سورة التوبة / الآية رقم 30 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} [التوبة: 9/ 30- 33].
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سلّام بن مشكم، ونعمان بن أبي أوفى، وشاس بن قيس، ومالك بن الصيف، فقالوا: كيف نتّبعك وقد تركت قبلتنا؟ وأنت لا تزعم أن عزيرا: ابن اللّه، فأنزل اللّه في ذلك: {وَقالَتِ الْيَهُودُ} الآية.
وقال النقّاش: لم يبق يهودي يقولها بل انقرضوا.
كان بعض اليهود يقول: عزير: ابن اللّه، لأنه يعدّ ناشر اليهودية، بعد أن نسيت، فقدسه اليهود ووصفوه بأنه: ابن اللّه. وقالت النصارى: المسيح: ابن اللّه، واتفقوا على أن الموحد ليس نصرانيا، وليس لقولهم أي دليل ولا برهان غير ما قرره أحبارهم، يشبهون بهذا الاعتقاد قول الذين كفروا من قبلهم من الأمم، ضلّوا كما ضل هؤلاء، وهم الوثنيون البراهمة والبوذيون في الهند والصين واليابان، وقدماء الفرس والمصريين واليونان والرومان، كما أن مشركي العرب كانوا يقولون: الملائكة بنات اللّه. لعنهم اللّه، كيف يصرفون عن الحق، وهو توحيد اللّه وتنزيهه إلى غيره، وهو الشرك الباطل، فما المسيح وعزير إلا مخلوقان عبدان لله، ولا يعقل أن يكون المخلوق خالقا، وهو كسائر المخلوقات يأكل ويشرب ويتعب ويألم، وقدراته محدودة، وكيف يصرفون عن الحق إلى غيره مع قيام الدليل؟
ووجه مضاهاة من كفروا قبلهم أنهم اتخذوا رؤساء الدين فيهم أربابا من دون اللّه، يقومون بحق التشريع، فيحلّون الحرام، ويحرمون الحلال، ويطيعونهم في ذلك، تاركين حكم اللّه تعالى. واتباعهم في التحليل والتحريم: عبادة لهم وتعظيم.
والحال أنهم ما أمروا إلا أن يعبدوا إلها واحدا على لسان موسى وعيسى، وهو اللّه الذي شرع لهم أحكام الدين، وهو ربهم ورب كل شيء فهو الذي إذا حرّم الشيء فهو الحرام، وما حلّله فهو الحلال، وما شرعه اتّبع، وما حكم به نفذ. إنه اللّه تعالى الإله وحده شرعا وعقلا، لا يوجد إله غيره، وتنزه وتقدس عن الشركاء والنظراء والأعوان والأضداد والأولاد، لا إله إلا هو بحق، ولا رب سواه في الواقع ومقتضى العدل.
ولكن هؤلاء المشركين والكتابيين يريدون أن يطفئوا نور الإسلام، الذي بعث اللّه به رسوله محمدا، فيضل الناس أجمعون، ويأبى اللّه إلا أن يتم نوره بتثبيته وحفظه والعناية به وإكماله وإتمامه، ولو كره الجاحدون ذلك بعد تمامه، كما كرهوه حين بدء ظهوره. والجاحد الكافر: هو الذي يستر الشيء ويغطيه.
وأما النور الإسلامي فهو الذي أرسل اللّه به رسوله بالهدى ودين الحق الذي لا يغيّره ولا يبطله شيء آخر، وهو هدى اللّه الصادر عن القرآن والشرع المثبت في قلوب الناس، والهدى: هو ما جاء به من الإخبارات الصادقة والإيمان الصحيح والعلم النافع. ودين الحق: هو الأعمال الصحيحة النافعة في الدنيا والآخرة. واللّه تعالى يريد إعلاء دين الحق على جميع الأديان، ولو كره المشركون ذلك الإظهار، وقد تحقق وعد اللّه ونصره، كما ثبت في الصحيح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إن اللّه زوي لي الأرض مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زري لي منها».
وإذا كانت اليهودية توصف بالتعصب والانغلاق، والمسيحية بالتسامح والمحبة، فإن أدق وصف يوصف به الإسلام أنه دين الحق والعدل والميزان، الذي لا يتجاوز الواقع، ويوجب الاعتدال في الأمور، والتزام الإنصاف في العقيدة والشريعة والمنهج الأخلاقي والسلوكي.
يتبين مما ذكر أن اللّه تعالى أراد أن يستمر حبل الرسالات الإلهية ويظل موصولا في البشر، قبل ختم النبوات برسالة خاتم النبيين والمرسلين محمد بن عبد اللّه، عليهم صلوات اللّه وسلامه، واستمرار هذا الخير من أجل الإنسان ووحدة الإنسانية، لا للتفرق والاختلاف والتمزق والانقسام.
وتتجسد وحدة الأديان في الدعوة إلى الاعتقاد برب واحد لا شريك له، وبالإيمان بعالم الآخرة بما فيه من حشر ونشر وحساب وميزان وصراط وجنة ونار وثواب وعقاب، وبالدعوة إلى أصول الفضائل والأخلاق الكريمة، وتصحيح مسيرة الحياة الإنسانية، القائمة على الحق والصدق والعدل والوفاء والمساواة والحرية والتضامن والتعاون بين البشر، مع مقاومة كل أسباب الاضطراب والقلق واهتزاز الثقة بسبب الاعتداء على الحقوق وأكل أموال الناس بالباطل والكذب والخيانة والغدر والتفرقة وحرمان الناس من التعبير عن آرائهم ورغباتهم، ضمن أصول النظام الإلهي والعدل الرباني.
وإن التلاعب بالأديان جريمة لا تغتفر، وتحريف النصوص عن المراد بها خيانة للأجيال، لذا يتبوأ المحرّفون والقادة المضللون مكانا عظيما من نار جهنم بسب إساءتهم لغيرهم، ومحاولتهم تفريق الناس وصرفهم عن صراط الهداية الربانية الحميد.
ومع هذا التضليل الموروث لن يعفى العقلاء المفكرون من التبصر والتأمل ودراسة أصول الدين والحق والاعتقاد الصحيح، وإذا لم يفعلوا لن يكونوا بمنجاة من العقاب أو العذاب في الآخرة لإهمالهم نعمة العقل التي تبصّرهم بمدى صدق الموروثات وأصالة الاعتقادات المنقولة، دون تفكر بمصداقيتها.
مسئولية رجال الدين:
إن دور القيادة أمر خطير في تاريخ البشرية، وإن مسئولية رجال العقيدة والفكر والأخلاق والسلوك هي أشد خطرا في التاريخ من أي شيء سواها، فكان لزاما على القادة والمفكرين ورجال الدين أن يكونوا أمناء على عقيدة الأجيال وفكر البشرية، فلا يقررون لهم إلا الحق، ولا يلقنونهم إلا الأصل الإلهي الصحيح الذي أراده اللّه هدى لعباده، ومنهجا لخلقه، وميزانا للحياة السوية. لذا شنّع القرآن الكريم على قادة الفكر المنحرف ورجال الدين المضللين، فقال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال