سورة الأعراف / الآية رقم 57 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ المَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ المَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)} [الأعراف: 7/ 57- 58].
هذه آية اعتبار واستدلال على وجود البعث، وفهم الدليل بسيط جدّا، فإن اللّه تعالى كما أنه يحيي الأرض وينبتها نباتا حسنا بالمطر فإنه قادر على إعادة الموتى أحياء يوم القيامة، كإحياء الأرض بعد موتها، علما بأن الرياح حيث وقعت في القرآن فهي مقترنة بالرحمة، وأما الريح بمقترنة بالعذاب.
جاء في الحديث: «أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا هبّت الريح يقول فيما رواه الإمام الشافعي: اللّهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا».
وعملية إنزال المطر تكون بإرسال الرياح لسوق السحب الثقيلة المشحونة بالرطوبة وبخار الماء، إلى مواضع نزول الغيث، فينزله اللّه تعالى في المكان القفر، والبلد الميت الذي لا نبات فيه، فترتوي الأرض، فيخرج اللّه بالمطر أنواع النبات والثمار من الأرض، على اختلاف ألوانها وأشكالها، وطعومها وروائحها، وهذا دليل حسّي واضح يدل على قدرة اللّه وتمام رحمته، كما قال اللّه تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)} [يس: 36/ 33].
وتنوّع الناتج من الأرض بالرغم من كون التربة واحدة والماء واحدا دليل حسّي آخر على عظمة القدرة الإلهية، كما قال اللّه سبحانه: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)} [الرّعد: 13/ 4].
وإحياء الأرض بعد موتها بالنباتات يحدث بقدرة اللّه الخالق، فكذلك إعادة الحياة إلى الأجساد يكون بقدرة اللّه أيضا: {كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} أي مثل هذا الإخراج لأنواع النبات من الأرض الميتة الجدبة بالماء، نخرج الموتى ونبعثهم، فالله على كل شيء قدير، يخرج الحيّ من الميت، ويخرج الميت من الحيّ، وقد بيّنا هذا الشّبه لكم أيها العباد لتتذكروا وتتّعظوا، فتؤمنوا بالبعث أو اليوم الآخر.
ولكن استعداد الناس للإيمان بالبعث مختلف باختلاف الطبائع والنفوس كالأرض تماما، منها الطّيب المنبت، ومنها السّبخة أو الملحة غير الصالحة للنبات.
والأرض الطيبة التربة يخرج نباتها سريعا حسنا، والأرض الخبيثة التربة كالسبخة ونحوها، لا يخرج نباتها القليل إلا بعسر وصعوبة.
وهكذا الناس مثل الأرض، منهم المستعدّ للإيمان، القويم الفطرة، السليم الفهم والإدراك، فيبادر إلى الإيمان بالبعث، كالأرض الطيبة المعدن والبلد الطيب الأصل، ومنهم من ينكر البعث بعد وجود أماراته وتوافر دلائله كالأرض الخبيثة التي لا تنبت بسبب الملوحة أو الأحجار أو الأشواك ونحوها، وبمثل هذه المقارنة وبيان الأشباه والأمثال، والتصريف البديع، يصرف اللّه الآيات ويردّدها ويبيّنها لقوم يشكرون نعمة اللّه، وهم المؤمنون المفكّرون فيها، المعتبرون بها من غير صعوبة في الفهم أو عسر في الإدراك.
رسالة نوح عليه السّلام لقومه:
كان رسل اللّه الكرام المثل الأعلى لحبّ الإنسانيّة والإنسان، فكان كل رسول يدعو قومه إلى سلوك طرق الهداية والسعادة بتوحيد اللّه واتّباع شرعه، لإنقاذهم من الضّلالة إلى الهدى، ومن الانحراف إلى الاستقامة، ومع ذلك كان القوم يقابلون الإحسان بالإساءة، والمعروف بالإعراض والإنكار، والجحود والعداوة، وأما الرسول فكان يصبر على الأذى والطّرد، وفي مقدمة هؤلاء الرّسل نوح عليه السّلام، قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال