سورة الأنفال / الآية رقم 35 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ المُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِندَ البَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُـوا العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ لِيَمِيزَ اللَّهُ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ وَقَاتِلُوَهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ

الأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفال




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ البيت} أي دعاؤهم أو ما يسمونه صلاة، أو ما يضعون موضعها. {إِلاَّ مُكَاء} صفيراً فعال من مكا يمكو إذا صفر. وقرئ بالقصر كالبكا. {وَتَصْدِيَةً} تصفيقاً تفعله من الصدا، أو من الصد على إبدال أحد حرفي التضعيف بالياء. وقرئ: {صَلاَتِهِمْ} بالنصب على أنه الخبر المقدم، ومساق الكلام لتقرير استحقاقهم العذاب أو عدم ولايتهم للمسجد فإنها لا تليق بمن هذه صلاته. روي: أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة الرجال والنساء مشبكين بين أصابعهم يصفرون فيها ويصفقون. وقيل: كانوا يفعلون ذلك إذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي يخلطون عليه ويرون أنهم يصلون أيضاً. {فَذُوقُواْ العذاب} يعني القتل والأسر يوم بدر، وقيل عذاب الآخرة واللام يحتمل أن تكون للعهد والمعهود: {ائتنا بِعَذَابِ}. {بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} اعتقاداً وعملاً.
{إِنَّ الذين كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أموالهم لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ الله} نزلت في المطعمين يوم بدر وكانوا اثني عشر رجلاً من قريش يطعم كل واحد منهم كل يوم عشر جزر، أو في أبي سفيان استأجر ليوم أحد ألفين من العرب سوى من استجاش من العرب، وأنفق عليهم أربعين أوقية. أو في أصحاب العير فإنه لما أصيب قريش ببدر قيل لهم أعينوا بهذا المال على حرب محمد لعلنا ندرك منه ثأرنا ففعلوا، والمراد ب {سَبِيلِ الله} دينه واتباع رسوله. {فَسَيُنفِقُونَهَا} بتمامها ولعل الأول إخبار عن إنفاقهم في تلك الحال وهو إنفاق بدر، والثاني إخبار عن إنفاقهم فيما يستقبل وهو إنفاق أحد، ويحتمل أن يراد بهما واحد على أن مساق الأول لبيان غرض الإِنفاق ومساق الثاني لبيان عاقبته وإنه لم يقع بعد. {ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً} ندماً وغماً لفواتها من غير مقصود جعل ذاتها تصير حسرة وهي عاقبة إنفاقها مبالغة. {ثُمَّ يُغْلَبُونَ} آخر الأمر وإن كان الحرب بينهم سجالاً قبل ذلك. {والذين كَفَرُواْ} أي الذين ثبتوا على الكفر منهم إذا أسلم بعضهم. {إلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} يساقون.
{لِيَمِيزَ الله الخبيث مِنَ الطيب} الكافر من المؤمن، أو الفساد من الصلاح. واللام متعلقة ب {يُحْشَرُونَ} أو {يُغْلَبُونَ} أو ما أنفقه المشركون في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أنفقه المسلمون في نصرته، واللام متعلقة بقوله: {ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً} وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب {لِيَمِيزَ} من التمييز وهو أبلغ من الميز. {وَيَجْعَلَ الخبيث بَعْضَهُ على بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً} فيجمعه ويضم بعضه إلى بعض حتى يتراكبوا لفرط ازدحامهم، أو يضم إلى الكافر ما أنفقه ليزيد به عذابه كمال الكانزين. {فَيَجْعَلَهُ فِى جَهَنَّمَ} كله. {أولئك} إشارة إلى الخبيث لأنه مقدر بالفريق الخبيث أو إلى المنفقين.
{هُمُ الخاسرون} الكاملون في الخسران لأنهم خسروا أنفسهم وأموالهم.
{قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ} يعني أبا سفيان وأصحابه والمعنى قل لأجلهم. {إِن يَنتَهُواْ} عن معاداة الرسول صلى الله عليه وسلم بالدخول في الإسلام. {يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ} من ذنوبهم، وقرئ بالتاء والكاف على أنه خاطبهم و{يَغْفِرُ} على البناء للفاعل وهو الله تعالى. {وَإِن يَعُودُواْ} إلى قتاله. {فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأولين} الذين تحزبوا على الأنبياء بالتدمير كما جرى على أهل بدر فليتوقعوا مثل ذلك.
{وقاتلوهم حتى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ} لا يوجد فيهم شرك. {وَيَكُونَ الدّينُ كُلُّهُ لِلهِ} وتضمحل عنهم الأديان الباطلة. {فَإِنِ انْتَهَوْاْ} عن الكفر. {فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} فيجازيهم على انتهائهم عنه وإسلامهم. وعن يعقوب: {تعملون} بالتاء على معنى فإن الله بما تعملون من الجهاد والدعوة إلى الإِسلام والإِخراج من ظلمة الكفر إلى نور الإِيمان بصير، فيجازيكم ويكون تعليقه بانتهائهم دلالة على أنه كما يستدعي إثابتهم للمباشرة يستدعي إثابة مقاتليهم للتسبب.
{وَإِن تَوَلَّوْاْ} ولم ينتهوا. {فاعلموا أَنَّ الله مَوْلاَكُمْ} ناصركم فثقوا به ولا تبالوا بمعاداتهم. {نِعْمَ المولى} لا يضيع من تولاه. {وَنِعْمَ النصير} لا يغلب من نصره.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال