سورة يونس / الآية رقم 100 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ المُنتَظِرِينَ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقاًّ عَلَيْنَا نُنْجِ المُؤْمِنِينَ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المُشْرِكِينَ وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ

يونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ الذين حَقَّتْ عَلَيْهِمْ} ثبتت عليهم. {كَلِمَةُ رَبِّكَ} بأنهم يموتون على الكفر ويخلدون في العذاب. {لاَ يُؤْمِنُونَ} إذ لا يكذب كلامه ولا ينتقض قضاؤه.
{وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ ءايَةٍ} فإن السبب الأصلي لإِيمانهم وهو تعلق إرادة الله تعالى به مفقود. {حتى يَرَوُاْ العذاب الأليم} وحينئذ لا ينفعهم كما لا ينفع فرعون.
{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ ءامَنَتْ} فهلا كانت قرية من القرى التي أهلكناها آمنت قبل معاينة العذاب، ولم تؤخر إليها كما أخر فرعون. {فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا} بأن يقبله الله منها ويكشف العذاب عنها. {إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ} لكن قوم يونس عليه السلام. {لَمَّا ءامَنُواْ} أول ما رأوا أمارة العذاب ولم يؤخروه إلى حلوله. {كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخزى فِى الحياة الدنيا} ويجوز أن تكون الجملة في معنى النفي لتضمن حرف التحضيض معناه، فيكون الاستثناء متصلاً لأن المراد من القرى أهاليها كأنه قال: ما آمن أهل قرية من القرى العاصية فنفعهم إيمانهم إلا قوم يونس، ويؤيده قراءة الرفع على البدل. {وَمَتَّعْنَاهُمْ إلى حِينٍ} إلى آجالهم. روي: أن يونس عليه السلام بعث إلى أهل نينوى من الموصل، فكذبوه وأصروا عليه فوعدهم بالعذاب إلى ثلاث. وقيل إلى ثلاثين. وقيل إلى أربعين، فلما دنا الموعد أغامت السماء غيماً أسود ذا دخان شديد فهبط حتى غشي مدينتهم، فهابوا فطلبوا يونس فلم يجدوه فأيقنوا صدقه، فلبسوا المسوح وبرزوا إلى الصعيد بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم، وفرقوا بين كل والدة وولدها فحن بعضها إلى بعض وعلت الأصوات والعجيج وأخلصوا التوبة وأظهروا الإِيمان وتضرعوا إلى الله تعالى، فرحمهم وكشف عنهم وكان يوم عاشوراء يوم الجمعة.
{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى الأرض كُلُّهُمْ} بحيث لا يشد منهم أحد. {جَمِيعاً} مجتمعين على الإِيمان لا يختلفون فيه، وهو دليل على القدرية في أنه تعالى لم يشأ إيمانهم أجمعين، وأن من شاء إيمانه يؤمن لا محالة، والتقييد بمشيئة الإلجاء خلاف الظاهر. {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ الناس} بما لم يشأ منهم. {حتى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} وترتيب الإكراه على المشيئة بالفاء وإيلاؤها حرف الاستفهام للإنكار، وتقديم الضمير على الفعل للدلالة على أن خلاف المشيئة مستحيل فلا يمكن تحصيله بالإكراه عليه فضلاً عن الحث والتحريض عليه؛ إذ روي أنه كان حريصاً على إيمان قومه شديد الاهتمام به فنزلت. ولذلك قرره بقوله: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ} بالله. {إِلاَّ بِإِذْنِ الله} إلا بإرادته وألطافه وتوفيقه فلا تجهد نفسك في هداها فإنه إلى الله. {وَيَجْعَلُ الرجس} العذاب أو الخذلان فإن سببه. وقرئ بالزاي وقرأ أبو بكر {ونجعل} بالنون. {عَلَى الذين لاَ يَعْقِلُونَ} لا يستعملون عقولهم بالنظر في الحجج والآيات، أو لا يعقلون دلائله وأحكامه لما على قلوبهم من الطبع ويؤيد الأول قوله: {قُلِ انظروا} أي تفكروا.
{مَاذَا فِى السموات والأرض} من عجائب صنعه لتدلكم على وحدته وكمال قدرته، و{مَاذَا} إن جعلت استفهامية علقت {انظروا} عن العمل. {وَمَا تُغْنِى الآيات والنذر عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ} في علم الله وحكمته {وَمَا} نافية أو استفهامية في موضع النصب.
{فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ} مثل وقائعهم ونزول بأس الله بهم إذ لا يستحقون غيره من قولهم أيام العرب لوقائعها. {قُلْ فانتظروا إِنَّى مَعَكُمْ مّنَ المنتظرين} لذلك أو فانتظروا هلاكي إني معكم من المنتظرين هلاككم.
{ثُمَّ نُنَجّى رُسُلَنَا والذين ءامَنُواْ} عطف على محذوف دل عليه {إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الذين خَلَوْاْ} كأنه قيل؛ نهلك الأمم ثم ننجي رسلنا ومن آمن بهم، على حكاية الحال الماضية. {كَذَلِكَ حَقّا عَلَيْنَا نُنجِ المؤمنين} كذلك الإِنجاء أو إنجاء كذلك ننجي محمداً وصحبه حين نهلك المشركين، و{حَقّاً عَلَيْنَا} اعتراض ونصبه بفعله المقدر. وقيل بدل من كذلك. وقرأ حفص والكسائي {نُنَجّى} مخففاً.
{قُلْ يا أَيُّهَا الناس} خطاب لأهل مكة. {إِن كُنتُمْ فِى شَكّ مّن دِينِى} وصحته. {فَلاَ أَعْبُدُ الذين تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله ولكن أَعْبُدُ الله الذى يَتَوَفَّاكُمْ} فهذا خلاصة ديني اعتقاداً وعملاً فاعرضوها على العقل الصرف وانظروا فيها بعين الإِنصاف لتعلموا صحتها وهو أني لا أعبد ما تخلقونه وتعبدونه، ولكن أعبد خالقكم الذي هو يوجدكم ويتوفاكم. وإنما خص التوفي بالذكر للتهديد. {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المؤمنين} بما دل عليه العقل ونطق به الوحي، وحذف الجار من أن يجوز أن يكون من المطرد مع أن وأن يكون من غيره كقوله:
أَمَرْتُكَ الخَيْرَ فَافْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِه *** فَقَدْ تَرَكْتُكَ ذَا مَالٍ وَذَا نَسَبِ
{وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينِ} عطف على {أَنْ أَكُونَ} غير {أَن} صلة {أن} محكية بصيغة الأمر، ولا فرق بينهما في الغرض لأن المقصود وصلها بما يتضمن معنى المصدر لتدل معه عليه، وصيغ الأفعال كلها كذلك سواء الخبر منها والطلب، والمعنى وأمرت بالاستقامة في الدين والاستبداد فيه بأداء الفرائض، والانتهاء عن القبائح، أو في الصلاة باستقبال القبلة. {حَنِيفاً} حال من الدين أو الوجه. {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المشركين}.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال