سورة الأعراف / الآية رقم 179 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِ لاَ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (179) وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (180)} [الأعراف: 7/ 178- 180].
هذا خبر من اللّه تعالى أنه خلق لسكنى جهنم والاحتراق فيها كثيرا من الإنس والجن، وهو خبر متضمن وعيد الكفار، والمعنى: من يوفقه اللّه للإيمان والخير واتباع القرآن والشريعة باستعمال عقله ورشده، فهو المهتدي حقا لا سواه، ومن يخذله ويضله ولا يوفقه ربه ولا يهديه إلى الخير واتباع القرآن الكريم، بسبب تعطيل عقله وحواسه في فهم الآيات الكونية والشرعية، فهو الخاسر البعيد عن الهدى، الذي خسر الدنيا والآخرة، ثم أقسم اللّه تعالى أنه خلق وأوجد خلقا كثيرا من الجن والإنس مستعدين لعمل يستحق دخول جهنم، وخلق أيضا خلقا آخرين مستعدين لعمل يدخلهم الجنة، كما قال اللّه سبحانه: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى: 42/ 7].
وقال تعالى: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 11/ 105].
وأسباب استحقاق أهل الضلالة دخول جهنم: هي أنهم عطلوا وسائل المعرفة الصحيحة التي توصلهم إلى الخير والإيمان، والخير فيما أمر اللّه به، والشر فيما نهى اللّه عنه، فهم معرضون عن آيات اللّه لأن لهم قلوبا لا تفقه ولا تفهم، وأعينا لا تبصر الحقائق، وآذانا لا تسمع سماع تدبر وإصغاء لآيات اللّه المنزلة على أنبيائه.
وليس الغرض من ذلك نفي هذه الإدراكات عن حواسهم جملة، وإنما الغرض نفيها وعدم استعمالها في الطريق الصحيح، فكأن هؤلاء القوم، لما لم ينفعهم النظر بالقلب ولا بالعين ولا ما سمعوه من الآيات والمواعظ، استوجبوا الوصف بأنهم لا يفقهون ولا يبصرون ولا يسمعون. إنهم لا يفقهون في قلوبهم شيئا من أمر الآخرة، ولا يبصرون بأعينهم الهدى، ولا يسمعون بآذانهم الحق.
هؤلاء المتصفون بهذه الأوصاف، الذين عطلوا عقولهم وحواسهم هم كالأنعام السائمة، لا همّ لهم إلا التمتع بلذائذ الحياة الدنيوية، بل هم أضل سبيلا منها لأن الأنعام تحرص على ما ينفعها، وتنفر مما يضرها، ولا تسرف في أكلها وشربها، وهؤلاء قوم متهورون يقدمون على النار معاندة، يسرفون في جميع اللذات، ولا يهتدون إلى ثواب، فتكون غفلتهم بمعنى ترك التدبر والاتعاظ، والإعراض عن الجنة والنار.
أما أهل الفطنة والعقل المتدبر المتأمل في المستقبل، فهم الذين عملوا للآخرة، ولم يهملوا ما تتطلبه الدنيا، ولقد أرشدهم اللّه إلى الإيمان والمزيد من الاستقامة، فقال سبحانه: {وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها} أي لله تعالى أسماء تسعة وتسعون تطلق عليه، للدلالة على أوصافه، وهي أسماء منصوص عليها، ولا يسمى اللّه تعالى إلا باسم قد أطلقته الشريعة، ودلت عليه. واللّه يأمرنا بالدعاء بهذه الأسماء كالحي القيوم، الرحمن الرحيم، الحليم العظيم الغفور، السميع البصير، وغير ذلك، وهي عبارة عن كون اللّه تعالى على أوصاف شتى، منها صفات لذاته، ومنها صفات لأفعاله، قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فيما رواه الحاكم أبو الشيخ وغيرهما عن أبي هريرة: «إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها كلها دخل الجنة..».
والسبب في نزول هذه الآية: أن أبا جهل سمع بعض أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يقرأ فيذكر اللّه في قراءته، ومرة يقرأ فيذكر الرحمن، ونحو هذا، فقال: محمد يزعم أن الإله واحد، وهو إنما يعبد آلهة كثيرة، فنزلت هذه الآية.
ثم قال تعالى: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ} أي اتركوا الذين يميلون بها عن الطريق الحق بصرف الألفاظ عن معانيها الصحيحة إلى معان أخرى من تأويل أو شرك أو تكذيب أو زيادة ونقصان، سيجازون بما افتروا، ويعاقبون بما يعملون من سوء الاعتقاد والعمل، وهذا وعيد محض بعذاب الآخرة.
أهل الهداية والضلال:
إن أمة الدعوة المحمدية فريقان: فريق المهتدين الذين يقضون بالحق والعدل، وفريق المكذبين الضالين. والانقسام على هذا النحو ليس جديدا، بل هو قائم في الأمم السابقة كقوم موسى وعيسى عليهما السلام. وهذا الانقسام أمر طبيعي في البشر، والكلام عنه للترغيب والتحذير، قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال