سورة الأعراف / الآية رقم 170 / تفسير تفسير ابن عجيبة / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ العَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الكِتَابِ أَن لاَّ يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ المُصْلِحِينَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


قلت: {أُمَمًا}: مفعول ثانٍ لقطَّعنا، أو حال، وجملة {منهم الصالحون}: صفة، وجملة {يأخذون}: حال من فاعل ورثوا، و{يقولون} عطف على {يأخذون}، أو حال، والفعل من {سيغفر}: مسند إلى الجار والمجرور، أو إلى مصدر {يأخذون}، و{أن لا يقولوا}: عطف بيان من {ميثاق الكتاب}، أو تفسير له، أو متعلق به، أي: لأن لا يقولوا، و{درسوا}: عطف على {ألم يُؤخذ} من حيث المعنى، أي: ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ولم يدرسوا ما فيه، أو حال، أي: وقد درسوا، و{الذين يُمَسِّكُون}: مبتدأ، وجملة: {إنا لا نضيع أجر المصلحين}: خبر، والرابط: ما في المصلحين من العموم، فوضع موضع الضمير؛ تنبيهًا على أن الإصلاح كالمانع من التضييع، أو حذف العائد، أي: منهم، ويحتمل أن يكون عطفًا على {الذين يتقون} أي: خير للمتقين والذين يتمسكون بالكتاب.
يقول الحقّ جلّ جلاله: {وقطَّعناهم} أي: فرقناهم {في الأرض أُممًا}: فرقًا، ففي كل بلد من البلدان فرقة منهم، فليس لهم إقليم يملكونه، تتمةً لإذلالهم، حتى لا تكون لهم شوكة قط، {منهم الصالحون} وهو من تمسك بدين التوراة، ولم يحرف، ولم يفرق، أو من آمن منهم بالنبي صلى الله عليه وسلم في زمانه وبعده، {ومنهم دون ذلك} أي: ومنهم ناس دون ذلك، أي: منحطون عن الصلاح، وهم كفرتهم وفسقتهم، {وبلوناهم} أي: اختبرناهم {بالحسنات والسيئات} أي: بالنعم والنقم، {لعلهم يرجعون}؛ ينتبهون فينزجرون عمًّا هُم عليه.
{فخلَفَ من بعدهم خلفٌ} أي: فخلف، من بعد الأولين، خلف، أي: بدل سوء، وهو مصدر نعت به، فالخلف، بالسكون، شائع في الشر، يقال: جعل الله منك خلفًا صالحًا. والمراد بالخلف في الآية: اليهود الذين أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم، {وَرِثوا الكتابَ}؛ التوراة، من أسلافهم، يقرؤونها ويقفون على ما فيها، {يأخذون عَرَضَ هذا الأدنى}؛ حطام هذا الشيء الحقير، من الدنو، أو من الدناءة، وهو ما كانوا يأخذون من الرشا في الأحكام، وعلى تحريف الكلام، {ويقولون سيُغفرُ لنا}؛ لا يؤاخذنا الله بذلك ويتجاوز عنه، اغترارًا وحمقًا.
{وإن يأتهم عَرَضٌ مثلُه يأخذوه} أي: يرجون المغفرة، والحال أنهم مصرون على الذنب، عائدون إلى مثله، غير تائبين منه، {ألم يُؤخذْ عليهم ميثاقُ الكتاب} أي: في الكتاب، وهو التوراة، {أن لا يقولوا على الله إِلا الحق}، وهو تكذيب لهم في قولهم: {سيُغفر لنا}، والمراد: توبيخهم على القطع بالمغفرة مع عدم التوبة، والدلالة على أنه افتراء على الله وخروج عن ميثاق الكتاب، {ودَرَسُوا ما فيه} أي: وقد درسوا ما فيه، وعلموا ما أُخذ عليهم فيه من المواثيق، ثم تجرأوا على الله، {والدارُ الآخرة خير للذين يتقون} مما يأخذ هؤلاء من العرض الفاني.
{أفلا يعقلون} فيعلموا ذلك، ولا يستبدلوا الأدنى الحقير المؤدي إلى العقاب بالنعيم الكبير المخلد في دار الثواب، ومن قرأ بالخطاب فهو لهم، من باب التلوين في الكلام.
{والذين يُمَسِّكُون بالكتاب} أي: يتمسكون بالتوراة، {وأقاموا الصلاة} المفروضة عليهم، {إنا لا نضيع أجر المصلحين} منهم. وهذا فيمن مات قبل ظهور الإسلام، أو: والذين يمسكون بالقرآن، {وأقاموا الصلاة} مع المسلمين، {إن لا نضيع أجر المصلحين}.
الإشارة: تفريق النسب في البلدان، إن كان في الذل والهوان، فهو من شؤم المخالفة والعصيان، وإن كان مع العز وحفظ الحرمة، فقد يكون لقصد الخير والبركة، أراد الله أن يُنمي تلك البلاد، بنقل ذلك إليها، كأولاد الصالحين والعلماء وأهل البيت. ويؤخذ من قبوله: {وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون}، أن العبد مأمور بالرجوع إلى الله في السراء والضراء، في السراء بالحمد والشكر، وفي الضراء بالتسليم والصبر.
ويؤخذ من مفهوم قوله: {وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه}، أن من عقد التوبة وحل عقدة الإصرار غفر له ما مضى من الأوزار. وفي قوله: {ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب...} الآية، تحذير لعلماء السوء. وقوله: {والذين يُمسكون بالكتاب...} الآية، أي: والذين يمسكون بظاهر الكتاب وأقاموا صلاة الجوارح، {إنا لا نضيع أجر المصلحين} مع عامة أهل اليمين، والذين يمسكون بباطن الكتاب وأقاموا صلاة القلوب التي هي العكوف في الحضرة حضرة الغيوب إنا لا نضيع أجر المصلحين لقلوبهم، وهو شهود رب العالمين مع المقربين، في حضرة الأنبياء والمرسلين، جعلنا الله منهم وفي حزبهم، آمين.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال