سورة البقرة / الآية رقم 159 / تفسير التفسير القرآني للقرآن / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلاَ تَقُولُوا لِمْن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ إِلاَّ الَذيِنَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التُّوَّابُ الـرَّحِيم إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ

البقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)}.
التفسير:
مناسبة هذه الآية للآية التي قبلها- على ما يبدو في ظاهر الأمر من بعد الصلة بينهما- هو أن اللّه سبحانه وتعالى يرسل رسله بالبينات والهدى ليكشفوا للناس طريقهم إلى اللّه، وما يتقربون به إليه، من عبادات ومعاملات، وقد بينت الآية السابقة منسكا من مناسك الحج، وفتحت للناس بابا من أبواب التقرب والزّلفى إلى اللّه.
وآيات اللّه هذه هى ميراث المؤمنين عن أنبيائه، والعلماء هم الأمناء على هذا الميراث الكريم.. وقد أخذ اللّه عليهم الميثاق أن يبينوه للناس ولا يكتموا شيئا منه.. كما قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ}.
وإذا كان أهل الكتاب- وخاصة علماءهم- قد نقضوا هذا الميثاق، فكتموا ما أنزل اللّه عليهم. وشوهوا معالم الحق فيه، فكان من المناسب أن يذكّروا في تلك الحال بما هم متلبسون به، وأن يحذّروا، حتى ينتزعوا أنفسهم مما هم فيه، من خلال، إن كان لهم إلى أنفسهم عودة وإلى استنقاذها رغبة! والضمير في قوله تعالى {مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ} يعود إلى الاسم الموصول في قوله تعالى {ما أَنْزَلْنا} أي من بعد ما بينا هذا المنزل، وجعلناه في كتاب، وهو التوراة والإنجيل.
وقوله تعالى: {أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ} وعيد شديد لهؤلاء الذين يكتمون ما يعرفون من الحق، الذي بيّنه اللّه لهم في كتبه، واللعنة معناها المقت والطرد من رحمة اللّه.
وأما قوله سبحانه: {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} فهو تشنيع عليهم، وتغليظ لجرمهم، وفضح لهم بعرضهم في وجه كل مسبّة يتسابّ بها الناس، ورميهم بكل سوء يرمى به الناس في دنيا الناس.. هكذا بكل لسان، وفى كل مكان وزمان!! وقوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا} هو يد رحيمة منعمة، يمدها اللّه سبحانه لهؤلاء الذين غرقت سفينتهم، وتدافعت بهم أمواج الضلال والفتنة، لتلقى بهم إلى حيث البلاء المبين، والعذاب الأليم، وتلك فرصتهم إن اهتبلوها ومدوا أيديهم إلى اللّه، وأخلصوا له القول والعمل، كان في ذلك خلاصهم ونجاتهم، ففى رحمة اللّه متسع لهم، فعلى هؤلاء الذين مكروا بكتاب اللّه ان يتوبوا، وأن يعدلوا عن طريقهم المعوج الذين ركبوه، وأن يصلحوا ما أفسدوا وما أدخلوا على كتاب اللّه من تحريف وتبديل، وأن يبينوا ما في كتاب اللّه من حق، في شأن النبي ورسالته.. هنالك يستقيم طريقهم، وتقبل توبتهم: {فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.
وانظر في قوله تعالى: {وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} كم تجد في قول الحق جل وعلا: {أَنَا} من معطيات الأمل والرجاء لمن يلفتهم اللّه إليه، ويتجلّى عليهم بذاته؟ وكم تجد في واو العطف في قوله سبحانه: {وَأَنَا} من قوى الجذب إلى اللّه لهؤلاء الضالين الظالمين؟ {فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ} فهم الراجعون إلىّ، الطامعون في رحمتى {وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.
الذي يقبل التوبة عن عباده، ويرحمهم.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال