سورة يونس / الآية رقم 29 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وَجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وَجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ

يونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ (29) هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (30)} [يونس: 10/ 28- 30].
هذا مشهد رهيب من مشاهد الحشر يوم القيامة، حيث يجتمع الناس في صعيد واحد، وتحسم فيه المواقف، وتتبدّد مزاعم المبطلين. يقول الله لنبيّه: اذكر أيها الرسول يوم نجمع أهل الأرض كلهم من الجنّ والإنس، والبرّ والفاجر، والمحسن والمسيء، ثم نقول لأهل الشّرك: الزموا مكانكم، وذلك مقترن بحال الشّدة والخزي، أنتم وشركاؤكم، لا تبرحوا المكان حتى تنظروا ماذا يفعل بكم، ففرقنا بين الشركاء والمشركين، وقطعنا ما كان بينهم من الصّلات والعلاقات.
يقف المشركون عبدة الأوثان يوم القيامة، في موقف الخزي، مع أصنامهم، ثم ينطق الله الأصنام بالتّبري منهم، فيقول الشّركاء وهم الذين يزعم الوثنيّون أنهم شركاء لله، يقولون لعابديهم: ما كنتم تخصوننا بالعبادة، إنما كنتم تعبدون الشياطين حيث أمروكم أن تتخذوا لله أندادا، فوافقتموهم وأطعتموهم. وفي هذا تهديد ووعيد، وبيان انقطاع الأمل في شفاعة الشركاء.
والشّركاء: إما الملائكة أو عيسى أو الأصنام التي ينطقها الله تعالى، وكل ما عبد من دون الله تعالى، من صنم أو وثن أو شمس وقمر، أو ملك وإنسيّ وجنّي. فكفى بالله شاهدا وحكما عدلا بيننا وبينكم أنّا ما دعوناكم إلى عبادتنا، ولا أمرناكم بها، ولا رضينا منكم بذلك. وهذا تبكيت عظيم للمشركين، وتهديد في حقّ العابدين.
إننا كنّا في غفلة تامّة عن عبادتكم، لا ندري بها، ولا ننظر إليها، ولا نرضى عنها.
هنالك في موقف الحساب يوم القيامة تختبر كل نفس وتذوق وتعلم ما قدمت من العمل من خير وشرّ، فتعرف كيف هو، أقبيح أم حسن؟ كما يختبر الرجل الشيء ويتعرفه، ليتبين حاله.
وأرجعوا إلى عقاب الله وشديد بأسه، ورجعت الأمور كلها إلى الله الحكم العدل، الحقّ الثابت الدّائم، ففصّلها، وأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، دون تلك الشركاء والأنداد الأصنام. وهذا يبين أن الله مولى المشركين في الملك والإحاطة لا في الرحمة والنصر ونحوه.
وذهب عن المشركين افتراؤهم وما كانوا يعبدون من دون الله افتراء عليه، ويتخذون تلك الأنداد آلهة مزعومة، ولم يبق لهم نصير ولا شفيع، والأمر كله يومئذ لله تعالى. وهذا تنبيه على زوال ما يدعون أن تلك الشركاء شفعاء لهم عند الله، وأن عبادتهم تقرّب إلى الله تعالى.
إن ما يلاقيه المشركون من خيبة الأمل بالأصنام ونحوها من المعبودات تبرهن للعقلاء أن السلطان في الحساب والثواب والعقاب لله وحده. وإذا كان الله وحده هو المحاسب للناس، فهو المعبود بحق، وما على الناس قاطبة إلا أن يوجهوا أنفسهم نحو ما يفيد، ويمنع الضّرر، وأنه لا شفاعة إطلاقا للأصنام ونحوها، فهي تعلن البراءة من عابديها ومن عبادتهم الباطلة.
ألا فليستيقظ الضمير والعقل البشري، وليعلم أن من بيده الخلق والرزق، والإحياء والإماتة، والحساب والثواب والعقاب، هو الجدير بالعبادة والتعظيم، والتّنزيه والتّقديس، وطلب المدد منه سبحانه وتعالى.
مناقشة المشركين في وحدانيّة الله:
ما من إنسان سوي عاقل إلا ويحسّ في أعماق نفسه بوجود الله الخالق، ولا بدّ من أن يمرّ في خاطره يوما ما ومضة من تفكير أو شعور مرهف بأنه بأشد الحاجة إلى قدرة الله في تفريج كربه، ونجاته من محنته، وهذا ما كان مستقّرا في أذهان المشركين الوثنيّين وعقائدهم، فإنهم كانوا يقرّون بوجود الله تعالى، ولكنهم كانوا يسيئون التّصوّر، فلا يوحّدون الله، وإنما ينسبون إليه الشّركاء من الأوثان والأصنام وغيرها، وهذا غاية الانحدار والهبوط في الفكر والتّصور والاعتقاد، لذا ردّ الله عليهم في هذه الآيات لإثبات توحيد الألوهية وتوحيد الرّبوبية معا من غير انفصال:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال