سورة الأعراف / الآية رقم 48 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَنَادَى أَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقاًّ فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقاًّ قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُم قَالُوا مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ المَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الكَافِرِينَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} [الأعراف: 7/ 48- 49].
هذا لون من النداء أو المناظرة والحوار بين أهل الأعراف وأهل النار يراد به توبيخ الكفار وتأنيبهم على غرورهم وتكبّرهم واحتقارهم ضعفاء المؤمنين لفقرهم وحاجتهم.
وتصوير الحوار أن أهل الأعراف: وهم قوم من البشر مذنبون على أعالي السّور بين الجنّة والنار ينادون رجالا من المشركين من أهل النار، يعرفون كلّا منهم بسيماهم، أي بعلامتهم: وهي سواد الوجوه وقبحها في أهل النار وما عليها من الغبرة، وزرقة العيون وتشوية الخلقة، قائلين لهم: أي شيء أغناكم عنه جمع المال، أو اجتماعكم وكثرتكم، واستكباركم عن الإيمان برسالة النّبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، وتكبّركم على المستضعفين والفقراء من المسلمين كصهيب وبلال وآل ياسر؟ لم يمنع عنكم ذلك كله شيئا من العقاب، ولا أفادكم شيئا من الثواب، بل صرتم إلى ما أنتم عليه من العذاب والنّكال. وتبدّدت مزاعمكم التي كنتم تردّدونها أن من أغناه اللّه في الدنيا، وجعله قويّا هو الذي له نعيم الآخرة، وذلك في قول اللّه تعالى: {وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (34) وَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35)} [سبأ: 34/ 34- 35].
ثم سألوهم سؤال توبيخ وتقريع عن حال المستضعفين الذين كانوا يضطهدونهم في الدنيا بسبب إيمانهم وإسلامهم كآل ياسر وخبيب وصهيب وبلال الحبشي، فقالوا لهم: أهؤلاء الذين أقسمتم أو حلفتم في الدنيا ألا ينالهم اللّه أبدا برحمة لفقرهم وضعفهم وقلة أتباعهم، وهم الآن في رياض الجنّة ونعيمها ويتمتّعون بخيراتها، وغيرهم من جبابرة الكفار وزعماء الشرك يتقلّبون في حرّ جهنّم ويتلظّون في سعيرها.
أهؤلاء الضعفاء في الدنيا الذين حلفتم أن اللّه لا يعبأ بهم، قيل لهم من اللّه أو من الملائكة: ادخلوا الجنة من غير خوف على ما يأتي، ولا حزن على ما فات؟! وأقسم أهل النار من المشركين: أن أهل الأعراف داخلون النار معهم، فنادتهم الملائكة: إن أهل الأعراف الموقوفين على السّور يقال لهم: ادخلوا الجنّة، لا خوف عليكم في المستقبل، ولا يطرأ عليكم حزن في الحاضر ولا تأسّف على ما فات في الماضي.
وذكر الطبري من طريق حذيفة: أن أهل الأعراف يرغبون في الشفاعة، فيأتون آدم، فيدفعهم إلى نوح، ثم يتدافعهم الأنبياء عليهم السّلام، حتى يأتوا محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم ليشفع لهم، فيشفع، فيدخلون الجنّة، فيلقون في نهر الحياة، فيبيضّون ويسمّون مساكين الجنّة.
وفائدة الحوار المذكور بين أهل الأعراف وأهل النار: تبيان أن الجزاء على قدر العمل، والترغيب في التسابق في أعمال الخير، وأن المعول عليه ليس هو المال والغنى والقوة، وإنما المنظور إليه هو العمل الصالح، وأن الطائعين يتميّزون بالنّضرة، وأن العصاة يعرفون بالغبرة والزّرقة وتشوّه الخلقة.
وإن أساس السعادة والنجاة في عالم الآخرة هو الإيمان والعمل الصالح، وسبب الهلاك والعذاب في النار هو الشّرك أو الكفر، أو التّكبر عن اتّباع رسالة الحق رسالة النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم.
وفضل اللّه ورحمته يشملان المقصّرين أهل الأعراف الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم، وهذا ترغيب في تفادي التقصير في العمل، حتى لا يتعرّض المقصّرون لشيء من الحسرة والألم، والمهلة والانتظار، والقلق والاضطراب، ويستفاد من ذلك أن على الإنسان أن يكون بصيرا بالعواقب، شديد الخوف من سوء المصير، عظيم الرجاء في إحسان اللّه وفضله ورحمته، واللّه يغفر لمن يشاء، ويرحم من يشاء.
استغاثة أهل النار بأهل الجنة:
إذا اشتد الكرب، وعظم البلاء، وأطبق العذاب بأهل النار لم يجدوا ملجأ إلا الاستغاثة والاستنجاد بأهل الجنة لإمدادهم بالطعام والشراب، وإنقاذهم مما يتعرضون له من النكال والشدة وسوء التقلب في نار جهنم، فترتفع أصواتهم بالنداء لعلمهم بأن أهل الجنة يسمعون نداءهم، وكأنهم يظنون أن أصحاب الجنة قادرون على نجدتهم والإشفاق عليهم، وقد حكى القرآن الكريم خبر هذا النداء فقال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال