سورة التوبة / الآية رقم 64 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الخِزْيُ العَظِيمُ يَحْذَرُ المُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِءُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَُؓولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهِْؒءُونَ لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ المُنَافِقِينَ هُمُ الفَاسِقُونَ وَعَدَ اللَّهُ المُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ} أن الشأن وقرئ بالتاء. {مَن يُحَادِدِ الله وَرَسُولَهُ} يشاقق مفاعلة من الحد. {فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا} على حذف الخبر أي فحق أن له أو على تكرير أن للتأكيد ويحتمل أن يكون معطوفاً على أنه ويكون الجواب محذوفاً تقديره من يحادد الله ورسوله يهلك، وقرئ: {فَإن} بالكسر. {ذلك الخزى العظيم} يعني الهلاك الدائم.
{يَحْذَرُ المنافقون أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ} على المؤمنين. {سُورَةٌ تُنَبّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم} وتهتك عليهم أستارهم، ويجوز أن يكون الضمائر للمنافقين فإن النازل فيهم كالنازل عليهم من حيث إنه مقروء ومحتج به عليهم، وذلك يدل على ترددهم أيضاً في كفرهم وأنهم لم يكونوا على بت في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء. وقيل إنه خبر في معنى الأمر. وقيل كانوا يقولونه فيما بينهم استهزاء لقوله: {قُلْ استهزءوا إِنَّ الله مُخْرِجٌ} مبرز أو مظهر. {مَّا تَحْذَرُونَ} أي ما تحذرونه من إنزال السورة فيكم، أو ما تحذرون إظهاره من مساويكم.
{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} روي: أن ركب المنافقين مروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقالوا: انظروا إلى هذا الرجل يريد أن يفتح قصور الشام وحصونه هيهات هيهات، فأخبر الله تعالى به نبيه فدعاهم فقال: «قلتم كذا وكذا» فقالوا لا والله ما كنا في شيء من أمرك وأمر أصحابك ولكن كنا في شيء مما يخوض فيه الركب ليقصر بعضنا على بعض السفر. {قُلْ أبالله وءاياته وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهزِؤون} توبيخاً على استهزائهم بمن لا يصح الاستهزاء به، وإلزاماً للحجة عليهم ولا تعبأ باعتذارهم الكاذب.
{لاَ تَعْتَذِرُواْ} لا تشتغلوا باعتذارتكم فإنها معلومة الكذب. {قَدْ كَفَرْتُمْ} قد أظهرتم الكفر بإيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن فيه. {بَعْدَ إيمانكم} بعد إظهاركم الإيمان. {إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مّنْكُمْ} لتوبتهم وإخلاصهم، أو لتجنبهم عن الإيذاء والاستهزاء. {نُعَذّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ} مصرين على النفاق أو مقدمين على الإِيذاء والاستهزاء. وقرأ عاصم بالنون فيهما. وقرئ بالياء وبناء الفاعل فيهما وهو الله و{إن تعف} بالتاء والبناء على المفعول ذهاباً إلى المعنى كأنه قال: أن ترحم طائفة.
{المنافقون والمنافقات بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ} أي متشابهة في النفاق والبعد عن الإِيمان كأبعاض الشيء الواحد. وقيل إنه تكذيب لهم في حلفهم بالله إنهم لمنكم وتقرير لقولهم وما هم منكم وما بعده كالدليل عليه، فإنه يدل على مضادة حالهم لحال المؤمنين وهو قوله: {يَأْمُرُونَ بالمنكر} بالكفر والمعاصي. {وَيَنْهَوْنَ عَنِ المعروف} عن الإِيمان والطاعة. {وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} عن المبار، وقبض اليد كناية عن الشح. {نَسُواْ الله} غفلوا عن ذكر الله وتركوا طاعته.
{فَنَسِيَهُمْ} فتركهم من لطفه وفضله. {إِنَّ المنافقين هُمُ الفاسقون} الكاملون في التمرد والفسوق عن دائرة الخير.
{وَعَدَ الله المنافقين والمنافقات والكفار نَارَ جَهَنَّمَ خالدين فِيهَا} مقدرين الخلود. {هِىَ حَسْبُهُمْ} عقابًا وجزاء وفيه دليل على عظم عذابها. {وَلَعَنَهُمُ الله} أبعدهم من رحمته وأهانهم. {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} لا ينقطع والمراد به ما وعدوه أو ما يقاسونه من تعب النفاق.
{كالذين مِن قَبْلِكُمْ} أي أنتم مثل الذين، أو فعلتم مثل فعل الذين من قبلكم. {كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أموالا وأولادا} بيان لتشبيههم بهم وتمثيل حالهم بحالهم. {فاستمتعوا بخلاقهم} نصيبهم من ملاذ الدنيا، واشتقاقه من الخلق بمعنى التقدير فإنه ما قدر لصاحبه. {فَاسْتَمْتَعْتُمْ بخلاقكم كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بخلاقهم} ذم الأولين باستمتاعهم بحظوظهم المخدجة من الشهوات الفانية والتهائهم بها عن النظر في العاقبة والسعي في تحصيل اللذائذ الحقيقية تمهيداً لذم المخاطبين بمشابهتهم واقتفاء أثرهم. {وَخُضْتُمْ} ودخلتم في الباطل. {كالذي خَاضُواْ} كالذين خاضوا، أو كالفوج الذي خاضوا، أو كالخوض الذي خاضوه. {أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أعمالهم فِي الدنيا والآخرة} لم يستحقوا عليها ثواباً في الدارين. {وَأُوْلَئِكَ هُمُ الخاسرون} الذين خسروا الدنيا والآخرة.
{أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الذين مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ} أغرقوا بالطوفان. {وَعَادٌ} أهلكوا بالريح. {وَثَمُودُ} أهلكوا بالرجفة. {وَقَوْمِ إبراهيم} أهلك نمروذ ببعوض وأهلك أصحابه. {وأصحاب مَدْيَنَ} وأهل مدين وهم قوم شعيب أهلكوا بالنار يوم الظلة. {والمؤتفكات} قريات قوم لوط ائتفكت بهم أي انقلبت بهم فصار عاليها سافلها، وأمطروا حجارة من سجيل، وقيل قريات المكذبين المتمردين وائتفاكهن انقلاب أحوالهن من الخير إلى الشر. {أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ} يعني الكل. {بالبينات فَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ} أي لم يك من عادته ما يشابه ظلم الناس كالعقوبة بلا جرم. {ولكن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} حيث عرضوها للعقاب بالكفر والتكذيب.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال