سورة الأعراف / الآية رقم 94 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ المَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَ لَوْ كُنَّا كَارِهِينَ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتِحِينَ وَقَالَ المَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَانُوا هُمُ الخَاسِرِينَ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (95)} [الأعراف: 7/ 94- 95].
هذه الآية خبر من اللّه عزّ وجلّ أنه ما بعث نبيّا في مدينة وهي القرية، إلا أخذ أهلها المكذّبين له بالبأساء وهي المصائب في الأموال والهموم وعوارض الزمان من حرب أو فقر أو غيره، والضّراء: وهي المصائب في البدن أو المعيشة كالأمراض ونحوها، وذلك لكي يتضرّعوا، أي يدعو اللّه ويخشعوا، أو يظهروا الضّراعة والخضوع والابتهال إلى اللّه تعالى في كشف ما نزل بهم. هذه سنّة اللّه في الخلق والشعوب، ولن تجد لسنّة اللّه تبديلا، يرسل اللّه الشدائد لعلها تعيد الإنسان إلى ربّه، وتردّه عن غيّه، فإن اتّعظ وانزجر، ربح، وإن أبى واستكبر، خسر، وهؤلاء هم كثير من الناس، لا تردعهم الرّوادع. وقوله سبحانه: {لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ} ترجّ بحسب اعتقاد الناس وظنونهم، أو تعليل لما سبق، فيكون ذلك مدعاة إلى انقيادهم إلى الإيمان، وهذا هو شأن العقلاء الواعين.
واقتضت رحمة اللّه وتربيته أنه سبحانه يأتي بالفرج بعد الشّدة، وباليسر بعد العسر، فبعد إنزال البأساء والضّراء، يحوّل اللّه الشّراع من شدّة إلى رخاء، ومن فقر إلى غنى، ومن مرض إلى صحة وعافية، ليشكروا اللّه على ذلك، ولكنهم لم يفعلوا.
إنه سبحانه يبدّل مكان السيئة الحسنة، أي مكان البأساء والضّراء من فقر ومرض ونحوهما، يجعل السّراء والنعمة، وهذا بحسب ما عند الناس، وإلا فقد يكون العكس، ينعم اللّه على بعض العباد بالبلوى العظيمة لتخليصهم من الدّاء، ويبتلي اللّه بعض القوم بالنّعم ليختبرهم فيما يفعلون. والسّيئة: كل ما يسوء صاحبه، والحسنة: ما يستحسنه الطبع والعقل.
إن اللّه تعالى يبدّل مكان السيئة الحسنة لحكمة هي التّذكر والاتّعاظ، وتكون الحسنة عامّة شاملة، فتستمر الحسنة حتى عفوا، أي حتى كثروا وكثرت أموالهم وأولادهم، يقال: عفا الشيء: إذا كثر، لأن الرّخاء يكون عادة سببا في كثرة النّسل.
والعبرة تكون حين يقول العصاة بعد الرّخاء: قد أصابنا من البأساء والضّراء وما بعده من الرّخاء، مثلما أصاب آباءنا في قديم الزمان، فهؤلاء آباؤنا قد مسّتهم الضّراء والسّراء، وحلّ بهم الضيق والفرج، والعسر واليسر، وما نحن إلا مثلهم، أي إن هذا التّقلب له سابقة في الزمن، فلا شيء فيه، وهذا قول من لم يتّعظ ولم يتأمل في أحداث الزمان. والواقع أن إرسال النعمة بعد النقمة استدراج واختبار، وكان مصير هؤلاء الذين لم يعتبروا بالأحداث هو إنزال العقاب الشديد بهم، وكان عاقبة أمرهم أن اللّه عاقبهم فجأة، من غير شعور منهم بما ينزل بهم من العقاب، ليكون أكثر حسرة، كما قال اللّه تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)} [الأنعام: 6/ 44] أي آيسون من الرّحمة.
وأما المؤمن فليس هذا حاله، إنه كما جاء في حديث الصحيحين: «عجبا لأمر المؤمن، لا يقضي اللّه له قضاء إلا كان خيرا له، إن أصابته ضرّاء صبر، فكان خيرا له، وإن أصابته سرّاء شكر، فكان خيرا له».
أي أن المؤمن يتنبّه لما ابتلاه به من الضّراء (الضّرر) والسّراء (السرور).
سنّة اللّه في تأديب القرى:
تتعدّد الأساليب الإلهية في إصلاح البشر، وإصلاح أهل القرى أو المدن، وحملهم على الإيمان باختيار وطواعية دون قسر ولا إكراه، وذلك كله من أجل خير الإنسان وإسعاده. ومن هذه الأساليب: الابتلاء بالشدة والمصائب في المكاسب والأموال، وربط الرخاء والخير بالاستقامة والإيمان بالله ورسله. قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال