سورة الأعراف / الآية رقم 164 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ العَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الكِتَابِ أَن لاَّ يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ المُصْلِحِينَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ} واذكر إذ قيل لهم {اسكنوا هذه القرية} بيت المقدس {وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وادخلوا الباب سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خطيئاتكم} {تَغْفِر لَكُمْ} مدني وشامي {خطيئاتكم} مدني {خطاياكم} أبو عمرو {خَطِئتكم} شامي {سَنَزِيدُ المحسنين فَبَدَّلَ الذين ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الذى قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مّنَ السماء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ} ولا تناقض بين قوله {اسكنوا هذه القرية وَكُلُواْ مِنْهَا} في هذه السورة وبين قوله في سورة (البقرة) {ادخلوا هذه القرية فَكُلُواْ} [البقرة: 85] لوجود الدخول والسكنى. وسواء قدموا الحطة على دخول الباب أو أخروها فهم جامعون بينهما. وترك ذكر الرغد لا يناقض إثباته، وقوله {نَّغْفِرْ لَكُمْ خطاياكم سَنَزِيدُ المحسنين} موعد بشيئين بالغفران وبالزيادة، وطرح الواو لا يخل بذلك لأنه استئناف مرتب على قول القائل: وماذا بعد الغفران؟ فقيل له: {سَنَزِيدُ المحسنين} وكذلك زيادة {مِنْهُمْ} زيادة بيان و{أَرْسَلْنَا} و{أَنزَلْنَا} و{يَظْلِمُونَ} و{يَفْسُقُونَ} من وادٍ واحد.
{وَسْئَلْهُمْ} واسأل اليهود {عَنِ القرية} أيلة أو مدين وهذا السؤال للتقريع بقديم كفرهم {التى كَانَتْ حَاضِرَةَ البحر} قريبة منه {إِذْ يَعْدُونَ فِى السبت} إذ يتجاورون حد الله فيه وهو اصطيادهم في يوم السبت وقد نهوا عنه {إِذْ يَعْدُونَ} في محل الجر بدل من {القرية} والمراد بالقرية أهلها كأنه قيل: واسألهم عن أهل القرية وقت عدوانهم في السبت وهو من بدل الاشتمال {إِذْ تَأْتِيهِمْ} منصوب ب {يَعْدُونَ} أو بدل بعد بدل {حِيتَانُهُمْ} جمع حوت أبدلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها {يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا} ظاهرة على وجه الماء جمع شارع حال من الحيتان، والسبت مصدر سبتت اليهود إذا عظمت سبتها بترك الصيد والاشتغال بالتعبد، والمعنى إذ يعدون في تعظيم اليوم وكذا قوله {يَوْمَ سَبْتِهِمْ} معناه يوم تعظيمهم أمر السبت ويدل عليه {وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ} و{يَوْمٍ} ظرف {لاَ تَأْتِيهِمْ} {كذلك نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} مثل ذلك البلاء الشديد نبلوهم بفسقهم {وَإِذْ قَالَتِ} معطوف على {إِذْ يَعْدُونَ} وحكمه كحكمه في الإعراب {أُمَّةٌ مّنْهُمْ} جماعة من صلحاء القرية الذين أيسوا من وعظهم بعدما ركبوا الصعب والذلول في موعظتهم لآخرين لا يقلعون عن وعظهم {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا الله مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيدًا} وإنما قالوا ذلك لعلمهم أن الوعظ لا ينفع فيهم {قَالُواْ مَعْذِرَةً إلى رَبّكُمْ}- معذرة- أي موعظتنا إبلاء عذر إلى الله لئلا ننسب في النهي عن المنكر إلى التفريط {مَعْذِرَةً} حفص على أنه مفعول له أي وعظناهم للمعذرة {وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} ولطمعنا في أن يتقوا.
{فَلَمَّا نَسُواْ} أي أهل القرية لما تركوا {مَا ذُكّرُواْ بِهِ} ما ذكرهم به الصالحون ترك الناسي لما ينساه {أَنجَيْنَا الذين يَنْهَوْنَ عَنِ السوء} من العذاب الشديد {وَأَخَذْنَا الذين ظَلَمُواْ} الراكبين للمنكر والذين قالوا لم تعظون من الناجين، فعن الحسن: نجت فرقتان وهلكت فرقة وهم الذين أخذوا الحيتان {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} شديد. يقال: بؤس يبؤس بأساً إذا اشتد فهو بئيس. {بِئْسَ}: شامي {بيس} مدني {بيئس} على وزن فيعل: أبو بكر غير حماد {بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خاسئين} أي جعلناهم قردة أذلاء مبعدين. وقيل: فلما عتوا تكرير لقوله {فَلَمَّا نَسُواْ} والعذاب البئيس: هو المسخ. قيل: صار الشبان قردة والشيوخ خنازير وكانوا يعرفون أقاربهم ويبكون ولا يتكلمون، والجمهور على أنها ماتت بعد ثلاث. وقيل: بقيت وتناسلت.
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ} أي أعلم وأجرى مجرى فعل القسم، ولذا أجيب بما يجاب به القسم وهو قوله {لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ} أي كتب على نفسه ليسلطن على اليهود {إلى يَوْمِ القيامة مَن يَسُومُهُمْ} من يوليهم {سُوء العذاب} فكانوا يؤدون الجزية إلى المجوس إلى أن بعث محمد صلى الله عليه وسلم فضربها عليهم فلا تزال مضروبة عليهم إلى آخر الدهر {إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ العقاب} للكفار {وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} للمؤمنين {وقطعناهم فِي الأرض} وفرقناهم فيها فلا تخلو بلد عن فرقة {أُمَمًا مّنْهُمُ الصالحون} الذين آمنوا منهم بالمدينة أو الذين وراء الصين {وَمِنْهُمْ دُونَ ذلك} ومنهم ناس دون ذلك الوصف منحطون عنه وهم الفسقة ومحل {دُونِ ذَلِكَ} الرفع وهو صفة لموصوف محذوف أي ومنهم ناس منحطون عن الصلاح {وبلوناهم بالحسنات والسيئات} بالنعم والنقم والخصب والجدب {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ينتهون فينيبون {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ} من بعد المذكورين {خَلْفٌ} وهم الذين كانوا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخلف بدل السوء بخلاف الخلف فهو الصالح {وَرِثُواْ الكتاب} التوراة ووقفوا على ما فيها من الأوامر والنواهي والتحليل والتحريم ولم يعملوا بها {يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذا الأدنى} هو حال من الضمير في {وَرِثُواْ} والعرض: المتاع أي حطام هذا الشيء الأدنى يريد الدنيا وما يتمتع به منها وهو من الدنو بمعنى القرب لأنه عاجل قريب، والمراد ما كانوا يأخذونه من الرشا في الأحكام على تحريف الكلم. وفي قوله {هذا الأدنى} تخسيس وتحقير {وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} لا يؤاخذنا الله بما أخذنا، والفعل مسند إلى الأخذ أو إلى الجار والمجرور أي لنا {وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} الواو للحال أي يرجعون المغفرة وهم مصرون عائدون إلى مثل فعلهم غير تائبين {أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مّيثَاقُ الكتاب} أي الميثاق المذكور في الكتاب {أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى الله إِلاَّ الحق} أي أخذ عليهم الميثاق في كتابهم أن لا يقولوا على الله إلا الصدق، وهو عطف ل {مّيثَاقُ الكتاب} {وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ} وقرءوا ما في الكتاب وهو عطف على {أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم} لأنه تقرير فكأنه قيل: أخذ عليهم ميثاق الكتاب ودرسوا ما فيه {والدار الآخرة خَيْرٌ} من ذلك العرض الخسيس {لّلَّذِينَ يَتَّقُونَ} الرشا والمحارم {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} أنه كذلك وبالتاء: مدني وحفص.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال