سورة يوسف / الآية رقم 50 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ العَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الخَائِنِينَ

يوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جاءَهُ الرَّسُولُ قالَ ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ فَسْئَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قالَ ما خَطْبُكُنَّ إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ (52)} [يوسف: 12/ 50- 52].
طالب الملك بإحضار يوسف من السجن، حتى يتحقق بنفسه صدق ما تشير إليه الرؤيا، لأنه ليس الخبر كالعيان. وهذا الطلب يدل على فضيلة العلم وعلى منزلة العلماء الذين يستشارون في مهام الأمور، فكان مقابل هذا مطالبة يوسف عليه السّلام التحقيق في تهمة امرأة العزيز له، وسبب الزّج به في السجن.
امتنع يوسف من الاستجابة لرسول الملك بمواجهته وإخراجه من السجن، وإحضاره له، وقال له: ارجع إلى سيدك، فاسأله عن حال النّسوة اللاتي جرحن أيديهن، لأني لا أريد أن آتيه، وأنا متّهم بمسألة سجنت من أجلها، واطلب من الملك أن يحقق في تلك القضية قبل أن آتيه، ليعرف حقيقة الأمر، إن ربي عزّ وجلّ العالم بخفايا الأمور عليم بكيد النساء وتدبيرهن وما دبّرن لي من كيد.
فجمع الملك النّسوة اللاتي قطّعن أيديهن عند امرأة العزيز، فقال مخاطبا لهن كلهن، وهو يريد امرأة العزيز وزيره الأول: ما شأنكن وخبركن حين راودتن يوسف عن نفسه، يوم الضيافة، قلن: حاشا لله، أي معاذ الله أن يكون يوسف أراد السوء أو يكون متّهما، والله ما علمنا عليه سوءا في تاريخه الطويل.
وقالت امرأة العزيز حينئذ: الآن تبيّن الحق وظهر بعد خفائه، أن راودت يوسف من نفسه، لا هو، فامتنع واستعصم، وإنه لصادق في قوله، لم يكذب أبدا. ثم أردفت قائلة: ذلك الاعتراف مني بالحق، ليعلم يوسف أني لم أخنه أثناء غيبته بأن أكذب عليه، أو أرميه بذنب هو بريء منه، والمراد أن توبتي وإقراري ليعلم أني لم أخنه بالغيب، وليعلم أن الله تعالى لا يهدي كيد الخائنين، أي لا يسدده ولا ينجحه، بل يبطله ويبدد أثره، فهذا من كلام امرأة العزيز.
وقال جماعة من أهل التأويل في آية: {ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ (52)}: هذه المقالة هي من يوسف عليه السّلام، أي، ذلك ليعلم العزيز سيدي أني لم أخنه في أهله، وهو غائب، وليعلم أيضا أن الله تعالى لا يهدي كيد خائن، ولا يرشّد سعيه، أي لا يكمله، ولا يمضيه على طريق إصابة أو صواب.
وفي هذا تعريض بامرأة العزيز في خيانتها أمانة زوجها، وتعريض بزوجها في خيانته أمانة الله، حين ساعدها بعد ظهور الآيات المصدقة له على حبسه.
وعلى أي حال، سواء أكانت المقالة من يوسف عليه السّلام أم من امرأة العزيز، فهي تقرّر مبدءا عظيما أو قاعدة صلبة: وهو أن الواجب يقضي بحفظ الأمانات والعهود، وصون حرمة الغائب، سواء كان زوج المرأة وهو عزيز مصر، أو كان يوسف عليه السّلام، فإن الدفاع عن الغائب في مجلس أمر توجبه المروءة والحق وحفظ العهد والميثاق، والمبدأ الثاني: هو أن الله تعالى لا يسدّد عمل خائن، ولا يكمله ولا يحقق غاية أو هدفا، وهذا تطمين لأولئك المظلومين أو المستضعفين المقهورين، الذين يتولى الله تعالى مناصرتهم والدفاع عنهم، وحمايتهم من الظلم والسوء في النهاية، كما جاء في آية أخرى: {إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)} [الحج: 22/ 38].
تولّي يوسف عليه السّلام قيادة الحكم في مصر:
أدانت زليخة امرأة العزيز نفسها، واعترفت بالحق والواقع الذي صدر منها، وهذه فضيلة وصراحة وجرأة، وتبيّن للملك براءة يوسف وعفّته وسجنه بغير حق، كما تبيّن له أمانته، وصبره وجلده، وتيقن حسن خلاله، وطيب فعاله، فولاه مقاليد الأمور في مصر، وهذا دليل الحكمة والوعي والرشد، وكان ذلك تمهيدا لارتقاء يوسف أعلى المنازل وتحقيق مراد الله تعالى في خضوع إخوته له واحتياجهم إليه. قال الله تعالى مبيّنا هذه الأحوال:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال