سورة يونس / الآية رقم 21 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ المَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّمَا مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

يونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَما كانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20) وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ (21)} [يونس: 10/ 19- 21].
إن توحيد الله تعالى أمر قديم في البشر، وهو الأصل العام في كل إنسان، وما الشّرك في العبادة أو الوثنية وعبادة الأصنام إلا أمر طارئ دخيل، ومذهب فاسد حادث في الناس، بسبب اتّباع الأهواء والتصورات المخطئة. فقد كان الناس كلهم على دين واحد وملّة واحدة هو دين التوحيد، وفطرة الاعتراف بربّ واحد. وذلك كما جاء في آية أخرى: {كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} [البقرة: 2/ 213] ويوضح هذا الحديث الصحيح: «كل مولود يولد على الفطرة، حتى يعرب عنه لسانه، فأبواه يهوّدانه، أو ينصّرانه، أو يمجّسانه».
لقد طرأ الاختلاف في توحيد الله تعالى على عقول البشر وتصوراتهم بعد الخلق السّوي والتكوين القويم، ولكن حلم الله ورحمته اقتضيا إمهال الإنسان ليراجع حسابه ويصحح خطأه، ولولا ما تقدم من الله تعالى من كلمة حق في جعل الجزاء الفاصل بين الناس يوم القيامة، لعجّل العذاب للناس في الدنيا بإهلاك المبطلين، وتعذيب العصاة بسبب اختلافهم، ولقضي بينهم في منازعاتهم أو خلافاتهم. وفي هذا وعيد للمنحرفين وإمهال للظالمين الكافرين.
ثم أورد الله شبهة يتمسك بها الكفار في كفرهم وزعمهم، وهي أنهم يقولون: هلا أنزل على النّبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم آية كونية حسّية مشاهدة كالتي نزلت على نوح وشعيب وهود وصالح وموسى وعيسى، تلك الآية تضطر الناس إلى الإيمان بالله، فردّ الله عليهم بأن يقول نبيّه لهم: إنما سلطان الغيب وتقديره أو معرفته وتوجيهه لله تعالى، إن شاء فعل، وإن شاء لم يفعل، لا يطّلع على غيبه أحد، والله وحده هو المختصّ بعلم الغيب، فلا يعلم به إلا هو، والأمر كله لله، يعلم عواقب الأمور، فإن قدر وشاء، أنزل آية كونية أو عقلية أو غيرهما، وإن شاء لم ينزلها، ويعلم الوقت المناسب لكل شيء. ثم قال تعالى: {فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} وهذا وعيد واضح، فإن كنتم لا تؤمنون بي حتى تشاهدوا ما سألتهم من نزول الآيات المقترحة، فانتظروا حكم الله فيّ وفيكم، وهو ما يستحلّ بكم من العذاب جزاء عنادكم وجحودكم بالآيات.
وقد حقق الله تعالى وعيده، بنصر عبده محمد صلّى اللّه عليه وسلّم في معركة بدر وغيرها.
وهناك جواب آخر على طلب إنزال آية غير القرآن، وهو أن الله تعالى إذا أذاق الناس وهم الكفار رحمة، ورزقهم فضلا، من بعد ضرّاء مسّتهم، كالرّخاء بعد الشّدة، والخصب بعد الجدب، والأمن بعد الخوف، والصحة بعد المرض، إذا هم يسرعون بالمفاجأة الغريبة وهي المكر، أي الاستهزاء والطعن في مقام الحمد والشكر، والتّنكر للجميل والمعروف بعد زوال المكروه عنهم، وعدم الارتداع عن المعاصي، وذلك في الناس كثير. وإزاء هذا الموقف قل لهم يا محمد: الله تعالى أسرع مكرا، أي تدبيرا محكما، وجزاء عدلا على أفعالكم، قبل أن تدبروا مكيدة أو خطة لإطفاء نور الإسلام، وكل آت قريب، إن رسلنا وهم الملائكة الحفظة الكرام يكتبون أو يسجّلون جميع ما تفعلونه وتدبرونه، أو تخطّطون له، ويحصونه عليكم، ثم يعرضونه على الله عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، فيجازي كل واحد على فعله بما يستحق.
مقابلة النّعمة بالجحود:
يختلف الناس في تقدير نعمة الله الخالق عليهم، فالمؤمن يشكر الله تعالى على أفضاله ونعمه الكثيرة في الحياة والصحة والرزق والجاه والمال، والكافر أو المشرك يقابل النعمة بالجحود، ويتنكر للمعروف، وينسى ما تفضّل به الله عليه من نجاة بعد خوف، وأمن بعد قلق، وعافية بعد مرض، وغنى بعد فقر، وعزّ بعد ذلّ. والشأن في الإنسان السّوي المنصف أن يقرّ بهذه الأفضال الإلهية، ويشكر المنعم في جميع الأحوال. قال الله تعالى واصفا حال الجاحدين المتنكّرين للجميل والخير:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال