سورة الأعراف / الآية رقم 158 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)} [الأعراف: 7/ 158].
أوضحت هذه الآية مزية الرسالة الإسلامية، وهي أنها عامة شاملة، وأن بعثته صلّى اللّه عليه وسلّم للناس كافة، يدعوهم فيها إلى الإيمان به وبشريعته، وأن كل من يتبعه تشمله تلك السعادة. وهذا ليس مجرد إخبار، بل إنه أمر من اللّه عزّ وجلّ لنبيه بإشهار الدعوة والحض على الدخول في الشرع الإلهي، لأن متبعيها أهل لرحمة اللّه وتكريمه كما ذكر في آية سابقة: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}.
والمعنى: قل: يا محمد لجميع البشر من عرب وعجم، بيض أو سود، حمر أو صفر، إني رسول اللّه إليكم جميعا، لا إلى قومي العرب خاصة، وعموم رسالتي في كل وقت وزمان إلى يوم القيامة، فهو عموم يقتضي بعثته لجميع الناس، وعموم في الزمان، كما جاء في آية أخرى: {وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (107)} [الأنبياء: 21/ 107].
وقال تعالى: {وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً} [سبأ: 34/ 28] وقال سبحانه: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: 6/ 19] أي وأنذر به كل من بلغه.
وقال جل جلاله: {تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (1)} [الفرقان: 25/ 1].
وأكدت الأحاديث النبوية الثابتة عموم الرسالة الإسلامية وعالميتها، مثل حديث الصحيحين والنسائي عن جابر بن عبد اللّه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي، منها: وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة».
أي فكان كل نبي يبعث إلى فرقة خاصة دون العموم.
وأردف اللّه تعالى بيان العموم بما يقتضي الإذعان له، وهي أنه مالك السماوات والأرض بالخلق والإبداع، والإحياء والإماتة، لا إله هو، ولا معبود سواه.
تضمنت هذه الآية عناصر العقيدة الثالثة: وهي توحيد الربوبية بالإيمان، وتوحيد الألوهية بالإيمان والعمل، أي بعبادة اللّه وحده، ثم الإيمان برسالة النبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، ثم الإيمان بالبعث بعد الموت، وذلك معنى والإحياء والإماتة.
ورتب على هذا البيان الدعوة العلنية الصريحة إلى الإيمان، أي التصديق بالله الواحد الأحد، الفرد الصمد، في ربوبيته وألوهيته، والتصديق برسوله النبي الأمي الذي بعثه ربه إلى الخلق من الإنس والجن أجمعين. إن هذا النبي هو الذي يؤمن بوحدانية اللّه وكلماته التشريعية التي أنزلها اللّه عز وجل لهداية البشر، وكلماته التكوينية الدالة على قدرته وإرادته وحكمته، ويصدق قوله عمله، ويؤمن بما أنزل إليه من ربه، مما تضمنته الكتب الإلهية من التوراة والإنجيل والقرآن من أحكام وإرشادات وأدلة على وجود اللّه تعالى ووحدانيته وقدرته.
وهذا الأمر بالإيمان بالله، أتبعه بالأمر بالإسلام، أي اتبعوا منهج هذا النبي، واسلكوا طريقه في كل ما جاء به، لتهتدوا إلى الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه، أو رجاء أن تهتدوا بالإيمان واتباع الشرع، إلى ما فيه سعادتكم في الدنيا والآخرة.
الحق في هذا القرآن، والخير في هذا الدين، والسعادة باتباع شريعة خاتم النبيين، وبمقدار الالتزام بالشريعة يكون النجاح في الدنيا والآخرة. وإن من أهم مقومات عموم رسالة الإسلام ترفعها عن العصبية والقومية والحقد الطائفي، وكونها ذات نزعة إنسانية شاملة تبغي الخير للجميع، وتنشد السعادة لجميع البشر، ليعيشوا في أمان وسلام، وحبّ واستقرار، وتعاون وإخاء، وتقدم وتحضر شامل.
نعم اللّه على قوم موسى عليه السلام:
إن منهاج الهدي الإلهي في التربية الترهيب أحيانا، والترغيب والتذكير بنعم اللّه أحيانا أخرى، فالغافل يستيقظ، والمقصر يتذكر، والمخالف أو المعرض يتنبه، والكل يعملون في حقل الإرشادات الإلهية لتحقيق الخير لهم، وإشاعة الود والمحبة والأخوة في ربوعهم، وأما المستقيم فيزداد استقامة، ويبادر إلى شكر اللّه تعالى على ما أنعم عليه، ولا يأس في صلاح الناس، ولا ينقطع الأمل في توجه الإنسان إلى الخير، واللّه يراقب الجميع، فيشيد بأهل الحق، وينذر أهل الباطل، قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال