سورة يونس / الآية رقم 79 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ المُجْرِمُونَ فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ المُسْرِفِينَ وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ القَوْمِ الكَافِرِينَ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ

يونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82)} [يونس: 10/ 79- 82].
أراد فرعون بكل إصرار وعناد التمويه على الناس وصدّهم عن اتّباع موسى، ومعارضة ما جاء به عليه السّلام من دعوة الحق المبين إلى توحيد الله، فاعتمد على زخارف السّحرة والمشعوذين، فانعكس الأمر عليه، وظهرت البراهين الإلهية على الملأ العام، وآمن السحرة بالله تعالى، وخسر فرعون.
ومعنى الآيات: قال فرعون لخدمته وحاشيته لما رأى معجزة العصا واليد البيضاء: ائتوني بكل ساحر حاذق عالم، ظنّا منه ألا فرق بين المعجزة الإلهية والسحر، فأتوا به، فلما جاء السحرة وتجمعوا، قال لهم موسى: ألقوا ما أنتم ملقون من أفانين السحر، ليظهر الحق، ويبطل الباطل.
فلما ألقوا حبالهم وعصيهم، وخيّلوا بها، وظنّوا أنهم قد ظهروا وانتصروا، قال لهم موسى واثقا غير مبال بهم: ما أتيتم به هو السّحر بعينه، لا ما سماه فرعون سحرا مما جئت به من المعجزة من عند الله. وهذا السحر الذي أظهر تموه إن الله سيبطله ويمحقه ويظهر زيفه قطعا أمام الناس، بما يفوقه من المعجزة التي هي آية خارقة للعادة، تفوق السحر وأشكاله المختلفة. وقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ} عدة بالإبطال من الله تبارك وتعالى.
وعلة ذلك: {إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} أي لا يثبته ولا يقويه، ولا يجعله صالحا للبقاء لأنه محض افتراء والسّحر تخييل وتمويه، يتبدد ويفنى أمام المعجزة الرّبانية المجراة على يد موسى عليه السّلام.
وتابع موسى عليه السّلام قوله: {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82)} أي ويريد الله أن يؤيّد الحق ويظهره، ويثبّته ويقويه، وينصره على الباطل بأوامره ووعده موسى، وذلك ولو كره المجرمون، أي الظالمون كفرعون وملئه.
والمجرم: المجترم الراكب للخطر. وتحقق بالفعل انتصار الحق على الباطل، كما جاء في آية أخرى: {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (118)} [الأعراف: 7/ 118]، وقوله سبحانه: {إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى} [طه: 20/ 69].
هذا اختيار صعب قاس لكل من المعجزة والسحر، فالمعجزة آية إلهية خارقة للعادة، يؤيد الله تعالى بها صدق الأنبياء، لإقناع الناس وتصديق دعوتهم. وأما السحر فهو إفساد وتمويه وتزييف، لا حقيقة له ثابتة، لذا لم يصمد أمام الشيء الحقيقي الثابت، الذي لا تمويه فيه.
وهذا المعنى هو ما تضمنته آية: {إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} أي لا يضرّ أحدا كيد ساحر، لذا قال العلماء: لا تكتب هذه الآية على مسحور إلا دفع الله عنه السّحر.
وكان في برمجة أو خطة موسى عليه السّلام بأن يبدأ السّحرة أولا بالإلقاء براعة وثقة بما لديه من المعجزة، وعدم الاكتراث بالسّحرة، فإن كل ما فعلوه من لفت أنظار الناس وإخافتهم، حينما ألقوا حبالهم وعصيهم، محق وأبطل بإلقاء العصا التي انقلبت ثعبانا عظيما، التهم جميع الحبال والعصي، وصدق موسى فيما أعلنه قبل المبارزة: {ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ}.
وحينئذ، حين التهمت العصا جميع الحبال والعصي، أدرك السّحرة خسارتهم، وعرفوا أن فعل موسى ليس من قبيل السّحر، فهم أعرف الناس بأساليبه وفنونه، فلم يعاندوا، وشرح الله صدورهم للإيمان، فآمنوا دون خشية من فرعون وبأسه وتهديده، وأسقط في يد فرعون وملئه، وخابوا وخسروا، وانتصر الحق وزهق الباطل.
3- إيمان طائفة بموسى عليه السّلام:
بالرغم من الجهود المباركة المضنية من موسى عليه السّلام في دعوة الناس في مصر إلى الإيمان برسالته وبوحدانية الله، لم يؤمن به إلا طائفة قليلة من قومه بني إسرائيل، وهم فتيان وشباب أكثرهم أولو آباء كانوا تحت خوف من فرعون وأعوانه. وفي ذلك تسرية عن هموم نبيّنا عليه الصّلاة والسّلام بسبب اغتمامه من إعراض قومه عنه وإصرارهم على الكفر، فله أسوة بسائر الأنبياء. وهذا ما أبانته الآيات القرآنية التالية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال