سورة الأعراف / الآية رقم 61 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قَالَ المَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً عَمِينَ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ قَالَ المَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الكَاذِبِينَ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (60) قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (62) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ (64)} [الأعراف: 7/ 59- 64].
أقسم اللّه تبارك وتعالى أنه أرسل نوحا إلى قومه لإنذارهم، ودعوتهم إلى توحيد اللّه وعبادته دون سواه، قائلا لهم: توجّهوا بعبادتكم إلى اللّه وحده لا شريك له لأنه ليس لكم إله غير اللّه، تتجهون إليه بالعبادة والدّعاء وطلب الخير، إني أخشى عليكم بسبب الشّرك والوثنية عذاب يوم عظيم من عذاب يوم القيامة إذا لقيتم اللّه، أو من عذاب الدنيا وهو الطّوفان.
قال الملأ من قومه أي أشرافهم وقادتهم ورؤساؤهم: إنا لنراك في دعوتك إيانا إلى ترك عبادة الأصنام لفي غمرة من الضلال تحيط بك، وهكذا حال الفجّار يرون الأبرار في ضلالة، وهم دائما أعداء الهداة والمصلحين. والأظهر أن قولهم: {إِنَّا لَنَراكَ} هي رؤية القلب.
فأجابهم نوح عليه السّلام على سبيل الأدب الجمّ والإعراض عن جفائهم، وسعة الصدر التي تتميز بها أخلاق الأنبياء: لست بهدايتكم إلى توحيد اللّه ودعوتكم إلى سعادة الدنيا والآخرة ممن اتّصف بالضّلالة والانحراف، ولكني رسول من عند اللّه ربّ العالمين. وقوله: {وَلكِنِّي رَسُولٌ} تعرض لمن يريد النظر والبحث والتأمل، في المعجزة النّبوية. ولا شكّ بأن نوحا عليه السّلام وكل نبي مبعوث إلى الخلق كانت له معجزة تخرق العادة، فمنهم من عرفنا معجزته، ومنهم من لم نعرف.
أبلغكم ما أرسلني به ربّي من الدعوة إلى التوحيد الخالص، والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وما اشتمل عليه من جنّة ونار، وثواب وعقاب، وأبيّن لكم أصول العبادات والمعاملات وأحكامها العامة وفضائل الأخلاق والآداب. وأنصح لكم نصحا خالصا من شوائب المصلحة والمكر، بتحذيركم من عقاب اللّه على كفركم وتكذيبكم لي. وأنا في هذا التّبليغ والنّصح أعلم من اللّه ما لا تعلمون، أي أعلم المعلومات المخوّفات عليكم، لا سيما وهم لم يسمعوا بأمة قط عذّبت، فاللفظ فيه معنى الوعيد والتخويف.
{أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ} هذا الاستفهام بمعنى التقرير والتوبيخ على ما وقع منهم على جهة الاستبعاد، أي كيف تتعجّبون من مجيء تذكير إلهي يذكّركم، ووعظ من ربّكم، على لسان رجل منكم، ليحذّركم عاقبة كفركم، وينذركم عاقبة الشّرك في العبادة، وليحملكم على تقوى اللّه بالتزام الأوامر الإلهية واجتناب النّواهي، للنّجاة من العذاب، ولكي يرحمكم اللّه بتقواه إن وجدت منكم.
فالوحي من اللّه إلى رجل من جنسكم رحمة بكم، ولطف وإحسان إليكم، لتستقيموا وتتقوا عذاب اللّه بتجنّب الشّرك، وليرحمكم ربّكم بطاعته والإيمان برسله.
لكنهم تجاهلوا هذا الإنذار، وكذبوا برسالة نوح عليه السّلام، فأنجاه اللّه والذين آمنوا معه بركوب السفينة، وهكذا ينجي اللّه المؤمنين، بوعد اللّه في قرآنه: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ (51)} [غافر: 40/ 51].
وأغرق اللّه قوم نوح المكذّبين بالطّوفان، بسبب كفرهم وتماديهم في الضّلال والشّرك، وإعراضهم عن الحقّ، وتركهم هداية اللّه تعالى.
وفي التفاسير: إن الذين كانوا مع نوح في السفينة ثمانون، منهم أولاده: يافث وسام وحام، وفي كتب الحديث للتّرمذي وغيره: «إن جميع الخلق الآن من ذرّية نوح عليه السّلام».
رسالة هود عليه السّلام إلى قومه:
يستمر الفضل الإلهي على البشرية في مراحل التاريخ ولكل الأقوام، فكان اللّه يرسل الرّسل إلى جميع الأقوام وفي كل العصور والأزمان، ليبقى النّور الإلهي مضيئا حياة البشرية، وكيلا يبقى هناك عذر لأحد بترك هداية اللّه، لذا أرسل اللّه هودا عليه السّلام إلى قومه قبيلة عاد التي كانت منازلهم أو مساكنهم في اليمن بالأحقاف، وهي جبال الرمل، فيما بين عمان إلى حضر موت باليمن، وكانوا مع ذلك مفسدين في الأرض كلها، وقهروا أهلها، بفضل قوتهم التي خلقها اللّه لهم. قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال