سورة هود / الآية رقم 36 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَيَا قَوْمِ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّهُ إِن شَاءَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ وَاصْنَعِ الفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ

هودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهود




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (39) حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (40) وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)} [هود: 11/ 36- 41].
أخبر الله تعالى بوحيه إلى نوح عليه السّلام أنه لن يؤمن أحد من قومك بدعوتك إلا من قد آمن سابقا، وهم قلّة قليلة، فلا تحزن عليهم، ولا يهمنك أمرهم، فدعا عليهم نوح بإذن ربّه وبعد هذا الوحي قائلا: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً} [نوح: 71/ 26].
واصنع السفينة برعايتنا وحفظنا وحراستنا وبتعليمنا لك ما تصنعه لتنجو بها مع المؤمنين، وكيلا تخطئ، ولا تراجعني يا نوح ولا تدعني في شأن قومك ودفع العذاب بشفاعتك، فقد وجب عليهم العذاب، وتم الحكم عليهم بالإغراق.
وبدأ نوح عليه السّلام بصنع السفينة، وكلما مرّ عليه جماعة من أشراف قومه، استهزءوا به ومن صناعته، وكذبوا بما توعّدهم به من الغرق، فقال نوح على سبيل الوعيد والتهديد الأكيد: إن تسخروا منا لصنع هذه السفينة، فإنا سنسخر منكم في المستقبل حين الغرق، كما تسخرون منا الآن، فسوف تعلمون قريبا بعد تمام العمل من يأتيه عذاب يهينه في الدنيا، وهو عذاب الغرق، ويحل عليه عذاب مقيم، أي دائم مستمر.
حتى إذا حان وقت مجيء أمرنا بالهلاك من المطر الغزير، ونبع الماء من التّنور:
موقد الخبز أو وجه الأرض، وارتفع كما تفور القدر بغليانها، وكان ذلك علامة لنوح عليه السّلام، كما جاء في آية أخرى: {فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ (13)} [القمر: 54/ 11- 13].
وقلنا لنوح: احمل في السفينة من كل نوع من الحيوان زوجين اثنين: ذكرا وأنثى، حفاظا على أصل النوع الحيواني، واحمل فيها أهل بيتك إلا امرأتك وابنك: كنعان، وهما من سبق عليه القول واستقرّ عليه الحكم بأنه من أهل النار، لاختياره الكفر وإبائه الإيمان، لا لتقديره عليه.
وخذ معك من آمن من قومك، وإن لم يؤمن إلا عدد قليل، أو نزر يسير، مع طول المدة واستمرار دعوتهم إلى الإيمان ألف سنة إلا خمسين عاما. وكان المؤمنون ثمانين نفسا، منهم نساؤهم.
وأخبر الله تعالى نوحا عليه السّلام أنه قال لمن حملهم في السفينة أن يدعوا: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [هود: 11/ 41]. أي باسم الله وبركته يكون جريها على سطح الماء، وباسم الله يكون منتهى سيرها، وهو رسوها على مرفأ آمن، بتسخير الله وقدرته، إن ربي غفور لذنوب عباده التائبين، رحيم بهم، فلولا مغفرته لذنوب عباده ورحمته بهم لما نجاكم. وذكر المغفرة والرحمة بعد ذكر حكم الانتقام من الكافرين بإغراقهم أجمعين هو شأن القرآن في بيان الأضداد والمتقابلات، كما في آية: {إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأعراف: 7/ 167]. وآية المغفرة والرحمة في هذا المقام الخطير وقت الإهلاك والغرق في غاية الإشعار بفضل الله ورحمته على عباده المؤمنين الذين نجاهم.
أما الطوفان: ففي ظاهر الروايات وكتب التفاسير أنه نال جميع أهل الأرض المأهولة قديما، وعم الماء جميع المعمورة، كما ذكر ابن عباس وغيره، ويوجب ذلك أمر نوح بحمل الأزواج من الحيوان، خوف فناء أجناسها من جميع أنحاء الأرض.
4- رحلة سفينة نوح:
كانت سفينة نوح أول سفينة في التاريخ، وكانت رحلتها أول رحلة بحرية لمسافة طويلة، تكتنفها المخاطر، وتحيط بها الجهالة والغموض، والتّكهنات، لكن أمان الله ووعده بنجاة المؤمنين كان بردا وسلاما، وحماية من القلق والخوف. وتم أمر الله ومراده ونجت السفينة، وهبطت في مكان آمن، وكان ابن نوح من امرأته مثلا للجحود والعناد ومحاولة الإفلات من الغرق، فطالته بسهولة إرادة الله، وكان من الهالكين. صوّر القرآن الكريم هذه الرحلة الأولى لسفينة نوح عليه السّلام في الآيات التّالية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال