سورة الأعراف / الآية رقم 192 / تفسير تفسير أبي السعود / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَراًّ إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ وَإِن تَدْعُوَهُمْ إِلَى الهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوَهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوَهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{أَيُشْرِكُونَ} استئنافٌ مسوقٌ لتوبيخ كافةِ المشركين واستقباحِ إشراكِهم على الإطلاق وإبطالِه بالكلية ببيان شأنِ ما أشركوه به سبحانه، وتفصيلِ أحوالِه القاضيةِ ببطلان ما اعتقدوه في حقه أي أيشركون به تعالى {مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً} أي لا يقدر على أن يخلُق شيئاً من الأشياء أصلاً ومن حق المعبودِ أن يكون خالقاً لعابده لا محالة، وقولُه تعالى: {وَهُمْ يُخْلَقُونَ} عطفٌ على {لا يخلق} وإيرادُ الضميرين بجمع العقلاءِ مع رجوعهما إلى {ما} المعبّرِ بها عن الأصنام إنما هو بحسب اعتقادِهم فيها وإجرائِهم لها مُجرى العقلاءِ وتسميتِهم لها آلهةً، وكذا حالُ سائر الضمائرِ الآتيةِ ووصفُها بالمخلوقية بعد وصفِها بنفي الخالقيةِ لإبانة كمالِ منافاةِ حالِها لما اعتقدوه في حقها وإظهارِ غايةِ جهلِهم، فإن إشراكَ ما لا يقدِرُ على خلق شيءٍ ما بخالقه وخالقِ جميع الأشياء مما لا يمكن أن يسوّغه من له عقلٌ في الجملة وعدمُ التعرضِ لخالقها للإيذان بتعينه والاستغناءِ عن ذكره.
{وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ} أي لِعبَدَتهم إذا حزّ بهم أمرٌ مهِمّ وخطبٌ مُلِمٌّ {نَصْراً} أي نصراً ما بجلب منفعةٍ أو دفعِ مضرة {وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ} إذا اعتراهم حادثةٌ من الحوادث أي لا يدفعونها عن أنفسهم، وإيرادُ النصر للمشاكلة، وهذا بيانٌ لعجزهم عن إيصال منفعةٍ ما من المنافع الوجوديةِ والعدميةِ إلى عبدتهم وأنفسِهم بعد بيانِ عجزِهم عن إيصال منفعةِ الوجود إليهم وإلى أنفسهم، خلا أنهم وُصفوا هناك بالمخلوقية لكونهم أهلاً لها وهاهنا لم يوصفوا بالمنصورية لأنهم ليسوا أهلاً لها. وقوله تعالى: {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الهدى} بيانٌ لعجزهم عما هو أدنى من النصر المنفيِّ عنهم وأيسرُ، وهو مجردُ الدِلالةِ على المطلوب والإرشادِ إلى طريق حصولِه من غير أن يحصّله الطالب، والخطابُ للمشركين بطريق الالتفاتِ المنبىءِ عن مزيد الاعتناءِ بأمر التوبيخِ والتبكيتِ أي إنْ تدعوهم أيها المشركون إلى أن يَهدوكم إلى ما تحصِّلون به المطالبَ أو تنجون به عن المكاره {لاَ يَتَّبِعُوكُمْ} إلى مرادكم وطِلْبتِكم، وقرئ بالتخفيف وقوله تعالى: {سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صامتون} استئنافٌ مقررٌ لمضمون ما قبله ومبينٌ لكيفية عدمِ الاتباع، أي مستوٍ عليكم في عدم الإفادةِ دعاؤُكم لهم وسكوتُكم البحتُ فإنه لا يتغير حالُكم في الحالين كما لا يتغير حالُهم بحكم الجمادية، وقوله تعالى: {أَمْ أَنتُمْ صامتون} جملةٌ اسميةٌ في معنى الفعليةِ معطوفةٌ على الفعلية لأنها في قوة أمْ صَمَتّم. عُدل عنها للمبالغة في عدم إفادةِ الدعاءِ ببيان مساواتِه للسكوت الدائمِ المستمر، وما قيل من أن الخطابَ للمسلمين والمعنى وإن تدعوا المشركين إلى الهدى أي الإسلامِ لا يتبعوكم الخ، مما لا يساعده سباقُ النطمِ الكريم وسياقُه أصلاً على أنه لو كان كذلك لقيل عليهم مكان عليكم كما في قوله تعالى: {سَوَاء عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ} فإن استواءَ الدعاءِ وعدمَه إنما هو بالنسبة إلى المشركين لا بالنسبة إلى الداعين فإنهم فائزون بفضل الدعوة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال