سورة البقرة / الآية رقم 148 / تفسير تفسير أبي السعود / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ وَلِكُلٍّ وَجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بْالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ

البقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلِكُلّ} أي ولكل أمةٍ من الأمم، على أن التنوين عوضٌ من المضاف إليه {وِجْهَةٌ} أي قِبلة وقد قرئ كذلك أو لكل قومٍ من المسلمين جانبٌ من جوانب الكعبة {هُوَ مُوَلّيهَا} أحدُ المفعولين محذوفٌ أي موليها وجهَه أو الله موليها إياه وقرئ {ولكلِّ وِجهةٍ} بالإضافة والمعنى ولكلَ وجهةٌ الله مولِّيها أهلَها واللام مزيدة للتأكيد وجبرِ ضعفِ العامل، وقرئ {مولاها} أي مولى تلك الجهةِ قد وَلِيهَا {فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ} أي تسابقوا إليها بنزع الجار كما في قوله:
ثنائي عليكم آلَ حربٍ ومنْ يمِل *** سواكم فإني مهتدٍ غيرُ مائلِ
وهو أبلغَ من الأمر بالمسارعة لما فيه من الحث على إحراز قصَبِ السبْقِ والمرادُ بالخيرات جميعُ أنواعِها من أمر القِبلة وغيرِه مما يُنال به سعادةُ الدارين أو الفاضلاتُ من الجهات وهي المسامتة للكعبة {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ الله جَمِيعًا} أي في أيّ موضعٍ تكونوا من موافِقٍ أو مخالفٍ مجتمعِ الأجزاء أو متفرقِها يحشُرُكم الله تعالى إلى المَحْشَر للجزاء، أو أينما تكونوا من أعماق الأرضِ وقُلل الجبال يقبضُ أرواحَكم، أو أينما تكونوامن الجهات المختلفةِ المتقابلةِ يجعلُ صلواتِكم كأنها صلاةٌ إلى جهة واحدة {إِنَّ الله على كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ} فيقدِر على الإماتة والإحياء والجمعِ، فهو تعليل للحكم السابق {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ} تأكيدٌ لحكم التحويل وتصريحٌ بعدم تفاوت الأمرِ في حالتي السفر والحضَر ومنْ متعلقة بقوله تعالى: {فَوَلّ} أو بمحذوفٍ عُطف هو عليه أي من أيِّ مكان خرجت إليه للسفر فولِّ {وَجْهَكَ} عند صلاتك {شَطْرَ المسجد الحرام} أو افعل ما أُمرت به من أي مكانٍ خرجت إليه فول إلخ {وَأَنَّهُ} أي هذا الأمرَ {لَلْحَقُّ مِن رَّبّكَ} أي الثابتُ الموافق للحِكمة {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} فيجازيكم بذلك أحسنَ جزاءٍ فهو وعدٌ للمؤمنين وقرئ {يعملون} على صيغة الغيبة فهو وعيد للكافرين {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ} إليه في أسفارك ومغازيك من المنازل القريبةِ والبعيدةِ {فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام} الكلام فيه كما مر آنفاً {وحيثما كُنتُمْ} من أقطار الأرضِ مقيمين أو مسافرين حسبما يُعربُ عنه إيثارُ {كنتم} على خرجتم فإن الخطابَ عامٌ لكافة المؤمنين المنتشرين في الآفاق من الحاضرين والمسافرين، فلو قيل: وحيثما خرجتم لما تناول الخطابُ المقيمين في الأماكن المختلفة من حيث إقامتُهم فيها {فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ} من مَحالِّكم {شَطْرَهُ} والتكريرُ لما أن القِبلةَ لها شأنٌ خطير، والنسخُ من مظانِّ الشبهةِ والفتنة فبالحَريِّ أن يؤكَّد أمرُها مرة بعد أخرى مع أنه قد ذُكر في كل مرة حِكمةٌ مستقلة {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ} متعلقٌ بقوله تعالى: {فَوَلُّواْ} وقيل: بمحذوفٍ يدل عليه الكلامُ كأنه قيل: فعلنا ذلك لئلا إلخ والمعنى أن التوليةَ عن الصخرة تدفع احتجاجَ اليهود بأن المنعوتَ في التوراة من أوصافه أنه يحوِّلُ إلى الكعبة، واحتجاجُ المشركين بأنه يدَّعي ملةَ إبراهيمَ ويخالف قِبلتَه {إِلاَّ الذين ظَلَمُواْ مِنْهُمْ} وهم أهلُ مكةَ، أي لئلا يكونَ لأحد من الناس حجةٌ إلا المعاندين منهم الذين يقولون ما تحوَّلَ إلى الكعبة إلا مَيْلاً إلى دين قومِه وحباً لبلده أو بَدا لَهُ فرجَع إلى قِبلةِ آبائِه، ويوشك أن يرجِعَ إلى دينهم.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال