سورة التوبة / الآية رقم 120 / تفسير تفسير الشوكاني / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ مَا كَانَ لأَهْلِ المَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلاَ يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَمَا كَانَ المُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


في قوله: {مَا كَانَ لأَهْلِ المدينة} إلخ، زيادة تأكيد لوجوب الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحريم التخلف عنه: أي ما صح وما استقام لأهل المدينة {وَمَنْ حَوْلَهُمْ مّنَ الأعراب} كمزينة وجهينة، وأشجع وأسلم وغفار {أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ الله} صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وإنما خصهم الله سبحانه لأنهم قد استنفروا، فلم ينفروا، بخلاف غيرهم من العرب، فإنهم لم يستنفروا مع كون هؤلاء لقربهم وجوارهم أحق بالنصرة والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم {وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ} أي: وما كان لهم أن يرغبوا بأنفسهم عن نفسه، فيشحون بها ويصونونها، ولا يشحون بنفس رسول الله، ويصونونها كما شحوا بأنفسهم وصانوها، يقال: رغبت عن كذا: أي ترفعت عنه، بل واجب عليهم أن يكابدوا معه المشاق، ويجاهدوا بين يديه أهل الشقاق. ويبذلوا أنفسهم دون نفسه؛ وفي هذا الإخبار معنى الأمر لهم مع ما يفيده إيراده على هذه الصيغة من التوبيخ لهم، والتقريع الشديد، والتهييج لهم، والإزراء عليهم. والإشارة بقوله: {ذلك} إلى ما يفيده السياق من وجوب المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي ذلك الوجوب عليهم بسبب أنهم مثابون على أنواع المتاعب، وأصناف الشدائد. والظمأ: العطش، والنصب: التعب، والمخمصة: المجاعة الشديدة التي يظهر عندها ضمور البطن. وقرأ عبيد بن عمير {ظماء} بالمد. وقرأ غيره بالقصر، وهما لغتان مثل خطأ وخطاء، و{لا} في هذه المواضع زائدة للتأكيد. ومعنى {فِى سَبِيلِ الله} في طاعة الله.
قوله: {وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الكفار} أي: لا يدوسون مكاناً من أمكنة الكفار بأقدامهم، أو بحوافر خيولهم أو بأخفاف رواحلهم، فيحصل بسبب ذلك الغيظ للكفار. والموطئ: اسم مكان، ويجوز أن يكون مصدراً {وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوّ نَّيْلاً} أي: يصيبون من عدوّهم قتلاً أو أسراً أو هزيمة أو غنيمة، وأصله: من نلت الشيء أنال: أي أصيب. قال الكسائي: هو من قولهم: أمر منيل منه، وليس هو من التناول، إنما التناول من نلته بالعطية. قال غيره: نلت أنول من العطية، ونلته أناله: أدركته، والضمير في {بِهِ} يعود إلى كل واحد من الأمور المذكورة، والعمل الصالح: الحسنة المقبولة: أي إلا كتبه الله لهم حسنة مقبولة يجازيهم بها، وجملة: {إِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المحسنين} في حكم التعليل لما سبق مع كونه يشمل كل محسن، ويصدق على المذكورين هنا صدقاً أوّلياً.
قوله: {وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً} معطوف على ما قبله: أي ولا يقع منهم الإنفاق في الحرب، وإن كان شيئاً صغيراً يسيراً {وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا} وهو في الأصل كل منفرج بين جبال وآكام يكون منفذاً للسيل، والعرب تقول: واد وأودية على غير قياس.
قال النحاس: ولا يعرف فيما علمت فاعل وأفعلة {إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ} أي: كتب لهم ذلك الذي عملوه من النفقة والسفر في الجهاد {لِيَجْزِيَهُمُ الله} به {أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} أي: أحسن جزاء ما كانوا يعملون من الأعمال، ويجوز أن يكون في قوله: {إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ} ضمير يرجع إلى عمل صالح.
وقد ذهب جماعة إلى أن هذه الآية منسوخة بالآية المذكورة بعدها، وهي قوله: {وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ كَافَّةً} فإنها تدل على جواز التخلف من البعض، مع القيام بالجهاد من البعض، وسيأتي.
وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق عمر بن مالك، عن بعض الصحابة قال: لما نزلت: {مَا كَانَ لأَهْلِ المدينة} الآية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي بعثني بالحق لولا ضعفاء الناس ما كانت سرية إلا كنت فيها».
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، عن ابن زيد، في قوله: {مَا كَانَ لأَهْلِ المدينة} قال هذا حين كان الإسلام قليلاً لم يكن لأحد أن يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كثر الإسلام وفشا قال الله: {وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ كَافَّةً}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، وإبراهيم بن محمد الفزاري، وعيسى بن يونس السبيعي، أنهم قالوا في قوله تعالى: {وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوّ نَّيْلاً} قالوا: هذه الآية للمسلمين إلى أن تقوم الساعة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال