سورة يونس / الآية رقم 27 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وَجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وَجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ

يونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى} المثوبة الحسنى. {وَزِيَادَةٌ} وما يزيد على المثوبة تفضلاً لقوله: {وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ} وقيل الحسنى مثل حسناتهم والزيادة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وأكثر، وقيل الزيادة مغفرة من الله ورضوان، وقيل الحسنى الجنة والزيادة هي اللقاء. {وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ} لا يغشاها. {قَتَرٌ} غبرة فيها سواد. {وَلاَ ذِلَّةٌ} هوان، والمعنى لا يرهقهم ما يرهق أهل النار أو لا يرهقهم ما يوجب ذلك من حزن وسوء حال. {أُوْلَئِكَ أصحاب الجنة هُمْ فِيهَا خالدون} دائمون لا زوال فيها ولا انقراض لنعيمها بخلاف الدنيا وزخارفها.
{والذين كَسَبُواْ السيئات جَزَاء سَيّئَةٍ بِمِثْلِهَا} عطف على قوله: {لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى} على مذهب من يجوز: في الدار زيد والحجرة عمرو، أو {لّلَّذِينَ} مبتدأ والخبر {جَزَاء سَيّئَةٍ بِمِثْلِهَا} على تقدير: وجزاء الذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها، أي أن تجازى سيئة بسيئة مثلها لا يزاد عليها، وفيه تنبيه على أن الزيادة هي الفضل أو التضعيف أو {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ}، أو أولئك أصحاب النار وما بينهما اعتراض ف {جَزَاء سَيّئَةٍ} مبتدأ وخبره محذوف أي فجزاء سيئة بمثلها واقع، أو بمثلها على زيادة الباء أو تقدير مقدر بمثلها. {وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} وقرئ بالياء. {مَّا لَهُمْ مّنَ الله مِنْ عَاصِمٍ} ما من أحد يعصمهم من سخط الله، أو من جهة الله ومن عنده كما يكون للمؤمنين. {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ} غطيت. {وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اليل مُظْلِماً} لفرط سوادها وظلمتها ومظلماً حال من الليل والعامل فيه {أُغْشِيَتْ} لأنه العامل في {قِطَعًا} وهو موصوف بالجار والمجرور، والعامل في الموصوف عامل في الصفة أو معنى الفعل في {مِّنَ اليل}. وقرأ ابن كثير والكسائي ويعقوب {قِطَعًا} بالسكون فعلى هذا يصح أن يكون {مُظْلِماً} صفة له أو حالاً منه. {أُولَئِكَ أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون} مما يحتج به الوعيدية. والجواب أن الآية في الكفار لاشتمال السيئات على الكفر والشرك ولأن الذين أحسنوا يتناول أصحاب الكبيرة من أهل القبلة فلا يتناولهم قسيمة.
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً} يعني الفريقين جميعاً. {ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ} ألزموا مكانكم حتى تنظروا ما يفعل بكم. {أَنتُمْ} تأكيد للضمير المنتقل إليه من عامله. {وَشُرَكَاؤُكُمْ} عطف عليه وقرئ بالنصب على المفعول معه. {فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} ففرقنا بينهم وقطعنا الوصل التي كانت بينهم. {وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ} مجاز عن براءة ما عبدوه من عبادتهم فإنهم إنما عبدوا في الحقيقة أهواءهم لأنها الآمرة بالإِشراك لا ما أشركوا به. وقيل ينطق الله الأصنام فتشافههم بذلك مكان الشفاعة التي يتوقعون منها. وقيل المراد بالشركاء الملائكة والمسيح وقيل الشياطين.
{فكفى بالله شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} فإنه العالم بكنه الحال. {إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لغافلين} {إِن} هي المخففة من الثقيلة واللام هي الفارقة.
{هُنَالِكَ} في ذلك المقام. {تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ} تختبر ما قدمت من عمل فتعاين نفعه وضره. وقرأ حمزة والكسائي {تتلو} من التلاوة أي تقرأ ذكر ما قدمت، أو من التلو أي تتبع عملها فيقودها إلى الجنة أو إلى النار. وقرئ: {نبلو} بالنون ونصب {كُلٌّ} وإبدال {مَا} منه والمعنى نختبرها أي نفعل بها فعل المختبر لحالها المتعرف لسعادتها وشقاوتها بتعرف ما أسلفت من أعمالها، ويجوز أن يراد به نصيب بالبلاء أي بالعذاب كل نفس عاصية بسبب ما أسلفت من الشر فتكون {مَا} منصوبة بنزع الخافض. {وَرُدُّواْ إِلَى الله} إلى جزائه إياهم بما أسلفوا. {مولاهم الحق} ربهم ومتولي أمرهم على الحقيقة لا ما اتخذوه مولى، وقرئ: {الحق} بالنصب على المدح أو المصدر المؤكد. {وَضَلَّ عَنْهُم} وضاع عنهم. {مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} من أن آلهتهم تشفع لهم، أو ما كانوا يدعون أنها آلهة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال