سورة التوبة / الآية رقم 87 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ وَجَاءَ المُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلاَ عَلَى المَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى المُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا} أي فيضحكون قليلاً على فرحهم بتخلفهم في الدنيا ويبكون كثيراً جزاء في العقبى، إلا أنه أخرج على لفظ الأمر للدلالة على أنه حتم واجب لا يكون غيرهُ. يروي أن أهل النفاق يبكون في النار عمر الدنيا لا يرقأ لهم دمع ولا يكتحلون بنوم {جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} من النفاق {فَإِن رَّجَعَكَ الله} أي ردك من تبوك. وإنما قال: {إلى طَائِفَةٍ مّنْهُمْ} لأن منهم من تاب من النفاق ومنهم من هلك {فاستأذنوك لِلْخُرُوجِ} إلى غزوة بدر غزوة تبوك {فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِىَ أَبَدًا} وبسكون الياء: حمزة وعلي وأبو بكر {وَلَن تقاتلوا مَعِىَ عَدُوّا} {مَعِىَ} حفص {إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بالقعود أَوَّلَ مَرَّةٍ} أول ما دعيتم إلى غزوة تبوك {فاقعدوا مَعَ الخالفين} مع من تخلف بعد. وسأل ابن عبد الله بن أبي وكان مؤمناً أن يكفن النبي صلى الله عليه وسلم أباه في قميصه ويصلي عليه فقبل، فاعترض عمر رضي الله عنه في ذلك فقال عليه السلام: «ذلك لا ينفعه وإني أرجو أن يؤمن به ألف من قومه» فنزل {وَلاَ تُصَلّ على أَحَدٍ مّنْهُم} من المنافقين يعني صلاة الجنازة. روي أنه أسلم ألف من الخزرج لما رأوه يطلب التبرك بثوب النبي صلى الله عليه وسلم {مَّاتَ} صفة ل {أَحَدٌ} {أَبَدًا} ظرف ل {تَصِلُ} وكان عليه السلام إذا دفن الميت وقف على قبره ودعا له فقيل: {وَلاَ تَقُمْ على قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بالله وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فاسقون} تعليل للنهي أي أنهم ليسوا بأهل للصلاة عليهم لأنهم كفروا بالله ورسوله {وَلاَ تُعْجِبْكَ أموالهم وأولادهم إِنَّمَا يُرِيدُ الله أَن يُعَذّبَهُمْ بِهَا فِى الدنيا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كافرون} التكرير للمبالغة والتأكيد وأن يكون على بال من المخاطب لا ينساه وأن يعتقد أنه مهم، ولأن كل آية في فرقة غير الفرقة الأخرى.
{وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ} يجوز أن يراد سورة بتمامها وأن يراد بعضها كما يقع القرآن والكتاب على كله وعلى بعضه {أَنْ ءامِنُواْ بالله} بأن آمنوا أو هي {أن} المفسرة {وجاهدوا مَعَ رَسُولِهِ استأذنك أُوْلُواْ الطول مِنْهُمْ} ذوو الفضل والسعة {وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُنْ مَّعَ القاعدين} مع الذين لهم عذر في التخلف كالمرضى والزمنى {رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الخوالف} أي النساء جمع (خالفة) {وَطُبِعَ على قُلُوبِهِمْ} ختم عليها لاختيارهم الكفر والنفاق {فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ} ما في الجهاد من الفوز والسعادة وما في التخلف من الهلاك والشقاوة {لكن الرسول والذين ءامَنُواْ جاهدوا بأموالهم وَأَنفُسِهِمْ} أي إن تخلف هؤلاء فقد نهض إلى الغزو من هو خير منهم {وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخيرات} تناول منافع الدارين لإطلاق اللفظ.
وقيل: الحور لقوله {فِيهِنَّ خيرات} [الرحمن: 70] {وأولئك هُمُ المفلحون} الفائزون بكل مطلوب {أَعَدَّ الله لَهُمْ جنات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الانهار خالدين فِيهَا ذلك الفوز العظيم} قوله {أَعَدَّ} دليل على أنها مخلوقة.
{وَجَاء المعذرون مِنَ الأعراب لِيُؤْذَنَ لَهُمْ} هو من عذّر في الأمر إذا قصر فيه وتوانى، وحقيقته أن يوهم أن له عذراً فيما فعل ولا عذر له، أو المعتذرون بإدغام التاء في الذال ونقل حركتها إلى العين وهم الذين يعتذرون بالباطل قيل: هم أسد وغطفان قالوا: إن لنا عيالاً وإن بنا جهداً فأذن لنا في التخلف {وَقَعَدَ الذين كَذَبُواْ الله وَرَسُولَهُ} هم منافقو الأعراب الذين لم يجيئوا ولم يعتذروا فظهر بذلك أنهم كذبوا الله ورسوله في ادعائهم الإيمان {سَيُصِيبُ الذين كَفَرُواْ مِنْهُمْ} من الأعراب {عَذَابٌ أَلِيمٌ} في الدنيا بالقتل وفي الآخرة بالنار {لَّيْسَ عَلَى الضعفاء} الهرمى والزمنى {وَلاَ على المرضى وَلاَ عَلَى الذين لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ} هم الفقراء من مزينة وجهينة وبني عذرة {حَرَجٌ} إثم وضيق في التأخر {إِذَا نَصَحُواْ الله وَرَسُولُهِ} بأن آمنوا في السر والعلن وأطاعوا كما يفعل الناصح بصاحبه {مَا عَلَى المحسنين} المعذورين النّاصحين {مّن سَبِيلٍ} أي لا جناح عليهم ولا طريق للعتاب عليهم {والله غَفُورٌ} يغفر تخلفهم {رَّحِيمٌ} بهم {وَلاَ عَلَى الذين إِذَا مآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} لتعطيهم الحمولة {قُلْتَ} حال من الكاف في {أَتَوْكَ} و{قد} قبله مضمرة أي إذا ما أتوك قائلاً {لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا} هو جواب {إذا} {وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدمع} أي تسيل كقولك (تفيض دمعاً) وهو أبلغ من يفيض دمعها لأن العين جعلت كأن كلها دمع فائض و{من} للبيان كقولك (أفديك من رجل)، ومحل الجار والمجرور النصب على التمييز، ويجوز أن يكون {قُلْتَ لاَ أَجِدُ} استئنافاً كأنه قيل: إذا ما أتوك لتحملهم تولوا فقيل: ما لهم تولوا باكين؟ فقيل: {قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} إلا أنه وسط بين الشرط والجزاء كالاعتراض {حَزَناً} مفعول له {أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ} لئلا يجدوا ما ينفقون ومحله نصب على أنه مفعول له، وناصبة {حَزَناً} والمستحملون أبو موسى الأشعري وأصحابه، أو البكاؤون وهم ستة نفر من الأنصار.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال