجامـع فتعجـب مـن هـذا بعـض مـن لـه فطنـة وقـال‏:‏ هـذا رجـل سعى في نبش خلق من الموتى وأخرجهم وجعل تربتهم مسجدًا فقضى عليه بأن نبش بعد دفنه‏.‏

محمد بن عبداللّه بن العباس بن عبد الحميد أبوعبد الله الحراني ولـد فـي سنـة أربـع وثمانيـن وأربعمائـة وشهـد عنـد أبي الحسن الدامغاني في سنة أربع وخمسمائة زكاه أبو سعد المخرمي وأبو الخطاب الكلوذاني وعاش حتى لم يبق من شهود الدامغاني غيره وسمع الحديث الكثير من طراد والتميمي وأبي الحسن بن عبد الرزاق الأنصاري وكان لطيفًا ظريفًا وجمع كتابًا سماه روضة الأدباء فيه نتف حسنة وسمعت منه أشياء ولي منه إجازة وزرته يومًا فأطلت الجلوس عنده فقلت قد ثقلت فأنشدني‏:‏ لـأن سميـت إبرامـًا وثقلًا زيـارات رفعـت بهن قدري توفـي ابـن الحرانـي يـوم السبـت ثالـث عشـر جمادى الآخرة من هذه السنة وتقدم الوزير بفتح الجامع للصلاة عليه في بكرة الأحد فصلي عليه يوم الأحد ودفن بمقبرة الفيل من باب الأزج‏.‏

محمد بن محمد بن الحسين أبو يعلى ابن الفراء ولـد سنـة أربـع وتسعيـن وأربعمائـة وسمـع الحديـث مـن أبيـه وعمـه وابن الحصين وغيرهم وتفقه على والده وأفتى ودرس وكان له ذكاء وفهم جيد وتولى القضاء بباب الأزج وبواسط ثم أشهد قاضـي القضـاة أبـو الحسـن بـن الدامغانـي علـى نفسـه ببغـداد أنه قد عزله عن القضاء فذكر عنه إنه لـم يلتفـت إلـى العـزل ثـم خـاف مـن حكمـه بعد العزل فتشفع بابن أبي الخير صاحب البطيحة إلى الخليفـة حتـى أمنـه فقـدم بعـد إحـدى عشـرة سنـة وقـد ذهـب بصـره فلـازم بيته فلما مرض طلب أن يدفن في دكة أحمد بن حنبل‏.‏

قال لي عبد المغيث‏:‏ بعث بي إلى الوزير فقال في الدكة جدي لأمي فأنكر الوزير هذا وقال كيف تنبش عظام الموتى فتوفي ليلة السبت خامس جمادى الآخرة من هذه السنة ودفن عند آبائه بمقبرة أحمد مرجان الخادم كان يقرأ القرآن ويعرف شيئًا من مذهب الشافعي وتعصب على الحنابلة فوق الحد حتى إن الحطيـم الـذي كـان برسـم الوزيـر ابـن هبيـرة بمكـة يصلـي فيـه ابـن الطبـاخ الحنبلـي مضـى مرجان وأزاله من غير تقدم بغضًا للقوم وناصبني دون الكل وبلغني أنه كان يقول‏:‏ مقصودي قلع هذا المذهب فلما مات الوزير ابن هبيرة سعى بي إلى الخليفـة وقـال عنـده كتـب مـن كتب الوزير فقال الخليفة هذا محال فإن فلانًا كان عنده أحد عشر دينارًا لأبي حكيم وكان حشريًا فما فعل فيها شيئًا حتى طالعنا‏.‏

فنصرني الله عليه ودفع شره ولقـد حدثنـي سعـد اللـه البصـري وكـان رجلًا صالحًا وكان مرجان حينئذ في عافية قال‏:‏ رأيت مرجان في المنام ومعه اثنان قد أخذا بيده فقلت إلى أين قالا إلى النار قلت لماذا قالا‏:‏ كان يبغض ابن الجوزي ولما قويت عصبيته لجأت إلى الله سبحانه ليكفيني شره فما مضت إلا أيام حتى أخذه السل فمات يوم الأربعاء حادي عشر ذي القعدة من هذه السنة ودفن بالترب يحيى بن محمد أبو المظفر ابن هبيرة الوزير ولد سنة تسع وتسعين وأربعمائة وقرأ بالقرا آت وسمع الحديث الكثير وكانت له معرفة حسنة بالنحـو واللغـة والعـروض وتفقـه وصنـف فـي تلـك العلـوم وكـان متشـددًا فـي اتبـاع السنـة وسيـر السلـف ثـم أمضه الفقر فتعرض للعمل فجعله المقتفي مشرفًا في المخزن ثم رقاه إلى أن صيره صاحب الديوان ثم استوزره فكان يجتهد في اتباع الصواب ويحذر الظلم ولا يلبس الحرير وقال لي لما رجـع مـن الحلـة وكـان قد خرج لدفع بعض العصاة دخلت على المقتفي فسلمت فقال ادخل هذا البيـت فدخلت فإذا خادم وفراش ومعه خلعة حرير فقلت أنا والله ما ألبس هذا فخرج الخادم فأخبر المقتفي فسمعت صوت المقتفي قد والله قلت إنه ما يلبس وكان المقتفي معجبًا به يقول ما وزر لبني العباس مثله وكان المستنجد معجبًا به وقد ذكر أنه لما ولي المستنجد بالله دخل عليه فقال له يكفي في إخلاصي إني ما حابيتك في زمن من أبيك فقال صدقت وقال مرجان الخادم‏:‏ سمعت المستنجد ينشد وزيره أبا المظفر ابن هبيرة وقد مثل بين يدي السـدة الشريفـة فـي أثنـاء مفاوضـة ترجـع إلـى تقريـر قواعـد الديـن وإصلـاح أمـر المسلمين وأنشده لنفسه مادحًا له‏:‏ صفت نعمتان خصتاك وعمتا فذكرهمـا حتـى القيامـة ينشـر فلو رام يايحيى مكانك جعفـر ويحيى لكفا عنه يحيى وجعفر ولم أر من ينوي لك السوء يا أبا الم ظفر إلا كنت أنت المظفر وكان الوزير مبالغًا في تحصيل التعظيم للدولة قامعًا للمخالفين بأنواع الحيل حتى حسم أمور السلاطيـن السلجوقيـة ولمـا جلـس فـي الديـوان فـي أول وزارتـه أحضـر رجلـان مـن غلمـان الديـوان فقـال دخلت يومًا إلى هذا الديوان فقعدت في مكان فجاء هذا فأقامني فقال قـم فليـس هـذا موضعـك فأقامنـي فأكرمـه وأعطـاه‏.‏

ودخـل عليـه يومـًا تركـي فقـال لحاجبه أما قلت لك أعط هذا عشرين دينارًا أو كرًا من الطعام وقل له لا يحضر ها هنا فقال قد أعطيناه فقال عد وأعطه وقل له لا تحضر ثم التفت إلى الجماعة فقال لا شك أنكم ترومون سبب هذا فقالوا نعم فقال هـذا كـان شحنـة في القرى فقتل قتيل قريبًا من قريتنا فأخذ مشايخ القرى فأخذني مع الجماعة وأمشانـي مـع الفـرس وبالـغ فـي أذاي وأوثقنـي ثـم أخذ من كل واحد شيئًا وأطلقه ثم قال لي أيش بيدك فقلت ما معي شيء فانتهرني وقال اذهب وأنا لا أريد اليوم أذاه وأبغض رؤيته وكان آخر قد آذاه في ذلك الزمان وضربه فلما ولي الوزارة أحضره وأكرمه وولاه وكان يتحدث بنعم الله عليه ويذكر في منصبه شدة فقره القديم فيقول نزلت يومًا إلى دجلة وليس معي رغيف أعبر به وكان يكثر مجالسة العلماء والفقراء وكانت أمواله مبذولة لهـم وقـال‏:‏ مـا وجبـت علـي زكـاة قـط وكـان إذا استفـاد شيئًا قال أفادنيه فلان حتى إنه عرض له يومًا حديث وهو‏:‏ ‏"‏مَنْ فاته حزبه بالليل فصلاه قبل الزوال كان كأنه صلاه بالليل‏"‏‏.‏

فقـال‏:‏ مـا أدري مـا معنى هذا فقلت له هذا ظاهر في اللغة والفقه أما اللغة‏:‏ فإن العرب تقول‏:‏ كنـت الليلـة إلـى وقـت الزوال وأما الفقه‏:‏ فإن أبا حنيفة يصحح الصوم بنية قبل الزوال فقد جعل ذلك الوقـت فـي حكـم الليـل فأعجبـه هـذا القـول وكـان يقـول بيـن الجمـع الكثيرمـا كنـت أعـرف مـا معنـى هذا الحديث حتى عرفنيه فلان فكنت أستحيي من الجماعة‏.‏

وجعل لي مجلسًا في داره كل جمعة يحضره ويطلق العوام في الحضور وكان بعض الفقراء يقرأ القرآن في داره فأعجبه فقال لزوجته إني أريد أن أزوجه ابنتي فغضبت الأم ومنعت من ذلك‏.‏

وكـان يقـرأ عنـده الحديـث فـي كـل يـوم بعـد العصر فحضر فقيه مالكي فذكرت مسألة فخالف فيها ذلـك الفقيـه فاتفـق الوزيروجميع العلماء على شيء وذلك الفقيه يخالف فبدر من الوزير أن قال له أحمار انت أما ترى الكل يخالفونك وأنت مصر‏.‏

فلما كان في اليوم الثاني قال الوزير للجماعة جـرى منـي بالأمـس مـا لا يليـق بالـأدب حتـى قلـت له تلك الكلمة فليقل لي كما قلت له فما أنا إلا كأحدكم فضج المجلس بالبكاء وأخذ ذلك الفقيه يعتذر ويقول أنا أولى بالإعتذار والوزير يقول القصاص القصاص فقال يوسف الدمشقي يا مولانا إذا أبى القصاص فالفداء‏.‏

فقال الوزير لـه حكمـه فقـال الرجـل نعمـك علـي كثيـرة فـأي حكـم بقـي لي قال لا بد قال علي بقية دين مائة دينار فقـال تعطـى مائـة دينـار لإبـراء ذمتـه ومائـة لإبـراء ذمتـي فأحضـرت في الحال فلما أخذها قال الوزير عفا الله عنك وعني وغفر لك ولي‏.‏

وكان الوزير يتأسف على ماضي زمانه عن تندم ما دخل فيه وقال لي كان عندنا بالقرية مسجـد فيـه نخلـة تحمـل ألـف رطل فحدثت نفسي أن أقيم في ذلك المسجد وقلت لأخي محب الدين نقعد أنا وأنت وحاصلها يكفينا ثم لم انظر إلى ماذا صرت ثـم صـار يسـأل اللـه الشهـادة ويتعـرض بأسبابهـا‏.‏

كـان الوزيـر صحيحًا ليس به قلبة في يوم السبت ثاني عشر جمادى الأولى من هذه السنة نام ليلة الأحد في عافية فلما كان وقت السحر قاء فحضـر طبيـب كـان يخدمـه يقـال له ابن رشادة فسقاه شيئًا فيقال إنه سمه فمات وسقى الطبيب بعده بنحو ستة أشهر سمًا فكان يقول سقيت كما سقيت فمات‏.‏

قـال المصنـف رحمـه اللـه‏:‏ وكنـت ليلة موت الوزير نائمًا بين جماعة من أصحابي على ظهر سطح فرأيت في المنام مع انشقاق الفجر كأني في دار الوزير وهو جالس فدخل رجل بيده حربة فضـرب بهـا بيـن انثييـه فخـرج الـدم كالفـوارة فضـرب الحائـط فالتفـت فإذا خاتم ذهب ملقى فأخذته بيدي وقلت لمن أعطيه أنتظر خادمًا يخرج فأسلمه إليه فانتبهت فأخبرت من كان معي فما استتممـت الحديث حتى جاء رجل فقال مات الوزير فقال من معي هذا محال أنا فارقته أمس العصـر وهـو فـي كـل عافيـة فجـاء آخر وآخر فصح الحديث ونفذ إلي من داره فحضرت فقال لي ولـده لا بـد أن تغسلـه فغسلتـه ورفعت يده ليدخل الماء في مغابنه فسقط الخاتم من يده فحيث رأيـت الخاتـم تعجبـت مـن ذلـك ورأيـت فـي وقـت غسلـه آثـارًا بوجهـه وجسـده تدل على أنه مسموم وحملـت جنازتـه يـوم الأحـد إلـى جامـع القصـر فصلـى عليه ثم حمل إلى مدرسته التي بناها بباب البصـرة فدفـن بهـا وغلقـت يومئـذ أسـواق بغـداد وخـرج جمـع لم نره لمخلوق قط في الأسواق وعلى السطوح وشاطىء دجلة وكثر البكاء عليه لما كان يفعله من البر وبظهره من العدل وقيل في حقه مرات كئيرة فمنها قول نصر البحتري‏:‏

ألمـم على جدث حوى ** تاج الملوك وقل سلام

واعقـر سويـداء الضم ** يرفليس يقنعني السوام

وتوق أن تبنى حياة ** دمع عينك أو ملام

فـإذا ارتوت تلك الجنا ** دل من دموعك والرغام

فأقـم صـدور اليعملا ** ت فبعـد يحيـى لامقـام

ذهب الذي كانـت تقيـد ** ني مواهبه الجسـام

غاض الندى الفياض عن ** راجيـه واشتـد الأوام

وتفرقت تلك الجمو ** ع وقوضت تلك الخيام

عجبـًا لمـن يغتـر بـال ** دنيا وليس لها دوام

عقبى مسرتها الأسى ** وعقيب صحتها السقام

ما مت وحدك يوم م ** ت وإنما مات الأنام

يأبـى لـي الإحسان أن ** أنسـاك والشيـم الكـرام‏.‏

 ثم دخلت سنة إحدى وستين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها أنه في يوم الأربعاء ثالث المحرم عاد الخليفة من الكشك إلى الدار وأخذ الناس يرجفون لأجل عجلة هذا المجيء فقال قوم قد وصل أهل الموصل إلى دقوقا وقال قوم بل عسكر من قبل الماهكي وحَكى بعض الجند أنهم ما ناموا تلك الليلة لخبر جاءهم به إنسان تركماني وأرادوا الدخول ليلًا فأشير عليهم أن لا يفعلوا لئلا ينزعج الناس وظهر في هذه الأيام من الروافض أمر عظيم من ذكر الصحابة وسبهم وكانوا في الكرخ إذا رأوا مكحول العين ضربوه ورفع على قيمـاز أنـه قد أخذ من مال الحلة مالًا كثيرًا فأدى عشرين ألفًا وأخذت المدرسة التي بناها ابن الشمحل فأحرز فيها غلة وقلعت القبلة منها‏.‏

وفي هذه السنة‏:‏ جاء الحاج على غير الطريق خوفًا من العرب لكنهم لقوا شدة ورخصت الأسعار في ربيع الأول فحدثني بعض جيراننا إنه اشترى كارة دقيق باثني عشر قيراطًا قال واشتريتها في زمن المسترشد بإثني عشر دينارًا‏.‏وفي رابـع ربيـع الآخـر خـرج الخليفـة إلـى الكشـك وصلـى يـوم الجمعـة فـي جامـع المهـدي وظهـر فـي هـذه الأيـام بيـن العـوام الشتم والسب بسبب القرآن وكان ابن المشاط بعد في بغداد وكان يجلس في الجامع فيقال له‏:‏ ‏"‏ آلم ‏"‏ كلام الله فيقول‏:‏ لا‏.‏

فقيل له‏:‏ ‏{‏والتين والزيتون‏}‏ فقال‏:‏ التين في الريحانيين والزيتون يباع في الأسواق‏.‏وفـي ربيـع الآخر هرب عز الدين محمد بن الوزير بن هبيرة وكان محبوسًا ونصب سلمًا وصعد عليـه فـي جماعـة فغلقـت أبـواب دار الخليفـة ونـودي عليـه فـي الأسـواق وإن مـن أطلعنا عليه فله كذا ومـن أخفـاه أبيـح مالـه فجـاء رجل بدوي فأخبرهم إنه في جامع بهليقا وكان ذلك البدوي صديقًا للوزيـر فأطلعـه هـذا الصبـي علـى حالـه فضمـن لـه أن يهـرب بـه فلمـا أخـذ ضـرب ضربـًا وجيعـًا وأعيد إلـى السجـن ثـم رمـي فـي مطمـورة‏.‏

وحدثنـي بعـض الأتـراك وكـان محبوسـًا عندهـم أنهـم صاحـوا بابـن الوزير من المطمورة فتعلق بحبل وصعد فمدوه وجلس واحد على رجليه وآخر على رأسه وخنق بحبل ومنع القصاص كلهم من القصص في أواخر جمادى الآخرة‏.‏

 ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

الحسن بن العباس بن أبي الطيب بن رستم أبو عبد الله الأصبهاني قال عبد الله الحياني الشيخ الصالح‏:‏ ما رأيت أحدًا أكثر بكاء من الحسن الأصبهاني‏.‏قال وسمعت محمد بن سالار أحد أصحابه يقول سمعت شيخي أبا عبد الله ابن الرستمي يقول وقفت على ابن ماشاذة وهو يتكلم على الناس فلما كان الليلة رأيت رب العزة في المنام وهو يقول يا حسن وقفت علـى مبتـدع ونظـرت إليـه وسمعـت كلامـه لأحرمنـك النظـر فـي الدنيـا فاستيقظت كما ترى‏.‏

قال عبدالله الحياني فكانت عيناه مفتوحتين وهو لايبصر بهما شيئًا توفي في صفرهذه السنة بأصبهان‏.‏

أبو محمد الجيلي ولـد سنـة سبعيـن وأربعمائـة ودخـل بغـداد فسمـع الحديـث مـن أبـي بكـر أحمد بن المظفر بن سوسن التمـار وأبـي القاسـم علـي بـن أحمـد بـن بيـان الـرزاز وأبـي طالب بن يوسف وتفقه على أبي سعد المخرمي وكان أبو سعد قد بنى مدرسة لطيفة بباب الأزج ففوضت إلى عبد القادر فتكلم على الناس بلسان الوعظ وظهر له صيت بالزهد وكان له سمت وصمت فضاقت مدرسته بالناس فكان يجلس عند سور بغداد مستندًا إلى الرباط ويتوب عنده في المجلس خلق كثير فعمـرت المدرسـة ووسعـت وتعصـب فـي ذلـك العـوام وأقـام فـي مدرستـه يـدرس ويعـظ إلـى أن توفي ليلة السبت ثامن ربيع الآخر ودفن في الليل بمدرسته وقد بلغ تسعين سنة‏.‏

أبو الفضائل بن شقران كـان فـي مبتـدأ أمـره يتلمـذ علـى أبـي العـز الواعـظ ثـم صار فقيهًا بالنظامية وصار معيدًا ثم وعظ وأخذ ينصر مذهب الأشعري ويبالغ فتقدم الوزير بمنعه فحط عن المنبر يوم جلوسه ثم ترك الوعـظ وأقـام بربـاط بهروزوز مدة وغلبت عليه الرطوبة فمات بعد مرض طويل في يوم السبت خامس صفر هذه السنة ودفن بمقبرة درب الخبازين‏.‏

 ثم دخلت سنة اثنتين وستين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها أنـه وقـع الأرجاف بمجيء شملة التركماني إلى قلعة الماهكي وبعث يطلب ويقتطع فامتنع الخليفة أن يعطيه ما طلب من البلاد وبعث الخليفة أكثر عسكر بغداد إلى حربه ونفذ إليه يوسف الدمشقـي فـي رجالـه وجـاء ثـم عـاد فتوفـي يوسـف هنـاك وأرجـف النـاس بمجـيء العسكر من باب همذان فغلت الأسعار ثم عادوا فقالوا ليس لهذا الأرجاف أصل‏.‏ووصل صاحب المخزن إلى بغداد من مكة وجاء رخص الزاد وكثرة الماء وإنهم نقضوا القبة التي بنيت بالمدينة للمصريين‏.‏

وفـي يـوم الأربعـاء ثامـن عشـر صفر أخرج ابن الوزير الكبير المسمى شرف الدين من محبسه ميتًا فدفن عند أبيه بباب البصرة‏.‏

وفي سابع رجب عملت الدعوة في دار الخليفة وفرقت الأموال‏.‏

وفي يوم الخميس ثاني عشر رجب جاء رجال ونساء من الجانب الغربي من الحريم إلى نهر معلـى فاستعـاروا حليـًا للعـرس فأعيـروا فنزلـوا في سميرية ليمضوا إلى الحريم فلما وصلت السفينة

وفـي هذا اليوم هبت ريح شديدة قصفت النخل والشجر ورمت الأخصاص وتبعها مطر وبرد كثير ووقع بهذه الريح حائط من دار بيت القهرمانة في الجانب الغربي مما يلي الحريم فظهر بين الآجر سطيحة فيها تسعة أرطال ذهبًا فأخذها الذي وجدها وأعلم بها المخزن فأخذت منه وذكر أن هذا الذهب خبأه ابن القهرمانة لأولاده وأعلم به غلامًا له وقال قد تركت في هذا الحائـط ذهبـًا لأولـادي فـلا تعلمهـم بـه إلا أن يحتاجـوا إليه فلما مات أخبرهم به الغلام وزعم أنه قد شذ منه الموضع فضربوه فمات‏.‏

وفـي هـذه السنة‏:‏ تزوج أمير المؤمنين ابنة عمه أبي نصر بن المستظهر بالله واجتمع بها في أيام الدعوة التي تختص بالصوفية‏.‏

وفي يـوم السبـت عاشـر شـوال‏:‏ عبـر أهـل بغـداد إلـى الجانـب الغربـي نحـو الظاهريـة يتفرجـون فـي صيـد السمـك لـأن المـاء زاد فـي الفـرات حتـى فـاض إلـى تلـك الأجمـة ولهـا نيـف وثلاثـون سنـة لـم ينعقـد فيهـا سمك وإنما صارت مزارع فكثر سمكها وفي هذه السنة عاد ضمانها حتى كان يباع ثلاثة أرطال أو أربعة أرطال بحبة‏.‏

 ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

الخباز الأزجي سمع الحديث الكثير وحصل الأصول وحدث وتوفي يوم الأربعاء عاشر شعبان هذه السنة ودفن بمقبرة أحمد محمد بن الحسن بن محمد علي بن حمدون أبوالمعالي الكاتب كانت له فصاحة وولي ديوان الزمام مدة وصنف كتابًا سماه التذكرة وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة ودفن بمقابر قريش‏.‏

 ثم دخلت سنة ثلاث وستين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها أن الحـاج وصلـوا إلـى العـراق سالميـن فخرجـت عليهـم بنـو خفاجـة فـي طريـق الحلة فقطعوا قطعة من الحـاج فأخـذوا أموالهـم وقتلوا جماعة وحكى الناس إن التجار لم يبيعوا شيئًا بمكة على عادتهم لإن حاج مصر لم يأتوا لاشتغالهم بما حدث عندهم من القتال بمضي نور الدين وشيركوه‏.‏

وفي رابع صفر‏:‏ وصل ابن البلدي من واسط فتلقاه الموكب وفيهم قاضي القضاة وحاجب البـاب والحجـاب بالسـواد فخـرج قيمـاز لتلقيـه قبـل ذلـك بيـوم ولما قرب من موازاة التاج عبر أستاذ الدار فتلقـاه فنـزل فـي السفـن وصعـد بـاب الحجـرة وخلـع عليـه خلعـة سنيـة حسنـة وقلـد سيفـًا وجعـل في ركابه سيف وخرج راكبًا من باب الحجرة إلى الديوان فجلس هناك إلى إصفرار الشمس ونهض الوزير إلى الدار التي كان فيها ابن هبيرة بباب العامة وخرج التشرينان بغير مطر وكثر الموت وفي صبيحة الإثنين‏:‏ وقع وفر إلى أن طبق الأرض إلى قريب نصف الليل وفي هذه السنة‏:‏ بيع الورد مائة رطل بقيراط وحبة‏.‏

وفيهـا‏:‏ مـات قاضـي القضـاة جعفـر بـن الثقفـي وبقيت بغداد ثلاتة وعشرين يومًا بلا قاض في ربع من الأرباع ولا قاضي قضاة حتى ولي روح ابن الحديثي القضاء يوم الخميس رابع عشر رجب وفـي شعبـان‏:‏ جلـس المحتسـب ببـاب بدرعلى ما جرت به العادة فأخذ جماعة من المتعيشين ثم أمـر بتأديـب أحدهـم فرجم المحتسب بالآجر إلى أن كاد يهلك واختفى ولم يجسر أن يركب حتى نفذ إلى حاجـب البـاب فبعـث إليـه المستخدميـن فمشـوا معـه إلـى بيتـه وأخـذ أولئـك الطوافـون فعوقبـوا وحبسوا‏.‏

أحمد بن عبد الغني بن محمد بن حنيفة أبوالمعالي سمع أبا سعد بن حشيش وابن النظر وثابت بن بندار وغيرهم وكان ثقة‏.‏وتوفي في رمضان هذه السنة أحمد بن عمر بن الحسين بن خلف أبوالعباس القطيعي سمع الحديث وتفقه على القاضي أبي يعلى وناظر ووعظ وتوفي في رمضان هذه السنة ودفن بالحلبة أحمد بن المقرب بن الحسين أبوبكر الكرخي ولد سنة تسع وسبعين وأربعمائة روى عن طراد وابن النظر وغيرهما وكان ثقة توفي في ذي الحجة من هذه السنة أحمد بن هبة اللّه بن عبد القادر بن المنصوري أبو العباس الهاشمي وتوفي في هذه السنة ودفنن بتربة لهم عند جامع المنصور جعفر بن عبد الواحد أبو البركات الثقفي ولد في محرم سنة تسع عشرة وخمسمائة وسمع الحديث من أبي القاسم الحريري وولي قضاء القضـاة بعـد أبيـه وكـان أبـوه قـد أقـام فـي القضـاء أشهـرًا ثـم مـات فدفـن بـدرب بهـروز فلما مات الولد أخرجـا فدفنـا عنـد ربـاط الزوزنـي المقابل لجامع المنصور وكان سبب موت هذا الولد إنه طولب بمـال خرجـه عليـه رجـل مـن أهـل الكوفة فضاق صدره وأشرف على بيع عقاره وكلمه الوزير ابن البلدي بكلمات خشنة فقام الدم ومات سعد بن محمد بن طاهر أبو الحسن المقرىء ولد سنة ست وثمانين وأربعمائة وسمع من أبي القاسم ابن بيان وغيره وكان يسمع معنا على أبـي القاسـم الحريـري وغيـره ويقـرأ القـرآن فبينـا هـو جالـس فـي مسجـده يقـرأ مـال فوقـع ميتـًا وذلك في يوم الإثنين سادس عشر ربيع الآخر ودفن بمقبرة العقبة من الجانب الغربي عبد الكريم بن محمد بن منصور دخل إلى بغـداد سنـة اثنتيـن وثلاثيـن وسمـع معنـا علـى المشايـخ وسافـر فـي طلـب الحديـث وذيـل علـى تاريخ بغداد وكان قد كتب شجاع الذهلي من التذييل شيئًا وكتب أبو الفضل بن خيرون وفيـات المشايـخ فجمـع هـو ذلـك وتلقـف من أشياخنا كعبد الوهاب ومحمد بن ناصر ومن بقي من الأشياخ ما يصلح أن يذكر من زمن الخطيب إلى زمانه إلا أنه كان يتعصب على مذهب أحمد ويبالغ فذكر من أصحابنا جماعة وطعن فيهم بما لا يوجب الطعن مثل إن قال عن عبد القادر كان يلقي الدرس المشستكة وإنما كان الرجل مريض العين وقال عن ابن ناصر كان يحب الطعن فـي الناس وهذا وقد أخذ أكثر كتابه عنه واحتج بقوله في الجرح والتعديل فقد أزرى به قال علـى نفسـه فـي كـل مـا أورده عنـه مـن جـرح أوتعديـل ومـا كان ينبغي أن يحتج به في شيء ثم قد كان يلزمه أن يقول طعن في فلان وليس بموضع الطعن وأي شغل للمحدث غير الجرح والتعديل فمـن عـد ذلـك طعنـًا مذمومـًا فمـا عـرف العلـم فشفـى أبوسعـد غيظـه بمـا لا معنـى فيـه فـي كتابه فلم يرزق نشره لسوء قصده فتوفي وما بلغ الأمل ولو أن متتبعًا يتبع ما في كتابه من الأغاليط والأنسـاب المختلطـة ووفـاة قـوم هـم فـي الأحيـاء وغيـر ذلـك مـن الأغاليط لأخر أشياء كثيرة غير أن الزمان أشرف من أن يُضيع في مثل هذا وهذا الرجل كانت مشقعة عجيبة فإنه كان يأخذ الشيـخ البغـدادي فيجلـس معـه فـوق نهـر عيسـى ويقـول حدثنـي فلـان من وراء النهر ويجلس معه في رقـة بغـداد ويقـول حدثنـي فلـان بالرقـة فـي أشيـاء هـذا الفن لا تخفى على المحدثين وكان فيه سوء فهـم وكان يقول في ترجمة الرجل حسن القامة وليست هذه عبارة المحدثين في المدح وقال في عجـوز يقـرأ عليهـا الحديـث وهـي مـن بيـت المحدثيـن أبوهـا محـدث وزوجهـا محـدث وقـد بلغت سبعين أو زادت فقال كانت عفيفة وهذا ليس بكلام من يدري كيف الجرح والتعديل وذكر في ترجمة ابـن الصيفـي الشاعـر فقـال‏:‏ المجان ببغداد يقولون هو الحيص بيص وله اخت اسمها دخل وخرج ومثـل هـذا لا يذكره عاقـل ولا نرى التطويل بمثل هذه القبائح توفي ابن السمعاني ببلده في هذه السنة ووصل الخبر بذلك إلى بغداد‏.‏

عبد القاهر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمويه أبو النجيب السهروردي كان يذكر أنه من أولاد محمد بن أبي بكر الصديق ويقول مولدي تقريبًا في سنة تسعين سمع الحديث وتفقه ودرس بالنظامية وبنى لنفسه مدرسة ورباطًا ووعظ مدة وكان متصوفًا وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة ودفن بمدرسته محمد بن عبد الحميد بن الحسن أبو الفتح الرازي العلاء العالم مـن أهـل سمرقنـد كان فقيهًا فاضلًا ومناظرأ من الفحول وصنف التعليقة المعروفة بالعالمي ودخل بغـداد وحضـر مجلسـي للوعـظ قـال أبـو سعـد السمعاني كان مدمنًا للخمر على ما سمعت فكان يقول ليس في الدنيا راحة إلا في شيئين كتاب أطالعه أو باطية من الخمر أشرب منها قال المصنف ثم سمعت عنه أنه تنسك وترك المناظرة واشتغل بالخير إلى أن توفي‏.‏

هبة الله بن أبي عبد اللّه بن كامل بن حبيش أبوعلي قـرأ القـرآن وتفقـه علـى ابـن القاضـي وسمـع الحديـث علـى شيخنـا أبـي بكـر بـن عبـد الباقـي وتقـدم فـي ربـاط بـدر زيجـان علـى جماعـة مـن الصوفيـة وكـان مـن أهـل الديـن توفي في محرم هذه السنة ودفن بمقبرة أحمد قريبًا من بشر الحافي يوسف بن عبد الله البندار الدمشقي الكبير تفقـه علـى أسعـد الميهنـي وبـرع فـي المناظـرة ودرس فـي النظاميـة وغيرهـا وكـان متعصبًا في مذهب الأشعري وبعث رسولًا نحو خوزستان إلى شملة التركماني فمات هناك في شوال هذه السنة‏.‏

 ثم دخلت سنة أربع وستين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها أن بعـض غلمـان الخليفـة واقـع العياريـن بالدجيـل وقتـل كثيـرًا منهـم وجـاء وبرؤوسهم واخذ قائدهم‏.‏

وفي صفر‏:‏ جلس ابن الشاشي للتمريس بالمدرسة النظامية التتشية على شاطيء دجلة بباب الازج التي كانت بيد يوسف الدمشقي وحضرعنده جماعة من ارباب المناصب‏.‏

وفي هذا اليوم‏:‏ صلب تسعة أنفس وقطعت يد العاشر‏.‏

وفي يوم الثلاتاء حادي عشرين ربيع الاول‏:‏ رئي في صحن دار السلام بدار الخليفة رجل غريب قائـم فـي طريـق الخليفـة الـذي يركـب فيـه ومعـه سكيـن صغيـرة فـي يـده وأخـرى كبيـرة معلقـة فـي زنده فاستنطقوه فقال انا من حلب فحبس وعوقب البواب‏.‏

وفي سابـع عشـر ربيـع الأخـر‏:‏ فـؤض إلـى ابـي جعفـر ابـن الصبـاغ نيابـة التدريـس فـي النظاميـة واعتقـل تاج الدين اخو استاذ الدار‏.‏

وفي جمادى الآخرة‏:‏ مات حاجب الباب ابن الصاحب وتولى ولده حجبة الباب‏.‏

وفـي يـوم الجمعة عاشر شعبان‏:‏ دخل قوم من العيارين إلى دار بعض التجار عند سوق العطر فلـم يجـدوا فـي الـدار الا مملوكـًا فسألـوه عـن المـال فقـال لا علـم لـي فقتلـوه وفتشـوا الـدار فلـم يجـدوا فيهـا شيئًا وخرجوا ولم يحظوا الا بقتل الغلام‏.‏

وفـي ليلـة النصـف مـن شعبان‏:‏ اتفقت حادثة عجيبة وهو أن انسانًا كان قائمًا عند دكان عطار بشارع دار الدقيق فجاء إنسان نفاط يلعب بقارورة النفط فخرجت من يده بغيـر اختيـاره فأهلكـت مـا فـي الدكـان كلـه وتعلقـت بثيـاب ذلـك الرجـل القائم هناك إلى ان نزع ثيابه انسلخ جلده من عنقه إلى مشد سراويله وأخذ النفاط فحبس وجرت فتنة فتخلص النفاط‏.‏

وفي سادس عشرين شعبان‏:‏ خرج الوزير إلى الحلة لينظر إلى البلاد ويتعرف احوالها‏.‏

وفـي رمضـان‏:‏ قبـض علـى يـزون وتتامـش وسلمـا إلـى قيمـاز وضيـق علـى قيمـاز واخـذ منـه على ما حكي ثلاثون الف دينار جمع فيها مراكبه وآنية داره وانكسر كسرة عظيمة‏.‏

 ذكرمن توفي في هذه السنة من الأكابر

أزهر بن عبد الوهاب بن أحمد بن حمزة أبو جعفر السماك سمـع مـن مشايخنـا ابـن الحصيـن والحريـري وابـي بكـر بن عبد الباقي أوعبد الوهاب وكان ثقة وفيه فضل وادب وتوفي في محرم هذه السنة سعد اللّه بن نصر بن سعيد ولـد فـي رجـب سنـة ثمانيـن وأربعمائـة وسمـع ابـوي الخطـاب محفـوظ بـن احمـد وعلـي بن عبد الرحمن ابن الجراح وتفقه وناظر ووعظ وكان لطيف الكلام حلو الايراد ملازمًا للمطالعة إلى أن مات‏.‏

أنبأنا سعد الله بن نصر قال‏:‏ كنت خائفًا من الخليفة لحادث نزل فاختفيت فرأيت في المنام كأني في غرفة أكتب شيئًا فجاء رجل فوقف بازائي وقال اكتب ما أملي عليك وأنشد‏:‏ ادفع بصبرك حادث الأيام وترج لطف الواحد العلام لا تأيسن وان تضايق كربها ورماك ريب صروفهـا بسهـام فله تعالى بين ذلك فرجة تخفي علـى الابصـار والاوهـام كم من نجا من بين اطراف القنا وفريسة سلمـت مـن الضرغـام وسئـل فـي مجلـس وعظه وانا اسمع عن اخبار الصفات فنهى عن التعرض بها وامر بالتسليم لها وأنشد‏:‏ أبى الغائب الغضبان يانفس ان يرضى وانت التي صيرت طاعته فرضا فلا تهجري من لا تطيقين هجره وان هم بالهجران خدك والأرضا توفـي فـي شعبـان مـن هـذه السنة ودفن إلى جانب رباط الزوزني في ارضاء الصوفية لأنه اقام عندهم مدة حياته فبقي على هذا خمسة ايام وما زال الحنابلة يلومون ولده على هذا ويقولون مثل هذا الرجل الحنبلي اي شيء يصنع عند الصوفية فنشبه بعد خمسة أيام بالليل وقال كان قد اوصى ان يدفن عند والديه ودفنه عندهما بمقبرة أحمد أبو طالب بن المستظهر بالله توفي في رمضان وحمل إلى التراب في الماء وكان من المشايخ المتقدمين في الدار وكان له بر ومعروف محمد بن عبد الباقي بن احمد بن سلمان أبو الفتح ابن البطي ولد سنة سبع وسبعين وسمع مالك بن علي البانياسي وحمد بن احمد الحداد وابن النظر والتميمـي وغيرهـم وكـان سماعـه صحيحـًا سمعنـا منـه الكثير كان يحب أهل الخير ويشتهي ان يقرأ عليـه الحديـث وتوفـي يـوم الخميـس سابـع عشريـن جمادى الأولى من هذه السنة ودفن بمقبرة باب أبرز المبارك بن علي بن حصير أبو طالب الصيرفي وتوفي ليلة الجمعة ثالث عشر ذي الحجة من هذه السنة محمد بن المبارك بن الحسين بن إسماعيل أبو بكر ابن الحصري صديقنـا ولـد سنـة خمـس عشـرة وخمسمائة وقرأ القرآن وسمع الحديث من الرقي وأبي عبد الله ابـن البنـاء وابـي بكـر بـن عبـد الباقـي وغيرهـم وتفقـه علـى ابـي يعلـى وناظـر وولـي القضاء بقرية عبد الله من واسط توفي في رجب هذه السنة ببغداد فجاءة ودفن بالزرادين وكان عمره أربعًا وخمسين سنة محمد الفارقي كـان يتكلـم علـى النـاس قاعدًا وربما قام على قدميه في دار سيف الدولة من الجامع وكان يقال انـه كـان يحفـظ كتـاب نهـج البلاغة ويغير الفاظه وكانت له كلمات حسان في الجملة توفي في يوم الجمعة حادي عشر رجب هذه السنة وصلي عليه وقت صلاة الجمعة ودفن بباب المختارة معمر بن عبد الواحد بن رجاء أبو أحمد الأصفهاني كـان مـن الحفـاظ الوعـاظ ولـه معرفـة حسنـة بالحديث وكان يخرج ويملي سمعت منه الحديث ببيت في الروضـة بالمدينـة وكـان يـروي عـن أصحـاب ابـي نعيـم الحافـظ‏.‏وتوفـي بالباديـة ذاهبـًا إلـى الحـج فـي ذي القعدة من هذه السنة‏.‏