سورة الأعراف / الآية رقم 173 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَإِذْ نَتَقْنَا الجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ المُبْطِلُونَ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ المُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)} [الأعراف: 7/ 172- 174].
والمعنى: اذكر أيها الرسول محمد للناس جميعا ما أخذه اللّه تعالى على البشر كافة من ميثاق في بدء الخلق، يتضمن الاعتراف على أنفسهم أن اللّه ربهم ومالكهم وأنه لا إله إلا اللّه، وذلك حين خلق آدم وأخذ من ظهور ذريته ذريتهم في عالم الذرة، وأحياهم، وجعل لهم عقلا وإدراكا كنملة سليمان عليه السلام، وأخذ عليهم العهد أو الميثاق بأنه ربهم وأنه لا إله غيره، فأقروا بذلك والتزموه، وأعلمهم أنه سيبعث الرسل إليهم مذكرة وداعية، وشهد بعضهم على بعض، قائلا لهم قول إرادة وتكوين، لا قول وحي وتبليغ: ألست بربكم؟ فقالوا بلسان الحال، لا بلسان المقال: بلى أنت ربنا المستحق وحدك للعبادة، لا إله غيرك. وإشهاد الناس بعضهم على بعض في ذلك العالم عالم الذر سببه: ألا يعتذروا يوم القيامة إذا أشركوا قائلين:
إنا كنا عن التوحيد غافلين، أي لم ينبهنا إليه أحد، فلا عذر لكم بعد إقامة الأدلة على وحدانية اللّه، ووجود العقل، وتكوين الفطرة.
وخلق الناس على فطرة الإقرار بوجود اللّه وتوحيده مقرر في آية أخرى هي قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ} [الروم: 30/ 30]. وأيدت السّنة مدلول هذه الآية، جاء في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تلد البهيمة بهيمة جمعاء- أي التي لم يذهب من بدنها شيء- هل تحسون فيها من جدعاء».
أي مقطوعة الأنف أو الأذن أو اليد أو الشفة ونحو ذلك، وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يقول اللّه: إني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين، فاجتالتهم عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم».
وكان خلق بني آدم على فطرة التوحيد لهدفين: الأول- إبطال ادعائهم الشرك وتمسكهم به، والهدف الثاني- إبطال تمسكهم بتقليد الآباء والأجداد في الشرك، قائلين: إن آباءنا أشركوا من قبلنا، ونحن خلف لهم، نجهل بطلان الشرك، وقد قلدناهم في أعمالهم واعتقادهم مع حسن الظن بهم، ولم نهتد إلى التوحيد. أفتهلكنا بالعذاب، وتؤاخذنا بما فعله المبطلون من آبائنا؟! ولكن اللّه لا يقبل عذرهم أبدا لأن التقليد في الاعتقاد وأصول الدين لا يجوز أبدا بحال من الأحوال، بل لابد لكل إنسان أن يعتمد في إثبات عقيدته على قناعته الذاتية والبراهين الدالة على صحة عقيدة التوحيد.
ومثل ذلك التفصيل البليغ الواضح للميثاق، نفصل للناس الآيات البينات، ليتدبروها بعقل وبصيرة، ولعلهم يرجعون بها عن شركهم وجهلهم وتقليدهم الآباء والأجداد.
وبعبارة أخرى: معنى الآيات أن الكفرة لو لم يؤخذ عليهم عهد، ولا جاءهم رسول مذكر بما تضمنه العهد من توحيد اللّه وعبادته، لكانت لهم حجتان:
إحداهما: كنا غافلين عن الأدلة والبراهين الصحيحة المثبتة لتوحيد الإله. والأخرى:
كنا تبعا لأسلافنا، فكيف نهلك؟ والذنب إنما هو ذنب من بدأ طريق الانحراف وأضلنا، فوقعت شهادة بعضهم على بعض أو شهادة الملائكة عليهم بالإقرار السابق بتوحيد اللّه، لتنقطع لهم هذه الحجج، ويزول اعتذارهم بمثل هذه الأعذار الواهية.
مثل المكذب الضال- بلعام بن عابر:
تتكرر أمثال القرآن الكريم للعبرة والعظة، والتأمل والزجر، وتذكر الأمثال إما بحال الأمم والجماعات، وإما بحال بعض الأفراد، وفي قمة هؤلاء رجل من بني إسرائيل اسمه بلعام بن باعوراء أو عابر دعا على موسى مقابل هدية من اليهود، فصار مثلا شهيرا في التاريخ بسبب ضلاله وتكذيبه، حكى القرآن الكريم قصته في قوله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال