سورة البقرة / الآية رقم 177 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

لَيْسَ البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ فِي القَتْلَى الحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقاًّ عَلَى المُتَّقِينَ فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

البقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)} [البقرة: 2/ 177].
وقال قتادة: وقد كان الرجل قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلا اللّه، وأن محمدا عبده ورسوله، ثم مات على ذلك، وجبت له الجنة، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية.
أراد اللّه تعالى أن يبين للناس كافّة أن مجرّد التوجه نحو قبلة معينة ليس من جوهر الدين، وليس هو البر المقصود، وإنما البر وهو اسم جامع للخير ولكل فعل مرض محبوب هو شيء آخر، ليس في الاتجاه جهة المشرق والمغرب، إنما هو إيمان بالله ورسوله مقرون بالعمل الصالح.
البر إذن: إيمان كامل بالله ورسوله واليوم الآخر على أنه محل الجزاء والثواب، وإيمان بالملائكة على أنهم من خلق اللّه لهم مهام عديدة كإنزال الوحي، وحمل العرش، وإنزال المطر، وقبض الأرواح، وطاعة اللّه، وإيمان بالأنبياء جميعا لا فرق بين نبي ونبي، وإيمان بالكتب المنزلة من عند اللّه، سواء كان الكتاب المنزل زبورا أم توراة أم إنجيلا أم قرآنا، نؤمن بما نزل فيه كله، ولا يقتصر الإيمان على بعضه والكفر بالبعض الآخر، كما يفعل الذين جزّؤوا الدين، وقطعوا الصلة بين الدين الأول والآخر، فالدين كله لله، ومن عند اللّه تعالى.
ولا بد مع الإيمان من العمل الصالح، كإقامة الصلاة تامة الأركان والشروط مع الخشوع واستحضار القلب، وإيتاء الزكاة المفروضة لمستحقيها على نحو دقيق شامل جميع أموال الزكاة من النقود والمواشي والزروع وأموال التجارة، وإيتاء المال للمستحق مع حبّه له، وهو إيتاؤه ذوي القرابة، واليتامى والمساكين وأبناء السبيل (المنقطعين في السفر) والسائلين وتحرير الرقاب وفكاك الأسرى، ففي المال حق آخر سوى الزكاة.
ومن أعلى درجات البر: الوفاء بالعهد والوعد وتنفيذ المعاهدات، والصبر في البأساء (شدة الفقر) والضّراء (المرض والمصائب في المال والأهل) وحين البأس (وقت شدة القتال).
هؤلاء الموصوفون بما ذكر هم الصادقون في إيمانهم، المتّقون عذاب اللّه، الفائزون بثوابه وجنّته ورضوانه.
عقوبة القصاص:
المنازعات والمخاصمات والاعتداءات ظاهرة اجتماعية مستمرة بين الناس بسبب الأطماع وحبّ السيطرة والتفوق والغلبة، أو بسبب الشّجار وشدة الغضب وفقد الوعي، أو حبّا للانتقام وأخذ الثأر، وغير ذلك من الأسباب التي لا تتفق في شيء مع الخلق الكريم، والدين والفضيلة، أو الإنسانية، فإن الخلق الكريم يأبى الإيذاء والاعتداء، والدين يحرّم الظلم والبغي والإساءة إلى كرامة الآخرين، والإنسان أخو الإنسان أحبّ أم كره، فلا يظلمه ولا يؤذيه ولا ينتقصه ولا يعتدي عليه.
وقد أراد اللّه سبحانه أن ينظم شأن العداوات والاعتداءات بين الناس، ففرض تشريع القصاص، وألزم الوقوف عند جانب الحق والعدل، دون تجاوز في العقاب، أو معاقبة غير المتّهم المسيء، فتجب المساواة الدقيقة التّامة بين الجريمة والعقوبة، ولا يجوز بحال قتل غير القاتل، أو قتل أكثر من شخص بجريمة قتل واحدة.
قال الشعبي: كان بين حيّين من أحياء العرب قتال، وكان لأحد الحيّين طول على الآخر، فقالوا: نقتل بالعبد منا الحرّ منكم، وبالمرأة الرجل، فنزلت آية القصاص.
وقال سعيد بن جبير: إن حيّين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الإسلام بقليل، وكان بينهم قتل وجراحات، حتى قتلوا العبيد والنساء، فلم يأخذ بعضهم من بعض حتى أسلموا، فكان أحد الحيّين يتطاول على الآخر في العدد والأموال، فحلفوا ألا يرضوا حتى يقتل بالعبد منا الحرّ منهم، وبالمرأة منا الرجل منهم، فنزل فيهم الحرّ بالحرّ، والعبد بالعبد، والأنثى بالأنثى.
قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال