سورة الأعراف / الآية رقم 134 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلاَ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُّجْرِمِينَ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي اليَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بَآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ وَأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (136)} [الأعراف: 7/ 134- 136].
حين نزل العذاب الشديد وتواترت ألوان العقاب على فرعون وقومه الكافرين من الجراد والضفادع والدم وطوفان الماء وغيرها من الآيات التسع، حينئذ اضطرب قوم فرعون واشتد فزعهم، وطلبوا من موسى عليه السلام أن يدعو ربه، بسبب ما عهد اللّه عنده من النبوة والرسالة والكرامة والمحبة وصلة العهد مع اللّه من طاعة موسى ونعمه عليه، وأقسموا له: لئن كشفت عنا بدعائك ذلك العذاب، لنصدقن برسالتك، ونؤمننّ بما جئت به من عند ربك، ولنرسلن معك بني إسرائيل إلى حيث تتوجه وتريد، ليتمكنوا من عبادة ربهم كما شاؤوا. وهذا عهد من فرعون وملئه الذين بيدهم الحل والعقد. ولكن قوم فرعون لما كشف اللّه عنهم العذاب، وأزال عنهم العقاب مرة بعد مرة، مؤقتا إلى أجل محدود، منتهون إليه حتما، فمعذبون فيه، وهو الغرق، إذا هم ينقضون العهد ويحنثون في كل مرة، ولم ينفعهم ما تقدم في حقهم من الإمهال. ومعنى قوله تعالى: {إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ} أي غاية كل واحد منهم بما يخصه من الهلاك والموت، في الغرق المنتظر. روي أنهم كانوا يمكثون في العذاب الواحد من الطوفان والجراد ونحوهما أسبوعا، ثم يطلبون من موسى الدعاء برفعه، ويعدونه بالإيمان بالله تعالى، ثم ينقضون العهد.
ولما كشف اللّه العذاب (وهو الرجز) عن قوم فرعون من قبل مرات ومرات، ولم يقلعوا عن كفرهم وجهلهم، ثم حان الأجل المؤقت لعذابهم، انتقم اللّه منهم، بأن أهلكهم بالغرق في البحر، بسبب تكذيبهم بآيات اللّه التي نزلت عليهم كلها، وكانوا غافلين عنها وعما يتبعهم من العذاب في الدنيا والآخرة.
والمراد بغفلتهم عن آيات اللّه: إعراضهم عن الآيات، وعدم الالتفات إليها، فهم أعرضوا عنها، حتى صاروا كالغافلين عنها. إنهم غفلوا عما تتضمنه الآيات من الهدى والنجاة.
أغرق اللّه الكافرين منهم في اليم إغراقا شنيعا شديدا، ونجى اللّه المؤمنين الذين كانوا يكتمون إيمانهم، أغرقهم في اليم، وهو البحر الذي فرقه لموسى، فجاوزه هو وبنو إسرائيل معه، ثم ورده فرعون وجنوده على أثرهم، فلما أصبحوا في وسط البحر، أطبقه اللّه عليهم، فغرقوا عن آخرهم بسبب تكذيبهم بآيات اللّه، وتغافلهم عنها، وعما يعقبها من العذاب في الدنيا والآخرة.
تبين لنا هذه الآيات مدى انتهازية بعض الناس، ولجوئهم إلى المكر والخديعة، فإن قوم فرعون لما تعرضوا للعذاب، هرعوا إلى موسى عند الشدة والضيق، وهذا شأن غالب الناس، لا يجدون في وقت المحنة غير اللّه ملجأ وملاذا.
وكان من عادة قوم فرعون تكرار نقض العهود وخلف الوعود، وتمرير المصالح إلى وقت محدود.
والعذاب الذي استحقوه هو عذاب الاستئصال بالإغراق في البحر.
والآيات تستدعي الوقوف أمامها بحذر وتعمق وإطالة فكر وتأمل، والواجب النظر فيها وتدبرها والتأمل بأسبابها ونتائجها، ولذلك ذمهم اللّه بأن غفلوا عنها، وهو منهج يدل على أن التقليد طريق مذموم. وأن الواجب يستدعي بحق إعمال الفكر والتأمل، والاعتماد على القناعة الذاتية، وتكوين هذه القناعة بالبرهان والحجة، لا بمجرد التوارث للآباء، والسير في فلك الأجداد، حتى وإن وجدوا الحق في غير طريقهم، أو في شريعة محكمة، لا تبديل فيها ولا تغيير.
نصرة المستضعفين بعد إغراق فرعون:
اقتضت حكمة اللّه ورحمته وعدله وفضله أن ينصر الضعفاء والمستضعفين، وينتقم من الأقوياء المتغطرسين والأشداء الظالمين، وميزان العدل لا يتغير، والفضل الإلهي لا يختلف بين جيل وجيل. وحينما طغى فرعون وبغى وأفسد في الأرض وتأله وتجبر، كان مصيره الإذلال والهلاك، ونصر اللّه الذين كانوا يستضعفون في المشرق والمغرب من قوم موسى، وأمدهم اللّه بنعم كثيرة قصها القرآن الكريم علينا، فقال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال