سورة البقرة / الآية رقم 107 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ألَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداًّ مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

البقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{مَا نَنسَخْ مِنْ ءايَةٍ أَوْ نُنسِهَا} تفسير النسخ لغة التبديل، وشريعة بيان انتهاء الحكم الشرعي المطلق الذي تقرر في أوهامنا استمراره بطريق التراخي فكان تبديلاً في حقنا بياناً محضاً في حق صاحب الشرع. وفيه جواب عن البداء الذي يدعيه منكروه أعني اليهود ومحله حكم يحتمل الوجود والعدم في نفسه لم يلحق به ما ينافي النسخ من توقيت أو تأبيد، ثبت نصاً أو دلالة. وشرطه التمكن من عقد القلب عندنا دون التمكن من الفعل خلافاً للمعتزلة. وإنما يجوز النسخ بالكتاب والسنة متفقاً ومختلفاً ويجوز نسخ التلاوة والحكم، والحكم دون التلاوة، والتلاوة دون الحكم ونسخ وصف بالحكم مثل الزيادة على النص فإنه نسخ عندنا خلافاً للشافعي رحمه الله. والإنساء أن يذهب بحفظها عن القلوب {أو ننسأها} مكي وأبو عمرو أي نؤخرها من نسأت أي أخرت {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا} أي نأت بآية خير منها للعباد أي بآية العمل بها أكثر للثواب. {أَوْ مِثْلِهَا} في ذلك إذ لا فضيلة لبعض الآيات على البعض {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أي قادر فهو يقدر على الخير وعلى مثله {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله لَهُ مُلْكُ السماوات والأرض} فهو يملك أموركم ويدبرها وهو أعلم بما يتعبدكم به من ناسخ أو منسوخ. {وَمَا لَكُم مّن دُونِ الله مِن وَلِيٍّ} يلي أمركم {وَلاَ نَصِيرٍ} ناصر يمنعكم من العذاب {أَمْ تُرِيدُونَ} {أم} منقطعة وتقديره بل أتريدون {أَن تَسْئَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ موسى مِن قَبْلُ} روي أن قريشاً قالوا: يا محمد اجعل لنا الصفا ذهباً ووسع لنا أرض مكة فنهوا أن يقترحوا عليه الآيات كما اقترح قوم موسى عليه حين قالوا اجعل لنا إلهاً. {وَمَن يَتَبَدَّلِ الكفر بالإيمان} ومن ترك الثقة بالآيات المنزلة وشك فيها واقترح غيرها {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السبيل} قصده ووسطه.
{وَدَّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الكتاب لَوْ يَرُدُّونَكُم} أن يردوكم {مِن بَعْدِ إيمانكم كُفَّارًا} حال من (كم) أي يردونكم عن دينكم كافرين، نزلت حين قالت اليهود للمسلمين بعد واقعة أحد: ألم تروا إلى ما أصابكم ولو كنتم على الحق لما هزمتم فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم. {حَسَدًا} مفعول له أي لأجل الحسد وهو الأسف على الخير عند الغير {مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} يتعلق ب {ودّ} أي ودوا من عند أنفسهم ومن قبل شهوتهم لا من قبل التدين والميل مع الحق لأنهم ودوا ذلك {مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحق} أي من بعد علمهم بأنكم على الحق، أو ب {حسداً} أي حسداً متبالغاً منبعثاً من أصل نفوسهم.
{فاعفوا واصفحوا} فاسلك بهم سبيل العفو والصفح عما يكون منهم من الجهل والعداوة {حتى يَأْتِىَ الله بِأَمْرِهِ} بالقتال {إِنَّ الله على كُلِّ شَئ قَدِيرٌ} فهو يقدر على الانتقام منهم. {وَأَقِيمُواْ الصلاة وَآتُواْ الزكواة وَمَا تُقَدّمُواْ لأَنْفُسِكُم مّنْ خَيْرٍ} من حسنة صلاة أو صدقة أو غيرهما {تَجِدُوهُ عِندَ الله} تجدوا ثوابه عنده {إِنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} فلا يضيع عنده عمل عامل. والضمير في {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الجنة إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نصارى} لأهل الكتاب من اليهود والنصارى أي وقالت اليهود: لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً، وقالت النصارى: لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى، فلفّ بين القولين ثقة بأن السامع يرد إلى كل فريق قوله، وأمناً من الإلباس لما علم من التعادي بين الفريقين وتضليل كل واحد منهما صاحبه، ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَقَالَتِ اليهود لَيْسَتِ النصارى على شَئ وَقَالَتِ النصارى لَيْسَتِ اليهود على شَئ}؟ وهود جمع هائد كعائذ وعوذ وواحد اسم كان للفظ {من}، وجمع الخبر لمعناه. {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} أشير بها إلى الأماني المذكورة وهي أمنيتهم ألا ينزل على المؤمنين خير من ربهم وأمنيتهم أن يردوهم كفاراً، وأمنيتهم أن لا يدخل الجنة غيرهم أي تلك الأماني الباطلة أمانيهم. والأمنية أفعولة من التمني مثل الأضحوكة. {قُلْ هَاتُواْ برهانكم} هلموا حجتكم على اختصاصكم بدخول الجنة. وهات بمنزلة هاء بمعنى أحضر وهو متصل بقولهم{لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى} و{تلك أمانيهم} اعتراض. {إِن كُنتُمْ صادقين} في دعواكم. {بلى} إثبات لما نفوه من دخول غيرهم الجنة. {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} من أخلص نفسه له لا يشرك به غيره. {وَهُوَ مُحْسِنٌ} مصدق بالقرآن. {فَلَهُ أَجْرُهُ} جواب {من أسلم}. و{هو} كلام مبتدأ متضمن لمعنى الشرط و{بلى} رد لقولهم. {عِندَ رَبّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال