سورة يونس / الآية رقم 56 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا العَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ أَلاَ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ

يونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (54) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (55) هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)} [يونس: 10/ 53- 56].
إن آثار الشّرك خطيرة، ومزالقه كثيرة، ومن أخطرها إنكار عالم الآخرة، وما فيها من ثواب وعقاب، وحساب وجنّة ونار، لذا بادر المشركون إلى التشكيك فيما أخبر به القرآن من وجود الآخرة قطعا. فطلبوا الأخبار، ولجّوا في الجواب، كما تصور الآية التي مفادها: ويستخبرونك أيها الرسول عن وقوع عذاب الخلد في الآخرة، أحقّ أنه سيقع على جرائم الدنيا، أم أنه مجرد تخويف وترهيب؟ فقل لهم أيها الرسول:
نعم إنه والله واقع، إنه لحقّ ثابت ماله من دافع، والوعيد صدق قائم، وما أنتم بمعجزين، أي بفائتين العذاب، أو متخلّصين منه، وليس صيرورتكم ترابا بمعجز الله عن إعادتكم كما بدأكم، فإن قدرة الله شاملة وافية بتحقيق أي شيء ممكن.
لكن إذا جاءت القيامة فلا أمل بالفرار منها، وإذا قامت القيامة يودّ الكافر الظالم أن يفتدي نفسه من عذاب الله بملء الأرض ذهبا، {وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ} أي أخفى الكفار الندامة وهي: ما يعانونه في أنفسهم من الألم والحسرة على أفعالهم الشنيعة وأعمالهم الضّارة، لمّا عاينوا العذاب الشديد، فصاروا مبهوتين متحيرين، علما بأنه لا ظلم في الحساب يوم القيامة، فإن الله تعالى يحكم بين الظالمين والمظلومين بالعدل لأن الكفار وإن اشتركوا في العذاب، فإنه لابد من أن يقضي الله تعالى بينهم بالحق، رفعا لما ظلم به بعضهم بعضا في الدنيا، فيكون في القضاء تخفيف عذاب بعضهم، وتثقيل عذاب الباقين. وهذا إخبار للكفار في سياق إخبارهم بأن وعد الله بالبعث ووعيده حق.
وأتبع الله ذلك الإخبار أو الاعلام بأن الملك كله لله، وأنه المعاقب، فإن الله مالك السماوات والأرض، وكل الأشياء في ملكه وفي سلطانه، وأكّد سبحانه أن وعده حقّ كائن لا محالة، ولكن أكثر الكفار منكري البعث والجزاء لا يعلمون أمر الآخرة والمعاد، لغفلتهم عنها، وعدم إيمانهم بالإله القادر الحكيم، وتلك حقيقة أبانها الله بوضوح، ليعلموا علم اليقين بأن الملك المطلق لله، وأن كل ما سواه مملوك له.
ومن أدلّ الأدلة على قدرة الله تعالى على البعث والجزاء والثواب والعقاب: أنه تعالى هو المحيي والمميت، وإليه مرجع الخلائق حين يحييهم بعد موتهم، فيحشرهم للحساب والجزاء على أعمالهم، يحيي من النطفة، ويميت بالأجل، ثم يجعل المرجع إليه بالحشر يوم القيامة. قال ابن عطية: وفي قوة هذه الآيات ما يستدعي الإيمان وإجابة دعوة الله عزّ وجلّ.
وتتجلى القوة والرّهبة في عالم الحساب في أمور ثلاثة:
الأمر الأول- ذلك الصراع العنيف في داخل نفوس الكفار وإظهار الندامة على ما فاتهم من الفوز والخلاص من العذاب، ولهذا يقولون: {قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ (106)} [المؤمنون: 23/ 106].
الأمر الثاني- معاينة العذاب الذي لا يوجد أشد منه، ولا يتصور الإنسان في الدنيا مدى إيلامه وقسوته، وتنوعه ورهبته.
الأمر الثالث- اليأس من النجاة والشفاعة، لأن الملك المطلق والسلطان النافذ لله تعالى، فهو وحده القادر على ما يريد، العليم بما يستحقه كل إنسان من العقاب العادل. قال تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49)} [الكهف: 18/ 49].
مقاصد القرآن وشرائعه:
أراد القرآن المجيد بالناس خيرا، فزوّدهم بما فيه النفع والسعادة، وشفى نفوسهم من أمراض القلوب، وهداهم إلى الحق، وأبعدهم عن كل أنواع الضلال والانحراف، وشرع لهم الشرائع بفضل من الله ورحمة منه، فكان جديرا بالناس جميعا الإيمان به والتزام أحكامه والبعد عن أسباب الشقاوة والعذاب، وعدم التورّط بالتحليل والتحريم بمجرد الهوى والشهوة، من غير ميزان العقل والحكمة كشأن أهل الجاهلية، قال الله تعالى مبيّنا مقاصد القرآن وأسباب تشريعاته:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال