سورة التوبة / الآية رقم 83 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ فَرِحَ المُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لاَ تَنفِرُوا فِي الحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَراًّ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَئْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُواًّ إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الخَالِفِينَ وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَئْذَنَكَ أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُن مَّعَ القَاعِدِينَ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ (83) وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ (84) وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (85)} [التوبة: 9/ 83- 85].
روى البخاري ومسلم عن ابن عمر قال: لما توفي عبد اللّه بن أبي (زعيم المنافقين) جاء ابنه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فسأله أن يعطيه قميصه يكفّن فيه أباه، فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه، فقام ليصلي عليه، فقام عمر بن الخطاب، وأخذ بثوبه، وقال: يا رسول اللّه، أتصلي عليه، وقد نهاك ربك أن تصلي على المنافقين؟
قال: إنما خيرني اللّه، فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} وسأزيده على السبعين، فقال: إنه منافق، فصلى عليه، فأنزل اللّه: {وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ} فترك الصلاة عليهم.
وقد فهم عمر ذلك من قوله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} على أنه تقدم نهي صريح، وقوله صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنما خيرني اللّه» يراد به أنه مجرد استغفار لساني لا ينفع، وغايته تطييب قلوب بعض الأحياء من قرابات المستغفر له.
هذه الآيات الكريمة تبين حكم معاملة زعماء النفاق، وهي تأمر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بأنه إن ردك اللّه من سفرك بالرجوع من غزوة تبوك إلى طائفة من المتخلفين المنافقين، فاستأذنوك للخروج معك إلى غزوة أخرى، فقل لهم تعزيرا وعقوبة: لن تخرجوا معي أبدا على أية حال، ولن تقاتلوا معي أبدا عدوا بأي وضع كان لأنكم معشر المنافقين اخترتم القعود عن أول مرة، وتخلفتم بلا عذر، وكذبتم في أيمانكم الفاجرة، وفرحتم بالقعود، وأغريتم غيركم بالتخلف عن الجهاد، فاقعدوا أبدا مع الخالفين، أي مع فئة النساء والصبيان والعجزة وأهل الأعذار.
ثم أمر اللّه تعالى رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم بأن يبرأ من المنافقين، وألا يصلي على أحد منهم إذا مات، وألا يقوم على قبره ليستغفر له أو يدعو له لأنهم كفروا باللّه ورسوله، وماتوا عليه، وهذا حكم عام في كل كافر أو منافق لا يدعى له ولا يستغفر له، لأنه كافر بالله ورسوله، ومات على الكفر أو النفاق، والفسق، أي الخروج من دين الإسلام والتمرد على أحكامه، وتجاوز حدوده وأحكامه من أوامر ونواه.
ثم خاطب اللّه تعالى نبيه، والمراد أمته، ممن لا تفتنه زخارف الدنيا، فلا تستحسن أيها النبي وكل مؤمن ما أنعمنا به على المنافقين وأمثالهم من الأموال والأولاد، فلا يريد اللّه بهم الخير، إنما يريد أن يعذبهم بها في الدنيا بالمصائب، وتخرج أرواحهم، ويموتوا على الكفر، وهم مشغولون بالتمتع بالدنيا عن النظر في عواقب الأمور.
أكد القرآن الكريم على هذا المعنى في هذه الآية لأن الناس كانوا وما زالوا يفتتنون بصلاح حال المنافقين والكافرين في دنياهم، وهذا خطأ لأن الدنيا لا تساوي عند اللّه جناح بعوضة، وليس الغنى أو الثراء دليلا على رضوان اللّه على الغني أو الثري، فقد يكون ذلك فتنة، وقد يكون عدلا إلهيا أن يمتّع المنافق أو الكافر في الدنيا، ليحرم من نعيم الآخرة، وقد يكون ذلك حجة بالغة على المنحرف، فبالرغم من فضل اللّه عليه ورحمته به وإمداده بالمال والولد، يجحد نعم ربه، ويكفر بخالقه، فيكون ذلك سببا لتشديد عذابه وعقابه.
موقف المنافقين والمؤمنين من الجهاد:
تتبين مواقف الرجال وتتجلى خصالهم العالية في أحوال تحتاج لقدر كبير من التضحية بالنفس والمال، لذا كان هذا الأمر محكّ اختبار الصادقين من الكاذبين، وبه انكشف حال الجماعة المنافقين، وتميّز شأن المؤمنين المخلصين المشاركين في الجهاد، في مواجهة تخلص أهل النفاق من القيام بالواجب بمختلف الأعذار الواهية، وقد وازن القرآن الكريم بين موقفي الفريقين في الآيات التالية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال