سورة التوبة / الآية رقم 56 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيـْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَما هُمْ مِنْكُمْ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ (59)} [التوبة: 9/ 56- 59].
روى البخاري والنسائي في بيان سبب نزول آية اللمز في الصدقات عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال: «بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقسم قسما، إذا جاءه ذو الخويصرة التميمي- وهو حرقوص بن زهير أصل الخوارج- فقال: اعدل يا رسول اللّه، فقال: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ فقال عمر بن الخطاب: ائذن لي أن أضرب عنقه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: دعه، فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرّميّة»، فنزلت فيهم الآية: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ} الآية.
هذه صور من أخلاق المنافقين تبين حقيقتهم، وتنبئ عن قلقهم ومخاوفهم المسيطرة على نفوسهم الضعيفة وتذبذبهم، فهم يحلفون بالله الأيمان الكاذبة بأنهم لمنكم، أي من جملة المسلمين، وهم في الواقع ليسوا منكم، فهم على غير دينكم، بل هم أهل شك وريبة ونفاق، ولكنهم قوم جبناء يخافونكم أيها المؤمنون فيحلفون، مظهرين الإيمان، مبطنين الكفر، ومسرّين النفاق، كما جاء في آية أخرى: {وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (14)} [البقرة: 2/ 14].
ومن مظاهر خوفهم: أنهم يتمنون الهرب والفرار من الأرض الإسلامية والعيش بعيدين عن المسلمين، فلو وجدوا ملجأ، أي مكانا يتحصنون فيه، أو مغارة، أي كهفا في الجبال، أو سربا في الأرض، أو مسلكا للدخول فيه بمشقة، لولوا إليه، أي رجعوا إليه، وهم يجمحون، أي يسرعون في ذهابهم عنكم على نحو لا يقاوم، لأنهم إنما يعيشون معكم كرها، لا محبة وودا، وضرورة لا اختيارا، فهم في هم وقلق، وحزن وغم، لتقدم الإسلام ورفعته، وانحدار الشرك وهزيمة المشركين.
بل وأوقح من هذا، فمن المنافقين من يعيب عليك ويطعن بك أيها النبي الرسول في قسمة الصدقات صدقات الأغنياء وزكواتهم أو الغنائم الحربية، فيطالب ذو الخويصرة رأس الخوارج رسول اللّه بالعدل قائلا: اعدل يا رسول اللّه، فقال صلوات اللّه وسلامه عليه: ويلك إن لم أعدل فمن يعدل؟! ثم يقول رسول اللّه:
احذروا هذا وأصحابه، فإنهم منافقون.
ثم وصفهم اللّه تعالى العالم بالخفيات والأسرار بأن رضا هؤلاء المنافقين وسخطهم لمصلحة أنفسهم، لا للدين والحق والعدل وصلاح أهله لأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تألف واستعطف قلوب أهل مكة بتوفير الغنائم عليهم، فضجر المنافقون منه، فقال تعالى: {فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ} أي إن أعطوا من الزكاة أو من الغنائم، ولو بغير حق رضوا، وإن لم يعطوا منها أعلنوا التبرم والسخط، حتى وإن لم يستحقوا العطاء، فهم إنما يغضبون لأنفسهم ومنافعهم، لا للمصلحة العامة.
ولو أنهم رضوا ما أعطاهم اللّه والرسول من الغنائم وطابت به أنفسهم، وقالوا: كفانا فضل اللّه وعطاؤه وصنعه، وكفانا ما أخذناه، وسيرزقنا اللّه غنيمة أخرى، ويعطينا رسول اللّه أكثر مما أعطانا اليوم، إنا إلى اللّه في طلب فضله ورضاه لراغبون، لا نرغب إلى غيره أبدا، لو أنهم رضوا بذلك وقالوا هذا القول الجميل لكان خيرا لهم وأولى وأكرم.
مصارف الزكاة:
الزكاة أحد أركان الإسلام شرعت إغناء للفقراء وأخذا بيد الضعفاء وتحقيقا لما يسمى بمبدإ التكافل الاجتماعي لأن الإسلام يحض على التعاون ويكره التباعد والتنافر بين الناس، لذا حدد القرآن الكريم مصارف الزكاة تحديدا دقيقا واضحا لغاية معينة وهي علاج الفقر، ومواساة الضعفاء والعاجزين، وجاء هذا التحديد في الآية القرآنية الكريمة التالية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال