سورة الأعراف / الآية رقم 167 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ العَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الكِتَابِ أَن لاَّ يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ المُصْلِحِينَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167) وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (169) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170) وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)} [الأعراف: 7/ 167- 171].
هذه الآيات إخبار لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بما أوجبه اللّه على بني إسرائيل من ألوان العذاب المعنوي والمادي قبل مجيء الإسلام. والمعنى: اذكر يا محمد ما قضى اللّه على الإسرائيليين بسبب مخالفاتهم من تسليط قوم عليهم يذيقونهم سوء العذاب الشديد وهو الإذلال وفرض الإتاوة إلى يوم القيامة، إن ربك لسريع العقاب لمن عصاه وخالف شرعه، وإنه لغفور لمن تاب إليه وأناب، ورحيم بأهل الطاعة والإنابة. وهذا تنبيه على سرعة عقاب اللّه، والتخويف بذلك تخويفا عاما لجميع الناس. هذا هو العقاب الأول، وقد تحقق في الماضي وعلى مراحل التاريخ، ويكفيهم الآن خضوعهم لإمريكا في الواقع، وإن أظهروا أحيانا الاعتماد على الذات.
والعقاب الثاني: هو تفريقهم وتمزيقهم جماعات وطوائف وفرقا في أنحاء الأرض، وتبعتهم لدول مختلفة، ومنهم الصالحون المحسنون الذين يؤمنون برسالات الأنبياء بعد موسى عليه السلام، ومنهم من هو دون غيره في الصلاح، ومنهم الفسقة الفجرة الكفرة الذين قتلوا الأنبياء بغير حق، ومنهم السماعون للكذب وأكلة الربا وأموال الناس بالباطل، واللّه يختبرهم جميعا بالحسنات أي بالنعم كالصحة والرخاء، أو بالسيئات، أي بالنقم كالمرض والفقر وغيرهما من المحن والمصائب. لعلهم يرجعون إلى الطاعة أو الاستقامة، ويتوبون من المعصية ومخالفة أوامر اللّه.
ثم ظهرت بعد الصالحين والطالحين أجيال وأخلاف ورثوا التوراة عن أسلافهم، وتلقفوا ما فيها من الأحكام والشرائع، لكنهم تاجروا بها، فأخذوا الرشاوى والمكاسب الخبيثة، وهذا معنى قوله تعالى: {يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى} أي يأخذون عروض عيش الدنيا الدنية، ولكنهم قوم مغترون بأنفسهم، يقولون أو يزعمون أن اللّه سيغفر لهم ذنوبهم، ولا يؤاخذهم على أفعالهم السيئة، قائلين: إننا أبناء اللّه وأحباؤه وسلائل الأنبياء، وهم مقيمون على المعاصي، غير متورعين عن الحرام، وإن يأتهم عرض آخر من عروض الدنيا مثل الذي أخذوه أولا بالباطل، يأخذوه بلهف دون تعفف، وهم يعلمون أن وعد اللّه بالمغفرة مختص بالتائبين المقلعين عن الذنوب والمعاصي.
رد اللّه تعالى مزاعمهم هذه وأنكر عليهم صنيعهم، فإنه قد أخذ عليهم العهد والميثاق ألا يقولوا على اللّه إلا الحق وهو أن مغفرة الذنوب في التوراة مشروطة بالتوبة النصوح، ومن بنود الميثاق: تبيان الحق للناس وعدم كتمانه، والبعد عن تحريف الكلم وتغيير الشرائع لأجل الرشوة. وهم قد درسوا كتاب التوراة، وفهموا ما فيه، من تحريم أكل مال الآخرين بالباطل والكذب على اللّه.
ثم رغّبهم اللّه في جزيل ثوابه، وحذرهم من وبيل عقابه، وأمرهم بالاستعداد للآخرة، فإن الدار الآخرة وما فيها من نعيم خالد خير للذين يتقون المعاصي والمحارم، ويتركون الأهواء، ويقبلون على الطاعات، أفلا تعقلون هذه الترغيبات، وتدركون فحوى الإنذارات. وفي الجملة: إن الدار الآخرة خير من عرض الدنيا الفاني. ثم أثنى اللّه تعالى على من تمسك بكتابه الذي يوجهه للإيمان بجميع الأنبياء ومنهم خاتم الأنبياء والرسل محمد صلوات اللّه وسلامه عليهم، فالذين يتمسكون بأوامر الكتاب الإلهي ويعتصمون به، وأقاموا الصلاة- وخصها بالذكر لأهميتها- إنا لا نضيع أجر المصلحين أعمالهم.
ثم ذكّر اللّه تعالى بحادثة رفع جبل الطور فوق بني إسرائيل، حتى صار كأنه سقيفة قائمة في الهواء، لما أبوا قبول التوراة، وأيقنوا أنه ساقط عليهم، وفي ذلك الجو الرهيب قال اللّه لهم: خذوا ما أعطيناكم من أحكام الشريعة بجد واجتهاد، وحزم وعزم على احتمال المشاق والتكاليف، وتذكروا ما في التوراة من الأوامر والنواهي، ولا تنسوها، لعلكم تتقون ربكم، ورجاء أن تتحقق التقوى في قلوبكم، فتصبح أعمالكم متفقة مع دين اللّه وشرعه.
هذه التهديدات والإنذارات ينتفع بها كل قوم أرادوا الخير لأنفسهم ولأمتهم.
عهد اللّه على بني آدم:
اقتضى العدل الإلهي والعناية الربانية ببني البشر أن يخلقهم جميعا من غير استثناء على الفطرة السليمة المقرة بأن اللّه هو ربهم وأنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ربا واحدا، وإلها خالقا، فإذا شذ الإنسان بعدئذ، فكفر بالله أو أشرك به إلها آخرا، فهو ظلم واضح، وانحراف بيّن، وقد عبر اللّه تعالى عن هذه الفطرة التي خلق عليها الناس قاطبة بإبرام عهد قاطع بين اللّه الخالق والبشر المخلوقين، وذلك في قوله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال