سورة هود / الآية رقم 13 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ مَن كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ

هودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهود




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14)} [هود: 11/ 12- 14].
سبب نزول الآية:
ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رؤساء مكة قالوا: يا محمد، اجعل لنا جبال مكة ذهبا إن كنت رسولا.
وقال آخرون: ائتنا بالملائكة يشهدون بنبوّتك، فقال: لا أقدر على ذلك، فنزلت هذه الآيات.
ومن أسبابها أيضا أن كفار قريش قالوا: يا محمد، لو تركت سبّ آلهتنا وتسفيه آبائنا، لجالسناك واتّبعناك، وقالوا: ايت بقرآن غير هذا أو بدّله، ونحو هذا من الأقوال، فخاطب الله تعالى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم على هذه الصورة من المخاطبة، وردّ على أقوالهم مبطلا لها، وليس المعنى أنه صلّى اللّه عليه وسلّم هم بشيء من هذا، فزجر عنه، فإنه لم يرد قط ترك شيء مما أوحي إليه، ولا ضاق صدره، وإنما كان يضيق صدره بأقوالهم وأفعالهم وبعدهم عن الإيمان.
والمعنى: لعلك أيها الرسول تارك بعض ما يوحى إليك أن تلقيه إليهم، وتبلغه إياهم مخافة ردّهم له وتهاونهم به، بسبب تسفيه أحلامهم والتّنديد بعبادتهم الأوثان، وضائق به صدرك بأن تتلوه عليهم، أو لأجل أن يقولوا: لولا أنزل عليه كنز، أي لا تتضايق لأجل قولهم: هلا أنزل عليه كنز من ربّه يغنيه عن التجارة والكسب، ويدلّ على صدقه. أو هلا جاء ملك من السماء يؤيد دعوته. والقائل: هو عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي.
ثم أوضح الله تعالى بمناسبة الرّد على المشركين في مطالبهم التعجيزية مهمة النّبي الرّسول، وهي إنذار من عصاه بالنار، فليس عليك أيها النّبي إلا إنذارهم بالوحي، من غير مبالاة بما يقولون، ولا آت بما يقترحون، ولك أسوة بالرّسول السابقين قبلك، فإنهم كذّبوا وأوذوا، فصبروا حتى نصرهم الله، والله هو الرقيب على أعمالهم، الحفيظ للأمور، فتوكّل عليه، ولا تبال بهم، فإنه عالم بحالهم ومجازيهم على أعمالهم.
ثم تحدى الله العرب بالإتيان بمثل القرآن أو سور معدودات منه، ردّا على موقفهم، فقال: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ} أي بل يقول مشركو مكة: افترى محمد القرآن واختلقه من عند نفسه. والافتراء أخصّ من الكذب، فهو الزعم بما ليس موجودا أصلا. فإن كان ما يزعمون صحيحا فليأتوا بعشر سور مثله مفتريات، تحاكيه في الفصاحة والبلاغة، وإتقان الأحكام والتشريعات الناظمة لشؤون الحياة. والمختار عند أكثر المفسرين أن القرآن معجز بسبب الفصاحة والمعاني. وطالبهم القرآن وترك لهم المجال بأن يستعينوا بمن استطاعوا من الإنس والجن إن كانوا صادقين في زعمهم أن القرآن مفترى. ولكنهم عجزوا أن يأتوا بمثل أقصر سورة من القرآن، لأن كلام الله لا يشبه كلام المخلوقين.
وبعد هذا التّحدي إن لم يستجيبوا لكم، أي إن لم يأتوا بمعارضة ما دعوتموهم إليه، فاعلموا أنهم عاجزون عن ذلك، وأن القرآن إنما نزل من عند الله وبإذنه وعلمه، وبما لا يعلمه إلا الله من نظم معجز للخلق، وإخبار بمغيبات لا معرفة لهم بها، ووعد ووعيد منجز، ومعان عالية، وتشريع بأمر ونهي لا يبلغون مستواه. وأن الله واحد لا شريك له، فهل أنتم أيها البشر منقادون خاضعون لأمر الله وحكمه، وهل أنتم أيها المسلمون مخلصون في تدينكم وعبادتكم لله؟
من أراد الدّنيا ومن أراد الآخرة:
وازن القرآن المجيد بين جزاء من قصد العمل للدنيا وحدها، من جاه ولباس، وزينة وأثاث، وثروة ومال، وطعام وشراب، وبين من قصد بعمله تعمير الآخرة وبناء مستقبل الخلود. الأول يجازى بعمله وثمرة جهده، فيعيش بمشيئة الله مترفا منعما بالصحة والسيادة والرزق الوفير وكثرة الأولاد، وطالب الآخرة يحظى بنعيم الخلود وتأتيه الدنيا مع ذلك صاغرة منقادة له. وما أجمل هذه المقارنة في القرآن بين عامل الدنيا وعامل الآخرة، فقال الله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال