سورة يوسف / الآية رقم 20 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ

يوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)} [يوسف: 12/ 19- 22].
قدّر الله تعالى ألا تطول غربة يوسف ومأساته ووحشته في البئر، فمرّت سيارة، أي قوم مسافرون معا من مدين إلى مصر، وأشدّ ما يحتاج إليه المسافرون عبر الصحراء والمسافات البعيدة هو الماء، فأرسلوا من يستقي لهم الماء من بئر وجدوها في الطريق في الأردن، على ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب (أي حوالي 15 كم)، فألقى دلوه في البئر ليملأها، فتدلى بها يوسف وتمسّك بالحبل، وصعد مع حبل الدلو، فقال الوارد المستقي المدلي مبشّرا نفسه وقومه: يا بشارتنا العظمى، يا بشراي، هذا غلام، وكان يوسف يومئذ ابن سبع سنين، فحملوه مع قافلتهم، وأخفوا أمره عن الرفاق المسافرين، جاعليه متاعا للتجارة، والله عليم بأفعالهم، لم يخف عليه إسرارهم في أنفسهم أنهم يتّخذونه بضاعة لأنفسهم. وفي ذلك تنبيه على إرادة الله تبارك وتعالى ليوسف، وسوق الأقدار بحسب بناء حاله، كما قال النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم كما جاء في حلية الأولياء 8/ 339: «يقدّر المقدرون، والقضاء يضحك».
وفي ذلك إيناس أيضا للنّبي صلّى اللّه عليه وسلّم عما يجري عليه من جهة قريش، فإن العاقبة التي هي للمتقين هي المراعاة والمنتظرة.
وباعوا الغلام الجميل الحدث في مصر بثمن قليل ناقص عن ثمن المثل من الدراهم المعدودة عدّا، لا وزنا، وكانوا لا يزنون إلا ما بلغ الأوقية (أربعين درهما) فما فوقها. وكانوا في هذا البيع من الزاهدين، أي الراغبين عنه الذين لا يعرفون قدره، ويودّون التّخلص منه بأي حال، دون أن يعلموا منزلته عند الله تعالى، وقد اشتراه عزيز مصر رئيس الشرطة، واسمه (قطفير) كما قال ابن عباس.
وقال العزيز الذي كان واليا على خزائن الأرض، والذي اشتراه من مصر، لامرأته زليخة: أكرمي مقامه عندنا، يجعل مقامه حسنا مكرّما، أي أحسني تعهده، فلا يكون عبدا، عسى أن ينفعنا في ثروتنا ومصالحنا، أو نتبنّاه ولدا، لأنه كان عقيما، لما تفرّس به من الرشد وملامح النجابة والذكاء.
وإرادة الله ورعايته تحوط يوسف عليه السلام، فكما نجاه الله من القتل والبئر، وعطّف عليه قلب العزيز، مكّن له في أرض مصر، وجعل له مكانة رفيعة فيها، حتى تولى الحكم فيها إداريا وماليا، وعلّمه أيضا كيفية تأويل الأحاديث، أي الرؤيا في النوم، والله سبحانه هو الغلّاب القهّار، لا يعجزه شيء فلا يمنع عما يشاء، ولا ينازع فيما يريد.
ولما بلغ يوسف أشدّه، أي استكمل القوة والرجولة وتناهت بنيته، وكملت قواه الجسدية والعقلية، وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين، آتاه الله حكما أي حكمة وعلما، وسلطانا في الدنيا، وحكما بين الناس بالحق، ومثل ذلك الجزاء الحسن، يجزي الله الذين يحسنون لأنفسهم أعمالهم، وهذا دليل على أن يوسف عليه السّلام كان محسنا في عمله، عاملا بطاعة الله تعالى، فإحسان الجزاء له، جزاء على إحسانه في عمله، وتقواه في حال شبابه، فإن للإحسان والاستقامة تأثيرا في صفاء النفوس والعقول، كما أن للإساءة تأثيرا واضحا في تعكير النفوس وسوء فهم الأمور.
وما أجمل هذه الجملة {وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} ففيها وعد للنّبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فلا يهتم بفعل الكفرة به وتوهم عليه، وفيها البشارة لكل محسن بعاقبة طيبة حسنة، فالله تعالى يصنع للمحسنين أجمل صنع، ويتوّجهم بفضله وكرمه، ويفيض عليهم من خيراته ونعمه وإحسانه.
قصة يوسف مع امرأة العزيز:
لقد أوتي يوسف عليه السّلام نصف الجمال، فكان بهي الطلعة، جميل الوجه، جذاب الشخصية، حسن القامة والهيئة، ففتنت به امرأة عزيز مصر، وغازلته ولاطفته للوصول إلى غرض معين، ولكن الله عصم نبيّه يوسف من الوقوع في الفاحشة، ونجاه من الافتراء وسوء الاتّهام، وحماه من تلفيق التهمة، وأبعده عن مظانّ السوء، والتصقت التهمة بامرأة العزيز، وثبت الخطأ عليها. وهذا ما عبّر عنه القرآن المجيد بصورة قاطعة وبرهان حسّي عقلي، فقال الله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال