سورة الأعراف / الآية رقم 188 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَراًّ إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ وَإِن تَدْعُوَهُمْ إِلَى الهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوَهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوَهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (187) قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)} [الأعراف: 7/ 187- 188].
نزلت هذه الآية على الراجح كما تقدم في مشركي قريش لأن الآية مكية، ومعناها: يسألونك أيها النبي عن وقت الساعة (القيامة) متى يكون، ومتى يحصل ويستقر؟ ومضمون السؤال اليأس من السائلين ومقتهم والسخط عليهم. قل لهم أيها الرسول: إن علم الساعة مقصور على اللّه وحده، فلا يطّلع عليه أحد من الخلق، فإنه هو الذي يعلم جلية أمرها ويظهرها ويكشفها، ومتى يكون على التحديد، ولا يظهرها في وقتها المحدود إلا اللّه، ولا يعلم بها أحد حتى ولو كان ملكا مقرّبا أو نبيا مرسلا، كما قال اللّه سبحانه: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها} [فصلت: 41/ 47] فكل من الساعة العامة (القيامة) والساعة الخاصة (أجل الإنسان) من الغيبيات التي اختص اللّه بعلمها، لتكون فترة الاختبار صحيحة وعامة، غير متأثرة بدافع العلم بها أو بقصد النفعية، ولا مختصة بزمن معين يطلع عليه البشر وكل مخلوق، ولتبقى رهبتها مهيمنة على النفوس.
لقد خفي علمها على أهل السماوات والأرض، ولم يعلم بها أحد من الملائكة والأنبياء، ثقل أن تعلم ويوقف على حقيقة وقتها وكل ما خفي علمه فهو ثقيل على النفس. وهي لا تأتي إلا فجأة، وعلى غفلة، والناس مشغولون في شأن الدنيا ومصالحها.
يسألك أيها النبي هؤلاء المشركون كفار قريش عن وقت حدوث القيامة، كأنك معني بشأنها، مبالغ في السؤال عنها، وعالم بها، قل لهم: لست أعلمها، إنما علمها عند اللّه الذي يعلم الغيب في السماوات والأرض، ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن أمر القيامة لا يعلمه إلا اللّه، بل يظن أكثرهم أنه مما يعلمه البشر. والقليلون من الناس وهم المؤمنون بالقرآن وبما أخبر به النبي صلّى اللّه عليه وسلّم هم الذين يعلمون أن اللّه تعالى هو المختص وحده بمعرفة الوقت المعين لمجيء القيامة.
قال الرازي: السبب في إخفاء الساعة عن العباد: هو أن يكونوا على حذر منها، فيكون ذلك أدعى إلى الطاعة وأزجر عن المعصية.
ثم أبان القرآن حقيقة وضع النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ومدى معرفته بالغيب فقال تعالى: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ} والمعنى: قل أيها الرسول للناس: إني لا أملك لنفسي ولا لغيري جلب أي نفع، ولا أستطيع دفع أي ضرر عني ولا عن غيري، إلا بمشيئة اللّه وقدرته، فيلهمني إياه، ويوفقني له. وهذا يدل على إظهار العبودية، والتبري من ادعاء العلم بالغيوب، ومنصب الرسالة لا يقتضي علم الساعة وغيرها من علم الغيب، فالغيب لله وحده، وإنما وظيفة الرسول تبليغ الوحي المنزل عليه من ربه، والتعليم والإرشاد، فإن الرسول بشر كسائر الناس، قال اللّه سبحانه: {قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ} [الكهف: 18/ 110].
واللّه أمر نبيه أن يعلن: لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير كالمال ونحوه من المنافع، ولما أصابني السوء وتجنبت الشر، ليس لي مزية عن البشر إلا بتبليغ الوحي عن اللّه بالإنذار والتبشير، فما أنا إلا عبد مرسل للإنذار والبشارة، إنذار العصاة بالنار، وتبشير المؤمنين بالجنات، كما قال اللّه تعالى: {فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (97)} [مريم: 19/ 97].
الخلق من نفس واحدة:
يذكّرنا القرآن الكريم في مناسبات متعددة بقدرة اللّه وعلمه الغيبي، وليس هناك أروع من التعريف بأن ملايين البشر من قديم وإلى يوم القيامة مخلوقون من نفس واحدة، فما على الإنسان إلا الاستسلام لربه الخالق، والتجرد من المشاركة في قدرة اللّه وغيبه، وأن يعلن عجزه أمام القدرة الخارقة، فهو حري ألا يعلم غيبا ولا يدعيه، قال اللّه تعالى مبينا هذا:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال