سورة هود / الآية رقم 47 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الخَاسِرِينَ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ العَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِن أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ يَا قَوْمِ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْراراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ

هودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهودهود




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبّ} نداؤه ربه دعاؤه له وهو قوله {رب} مع ما بعده من اقتضاء وعده في تنجية أهله {إِنَّ ابنى مِنْ أَهْلِى} أي بعض أهلي لأنه كان ابنه من صلبه أو كان ربيباً له فهو بعض أهله {وَإِنَّ وَعْدَكَ الحق} وإن كل وعد تعده فهو الحق الثابت الذي لا شك في إنجازه والوفاء به، وقد وعدتني أن تنجي أهلي فما بال ولدي {وَأَنتَ أَحْكَمُ الحاكمين} أي أعلم الحكام وأعدلهم إذ لا فضل لحاكم على غيره إلا بالعلم والعدل. ورب غريق في الجهل والجور من متقلدي الحكومة في زمانك قد لقب أقضى القضاة، ومعناه أحكم الحاكمين فاعتبر واستعبر {قَالَ يَا نُوحٍ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} ثم علل لانتفاء كونه من أهله بقوله {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالح} وفيه إيذان بأن قرابة الدين غامرة لقرابة النسب وأن نسيبك في دينك وإن كان حبشياً وكنت قرشياً لصيقك، ومن لم يكن على دينك وإن كان أمسّ أقاربك رحماً فهو أبعد بعيد منك، وجعلت ذاته عملاً غير صالح مبالغة في ذمه كقولها: (فإنما هي إقبال وإدبار) أو التقدير: إنه ذو عمل، وفيه إشعار بأنه إنما أنجى من أنجى من أهله لصلاحهم لا لأنهم أهله، وهذا لما انتفى عنه الصلاح لم تنفعه أبوته. {عمِل غير صالح} علي قال الشيخ أبو منصور رحمه الله: كان عند نوح عليه السلام أن ابنه كان على دينه لأنه كان ينافق وإلا لا يحتمل أن يقول: {ابني من أهلي} ويسأله نجاته، وقد سبق منه النهي عن سؤال مثله بقوله {ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون} فكان يسأله على الظاهر الذي عنده كما كان أهل النفاق يظهرون الموافقة لنبينا عليه السلام ويضمرون الخلاف له ولم يعلم بذلك حتى أطلعه الله عليه، وقوله {ليس من أهلك} أي من الذين وعدت النجاة لهم وهم المؤمنون حقيقة في السر والظاهر {فَلاَ تَسْأَلْنى} اجتزاء بالكسر عن الياء: كوفي {تسألْني} بصري {تسألّني} مدني {تسألَن} ِّ شامي فحذف الياء واجتزأ بالكسرة والنون نون التأكيد {تسألن} َّ مكي {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} بجواز مسألته {إِنّى أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الجاهلين} هو كما نهى رسولنا بقوله {فلا تكونن من الجاهلين} [الأنعام: 35] {قَالَ رَبّ إِنّى أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِى بِهِ عِلْمٌ} أي من أن أطلب منك من المستقبل ما لا علم لي بصحته تأدباً بأدبك واتعاظاً بموعظتك {وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِى} ما فرط مني {وَتَرْحَمْنِى} بالعصمة عن العود إلى مثله {أَكُن مّنَ الخاسرين قِيلَ يانوح اهبط بسلام مّنَّا} بتحية منا أو بسلامة من الغرق {وبركات عَلَيْكَ} هي الخيرات النامية وهي في حقه بكثرة ذريته وأتباعه، فقد جعل أكثر الأنبياء من ذريته وأئمة الدين في القرون الباقية من نسله {وعلى أُمَمٍ مّمَّن مَّعَكَ} {من} للبيان، فتراد الأمم الذين كانوا معه في السفينة لأنهم كانوا جماعات أو قيل لهم أمم لأن الأمم تتشعب منهم، أو لابتداء الغاية أي على أمم ناشئة ممن معك وهي الأمم إلى آخر الدهر وهو الوجه {وَأُمَمٌ} رفع بالابتداء {سَنُمَتّعُهُمْ} في الدنيا بالسعة في الرزق والخفض في العيش صفة والخبر محذوف تقديره، وممن معك أمم سنمتعهم، وإنما حذف لأن ممن معك يدل عليه {ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي في الآخرة، والمعنى أن السلام منا والبركات عليك وعلى أمم مؤمنين ينشؤون ممن معك.
وممن معك أمم ممتعون بالدنيا منقلبون إلى النار وكان نوح عليه السلام أبا الأنبياء، والخلق بعد الطوفان منه وممن كان معه في السفينة، وعن محمد بن كعب: دخل في ذلك السلام كل مؤمن ومؤمنة إِلى يوم القيامة وفيما بعده من المتاع والعذاب كل كافر.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال