سورة يوسف / الآية رقم 73 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ المَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِـينَ قَالُوا جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وَعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وَعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ المَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ قَالُوا إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ قَالُوا يَا أَيُّهَا العَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المُحْسِنِينَ

يوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ} إذ رأيت منكم ما رأيت. {حتى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مّنَ الله} حتى تعطوني ما أتوثق به من عند الله أي عهداً مؤكداً بذكر الله. {لَتَأْتُنَّنِى بِهِ} جواب القسم إذ المعنى حتى تحلفوا بالله لتأتنني به. {إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ} إلا أن تغلبوا فلا تطيقوا ذلك أو إلا أن تهلكوا جميعاً وهو استثناء مفرغ من أعم الأحوال والتقدير: لتأتنني به على كل حال إلا حال الإحاطة بكم، أو من أعم العلل على أن قوله لتأتنني به، في تأويل النفي أي لا تمتنعون من الإتيان به إلا للإحاطة بكم كقولهم: أقسمت بالله إلا فعلت، أي ما أطلب إلا فعلك. {فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ} عهدهم. {قَالَ الله على مَا نَقُولُ} من طلب الموثق وإتيانه. {وَكِيلٌ} رقيب مطلع.
{وَقَالَ يَا بَنِى لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وادخلوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرّقَةٍ} لأنهم كانوا ذوي جمال وأبهة مشتهرين في مصر بالقربة والكرامة عند الملك، فخاف عليهم أن يدخلوا كوكبة واحدة فيعانوا، ولعله لم يوصهم بذلك في الكرة الأولى لأنهم كانوا مجهولين حينئذ، أو كان الداعي إليها خوفه على بنيامين. وللنفس آثار منها العين والذي يدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام في عوذته: «اللهم إني أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة» {وَمَا أُغْنِى عَنكُمْ مّنَ الله مِن شَئ} مما قضى عليكم بما أشرت به إليكم فإن الحذر لا يمنع القدر. {إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ} يصيبكم لا محالة إن قضي عليكم سوء ولا ينفعكم ذلك. {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المتوكلون} جمع بين الحرفين في عطف الجملة على الجملة لتقدم الصلة للاختصاص كأن الواو للعطف والفاء لإفادة التسبب، فإن فعل الأنبياء سبب لأن يقتدى بهم.
{وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم} أي من أبواب متفرقة في البلد. {مَّا كَانَ يُغْنِى عَنْهُمْ} رأي يعقوب واتباعهم له. {مّنَ الله مِن شَئ} مما قضاه عليهم كما قال يعقوب عليه السلام. فسُرِقُوا وَأخذ بنيامين بوجدان الصواع في رحله وتضاعفت المصيبة على يعقوب. {إِلاَّ حَاجَةً فِى نَفْسِ يَعْقُوبَ} استثناء منقطع أي ولكن حاجة في نفسه، يعني شفقته عليهم وحرازته من أن يعانوا. {قَضَاهَا} أظهرها ووصى بها. {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لّمَا عَلَّمْنَاهُ} بالوحي ونصب الحجج، ولذلك قال: {وَمَا أُغْنِى عَنكُمْ مّنَ الله مِن شَئ} ولم يغتر بتدبيره. {ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ} سر القدر وأنه لا يغني عنه الحذر.
{وَلَمَّا دَخَلُواْ على يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ} ضم إليه بنيامين على الطعام أو في المنزل روي: أنه أضافهم فأجلسهم مثنى مثنى فبقي بنيامين وحيداً فبكى وقال: لو كان أخي يوسف حياً لجلس معي، فأجلسه معه على مائدته ثم قال: لينزل كل اثنين منكم بيتاً وهذا لا ثاني له فيكون معي فبات عنده وقال له: أتحب أن أكون أخاك بدل أخيك الهالك، قال: من يجد أخاً مثلك ولكن لم يلدك يعقوب ولا راحيل، فبكى يوسف وقام إليه وعانقه و{قَالَ إِنّى أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ} فلا تحزن افتعال من البؤس.
{بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} في حقنا فيما مضى.
{فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السقاية} المشربة. {فِى رَحْلِ أَخِيهِ} قيل كانت مشربة جعلت صاعاً يكال به وقيل: كانت تسقى الدواب بها ويكال بها وكانت من فضة. وقيل من ذهب وقرئ و{جعل} على حذف جواب فلما تقديره أمهلهم حتى انطلقوا. {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذّنٌ} نادى مناد. {أَيَّتُهَا العير إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} لعله لم يقله بأمر يوسف عليه الصلاة والسلام أو كان تعبية السقاية والنداء عليها برضا بنيامين. وقيل معناه إنكم لسارقون يوسف من أبيه أو أئنكم لسارقون، والعير القافلة وهو اسم الإبل التي عليها الأحمال لأنها تعير أي تتردد، فقيل لأصحابها كقوله عليه الصلاة والسلام: «يا خيل الله اركبي» وقيل جمع عير وأصله فعل كسقف فعل به ما فعل ببيض تجوز به لقافلة الحمير، ثم استعير لكل قافلة.
{قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ مَّاذَا تَفْقِدُونَ} أي شيء ضاع منكم، والفقد غيبة الشيء عن الحس بحيث لا يعرف مكانه، وقرئ: {تَفْقِدُونَ} من أفقدته إذا وجدته فقيداً.
{قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الملك} وقرئ: {صاع} و{صوع} بالفتح والضم والعين والغين و{صواغ} من الصياغة. {وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ} من الطعام جعلاً له. {وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ} كفيل أؤديه إلى من رده. وفيه دليل على جواز الجعالة وضمان الجعل قبل تمام العمل.
{قَالُواْ تالله} قسم فيه معنى التعجب، التاء بدل من الباء مختصة باسم الله تعالى: {لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِى الأرض وَمَا كُنَّا سارقين} استشهدوا بعلمهم على براءة أنفسهم لما عرفوا منهم في كرتي مجيئهم ومداخلتهم للملك مما يدل على فرط أمانتهم كرد البضاعة التي جعلت في رحالهم وكعم الدواب لئلا تتناول زرعاً أو طعاماً لأحد.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال