سورة يونس / الآية رقم 101 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ المُنتَظِرِينَ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقاًّ عَلَيْنَا نُنْجِ المُؤْمِنِينَ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المُشْرِكِينَ وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ

يونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (101) فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)} [يونس: 10/ 101- 103].
قوله تعالى: {قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} أمر صريح للناس، والأمر للوجوب، بإيجاب الاعتبار والنظر في المصنوعات الدّالة على الصانع، وغير ذلك من آيات السماوات وأفلاكها وكواكبها وسحابها، وعجائب المخلوقات فيها وفي الأرض ونباتها ومعادنها وغير ذلك. والمعنى: انظروا في ذلك نظرا صحيحا ينبّهكم إلى المعرفة بالله والإيمان بوحدانيته.
إن النظر في الأكوان وما فيها من أسرار يرشد الإنسان الضّال أو الكافر إلى وجود الخالق وتوحيده، ويدعو إلى التصديق بالرّسل، والإيمان بالقرآن والوحي المخبر عن هذه الآيات العظام.
ولكن ما تغني أو تفيد هذه الآيات أو الدلائل الكونية والقرآنية، والأنبياء المنذرون، أو الإنذارات الإلهية، قوما لا يتوقع إيمانهم بالله والرّسل، وقضى الله أنهم لا يؤمنون بحسب علمه المحيط بإرادة الإنسان واختياره، وكل شيء لا يقع إلا بمشيئة الله، لأن ما في الوجود في ملك الله، ولا يحدث أمر في ملكوت الله إلا بإرادته، حتى لا يكون هناك قهرا أو تجاوز لإرادة المالك.
وإذا أهمل الكفار والمشركون المكذبون المعاندون النظر في آيات الله وأسراره، حتى ولو كانوا بسطاء أو أميّين، فهل ينتظرون أو يتوقعون إلا نزول العذاب المماثل لوقائع الأمم الماضية المكذبة لرسلهم، وهي وقائع العذاب في قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم: {فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ} أي وقائع الماضين، والأيام هنا بمعنى الوقائع، كما في آية أخرى: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} [إبراهيم: 14/ 5]، وكل ما مضى لك من خير أو شرّ فهو أيام.
قل أيها الرسول للمشركين منذرا ومهددا: انتظروا عذاب الله وعقابه، إني من المنتظرين هلاككم، أو فانتظروا هلاكي، إني معكم من المنتظرين الهلاك، أو موعد ربّي به. والآية وعيد محض لمن كفر، فإذا أصرّوا على الكفر، حلّ بهم العذاب، وإذا آمنوا نجوا، هذه سنّة الله في الأمم الخالية، فهل عند مشركي مكة وأمثالهم غير ذلك؟.
وإذا وقع العذاب بقوم في الدنيا، فإن من سنّة الله المقررة إنجاء الرّسل ومتّبعيهم المؤمنين، كما في آية أخرى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} [مريم: 19/ 72]، ومثل هذا الإنجاء للرّسل السابقين ومن آمن معهم، ننجي المؤمنين معك أيها الرّسول، ونهلك المكذبين بالرّسل. وهذا حق أوجبه الله تعالى على نفسه الكريمة، كما جاء في آية أخرى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 6/ 54]. وكما ورد في الصحيحين عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «إن الله كتب كتابا، فهو عنده فوق العرش، إنّ رحمتي سبقت غضبي».
الخلاصة: دلّت الآيات على وجوب النظر في الكون، والبحث عما فيه للعظة والاعتبار، وتحقيق الخشية من الله تعالى والإيمان به، والحثّ على العلم والبحث والتأمّل، فمن دون العلم لا تتقدم البشرية، ومن غير العلم والنظر لا توجد عقيدة الإيمان بالله تعالى، وبغير العلم لا تنتظم شؤون الدنيا، ولا يقتنع الناس بعدالة الله في الحساب، وإذا لم يوجد العلم حلّ الجهل والفوضى. كل ذلك لتقرير أن الإسلام دين علم وعمل، وأن الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم هو المعلّم الأول، والموجّه الأول للبشرية نحو السعادة.
أصول الدين والعبادة والدعاء:
يوجّه القرآن الكريم الناس جميعا إلى ما ينفعهم ويسعدهم، ويبعدهم عن كل ما يضرّهم ويشقيهم، وليس الدين إلا مجرد مدرسة تربوية عالية، تأمر بأصول الحياة الصحيحة، وبمكارم الأخلاق العالية، وتنهى وتمنع عن انحراف الفكر والسلوك.
ومن أخصّ مقتضيات النظام الأصلح أن تكون العبادة والدّعاء لله عزّ وجلّ وحده، دون إشراك أحد معه سواه. وهذا ما قررته الآيات التالية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال