سورة الأعراف / الآية رقم 177 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَإِذْ نَتَقْنَا الجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ المُبْطِلُونَ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ المُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ (177)} [الأعراف: 7/ 175- 177].
أراد اللّه في قرآنه تربية الأجيال والأشخاص تربية إيمانية صلبة، لا تتأثر بإغراءات الحياة والمادة والمال، وإنما تظل وفية للمبدأ، مخلصة للعقيدة، دون أن تضعف أو تتردد أو تنحرف أمام شهوات الدنيا ومفاتنها، ومن هؤلاء بلعام بن باعوراء أو عابر، كان من علماء بني إسرائيل أو أنه كان من جملة الجبارين الذين غزاهم موسى عليه السلام، فلما قرب منهم موسى لجؤوا إلى بلعام وكان صالحا مستجاب الدعوة، فدعا على موسى مقابل هدية مالية، فاستجيب له، ووقع موسى وقومه في صحراء التيه بدعائه.
والمعنى: واتل أو اقرأ يا محمد على الحاضرين في عصرك من الكفار وغيرهم خبر ذلك الرجل الذي علمناه آياتنا، ولكنه تركها ولم يعمل بها، وتجرد منها إلى الأبد، فلحقه الشيطان وأدركه، وصار قرينا له، ومصغيا لوسوسته، فأصبح من الضالين المكذبين الغاوين الكافرين، لميله إلى الدنيا واتباعه الهوى والشيطان. وكان مصيره أن موسى عليه السلام قتل ذلك الرجل المنسلخ عن آيات اللّه.
وبخه اللّه وأبان أنه تعالى لو شاء لرفع هذا الرجل بالآيات وجعل له منزلة عظيمة من منازل العلماء الأبرار، بأن يوفقه ربه للهداية والعمل بالآيات المنزلة.
ولكنه ركن إلى الدنيا ومال إليها وشغف بلذائذها واتبع هواه، فلم يوجه همّه إلى نعيم الآخرة ولم يهتد بآيات ربه، ولم يشكر نعمة اللّه عليه، ولم تتجه نفسه إلى ذرا الكمال الروحي، مع أنه قد أوتي علما، وتدنى إلى مغريات الأرض، وإمهال اللّه له، وأصبح مثله في الذلة والحقارة والخسة والدناءة كمثل أو صفة الكلب في أخس الأحوال وأذلها، وهي حال دوام اللهث به، سواء طورد وقوتل أو ترك دون طرد، بسبب تجرده من العمل بآيات اللّه والتزام معرفتها. لقد عوقب في الدنيا بأنه كان يلهث كما يلهث الكلب، أو أنه كان ضالا قبل أن يؤتى الآيات، وبعد أن أوتيها أيضا، فلم تنفعه الآيات.
ذلك المثل الواضح في الغرابة هو مثل القوم الذين كذبوا بآيات اللّه، واستكبروا عنها، ولم تنفعهم الموعظة، إنهم كانوا ضالين قبل أن تأتيهم رسالة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم بالهدى والرسالة، وبعد أن جاءتهم، فبقوا على ضلالتهم ولم ينتفعوا بذلك، فمثلهم كمثل الكلب مذموم في حال إقباله وإدباره، فاسرد عليهم أيها النبي ما يعلمون أنه من المغيبات التي لا يعلمها إلا أهل الكتب الماضية، لعلهم يتفكرون فيحذروا أن يكونوا مثله، فإن اللّه أعلمهم بصفة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم وبرسالته، فهم أحق الناس وأولاهم باتباعه ومناصرته، لعلهم يتفكرون في مصير الكاذب الغاوي الضال، فيؤمنون إيمانا صحيحا بالله وبكتبه ورسله.
لقد ساء مثلا مثل القوم الذين كذبوا بآيات اللّه، وقبح فعلهم أشد القبح لإعراضهم عن النظر في آيات اللّه، إنهم بهذا الإعراض كانوا ظالمين أنفسهم بالتكذيب، فما ظلمهم اللّه، ولكن كانوا هم الظالمين أنفسهم بإعراضهم عن اتباع الهدى وطاعة المولى عز وجل.
حقا، إن موقف المعرضين عن آيات اللّه بترك الإيمان والعمل الصالح موقف يستدعي العجب والتأمل، فإنهم تركوا ما يدعو إليه العقل الرشيد، وتقتضيه مصلحة الإنسان، وإذا كان وضع الرافض أو المعارض لا يستند إلى منطق ولا إلى وعي، كان خاسرا منهزما في الحياة، ومضيعا على نفسه فرصة النجاة والسعادة. قال اللّه تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (57)} [الكهف: 18/ 57].
أسباب الاهتداء والإضلال:
يخلق اللّه تعالى الإنسان على إحدى صفتين: إما مهتد موفق للخير، وإما ضال غارق في الشر، واللّه يعلم قبل هذا الخلق حال كل إنسان وما يؤول إليه أمره وتجني يداه، فإن استعمل وسائل الهداية من العقل والعين والسمع في الطريق الصحيح، كان مهتديا، وإن استعمل تلك الوسائل المعرفية في متاهات الانحراف والضلال، كان جاحدا ضالا، قال اللّه تعالى متوعدا أهل الضلال، ومرغبا أهل الاستقامة:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال